استعرض مجلس الأمن السيبراني لحكومة دولة الإمارات خلال مشاركته في فعاليات الدورة الـ 12 من المنتدى الدولي للاتصال الحكومي، تجربة الدولة في مجال التحول الرقمي الآمن والتصدي للهجمات السيبرانية والتحديات المحتملة، وفق منظومة أمنية رقمية فائقة التطور تعتمد على التكنولوجيا وتقنيات الذكاء الاصطناعي.

جاء ذلك خلال ملتقى "الأمن السيبراني"، الذي نظمه المجلس ضمن فعاليات المنتدى وضم سلسلة جلسات نقاشية ومحاضرات توعوية تحدث خلالها عدد من الخبراء والمتخصصين في الذكاء الصناعي والأمن السيبراني تناولوا التحديات التي تواجه حكومات العالم نتيجة الممارسات التي تتعارض مع القيم المجتمعية لجهات وأفراد على الإنترنت ودورها في تشكل ظواهر تهدد الأمن الوطني والقومي لبلدان المنطقة والعالم.

وأكد الدكتور محمد حمد الكويتي رئيس مجلس الأمن السيبراني لحكومة دولة الإمارات أهمية بناء منظومة رقمية متطورة وفعالة لتأمين الدول وتضمين المرونة الإلكترونية في إستراتيجية الأمن القومي خاصة في ظل التحديات الإلكترونية وتقنيات الذكاء الاصطناعي الجديدة التي يستغلها قراصنة الإنترنت.

وقال الكويتي إن دولة الإمارات تحتل المرتبة الخامسة عالمياً في مجال الأمن السيبراني، مشيراً إلى تعرض معظم دول العالم إلى هجمات سيبرانية كان آخرها "هجمات الفدية" وهجمات "فقدان الخدمة"، مست معظم القطاعات الحيوية للدول وصنف الهجمات السيبرانية إلى 3 قطاعات هي (الجرائم الإلكترونية، الإرهاب السيبراني، والحروب السيبرانية).

وشدد الكويتي على أهمية التحول الرقمي وعملية دمج التقنيات في جميع جوانب الأعمال بما في ذلك العمليات والمنتجات والخدمات، موضحاً أن آليات الحماية التي يمكن استخدامها للتحول الرقمي الآمن تشمل التدريب والوعي والمراقبة والتشفير وعمليات التحكم بالوصول إلى البيانات ولإجراء نسخ احتياطي، والتحديث المستمر.

وأشار الكويتي إلى أهمية التحول السحابي وبناء السحابة الوطنية حيث توفر مميزات أمنية تساعد الشركات على الامتثال للوائح ومعايير الأمن السيبراني الوطنية، فضلاً عن توفيرها لمجموعة من المميزات الأخرى كإدارة الوصول والتشفير والمراقبة والاستجابة والنسخ الاحتياطية، كما يتضمن التحول السحابي توفر الخدمة بشكل دائم مع توفير الكثير من الوقت والمال والمميزات الأمنية الجاهزة للاستخدام.

من جهته حذر الدكتور سعيد الظاهري مدير مركز الدراسات المستقبلية في جامعة دبي خلال جلسة بعنوان "التهديدات السيبرانية المدعومة بالذكاء الاصطناعي" من استخدام القراصنة لتقنيات الذكاء الاصطناعي في مهاجمة الدول والشركات والأفراد، مشيراً إلى أهمية تأمين مستقبلنا في ظل وجود "الذكاء الاصطناعي العام" الذي سيصل العالم إليه خلال السنوات القادمة.

واستعرض الدكتور الظاهري مراحل تطور الذكاء الاصطناعي " ChatGPT " وقال إنه من المتوقع أن نصل إلى نسخ جديدة أكثر تطوراً من البرنامج، تحمل صفات إبداعية بشرية عاطفية تتفاعل مع المستخدم وحتى أنها تستطيع أن تتلاعب بالعقل البشري ويمكن أن تنفذ أي مهمة توكل إليها وهنا تكمن الخطورة.

وقال إن التحدي هو كيف يمكن أن نحمي البشرية من مخاطر الذكاء الاصطناعي وكيف نقنّن ونحوكم هذه التقنيات ونشرها بطريقة صحيحة، بحيث لا نترك مجالاً لقراصنة الإنترنت باستغلال هذه التقنيات الذكية في الابتزاز والتخريب، مشيراً في الوقت نفسه إلى إمكانية استخدام الذكاء الاصطناعي في حل ومعرفة الثغرات الأمنية الموجودة والمتوقعة.

وخلال جلسة "التسامح في العالم الرقمي" نوه سيف مخير استشاري تدريب وتطوير إلى أن مجلس الأمن السيبراني هو بمثابة "جهاز المناعة" لذلك يجب أن يبقى في أفضل حالاته ولذلك فإن العالم كله يتكاتف لتطوير المعدات التقنية وتجهيز البنية التحتية لمواجهة المخاطر السيبرانية.

