لامبيدوزا تغص بالمهاجرين وسالفيني يعلّق: "إعلان حرب"
تاريخ النشر: 15th, September 2023 GMT
شجعت أحوال الطقس الجيدة في الأيام الأخيرة المهاجرين على ركوب البحر
تحاول جزيرة لامبيدوزا الإيطالية الصغيرة التعامل مع تدفق المهاجرين من شمال افريقيا بعد أن استقبلت أكثر من سبعة آلاف شخص، أي ما يعادل إجمالي عدد السكان المحليين. وكان مركز الاستقبال الذي تم بناؤه لإيواء أقل من 400 شخص، مكتظا برجال ونساء وأطفال اضطروا للنوم في الخارج على أسرة بلاستيكية وكثيرون استخدموا بطانيات طوارئ.
ودفعت أحوال الطقس المواتية المرشحين للهجرة إلى الإبحار في الأيام الأخيرة، فقد وصل أكثر من خمسة آلاف شخص إلى السواحل الإيطالية الثلاثاء حصريا إلى لامبيدوزا، وحوالي ثلاثة آلاف الأربعاء وفقا لوزارة الداخلية.
وبحسب ماتيو فيلا من معهد الدراسات السياسية الدولية فإن عدد الوافدين خلال 48 ساعة هو "رقم قياسي مطلق". وأعلن رئيس الصليب الأحمر الإيطالي روزاريو فالاسترو الخميس (14 أيلول/سبتمبر 2023) في بيان أن الصليب الأحمر الذي يدير مركز الاستقبال في لامبيدوزا "يفعل المستحيل وأكثر من المستحيل". وأعلنت المنطقة حال الطوارئ المحلية وحصل توتر الأربعاء أثناء توزيع المواد الغذائية من قبل الصليب الأحمر.
ألمانيا تعلق استقبال المهاجرين من إيطاليا
تقع لامبيدوزا على بعد أقل من 150 كيلومترا من السواحل التونسية، وهي إحدى المحطات الأولى للمهاجرين الذين يعبرون المتوسط. وتوجه عدد من المهاجرين الشباب إلى وسط مدينة لامبيدوزا التاريخي، حيث شاهد مصور فرانس برس بعضهم يتناول المثلجات. وأكد عدد من المهاجرين أنهم يشعرون بالجوع وقال آخرون إنهم لا يملكون المال، لذا رفضت بعض المطاعم استقبالهم. لكن مطاعم أخرى قدمت لهم الطعام مجانا كما دفع سكان وسياح ثمن وجبات المهاجرين.
ويقوم خفر السواحل بانتشال معظم المهاجرين في البحر من على متن قوارب وينقلونهم إلى ميناء لامبيدوزا. لكن كثيرين لا ينجون من الرحلة، ووفقا لوكالة الهجرة التابعة للأمم المتحدة توفي أكثر من ألفي شخص هذا العام أثناء العبور من شمال إفريقيا إلى إيطاليا ومالطا. وآخر ضحية رضيع في شهره الخامس سقط في الماء صباح الأربعاء أثناء نقل مجموعة مهاجرين إلى الشاطئ.
منذ سنوات يواجه مركز استقبال المهاجرين في لامبيدوزا صعوبة في استيعاب عدد الوافدين مع إبلاغ المنظمات الإنسانية عن نقص في المياه والغذاء والرعاية الطبية.
وتأخذ ايطاليا على شركائها الأوروبيين عدم القيام بما يكفي لمساعدتها في التعامل مع هذا الدفق الكبير من المهاجرين. وأبلغت ألمانيا هذا الأسبوع أنها لن تستقبل بعد الآن مهاجرين من إيطاليا في حين أعلنت فرنسا إرسال تعزيزات للتصدي للهجرة غير النظامية على حدودها مع إيطاليا. ومن المقرر نقل نحو خمسة آلاف شخص مساء الخميس إلى صقلية حيث مراكز استقبال أكبر.
إيطاليا تعلن حالة الطوارئ الخاصة بالمهاجرين في جزيرة لامبيدوزاالمعارضة اليسارية تسخر من الحكومة اليمينية المتشددة
وخصصت الحكومة الإيطالية من اليمين المتطرف مؤخرا 45 مليون يورو للامبيدوزا لمساعدة الجزيرة على التعامل بشكل أفضل مع وضع المهاجرين. لكن رئيسة الحكومة جورجيا ميلوني التي انتخبت قبل عام بعد أن قطعت وعودا بوضع حد للهجرة الجماعية، تطلب مساعدة الاتحاد الأوروبي.
والخميس أكدت متحدثة باسم المفوضية الأوروبية أن بروكسل "على اتصال وثيق" مع روما حول هذا الوضع موضحة أن إيطاليا تلقت 14 مليون يورو من الأموال الأوروبية لمواجهة هذا الوضع. من جهته أعلن نائب رئيسة الوزراء الايطالية ماتيو سالفيني زعيم حرب الرابطة (المعادي للهجرة) أنه يرى في تدفق المهاجرين بهذه الأعداد الضخمة "إعلان حرب" على إيطاليا.
من جانبها سخرت المعارضة اليسارية من فشل السياسة التي ينتهجها الثنائي ميلوني-سالفيني بعد تعهدهما خلال حملة الانتخابات التشريعية في 2022 ب"وقف" قوارب الهجرة.
ويتوقع أن تصل ماريون ماريشال رئيسة قائمة حزب "الاستعادة" الفرنسي Reconquete المناصر لحزب فراتيلي ديتاليا إلى لامبيدوزا مساء الخميس. وأعلنت قبل مغادرتها "لامبيدوزا ليست فقط حدود إيطاليا، بل كل أوروبا".
