شعبان بلال (القاهرة) 

أخبار ذات صلة الأمم المتحدة: «الطموح المناخي» تجمع فريد لمواجهة تغير المناخ الإمارات: 250 مليون دولار مساهمة القطاع الخاص في الجهود الإنسانية مؤتمر الأطراف «COP28» تابع التغطية كاملة

استطاعت دولة الإمارات، على مدار سنوات طويلة، التوسع في استثمارات ومشروعات الطاقة النظيفة والمتجددة محلياً وعالمياً، واكتسبت تجارب رائدة تساهم في تقليل الانبعاثات الكربونية الضارة بالبيئة، ولديها رؤية طموح في مجال الطاقة النظيفة والمتجددة.

 
وقال خبراء ومتخصصون إن مؤتمر المناخ «COP28» المنعقد في دولة الإمارات العربية المتحدة، سيكون نقطة انطلاق نوعية في مستقبل الطاقة النظيفة والعمل المناخي على المستوى العالمي. 
وقال الخبير المتخصص في قضايا المناخ المهندس ثائر يوسف، إن تغير المناخ له تأثير مباشر على إمدادات الوقود وإنتاج الطاقة، وكذلك المرونة المادية للبنية التحتية الحالية والمستقبلية للطاقة، وتضع تداعيات التغير المناخي من موجات الحر الشديد، والجفاف، توليد الطاقة في الوقت الحالي تحت ضغط كبير، مما يجعل من المهم للغاية الحد من استخدام الوقود الأحفوري لخفض الانبعاثات الكربونية. 
وأوضح ثائر في تصريحات لـ «الاتحاد» أن تأثير ظواهر الطقس والمناخ المتطرفة تعد الأكثر تواتراً وخطورة، لذلك فإن قمة المناخ «COP28» تشدد على ضرورة الانتقال العملي والعادل في قطاع الطاقة، وتوسيع نطاق الاعتماد على مصادر الطاقة المتجددة والنظيفة، والخفض التدريجي لاستخدام الوقود التقليدي بشكل مدروس. 
وأشار الخبير المتخصص في قضايا المناخ إلى أنه رغم الاضطرابات الاقتصادية التي يشهدها العالم إلا أن الإمارات باتت مثالاً يحتذى في الاستثمارات بقطاع الطاقة النظيفة، وتولي تنفيذ العديد من المشاريع العملاقة في هذا المجال اهتماماً خاصاً، لافتا إلى أن استراتيجية الإمارات للطاقة 2050 تتضمن مزيجاً من مصادر الطاقة المتجددة النظيفة لضمان تحقيق التوازن بين الاحتياجات الاقتصادية والأهداف البيئية. 
وبيّن يوسف أن دولة الإمارات تستهدف ضخ استثمارات بقيمة 600 مليار درهم حتى 2050 لضمان تلبية الطلب على الطاقة، بالإضافة إلى خفض الانبعاثات الكربونية من إنتاج الكهرباء بنسبة 70% خلال العقود الثلاثة المقبلة. 
ومن جانبه، قال خبير المناخ والتنمية المستدامة الدكتور محمد داود إن دولة الإمارات أدركت مبكراً أهمية الاستثمار والبحث والتطوير في مجال الطاقة الجديدة والمتجددة لتحقيق التوازن بين التنمية والحفاظ على بيئة نظيفة وصحية وآمنة، فقد أطلق صندوق أبوظبي للتنمية في العام 2013 مبادرة عالمية طموح لدعم مشاريع الطاقة النظيفة والمتجددة بقيمة 1.285 مليار درهم «350 مليون دولار»، بالتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة المتجددة، بهدف تمويل مشاريع الطاقة النظيفة والمتجددة في 26 دولة والتي وصل عددها إلى 32 دولة تنتج نحو 208 ميجاواط من الطاقة المتجددة، يستفيد منها أكثر من مليون شخص. 
وأوضح داود في تصريحات لـ «الاتحاد» أن هذه المشاريع ساهمت في تقليل البصمة الكربونية من خلال تقليل الانبعاثات الضارة بالبيئة في هذه الدول، بجانب مبادرة وزارة الخارجية والتعاون الدولي في العام 2014 بإطلاق صندوق الشراكة بين الإمارات ودول المحيط الهادئ، لتنفيذ مشاريع للطاقة النظيفة والمتجددة بتمويل 184 مليون درهم «50 مليون دولار».
وتوسعت استثمارات الإمارات في قطاع الطاقة المتجددة لتصل إلى 90 مشروعاً بقيمة 4.7 مليار درهم «1.3 مليار دولار» في أكثر من سبعين دولة مع نهاية العام 2020، بحسب داود الذي أشار إلى أن طاقة هذه المشاريع الإنتاجية وصلت إلى نحو 9755 ميجاواط للمساهمة في تنمية قطاعات رئيسية في عدد كبير من الدول النامية.
وأوضح داود أن دولة الإمارات تسعى من خلال «COP28» إلى حشد الجهود العالمية في قطاع الطاقة النظيفة والمتجددة من خلال استراتيجياتها واستثماراتها في هذا المجال، مؤكداً أن الدولة تتمتع برؤية طموحة في مجال الطاقة النظيفة، وتسعى لأن يكون مؤتمر المناخ نقطة انطلاق نوعية في مستقبل الطاقة والعمل المناخي على المستوى العالمي. 
وذكر خبير التنمية المستدامة والمناخ أن «COP28» يركز على تحسين الآليات وتمويل المشاريع والمبادرات التي تهدف للتحول إلى الطاقة المتجددة والنظيفة، وتشجيع المزيد من الاستثمارات وتعزيز التعاون الدولي لتحقيق الأهداف المشتركة في هذا المجال وتخفيض البصمة الكربونية. 
وفي السياق نفسه، قال عمر الشوشان، رئيس اتحاد الجمعيات البيئية بالأردن، إن الإمارات قدمت وجبة دسمة من الاستثمار في الطاقة المتجددة خلال قمة المناخ الأفريقية الأخيرة لتطلق الإمكانات الكامنة في القارة السمراء، وتعزيز دورها في العمل المناخي والتي تعرضت لتهميش وعدم عدالة من حيث التمويل المناخي والاستثمارات الخضراء.
وشدد الشوشان في تصريح لـ «الاتحاد» على أن دولة الإمارات تملك رؤية واعدة تجاه تقديم نموذج عالمي في «تخضير» القطاعات الاقتصادية، وفي مقدمتها الطاقة والمياه والزراعة، مع توافر الإرادة السياسية لدى قيادتها الرشيدة والحكيمة في المضي قدماً على المستوى العالمي في صناعة الفرق، وتقديم الحلول الذكية القائمة على روح الابتكار وتوطين أحدث التقنيات.

