سلطان بن أحمد يكرم الفائزين بجائزة الشارقة للاتصال الحكومي
تاريخ النشر: 15th, September 2023 GMT
الشارقة (الاتحاد)
كرّم سمو الشيخ سلطان بن أحمد بن سلطان القاسمي، نائب حاكم الشارقة، رئيس مجلس الشارقة للإعلام، مساء أمس الخميس، الفائزين بجائزة الشارقة للاتصال الحكومي في دورتها العاشرة التي ينظمها المكتب الإعلامي لحكومة الشارقة.
جاء ذلك خلال الحفل الذي أُقيم في مركز إكسبو الشارقة، بالتزامن مع ختام فعاليات «المنتدى الدولي للاتصال الحكومي» في دورته الـ12 الذي أقيم يومي 13 و14 سبتمبر الجاري، تحت شعار «موارد اليوم.
وشاهد سموه والحضور عرضاً فلمياً ركز فيه على أهمية تقدير وتكريم الجهود التي تحافظ على الموارد الحالية، سواء الفردية أو المؤسسية، وهذا ما تهدف إليه جائزة الشارقة للاتصال الحكومي، وفي كلمته خلال حفل التكريم، قال طارق سعيد علاي، مدير عام المكتب الإعلامي لحكومة الشارقة: «من يعرف رؤية إمارة الشارقة تجاه الاتصال وتأثيره في مسيرة التنمية الشاملة والمستدامة، يعرف أن هذه الجائزة جاءت تحقيقاً لاستراتيجية متكاملة تتطلع إلى رفع معايير ممارسة الاتصال في دولة الإمارات أولاً، ثم في المنطقة العربية ثانياً، والعالم ثالثاً».
وأوضح علاي أن الجائزة عملت منذ انطلاقها على إرساء معايير عالية المستوى لتقييم ممارسات الاتصال، وذلك في سعيها المستمر إلى تقديم نماذج تسهم في تجاوز التحديات التي يواجهها العالم على المستويات الاقتصادية، والبيئية، والاجتماعية، والصحية وغيرها، واصفاً ذلك بالمهمة الكبيرة والمضاعفة التي تقع على كل العاملين والخبراء المتخصصين في مجال الاتصال اليوم، سواءً كانوا في الجهات الحكومية أو الخاصة أو الأفراد.
وقال مدير عام المكتب الإعلامي لحكومة الشارقة: «لا يمكن الاكتفاء الآن بتبني الخطابات التنموية ودعم توجهات الحكومات فحسب، بل إنه من الواجب علينا جميعاً العمل على استحداث استراتيجيات تواكب متغيرات تعامل الرأي العام مع المعلومات والتوجهات والحقائق»، مشيراً إلى التغير الكبير الذي طرأ خلال العقدين الماضيين على مفهوم الاتصال الحكومي، والذي تحول من مجرد جسر يربط الحكومات بالمجتمعات المستقبلة للرسائل، ليصبح دائرة تواصل واحدة تتبادل المجتمعات والحكومات فيها الأدوار ما بين المرسل والمستقبل.
الداعم الأول
من جانبه، وجَّه محمد جلال الريسي، مدير عام وكالة أنباء الإمارات (وام)، رئيس لجنة تحكيم جائزة الشارقة للاتصال الحكومي، في كلمته، التحية والتقدير لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، الداعم الأول للمبادرات التي تخدم المجتمع وتطوِّر المؤسسات، انطلاقاً من الدور الجوهري للاتصال في ترسيخ العلاقات، والوصول بالمجتمعات إلى نهضة حضارية كاملة.
وقال الريسي: «واكبت جائزة الشارقة للاتصال الحكومي المتغيرات المتسارعة في العالم، ونجحت خلال دورتها الجديدة في استشراف مسار التحولات المستقبلية في استراتيجيات وممارسات الاتصال الحكومي، والاستمرار في توسعها من نطاقها المحلي إلى العربي، ووصلت إلى استقبال المشاركات من مختلف بلدان العالم».
