زلزال المغرب المدمر.. هزة ارتدادية تصيب قطاع السياحة
تاريخ النشر: 15th, September 2023 GMT
مصطفى رضا- مباشر: تعد الكوارث الطبيعية والأحداث السياسية العنيفة التي ممكن أن تحدث في أي دولة، ذات تكلفة اقتصادية يتحدد حجمها بناء على الآثار، لكن يزداد الأمر سواءً، أن كانت تلك الدولة تصنف كبلد سياحي - مثل المغرب - حيث يكون التأثير مضاعفا عبر تكلفة معالجة الآثار وانقطاع الإيرادات المحتمل من أحد أهم مصادر التدفقات المالية الداخلة للدولة.
وتعرضت مملكة المغرب، يوم الجمعة الماضية، إلى زلزال مدمر بقوة 7 درجات على مقياس ريختر، لتصل حصيلة الهزة الأرضية العنيفة في المغرب حتى مساء يوم أمس الأربعاء، إلى 2946 قتيل، تم دفن 2944 منهم، وعدد جرحى يصل إلى 5674 شخصا، وفقا لأرقام وزارة الداخلية.
وأوضحت الوزارة، أن عدد الوفيات بلغ 1684 بإقليم الحوز، و980 بإقليم تارودانت، في حين لم يتم تسجيل أي حالة وفاة جديدة في باقي العمالات والأقاليم المعنية.
وأكدت، أن السلطات العمومية تواصل جهودها للتكفل بالمصابين، وإيواء المتضررين، وإيصال الإعانات الغذائية والصحية لهم، وتأمين حركة السير بالطرق التي تضررت جراء الزلزال، معبئة في الوقت نفسه كل الإمكانات اللازمة لمعالجة آثار هذه الفاجعة المؤلمة..
وتترقب مراكش عاصمة المغرب السياحية استقبال آلاف المشاركين في الاجتماعات السنوية لصندوق النقد والبنك الدوليين التي تستضيفها الشهر المقبل، ويأتي ذلك في الوقت الذي تعمل به حكومة المملكة على معالجة آثار الزلزال المدمر الذي ضرب منطقة "الحوز"
وأكد والي بنك المغرب المركزي عبد اللطيف الجواهري، اليوم الخميس، انعقاد الاجتماعات المالية والنقدية الأهم عالمياً في موعدها، منهياً التأويلات بشأن إمكانية تأجيلها.
السياحة في المغرب
وتشير التقارير، إلى أن أنشطة السياحة تُسهم بنحو 7% في الناتج المحلي الإجمالي بالمغرب، حيث تُعدُّ من القطاعات الرئيسية في المملكة، وتلعب دوراً كبيراً في زيادة حصيلة العملات الأجنبية، ويُتوقع أن ترتفع إيرادات القطاع من 91 مليار درهم العام الماضي (8.9 مليار دولار) إلى 120 مليار درهم عام 2026.
واعتمد المغرب، في مارس الماضي، خارطة للفترة من 2023 حتى 2026 بميزانية تناهز 6.1 مليار درهم، تهدف إلى زيادة عدد السياح إلى 17.5 مليون شخص بحلول عام 2026، من 11 مليوناً العام الماضي، وفقا لوكالة "بلومبرج".
وفي نهاية شهر أغسطس الماضي، وقبل أيام من الزلزال المدمر، أعلنت وزارة السياحة المغربية دعوة لإبداء الاهتمام لتنفيذ مشروع سياحي استثماري على الساحل الأطلسي بين العاصمة الرباط والدار البيضاء على مساحة تناهز 47 هكتاراً.
وفي مقابلة صحفية لوزيرة السياحة فاطمة الزهراء عمور، في يناير 2023، أكدت أن 2022 كان استثنائياً لقطاع السياحة المغربية، حيث تمكّنت المملكة من استقطاب 10.9 مليون سائح أجنبي، وهو رقم يمثل 84 بالمائة من مستوى عام 2019.
وألمح الوزيرة حينها، إلى ارتفاع معدل إنفاق السائح الواحد بنحو 23 بالمائة خلال عام 2022، من 6000 إلى 7400 درهم.
سميح ساويرس والسياحة في المغرب
وأعنلت وزارة السياحة في المغرب، في فبراير 2023، أنه في إطار النهوض بالقطاع، تم توقيع مذكرة تفاهم لإعادة إطلاق مشروع تطوير منتجع موغادور في الصويرة، مع تجمّع يضم 4 مستثمرين أجانب، يمثلهم الملياردير المصري سميح ساوريس، بتكلفة إجمالية تناهز 4 مليارات درهم (385 مليون دولار).