ووصل نحو 124 ألف مهاجر إلى الشواطئ الإيطالية منذ بداية العام، مقارنة بـ 65500 خلال الفترة نفسها من العام الماضي. مع ذلك فإن الأرقام لم تتجاوز بعد أرقام عام 2016، عندما وصل أكثر من 181 ألف شخص معظمهم من السوريين الفارين من الحرب، إلى أوروبا.
ز.أ.ب/خ.س (د ب أ، أ ف ب)
المصدر: DW عربية
كلمات دلالية: لامبيدوسا إيطاليا الهجرة إلى أوروبا قوارب المهاجرين اللجوء في أوروبا لامبيدوزا اللجوء اليمين المتطرف تونس ليبيا الاتحاد الأوروبي ألمانيا فرنسا لامبيدوسا إيطاليا الهجرة إلى أوروبا قوارب المهاجرين اللجوء في أوروبا لامبيدوزا اللجوء اليمين المتطرف تونس ليبيا الاتحاد الأوروبي ألمانيا فرنسا أکثر من
إقرأ أيضاً:
من فينيسيا إلى نافورة تريفي.. السياحة المفرطة تدفع إيطاليا لزيادة الرسوم
أصبح لزاما على زوار مدينة فينيسيا (البندقية) الإيطالية دفع رسوم دخول تصل إلى 10 يوروهات لزيارة المدينة ليوم واحد، وهي ضعف الرسوم التي كانت مفروضة عند إطلاق البرنامج لأول مرة العام الماضي.
واعتبارا من الجمعة 18 أبريل/نيسان، بدأت المدينة تطبيق الرسوم الجديدة، التي ستُفرض يوميا حتى أول عطلة نهاية أسبوع من مايو/أيار، ثم تستمر من الجمعة إلى الأحد من كل أسبوع حتى نهاية يوليو/تموز.
تأتي هذه الزيادة وسط معاناة إيطاليا من مستويات غير مسبوقة من "السياحة المفرطة"، التي أدت إلى نقص حاد في السكن الميسور، وازدحام المدن، والتكدس في مواقع الجذب السياحي، حتى في القرى الصغيرة التي كانت تُعرف بهدوئها.
بموجب الإجراءات الجديدة، ستُطبق رسوم زيارة فينيسيا خلال 54 يوما من العام الجاري، وهو ما يمثل ضعف عدد الأيام مقارنة بالعام الماضي تقريبا.
ويُطلب من الزوار الحصول مسبقا على رمز الاستجابة السريع (QR Code) عبر الإنترنت، وتنزيله على هواتفهم الذكية قبل الوصول إلى المدينة.
فينيسيا أصبحت في عام 2024 أول مدينة في العالم تفرض رسوم دخول على الزوار اليوميين، بطريقة تشبه دخول المتاحف.
ويواجه من لا يحمل تذكرة صالحة خطر دفع غرامة قد تصل إلى 300 يورو.
إعلانورغم أن النظام الأساسي لم يتغير كثيرا عن العام الماضي، فإن إلزامية الدفع باتت أوسع وأكثر صرامة.
ويُتاح للزوار الذين يقومون بالحجز المبكر الحصول على تذكرة دخول مقابل 5 يوروهات فقط، بينما يُطلب من الزوار الذين يحجزون في اللحظات الأخيرة دفع 10 يوروهات.
ولم يعد الضغط الذي تسببه السياحة المكثفة مقتصرا على السكان المحليين فقط، بل بات يؤثر أيضا على الزوار أنفسهم.
ففي محاولة للحفاظ على أصالة المدينة القديمة ومواقعها التراثية، بدأ العديد من الوجهات السياحية الإيطالية الأخرى أيضا بتطبيق قيود على الدخول، وفرض رسوم وحظر على بعض المناطق.
في مدينة بومبي الأثرية، التي تستقطب حوالي 4 ملايين زائر كل صيف، أدى التكدس إلى تطبيق إجراءات صارمة.
فقد تم فرض حد أقصى للزوار اليوميين يبلغ 20 ألف شخص، مع إصدار تذاكر مخصصة للسيطرة على الأعداد المتزايدة.
وتهدف هذه الإجراءات إلى تخفيف الضغط على الموقع الأثري، وضمان سلامة الزوار والحفاظ على إرث المدينة الذي يعود إلى ما قبل ألفي عام، حين دُفنت بالكامل تحت الرماد البركاني بسبب ثوران جبل فيزوف عام 79 ميلاديا.
أما العاصمة الإيطالية روما، فأصبحت نافورة تريفي الشهيرة واحدة من أكثر المواقع ازدحاما، خاصة مع انتشار ثقافة صور السيلفي وإلقاء العملات المعدنية.
ومع الازدحام المستمر والضغط الكبير على الموقع، بدأ مجلس المدينة، مدعوما من السكان وأصحاب الأعمال التجارية، مناقشة فرض إجراءات تنظيمية جديدة.
وتشمل الاقتراحات قيد الدراسة تقييد عدد الزوار حول النافورة، وفرض رسم دخول رمزي بقيمة يوروهين للمساهمة في تحسين إدارة الحشود.
في الوقت نفسه، بدأت بالفعل أعمال ترميم النافورة، حيث تم تقييد الوصول بممر خاص حول النافورة يسمح بدخول أعداد محدودة من الزوار في كل مرة.
وتسعى السلطات الإيطالية من خلال هذه الإجراءات إلى تحقيق توازن حساس بين حماية المواقع التاريخية العريقة، والحفاظ على راحة السكان المحليين، وضمان تجربة مميزة وآمنة للزوار.
إعلانوتشير كل المؤشرات إلى أن السياحة الجماعية ستظل تمثل تحديا كبيرا في السنوات المقبلة، مما يدفع المزيد من المدن إلى التفكير في حلول مشابهة لما تقوم به فينيسيا اليوم.