وأكد رئيس لجنة تحكيم جائزة الشارقة للاتصال الحكومي، جمع الجائزة بين الشمولية والتخصص، وتنوع ممارسات الاتصال وساحاته الذي جعل الجائزة واحدة من أبرز المنصات الدولية لتحديد مسؤولية وقوة الاتصال في تجاوز التحديات التنموية العالمية، مضيفاً: «وفي هذا المسار، عملت الجائزة على استحداث محاور مبتكرة للمنافسة، تستجيب لما تمر به حكومات ومجتمعات العالم من تحولات، وهو ما برز في تكريم وتتويج أفضل ممارسات واستراتيجيات الاتصال في 12 جائزة للمشاركات العربية، و14 جائزة للمشاركات العالمية، لتقدم بذلك أبرز النماذج في ممارسات الاتصال وأكثر التجارب تأثيراً في ثقافته وتوجهاته».
توصيات
وكشف الريسي عن التوصيات التي تقدمت بها اللجنة لتحسين وتطوير فئات الجائزة، لافتاً إلى حجبها لفئة «أفضل كاتب أو مؤلف في علوم الاتصال الحكومي»، وفئة «أفضل توظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي في الاتصال لخدمة المجتمعات»، وفئة «أفضل عمل درامي»، عن هذه الدورة، على أن يعاد النظر في تفعيلها في الدورات القادمة، مبيناً أن لجنة تحكيم الجائزة أوصت بتعزيز العمل على تنظيم ورش متخصصة لتدريب العاملين في الاتصال على أفضل استثمار للتقنيات الذكية، لاحتياج المستخدمين للأدوات والتقنيات الحديثة والتمكن من آليات توظيفها، كما أوصت باستحداث فئة «شخصية هذا العام» التي تُمنح لأكثر الشخصيات تأثيراً في المجتمعات، نظير ما تمثله الممارسات الشخصية المسؤولة من تأثير كبير يخدم جهود الاتصال، إضافة إلى ذلك، تضمنت مخرجات اللجنة استثناء فئة «أفضل متحدث رسمي» المتحدثين من الصف الأول والرؤساء التنفيذيين ورؤساء مجلس الإدارة في الجهات الرسمية والمؤسسات، وأن تركز على المتحدثين من الصف الثاني مثل المديرين ورؤساء الإدارات والأقسام، لتعزيز وتحفيز الإبداع والابتكار في بيئة العمل.
وخلال الحفل، أعلن المكتب الإعلامي لحكومة الشارقة تقريراً يُعد الأول من نوعه تحت عنوان «100 ابتكار في الاتصال الحكومي لعام 2023» يستعرض 100 تجربة لمنهجيات وحملات الاتصال المبتكرة، تم اعتمادها من قبل الحكومات في جميع أنحاء العالم لتجاوز مختلف التحديات وجعلها في مصلحتها، وتم العمل على هذه القائمة من قبل المكتب الإعلامي لحكومة الشارقة بالشراكة مع شبكة «أبوليتكال Apolitical» التعليمية من المملكة المتحدة، لدعم أفضل الممارسات والابتكارات والتكنولوجيا التي ستشكل مستقبل الاتصالات الحكومية.
نتائج التقرير
واستعرضت جيسيكا فان أونسلين، مديرة الاتصالات والتسويق في «أبوليتكال Apolitical» نتائج التقرير خلال خطاب ملهم ألقته ضمن حفل الجائزة، ذكرت فيه أهم المحاور التي يستهدفها التقرير لدعم موظفي القطاع الحكومي في مجال الاتصال، وأشارت إلى أهمية توفير مصدر إلهام لهم للتركيز على سيناريوهات التواصل في السياقات الخاصة بهم من خلال التفكير في مدى تأثير الأفكار المقترحة، واستكشاف القنوات أو التقنيّات الجديدة، ومعرفة المدى الذي يمكن أن تسهم فيه المنهجيات المتبعة في تعزيز القدرة على التأثير وتحقيق النتائج المرجوة.
وسلطت جيسيكا أونسلين الضوء في خطابها على التجارب الناجحة للاتصال الحكومي، اعتماداً على استطلاع للرأي شمل 200 ألف موظف حكومي من 160 دولة من مستخدمي منصة «Apolitical» لمعرفة ما إذا كانت إداراتهم الحكومية تتواصل بشكل واضح ومبتكر مع أفراد المجتمع، وحسب النتائج، أفاد 34% ممن شملهم الاستطلاع بأن حكوماتهم تتواصل «أحياناً» مع الفئات المستهدفة، في حين أشار 42% منهم إلى أنها «لا تتواصل على الإطلاق»، ما أوضح ضرورة العمل على تحسين معايير الاتصال وتبني التجارب المبتكرة لتحقيق أعلى درجات الكفاءة والفعالية في الأجهزة الحكومية.