وتشمل الاتفاقية تجديد وتوسيع الفندق الحالي، وإنشاء 3 فنادق على واجهة البحر، وخلق منطقة تجارية وترفيهية في قرية موغادور، بالإضافة إلى تطوير مشاريع عقارية، بما سيخلق 4 آلاف وظيفة.
إيرادات قياسية في 6 أشهر
وسجّل المغرب إيرادات سياحية قياسية في النصف الأول من العام الجاري بلغت 47.8 مليار درهم (4.8 مليار دولار) بزيادة 69% عن النصف الأول من العام الماضي، و43% عن النصف الأول من عام ما قبل الجائحة.
الإيرادات القياسية جاءت مدفوعةً بالارتفاع الملحوظ في عدد السياح الوافدين إلى المملكة البالغ عددهم 6.5 مليون سائح في نهاية يونيو، وهو مستوى تجاوز حتى سنوات قبل الجائحة، بحسب بيان صادر اليوم الثلاثاء عن وزارة السياحة المغربية.
وكانت وزير السياحة المغربية، قد قالت في مارس 2023، أن الوزارة أبرمت العديد من الشراكات، بما فيها الشراكة الموقعة مع شركة الرحلات السياحية "آل تورز" التي تغطي موسم فصل صيف 2023 وموسم فصل شتاء 2023-2024، بهدف استقطاب زهاء 10 آلاف سائح انطلاقا من السوق الألماني، فضلا عن الشراكة المبرمة مع مجموعة "TUI" والتي تغطي السنوات الخمس المقبلة والممتدة من موسم صيف 2023 وحتى فصل شتاء 2027-2028، والتي ستتيح مضاعفة عدد السياح الوافدين على المغرب وبمعدل نمو يصل إلى 220 بالمائة.
الموقف على الأرض
ويشار إلى أن مركز الزلزال في المغرب كان مرتفعا في جبال الأطلس مما يعني أن المناطق الأكثر تضررا تقع في وسط المغرب، وتركزت غالبية الوفيات وجهود الإنقاذ في القرى الجبلية النائية التي يصعب الوصول إليها.
وذكرت هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية (USGS)، أنه "بسبب العمق الضحل للحدث وقربه من المراكز السكانية العالية، تعرضت العديد من المباني لاهتزازات شديدة يمكن أن تؤدي إلى فشل كارثي".
وأقرب مركز سياحي هو مراكش، رابع أكبر مدينة في المغرب، حيث تضررت المباني أو انهارت بسبب الكارثة، حدثت معظم الأضرار في المدينة القديمة، وهي أحد مواقع التراث العالمي لليونسكو وأقدم جزء من مدينة مراكش، كما
تعد جبال الأطلس أيضًا وجهة شهيرة للرحلات، حيث تشير التقارير إلى أن السياح ينامون في الشوارع في القرى الجبلية بعد الكارثة.
وقالت مجموعة SETO، التي تمثل 70 من منظمي الرحلات السياحية الرئيسيين في فرنسا، مؤخرا، إنها ليست على علم بمعاناة أي من عملائها بسبب الزلزال الذي ضرب مراكش.
وقالت الخطوط الجوية البريطانية، إن الركاب المقرر سفرهم من وإلى مراكش قبل 24 سبتمبر يمكنهم تغيير مواعيدهم مجانًا إذا رغبوا في ذلك، وتابعت إذا توفرت الإمكانية، فهذا يشمل أيضًا السياح الذين يرغبون في العودة إلى ديارهم مبكرًا،
كما عرضت الخطوط الجوية الفرنسية على عملائها الذين لديهم رحلات مخطط لها من وإلى المغرب في "الأيام المقبلة" فرصة تعديل أو تأجيل رحلاتهم مجانا.
ماذا يحمل المستقبل للسياحة في المغرب؟
وتقف المغرب أمام "سيناريوهين" بعد حادثة الزلزال المدمر، الأول والذي لا تتمناه الدولة السياحية، والذي يتضمن إلغاء العديد من حجوزات الفنادق وشركات الطيران لمراكش، وتعجيل موعد مغادرة العديد من الأجانب الذين كانوا لا يزالون يستمتعون بإجازاتهم في المدينة الأكثر زيارة في المملكة المغربية، مما سيؤثر بشكل سلبي للغاية على إيرادات القطاع التي كانت بدأت أن تتعافي من آثار قيود كورونا.
أما السيناريو الأخر - الأكثر تفاؤلاً - وهو تأثر مؤقت للمناطق التي تعرضت للزلزال مع استمرار تلك الأفواج السياحة في موعدها بعد معالجة بعض آثار الزلزال، مما يعني تأثر ولكن ليس خطير جدا على القطاع الهام في الممكلة، ماذا سيحدث؟ هذا ما ستيجب عليه أرقام الربع الثالث من العام الجاري، بعد أداء استثنائي خلال النصف الأول من 2023.
