لأجل «كردفان ودارفور».. كسلا تزرع 400 ألف فدان من «الدخن»
تاريخ النشر: 15th, September 2023 GMT
كسلا – نبض السودان
من الصدف الغريبة أن التاسع من شهر أبريل الماضي شهد تنظيم ورشة رفيعة المستوى بالفاشر وذلك قبل خمسة أيام من اندلاع الحرب في العاصمة الخرطوم، وكان عنوانها البارز هو بحث كيفية زيادة الإهتمام بزراعة الدخن وتحسين وزيادة إنتاجيته وشكلت أحد أهم توصيات الملتقى الزراعي الأول بدارفور، الذي أنهى أعماله أمس السبت، بمدينة الفاشر بولاية شمال دارفور،لتغشي رياح الحرب غرب السودان قبل أن تجد التوصيات طريقها إلى التنفيذ غير أن ولاية كسلا واستشعارا منها بالمسؤولية الوطنية تجاه كردفان ودارفور فإنها زادت من مساحة زراعة الدخن في هذا الموسم وبلغت 400 ألف فدان وحالياً يُعد مستوى النبات جيد يبشر بإنتاج وفير.
ورشة وتوصيات
وفي ورشة أبريل فقد دعا وزير الزراعة والغابات الإتحادي المكلف دكتور ابوبكر عمر البشري، المزارعين بولايات دارفور بزيادة الإهتمام بزراعة الدخن وتحسين وزيادة انتاجيته، قائلًا إن الاهتمام بالدخن يمثل توجهًا دوليًا، كما أن السودان أحد أهم الدول المنتجه له.
وكان الوزير الاتحادي، قد تسلم من نائب حاكم إقليم دارفور د. محمد عيسي عليو ووالي شمال دارفور نمر محمد عبد الرحمن توصيات الملتقى الإقليمي الزراعي الأول بدارفور والذي نظمته وزارة الزراعة والموارد الطبيعية في حكومة اقليم دارفور تحت شعار “الزراعة من أجل السلام”.
يوم عالمي
و أحتفلت منظمة الأغذية و الزراعة العالمية (الفاو) الأسبوع الأول من شهر ديسمبر 2022 ، بمقرها الرئيس بروما، بأفتتاح أولى فعاليات السنة الدولية للدخن تحت شعار (السنة الدولية للدُخن 2023). وتقول إنه يشكّل حلًا مثاليًا بالنسبة إلى البلدان الراغبة في زيادة اكتفائها الذاتي وتقليل اعتمادها على الحبوب المستوردة، حيث ينمو في الأراضي الجافة بأقل قدر من المدخلات وهو قادر على الصمود في وجه تغيرات المناخ.
وكانت الجمعية العامة للأمم المتحدة، قد أعلنت في دورتها الخامسة والسبعين في مارس 2021، سنة 2023 السنة الدولية للدُخن ، وستحتفل الفاو بهذه السنة الدولية بالتعاون مع أصحاب مصلحة معنيين آخرين.
وترى الفاو أن السنة الدولية للدُخن 2023 ستمثل فرصة لإذكاء الوعي بالمنافع التغذوية والصحية للدُخن وبمدى ملاءمته للزراعة في ظلّ الظروف المناخية غير الملائمة والمتغيرة، وتوجيه اهتمام السياسات نحوهما. كما ستعزز هذه السنة الدولية إنتاج الدُخن المستدام، بموازاة إبراز إمكاناته في إتاحة فرص سوق مستدامة جديدة للمنتجين والمستهلكين.
اثنين ألف عينة
وبحسب المنسق القومي لبحوث الدخن بالهيئة القومية للبحوث الزراعية بمدينة ود مدني، د. آدم محمد علي، الميزات الكثيرة غذائيا ومناعيا وبيئيا لنبات الدخن، والخصائص المتنوعة له، هي التي حتمت على منظمة الأغذية والزراعة العالمية (فاو) تخصيص سنة 2023 سنة للأحتفال والأحتفاء به.
وأضاف إن السودان يتميز بوجود تنوع كبير في عينات وسلالات الدخن الأصلية، إذ تقدر بأكثر من أثنين ألف (2000) نوع، تتوزع في المناطق المختلفة للبلاد في غرب السودان وخاصة منطقة شمال كردفان والقضارف وكسلا والقاش وسنار والنيل الأزرق.ويضيف أن ما يميز الدخن بيئياً، أنه مقاوم لنقص الأمطار والجفاف ودرجات الحرارة العالية حيث ينمو في المناطق الجافة والرطبة على حد السواء وينضج مبكرا وكل ذلك يجعله مثاليا في ظروف التغير المناخي والأحتباس الحراري الذين يعانيهما العالم اليوم.
وإنه يتم جمع هذه الأنواع وحفظها في بنوك الجينات الوراثية للنبات في هيئة البحوث الزراعية بود مدني وتحفظ عينات منها في بنوك خارج السودان في الهند والولايات المتحدة الأمريكية، حيث يتم تبادلها وفقاً لاتفاقيات دولية تنظمها وتستخدم في برامج البحوث والدراسات العلمية.
7 مليون فدان
وتبلغ المساحة المزروعة دخناً في البلاد حوالي 7 ملايين فدان وتتركز في ولايات الغرب وأهمها شمال كردفان ثم القضارف وكسلا والنيل الأزرق وحلفا الجديدة، وتعاني جميعها من التدني المريع في كم الأنتاجية أذ تبلغ أقل من نصف طن للفدان. ولا يتجاوز الحجم الكلي للأنتاج 800 ألف طن.