الفائزون
وفاز بجائزة الشارقة للاتصال الحكومي في دورتها العاشرة لفئة أفضل منظومة اتصال متكاملة بلدية مدينة أبوظبي، أما فئة أفضل متحدث رسمي ففاز بها غنام بطي المزروعي، الأمين العام لمجلس تنافسية الكوادر الإماراتية، في حين حازت القيادة العامة لشرطة دبي جائزة أفضل اتصال لبناء وإدارة السمعة المؤسسية.
وتضم جائزة أفضل اتصال يستهدف الشباب ثلاث فئات فرعية، حيث فاز المركز الوطني لتنمية القطاع غير الربحي بالمملكة العربية السعودية بفئة أفضل الحملات للتأثير الإيجابي في وعي وممارسات الشباب، بينما فازت المؤسسة الاتحادية للشباب – وزارة الثقافة والشباب بفئة أفضل برامج اتصال لدعم المشاريع الناشئة والشباب، فيما فاز مجلس شباب وزارة الصحة ووقاية المجتمع بفئة أفضل مبادرة شبابية في الاتصال الحكومي.
كما فازت جمارك دبي عن فئة أفضل فريق اتصال حكومي، فيما نالت الشركة الوطنية للإسكان بالمملكة العربية السعودية جائزة أفضل حملة لدعم المسؤولية الاجتماعية، أما جائزة أفضل حملة تستهدف الثقافة العربية فتنقسم لفئتين فرعيتين، حيث فازت هيئة الشارقة للتعليم الخاص بجائزة أفضل حملة دعمت اللغة العربية، بينما فاز مجمع الشارقة للقرآن الكريم بجائزة أفضل حملة رسخت القيم والهوية العربية.
وعلى صعيد الفئات العالمية من جائزة الشارقة للاتصال الحكومي، فازت وزارة الدفاع – الإدارة العامة للتواصل الاستراتيجي بالمملكة العربية السعودية بفئة أفضل استراتيجية اتصال للتعامل مع أزمة، وفازت دائرة الزراعة والثروة الحيوانية بفئة أفضل خطة اتصال لدعم برامج الأمن الغذائي، بينما فازت مؤسسة سليمان بن عبدالعزيز الراجحي الخيرية بجائزة أفضل ممارسات اتصال للتعامل مع التحديات التنموية.
وتضمنت فئة أفضل ابتكار في الاتصال فئتين فرعيتين، حيث فاز الأرشيف والمكتبة الوطنية بدولة الإمارات العربية المتحدة بفئة أفضل ابتكار في الاتصال الحكومي، في حين حاز «فريق B» لمخيم الذكاء الاصطناعي على أفضل مبادرة ضمن التحدي السنوي للشباب أو الناشئة أو الأطفال الذي نظمه المنتدى الدولي للاتصال الحكومي في اليوم نفسه.
وضمت الفئات المخصصة للإعلام والمحتوى الإعلامي عدداً من الفائزين البارزين، حيث نالت وزارة البيئة والمياه والزراعة بالمملكة العربية السعودية على جائزة أفضل مبادرة اتصال أو محتوى إعلامي لتعزيز الوعي البيئي التي تستهدف الجهات الحكومية وشبه الحكومية والخاصة ووسائل إعلام، فيما حصدت غادة سيف ثابت جائزة أفضل بحث علمي تطبيقي في الاتصال الحكومي على مستوى الأفراد، وفازت وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية بالمملكة العربية السعودية بفئة أفضل ممارسة اتصال رافقت حملات تطوعية، ونالت شركة أتنفس للإنتاج الإبداعي من مملكة البحرين جائزة أفضل اتصال عن طريق محتوى إعلامي.
وعلى صعيد فئات لجنة التحكيم، تم تكريم «اللجنة العليا للمشاريع والإرث» من دولة قطر في فئة أفضل استثمار في الرياضة لدعم برامج الاتصال، بينما حصل القاضي فرانشيسكو كابريو «القاضي الرحيم» على جائزة أفضل شخصية ذات أثر اجتماعي إيجابي، بينما فاز رائد الفضاء الإماراتي سلطان النيادي، صاحب أطول مهمة فضائية في تاريخ العرب، والتي تمتد لـ6 أشهر على متن محطة الفضاء الدولية، ضمن البعثة 69، على الجائزة المستحدثة بفئة «شخصية العام».