للتداول والاستثمار في البورصات الخليجية اضغط هنا
تابعوا آخر أخبار البورصة والاقتصاد عبر قناتنا على تليجرام
ترشيحات
إنفوجرافيك.. من أين جاء زوار دبي بالنصف الأول 2023؟
تغطية اكتتاب الأفراد بطرح "لومي" 11.5 مرة بالسعر النهائي 66 ريال للسهم
سوق أبوظبي العالمي: إضافة 25 مديراً للأصول في النصف الأول من 2023
اقتصاد عالمى المصدر: خاص مباشر أخبار ذات صلة الصحة العالمية: إمدادات طبية إلى ليبيا.. وضحايا زلزال المغرب تستمر بالزيادة اقتصاد عالمى ليبيا تُقر ميزانية طوارئ بـ10 مليارات دينار لمعالجة أثار الإعصار اقتصاد عالمى جوع وحرق الأرض.. منظمة عالمية: تغير المناخ يقوض جميع أهداف التنمية المستدامة اقتصاد عالمى هل تعاني من خسائر بأسهمك؟.. إليك الحل الأفضل للمحافظة على أموالك خلال 2023 اقتصاد عالمى الأخبار الأكثر {{details.article.title}} 0"> {{stock.name}}
{{stock.code}} {{stock.changePercentage}} % {{stock.value}} {{stock.change}} {{section.name}} {{subTag.name}} {{details.article.infoMainTagData.name}} المصدر: {{details.article.source}} {{attachment.name}}
أخبار ذات صلة
المصدر: معلومات مباشر
كلمات دلالية: السیاحة المغربیة النصف الأول من اقتصاد عالمى ملیار درهم السیاحة فی فی المغرب العدید من
إقرأ أيضاً:
باريس: لا نعرف مصير الرهينتين الفرنسيين في غزة
أعلن وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو، اليوم الخميس، أنه "لا يقين" حول مصير الرهينتين الفرنسيين الإسرائيليين المحتجزين في قطاع غزة، عوفر كالديرون وأوهاد ياحالومي.
وقال بارو، متحدثاً لإذاعة إر تي إل،: "مضت أشهر طويلة من غير أن تردنا أنباء عنهما.. نأمل أن يتمكنا من العودة إلينا على قيد الحياة، وبصحة جيدة"، وذلك غداة إعلان التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق نار بين إسرائيل وحركة حماس في قطاع غزة يدخل حيز التنفيذ، الأحد المقبل.
وتابع الوزير أنه خلال هجوم حركة حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023 "قتل 48 من مواطنينا، واحتجز 8 رهائن، قضى منهم اثنان للأسف وعاد إلينا 4، بينهم أولاد عوفر وأوهاد، وننتظر الآن عودة هذين الرهينتين".
وأكد أن فرنسا "لا يقين لديها ولا أخبار" حول مصيرهما، "باستثناء شهادات الذين عادوا من غزة".
L’accord de cessez-le-feu à #Gaza : "Un soulagement et je souhaite que ce soit le chapitre final de cette guerre dévastatrice qui a trop duré, que cela permette la libération de nos deux otages"@jnbarrot, ministre des Affaires étrangères, invité de @ThomasSotto dans #RTLMatin pic.twitter.com/sSDxuONr25
— RTL France (@RTLFrance) January 16, 2025وينص الاتفاق بثلاث مراحل الذي تم التوصل إليه في الدوحة، الأربعاء، على هدنة اعتباراً من الأحد، وإطلاق سراح 33 رهينة محتجزين في قطاع غزة، مقابل الإفراج عن ألف معتقل فلسطيني من السجون الإسرائيلية، وإدخال المزيد من المساعدات الإنسانية.
واندلعت الحرب مع شن حركة حماس هجوماً غير مسبوق على إسرائيل في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023، تسبب بمقتل 1210 أشخاص، بحسب تعداد لوكالة "فرانس برس"، استناداً إلى بيانات إسرائيلية رسمية.
وخطف خلال هجوم حماس 251 شخصاً ما زال 94 منهم محتجزين في قطاع غزة، فيما أعلن الجيش مقتل أو وفاة 34 منهم.
وقُتل أكثر من 46707 فلسطينيين، معظمهم من المدنيين النساء والأطفال، في العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وفق بيانات صادرة عن وزارة الصحة في غزة وتعتبرها الأمم المتحدة موثوقة.