ويقول المنسق القومي لبحوث الدخن، إن الدراسات والبحوث التي أُجريت على غلال الدخن، بالهيئة القومية للبحوث الزراعية بمدينة ود مدني، أثبت احتوائه على نسبة عالية من البروتينات والمعادن الصغرى والكبرى وإن تناوله من قبل الأطفال والنساء الحوامل وكبار السنة خاصة، يكفيهم جميعًا ويلات سوء التغذية والخمول.
كما أن الدخن يحتوي على نسبة عالية من الألياف ومفيد ضد مشاكل الجهاز الهضمي،ويتميز أيضا بخلوه من مادة الجلوتين الموجودة في القمح وتسبب حساسية عالية عند تناوله أو أحد مشتقاته.إضافة إلى كونه مضاد للأكسدة .
فوائد غذائية
ويشكل الدخن وجبة دسمة لسكان المناطق الجافة والفقيرة بيئياً وعلى وجهٍ أخص المناطق حيث لا يوجد تنوع غذائي، إذ يمكن بأضافة بعض المكونات الغذائية إليه، من لبن أو ويكة أو لوبيا أوغيرها الحصول على طعام غنيٍ ومفيدٍ وصحيٍ. وكمثال لذلك بعض المناطق في شرق السودان حيث يعاني سكانها من سوء التغذية وظهور حالات التقزم لدى الأطفال والأجهاض للحوامل ووفيات الطفال دون سن الخامسة وبزراعة أصناف الدخن المختلفة يمكن القضاء على هذه المشكلات الصحية والاستغناء عن الآدوية العلاجية.
ويعد الدخن من المحاصيل المهمة في منطقة إفريقيا جنوب الصحراء والسنغال غرباً وحتى إريتريا شرقاً مرورا بالسودان، أي المنطقة المعروفة بأقليم الساحل والصحراء، وهي الموطن الأصلي للدخن ومنها انتشرت في أسيا وأمريكا. ويتغذى عليه الملايين من سكان هذه المناطق.
يبلغ الإنتاج العالمي من حبوب الدخن 28 مليون طن، أي ما يساوي 1.5 % من مجموع إنتاج الحبوب، 95% منها من قارتي أفريقيا وآسيا. ويأتي ترتيب السودان السابع في زراعته بإنتاج يبلغ حوالي 800 ألف طن سنويا، حيث يمثل الدخن بجانب القمح والذرة، الغذاء الرئيسي لكثير من أهله.
كسلا في الموعد
ولأن ولاية كسلا تهتم بهذا المحصول فإنها رفعت هذا العام من مساحته المزروعة لأول مرة في تاريخ الولاية، وهنا يقول وزير الزراعة بكسلا الدكتور خضر رمضان :تمت زيادة المساحة المزروعة بالدخان إلى 400 ألف فدان وذلك لأن إخواننا المزارعين في دارفور وكردفان وبسبب ظروف الحرب خرج عدد كبير منهم عن دائرة الإنتاج، وقد فعلنا ذلك حتى نتمكن من توفير أكبر كميات منه للاستهلاك، وحتى لاتحدث فجوة غذائية فيه بغربنا الحبيب من واقع أن الدخن من أبرز مكونات الثقافة الغذائية، كما أن ذات المحصول يوفر لنا ميزة أخرى تتمثل في مُخلفاته التي تساعد في توفير أعلاف للثروة الحيوانية وذلك من واقع أن موسم الأمطار هذا العام جاء حسب توقعاتنا دون المعدلات.
المصدر: نبض السودان
كلمات دلالية: كردفان لأجل ودارفور
إقرأ أيضاً:
الأمم المتحدة تعلق على خطوة تشكيل الدعم السريع حكومة موازية وتحذر
متابعات ـ تاق برس ـ أبدى المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، قلقه إزاء الإعلان المتوقع يوم الجمعة بتشكيل قوات الدعم السريع، حكومة موازية بالسودان.
وحذر من أن هذا الإجراء قد يؤدي إلى تعميق الانقسام وتفاقم الأزمة في السودان.
وأكد المتحدث باسم الأمين العام ستيفان دوجاريك في مؤتمر صحافي أن الحفاظ على وحدة السودان وسيادته وسلامة أراضيه يعد عاملاً حاسماً لتحقيق حل مستدام للنزاع”
ودعا فى المؤتمر الصحفي بمقر الأمم المتحدة في نيويورك اليوم الاربعاء جميع الأطراف إلى إسكات الأسلحة ووضع مصلحة شعبهم في المقام الأول والأخير.
ولفت الى تقارير تتحدث عن وفاة أشخاص جوعا في بعض المناطق في السودان بما فيها دارفور وكردفان والخرطوم.وأضاف أنه حاليا تم تأكيد أن حوالي 638الف شخص يعانون من ظروف جوع كارثية، والتي تصنف على أنها المرحلة الخامسة من التصنيف المتكامل.
واضاف دوجاريك: “كل هذا على أقل تقدير هو وضع مروع ومحزن للغاية”، مضيفا أن 4.7 مليون طفل دون سن الخامسة وسيدة حامل ومرضعة وفتاة يعانون من سوء التغذية الحاد في السودان.
ونبه إلى أن الناس في مخيم زمزم ـ شمال دارفور، الذي يتعرض للقصف بشكل منتظم، يلجأون إلى تدابير متطرفة للبقاء على قيد الحياة بسبب ندرة الغذاء، “وتأكل الأسر قشور الفول السوداني المخلوطة بالزيت الذي يستخدم عادة لإطعام الحيوانات”.
وشدد على أن هناك حاجة ماسة إلى توسيع نطاق الوصول وفتح ممرات جديدة، سواء عبر الحدود أو عبر خطوط المواجهة في الصراع، “لتقديم المساعدة وإنقاذ الناس من الموت جوعا”. ورحب بقرار السلطات السودانية إبقاء معبر أدري الحدودي مع تشاد مفتوحا.
حكومة موازيةغوتيريش