كما تخلل الحفل تكريم الفريق الجامعي «صواب» من جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي في «تحدي الجامعات» لعام 2023 الذي يُنَظَم بالتعاون مع «جامعة الإمارات العربية المتحدة»، لدورهم في تكوين فرق جامعية شاركت خلال التحدي على تصميم وتقديم مشاريع مبتكرة في الاتصال الحكومي، وشهد الحفل تكريم أعضاء لجنة تحكيم «جائزة الشارقة للاتصال الحكومي»، لجهودهم في تحكيم الأعمال المترشحة للجائزة، بينما ألقى عدد من الفائزين كلمات مختصرة حول أعمالهم.
الحضور
حضر حفل تكريم جائزة الشارقة للاتصال الحكومي بجانب سمو رئيس مجلس الشارقة للإعلام كل من الدكتور خليفة مصبح الطنيجي، رئيس دائرة الزراعة والثروة الحيوانية، والدكتورة محدثة الهاشمي، رئيسة هيئة الشارقة للتعليم الخاص، وسالم المهيري، رئيس المجلس البلدي لمدينة الشارقة، ومبارك الناخي، وكيل وزارة الثقافة والشباب، ومحمد حسن خلف، مدير عام هيئة الشارقة للإذاعة والتلفزيون، وحسن يعقوب المنصوري، أمين عام مجلس الشارقة للإعلام، وطارق سعيد علاي، مدير عام المكتب الإعلامي لحكومة الشارقة، وعلياء بو غانم السويدي، مدير المكتب الإعلامي لحكومة الشارقة، وعدد من المسؤولين والإعلاميين والمؤثرين.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: الإمارات سلطان بن أحمد القاسمي الشارقة جائزة الشارقة للاتصال الحكومي المنتدى الدولي للاتصال الحكومي جائزة الشارقة للاتصال الحکومی بالمملکة العربیة السعودیة فی الاتصال الحکومی الحکومی فی لجنة تحکیم العمل على بینما فاز مدیر عام فئة أفضل
إقرأ أيضاً:
انطلاق دورة استثنائية من «مهرجان الشارقة لريادة الأعمال»
الشارقة - الخليج
بحضور الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، رئيسة مركز الشارقة لريادة الأعمال (شراع)، انطلقت اليوم (السبت) فعاليات الدورة الثامنة من «مهرجان الشارقة لريادة الأعمال»، بمشاركة نخبة من قادة الأعمال العالميين، وصناع التغيير، وكبار الشخصيات المؤثرة والملتزمة بتشكيل مستقبل ريادة الأعمال في المنطقة، منهم، الشيخة حور بنت سلطان القاسمي، مؤسِّسة ورئيسة «مؤسسة الشارقة للفنون»، والأميرة لمياء بنت ماجد آل سعود، الأمينة العامة وعضوة مجلس أمناء «مؤسسة الوليد للإنسانية»، وعلياء بنت عبدالله المزروعي، وزيرة دولة لريادة الأعمال.
في إنجاز غير مسبوق في مجال تكنولوجيا التواصل، شهد حفل افتتاح المهرجان الكشف عن «إشارة»، أول نظام من نوعه في العالم لترجمة لغة الإشارة العربية باستخدام الذكاء الاصطناعي، والذي طوره الفائزون في برنامج Dojo+ التابع لمركز الشارقة لريادة الأعمال (شراع)، ليشكل خطوة رائدة نحو تمكين ذوي الإعاقة السمعية وتعزيز الاندماج والتواصل.
تقارب الثقافات
وخلال اليوم الافتتاحي للمهرجان، استضافت جلسة نقاشية بعنوان «معالجة التحديات الاجتماعية وتعزيز التقارب بين الثقافات من خلال الفن والعمل الخيري والإنساني»، الشيخة حور بنت سلطان القاسمي، والأميرة لمياء بنت ماجد آل سعود، اللتين ناقشتا دور الفن في ترسيخ الحوار والتفاهم الثقافي وأثر العمل الخيري والإنساني على تعزيز صناعة التغيير المجتمعي المنشود، وسلطت الجلسة الضوء على الدور المحوري الذي يلعبه التعبير الإبداعي والعطاء الجماعي المشترك في التغلب على التحديات العالمية.