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: الطاقة النظيفة الإمارات الطاقة المتجددة الانبعاثات الكربونية المناخ التغير المناخي تغير المناخ الطاقة المتجددة دولة الإمارات

إقرأ أيضاً:

تنظيم الدورة العاشرة من القمة العالمية للاقتصاد الأخضر 2-3 أكتوبر 2024

أعلن معالي سعيد محمد الطاير، نائب رئيس المجلس الأعلى للطاقة في دبي والعضو المنتدب الرئيس التنفيذي لهيئة كهرباء ومياه دبي، ورئيس المنظمة العالمية للاقتصاد الأخضر، أن الدورة العاشرة من القمة العالمية للاقتصاد الأخضر ستعقد يومي 2و3 أكتوبر 2024 في مركز دبي التجاري العالمي تحت شعار “تمكين الجهود العالمية: تهيئة الفرص ودفع عجلة التطور”. وتواصل القمة، التي ينظمها كلٌ من المجلس الأعلى للطاقة في دبي، وهيئة كهرباء ومياه دبي، والمنظمة العالمية للاقتصاد الأخضر البناء على نتائج الدورات السابقة من خلال تعزيز العمل المشترك بين جميع المعنيين.
وقال معالي سعيد الطاير: “برعاية كريمة من سيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، أسهمت القمة العالمية للاقتصاد الأخضر، منذ انطلاقها عام 2014، في دعم الجهود العالمية الرامية إلى تحقيق التوازن بين التنمية الاقتصادية والاستدامة البيئية من خلال توفير منصة عالمية رائدة تجمع نخبة من الخبراء والمعنيين وصناع القرار في قطاعات الطاقة والاقتصاد والتغير المناخي والتمويل الأخضر من جميع أنحاء العالم لتبادل المعارف والخبرات وتعزيز الشراكات ومناقشة السياسات والحلول الاستشرافية التي من شأنها أن تُسّرع الوصول إلى اقتصاد أخضر مستدام، إضافة إلى تسليط الضوء على الدور الريادي لدولة الإمارات العربية المتحدة في تعزيز التعاون العالمي لمواجهة التغير المناخي، وكذلك جهود دبي في تعزيز التنمية الشاملة والمستدامة والتحول إلى الاقتصاد الأخضر.”
تركز الدورة العاشرة من القمة على عدد من الموضوعات الرئيسة تشمل إزالة الكربون، وآخر التطورات في الطاقة النظيفة (بما في ذلك الهيدروجين الأخضر وتخزين الطاقة)، والتمويل المناخي، والاقتصاد الدائري، واستخدام التكنولوجيا للتعامل مع التغير المناخي، ودور الشباب في العمل المناخي، إضافة إلى القضايا الخاصة بالغذاء والماء.


مقالات مشابهة

  • محافظ كفر الشيخ يتفقد أعمال إنشاء مركز التحول الرقمي.. «واجهة رائدة»
  • الإمارات تدلي ببيان مشترك نيابة عن 69 دولة حول تغير المناخ وحقوق الإنسان
  • أمام الدورة السادسة والخمسين لمجلس حقوق الإنسان في جنيف الإمارات تدلي ببيان مشترك نيابة عن 69 دولة حول تغير المناخ وحقوق الإنسان
  • سلطنة عمان تنافس بقوة فى قطاع الهيدروجين والطاقة النظيفة عالميًّا
  • وزير الصناعة الإماراتي يبحث مع رئيس وزراء اليابان مستجدات الشراكة الاستراتيجية الشاملة
  • القمة العالمية للاقتصاد الأخضر تنطلق 2 أكتوبر
  • القمة العالمية للاقتصاد الأخضر تعقد بدبي أكتوبر القادم
  • رئيس وزراء باكستان يدعو لمساعدة الدول المعرضة للتغير المناخي
  • الدورة الـ10من القمة العالمية للاقتصاد الأخضر تنطلق 2 أكتوبر
  • تنظيم الدورة العاشرة من القمة العالمية للاقتصاد الأخضر 2-3 أكتوبر 2024