وفي حديثها خلال الجلسة، أكدت الشيخة حور بنت سلطان القاسمي أن كل مشروع تعمل عليه يعكس رؤيتها الخاصة مستلهمة هذا المبدأ من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، الذي يؤكد دائماً أهمية أن يكتب المجتمع تاريخه بنفسه بدلاً من أن يُكتب له من قبل الآخرين. مشيرةً إلى أهمية التكامل بين الثقافة وريادة الأعمال، وأن دعم قطاعات المتاحف والثقافة والتعليم، وغيرها تقع على عاتق الأفراد والمؤسسات لضمان استدامتها وتعزيز تأثيرها في المجتمع.
وأوضحت الشيخة حور القاسمي أن شعار المهرجان «حيث ننتمي» يلهمنا جميعاً للنظر إلى من هم بحاجة حول العالم، والعمل على أن يصبح كل فرد جزءاً من مجتمع آمن يضمن له حياة كريمة. لافتة إلى أن عملها مع مؤسسات عالمية أتاح لها فرصة اختبار دور الفنون كمساحة مفتوحة للحوار.
وحول عملها في عدة مشاريع فنية عالمية، أكدت الشيخة حور بنت سلطان القاسمي أنها تجد شغفها في مواجهة التحديات، مشيرةً إلى أنها تعمل في مشاريع متعددة تمتد بين الشارقة واليابان وسيدني في وقت واحد، ومنها مشاركتها في مئوية سيدني. وأضافت أن الفرص لا تأتي مرتين، وعلى الإنسان أن يستثمرها عند توافرها، وأن التغيير لا يتحقق إلا من خلال تحدي الذات أولاً.
كما أشارت الشيخة حور القاسمي إلى أنها تعشق ما تقوم به، حيث تعمل على مشاريع مختلفة لكنها مترابطة، يجمعها الفن كأداة للتعبير والتغيير. مشيرة إلى أن جامعة الدراسات العالمية، التي سيتم افتتاحها في الرابع من فبراير، ستكون فضاءً جديداً للأبحاث الأكاديمية وتعزيز الحوار الثقافي.
جسور للتواصل وتمكين المجتمعات
من جانبها، أكدت الأميرة لمياء بنت ماجد آل سعود أن التنوع الكبير في المجتمعات والتطور التكنولوجي يفرضان علينا البحث عن طرق فعالة للوصول إلى المستفيدين، مشددةً على أهمية ردم الفجوة بين المجتمعات وبناء جسور تواصل تعزز التعاون. وأوضحت أن مؤسسة الوليد للإنسانية تؤمن بقوة العمل المشترك، حيث تدير مشاريعها من الألف إلى الياء، لكن مع احترام احتياجات المجتمعات المحلية وتمكينها.
وأشارت الأميرة لمياء أن رؤية الأمير الوليد بن طلال تعتمد على دراسة كل مشروع بشكل مستقل، حيث لا يوجد حل واحد يناسب الجميع، بل يتم تصميم المبادرات وفقاً لاحتياجات كل منطقة لضمان تحقيق الأثر المطلوب، لافتة أن قياس الأثر لا يقتصر فقط على البيانات، بل لا بد من نتائج ملموسة على أرض الواقع، لافتةً إلى أن التأثير الحقيقي يُقاس بمدى التغيير الذي يحدث في حياة الأفراد المستفيدين من هذه المشاريع.
وأضافت الأميرة لمياء أن المؤسسة تعاونت مع مؤسسة أمير ويلز لدعم الحرفيات والفنانات في أفغانستان وفلسطين وغيرها، مما أسهم في تمكين النساء عبر توفير فرص اقتصادية لهن. وأوضحت أن هذه المبادرات حققت مخرجات ملموسة، حيث تمكنت النساء، اللاتي يشكلن 95% من المستفيدات، من اكتساب المهارات التي جعلتهن رائدات أعمال وأتاح لهن فرصة إعالة أسرهن، مما يثبت أن الاستثمار في الفن والثقافة يمكن أن يكون أداة قوية للتنمية المجتمعية.
خارطة طريق
وتأكيداً على جهود الإمارات في دعم الشركات الصغيرة والمتوسطة، وسعياً لبناء جيل جديد من رواد الأعمال المؤسسين، ألقت علياء بنت عبدالله المزروعي، وزيرة دولة لريادة الأعمال، خلال حفل الافتتاح، كلمة رئيسية بعنوان «خارطة طريق لدولة ريادية» The Blueprint of a Startup Nation.
وأشارت في كلمتها إلى إطلاق منظومة ريادة الأعمال وصندوق «ريادة» بالتعاون مع 16 جهة حكومية، بهدف دعم وتطوير ريادة الأعمال في الدولة، ورفع معدل نجاح رواد الأعمال الشباب من 30% إلى 50% بحلول 2031، موضحة أن الصندوق خصص 300 مليون درهم كحوافز لتشجيع الخريجين على دخول قطاع ريادة الأعمال.
وقالت: «كما أطلقنا العام الماضي النسخة الثانية من مبادرة (100 شركة من المستقبل)، الرامية إلى دعم وتحفيز نمو الشركات الصغيرة والمتوسطة، التي تساهم في تطوير القطاعات الاقتصادية المستقبلية لدولة الإمارات، كما أطلقت الوزارة مبادرة (50 شركة من المستقبل)، التي تركز على تقديم الدعم المتخصص، وتعزيز التواصل وتبادل المعرفة بين الشركات الإماراتية الصغيرة والمتوسطة».
وأكدت علياء المزروعي أن السياسات والتشريعات الاتحادية أعطت الأولوية للتنوع الاقتصادي، وأضافت: «أثبت اقتصاد الإمارات مرونته، مع اعتماده على الشركات الصغيرة والمتوسطة، التي تمثل 95% من إجمالي الشركات في دولة الإمارات، وتوظِّف ما يقارب 86% من إجمالي القوة العاملة في القطاع الخاص، والمساهمة بنسبة 63.5% في الناتج المحلي الإجمالي غير النفطي».
التأثير مقياس النجاح
وفي كلمتها خلال فعاليات اليوم الافتتاحي، أكدت نجلاء المدفع، نائب رئيس مجلس إدارة مركز الشارقة لريادة الأعمال (شراع)، أن المهرجان يجمع رواد الأعمال وصناع التغيير من حول العالم، ويعكس رؤية «شراع» في تمكين المؤسسين وتعزيز بيئة ريادية مستدامة. وأشارت إلى أن المركز، منذ تأسيسه عام 2016، احتضن أكثر من 200 شركة ناشئة جمعت استثمارات تفوق مليار درهم، وساهم في رفع تصنيف الشارقة إلى المرتبة الرابعة خليجياً في ريادة الأعمال، إضافة إلى استقطاب أكثر من 40 ألف مشارك عبر المهرجان السنوي.
وأضافت نجلاء المدفع: «تقدم الشارقة نماذج حية على كيفية بناء مشاريع تستمر لعقود، فمبادرات مثل معرض الشارقة الدولي للكتاب، وبينالي الشارقة للفنون، اللذين يواصلان اليوم تأثيرهما العالمي بقيادة الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي والشيخة حور بنت سلطان القاسمي، أثبتت أن النجاح الحقيقي يُبنى على قيم راسخة ورؤية بعيدة المدى، وليس على إنجازات سريعة ومؤقتة».
وشددت على أن تحقيق النجاح المستدام يتطلب رؤية واضحة، وصبراً لمواصلة المسيرة، وفريق عمل مؤمناً بالفكرة وقادراً على تحويلها إلى واقع، مؤكدةً أن اجتماع الشغف مع التعاون هو ما يصنع الفرق الحقيقي في ريادة الأعمال.
التزام راسخ
من جهتها، رحّبت سارة عبدالعزيز بالحيف النعيمي، المدير التنفيذي لمركز الشارقة لريادة الأعمال (شراع)، بالمشاركين، مؤكدة التزام»شراع«الراسخ ببناء مجتمع مستدام وحيوي، يحتضن الإبداع ويفتح الآفاق أمام الطموحات.
وقالت:«لطالما عُرفت الشارقة بأنها عاصمة التعليم والثقافة في المنطقة، لكنها اليوم أصبحت أيضاً وجهة عالمية لصنّاع التغيير، حيث يجد المبتكرون ورواد الأعمال بيئة تنتمي إليهم وتدعمهم». وأشارت إلى أن لقاءاتها مع رواد الأعمال جعلتها تدرك أن ريادة الأعمال لا تقتصر على تطوير التطبيقات الرقمية أو بناء شركات مليارية، بل هي عقلية تحتفي بها فعاليات مهرجان الشارقة لريادة الأعمال، وهو ما ينعكس في تنوع المواضيع والشخصيات والقصص التي يتناولها المهرجان على مدار يومين.
وكشفت سارة النعيمي في كلمتها عن إضافة جديدة للمهرجان هذا العام، وهي منطقة»صُنع في الشارقة«، التي تحتفي بالإنجازات البارزة في ريادة الأعمال، والفن، والتعليم، والثقافة داخل الإمارة. كما أعلنت عن إطلاق»عطر الشارقة«، الذي سيكون متاحاً قريباً للشراء، داعيةً كل من أنجز مشروعاً مميزاً في الشارقة إلى مشاركة قصته.
واختتمت بالقول:«أرجو أن يخرج جميع المشاركين من المهرجان بروح متجددة لإثراء التجربة الإنسانية المشتركة، واكتسابهم فهماً أعمق لمفهوم (حيث ننتمي)، فمهرجان الشارقة لريادة الأعمال أصبح احتفاء بطاقة المشاركين جميعاً، سواء كانوا من الزوار الدائمين أو ممن يختبرون التجربة لأول مرة».
تكريم شركاء المهرجان
وكرَّمت الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي شركاء»مهرجان الشارقة لريادة الأعمال«تقديراً لدورهم في نجاح دورته الثامنة، وهم، »أرادَ«، و»إعمار«، و»دو«، و»إمارات«، و»مجلس سيدات أعمال الشارقة«، و»بنك الشارقة«، و»بنك الاستثمار«، وهيئة الشارقة للاستثمار والتطوير (شروق)، إلى جانب»مجمع الشارقة للبحوث والتكنولوجيا والابتكار«، شريك الموقع، و»بلدية الشارقة«، شريك التمكين.
تجربة إماراتية متكاملة لكبار الشخصيات
كما افتتحت الشيخة بدور القاسمي، خلال الحفل، منطقة»فولت«المخصصة لكبار الشخصيات في مهرجان، حيث واطّلعت على تفاصيل تصميمها، إذ جاءت في تجسيد جمالي لرحلة الغوص بحثاً على اللؤلؤ وفي تشبيه رمزي لمسيرة ريادة الأعمال، حيث تعبّر الحبال عن أدوات الغواصين، بينما يرمز الرمل إلى أماكن استخراج اللؤلؤ، وصولاً إلى اليابسة التي تمثل النجاح بعد تحديات الرحلة.
وتجولت الشيخة بدور القاسمي في»المجلس«المكان الذي يعكس روح البيئة الإماراتية بتصميم مبتكر من المصممة الإماراتية جواهر الخيال، واستمعت إلى شرح حول تصميمه الذي جاء على هيئة المندوس الإماراتي، (الصندوق الخشبي الذي تحفظ فيه الأشياء الثمينة)، وذلك في تعبير عن قيمة ومكانة كبار الشخصيات، وأطلعت على تجربة إنتاج»عطر الشارقة«، الذي تم إطلاقه خلال المهرجان بمكونات مستوحاة من الطبيعة الإماراتية مثل الزعفران والهيل.
مذكرتا تفاهم
وبعد حفل الافتتاح، شهدت الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي توقيع مذكرتي تفاهم، الأولى بين شركة»مايكروسوفت الإمارات«و»شراع«و»شروق«و»الجامعة الأمريكية في الشارقة«تستهدف خلق فرص جديدة للطلاب ورواد الأعمال الطموحين من خلال ربط التحصيل الأكاديمي بالخبرة العملية، وضمت قائمة الموقعين كلاً من، نعيم يزبك، مدير عام»مايكروسوفت الإمارات«، وسعادة سارة عبدالعزيز بالحيف النعيمي، المدير التنفيذي ل»شراع«، وأحمد القصير، المدير التنفيذي ل»شروق«، والدكتور تود لورسن، مدير»الجامعة الأمريكية في الشارقة«.
كما وقع حسين المحمودي، الرئيس التنفيذي ل»مجمع الشارقة للبحوث والتكنولوجيا والابتكار«، ومارينا دونوهو، مديرة البحوث والابتكار في»إنتربرايز إيرلندا«Enterprise Ireland، بحضور أليسون ميلتون، سفيرة جمهورية إيرلندا لدى دولة الإمارات، مذكرة التفاهم الثانية بين الجانبين بهدف تعزيز البحث والتعاون التجاري بين دولة الإمارات العربية المتحدة وجمهورية إيرلندا.