وأشار الاستشاري سيف مخير إلى وجود "تطرف سيبراني" يتمثل باستخدام التقنيات الحديثة لنشر الأفكار المتطرفة والهدامة وهو تهديد خطير للمجتمعات حيث ينشر الكراهية والعنف ويمكن للمتطرفين استخدام التقنيات للتواصل وتبادل الأفكار لاستقطاب الأفراد وحثهم على الانضمام إلى العناصر والجهات الإجرامية، موضحاً أن أولى أهدافهم تكون المؤسسات الحكومية وشركات البنى التحتية وتعتبر البرامج الخبيثة وعمليات التصيّد الاحتيالي والهندسة الاجتماعية أبرز أدواتهم في الهجمات الإرهابية.

وأوضح سيف مخير بأن (4.24 مليون دولار) متوسط تكلفة عمليات اختراق البيانات الناتج عن الإرهاب السيبراني في الحادثة الواحدة، وأن الزيادة المتوقعة لهذه الهجمات ستكون 20% بنهاية العام الحالي وأن 85% من المؤسسات حول العالم تعرضوا لمثل هذه الهجمات خلال العام المنصرم.

وأكد أن التسامح في العالم الرقمي يواجه تحديات أبرزها انتشار خطاب الكراهية وسهولة الوصول إلى المعلومات المضللة وصعوبة تحديد هوية المجرمين وعدم الإلمام الكافي بقوانين الجرائم الإلكترونية وسهولة التعرض للمضايقات في الإنترنت وعدم توفر الوعي بأهمية التسامح.

و استعرض الأستاذ علي عوض الله مدير برامج مفهوم الثورة الصناعية الرابعة وأهميتها في زيادة الإنتاجية وخفض التكاليف وترسيخ مبادئ الابتكار وتحسين جودة الحياة مشيراً إلى أن أبرز تقنيات هذه الثورة هي الذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية والعملات الرقمية والبلوكشين وإنترنت الأشياء والمدن الذكية والميتافيرس والروبوتات.

وأوضح عوض الله أن الثورة الصناعية الرابعة تواجه عدة تحديات من أبرزها الأمن السيبراني حيث يمكن لهذه الهجمات على الشركات والدول أن توقف وتعطل الأنظمة والشبكات وتسرق البيانات الحساسة وتهدد الأمن القومي للدول ويمكن أن تعطل الاقتصاد الوطني من خلال تدمير البنية التحتية مثل النقل والطاقة كما يمكن أن تزعزع استقرار المجتمعات من خلال نشر الشائعات والأكاذيب.

و أكد سيف مخير أن مفهوم البصمة الرقمية هو السلوك الذي يمكن تتبعه في العالم الرقمي بما في ذلك المحتوى الذي نقوم بنشره ويمكن أن نقول إنه الأثر الذي نتركه عند استخدام الفضاء الإلكتروني وهناك أنواع للبصمة الرقمية منها البصمة النشطة والبصمة السلبية والبصمة الشخصية والبصمة المهنية.

وأوضح أن البصمة الرقمية تكون بإنشاء بريد إلكتروني أو حساب على مواقع التواصل أو تصفح المواقع الإلكترونية أو التسوق أو التسجيل في التطبيقات وغيرها من الأنشطة على شبكة الإنترنت، مؤكداً أهمية التحكم بالبصمة الرقمية حيث يمكن للتقنيات الحديثة مشاركة المعلومات مع شرائح واسعة من المجتمع، ومتابعة كافة نشاطات الأفراد ومن هنا يجب على الأفراد حماية بصمتهم الرقمية وإدراك الانطباع الذي يتركونه عند الآخرين في العالم الرقمي.

وشدد سيف مخير على أهمية "المواطنة الرقمية" والتي هي مجموعة من المبادئ التوجيهية التي تساعد على التحلي بروح المسؤولية والوعي والحكمة عند استخدام التكنولوجيا وتهدف إلى ترسيخ مجتمع رقمي آمن وإيجابي يتسم بالتسامح والتعايش والقيم الإنسانية النبيلة.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: زلزال المغرب التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان النيجر مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الملف النووي الإيراني الإمارات العربية المتحدة مجلس الأمن السیبرانی الذکاء الاصطناعی فی العالم الرقمی یمکن أن

إقرأ أيضاً:

“الأمن السيبراني” و”Immersive Labs” يعززان القدرات الدفاعية لـ25 مؤسسة وطنية

أعلن مجلس الأمن السيبراني و”Immersive Labs”، المتخصصة في مجال تثبيت تطوير المرونة السيبرانية التي تركز على الأفراد، عن إتمام تدريب الأمن السيبراني لعدد من المؤسسات الوطنية ضد التهديدات المحتملة الموجهة للمنشآت الحيوية.
وشارك في التدريب ممثلون عن 25 مؤسسة وطنية تغطي مجموعة واسعة من القطاعات شملت “الخدمات المالية والاتصالات والرعاية الصحية والقطاع الحكومي”.
وقاد التمرين خبراء عالميون في إدارة الأزمات السيبرانية وذلك بمشاركة سعادة الدكتور محمد الكويتي، رئيس مجلس الأمن السيبراني، ليقدموا بذلك فرقاً تنفيذية وتقنية وتجربة تعلم عملية إلى جانب أفضل الممارسات لبناء المرونة في مواجهة التهديدات.
وقال الدكتور محمد الكويتي : “تدعم شراكتنا مع “Immersive Labs” تقديم تدريبات سيبرانية ديناميكية وواقعية، بما يسهم في تعزيز الأمن السيبراني والبنية التحتية الحيوية في جميع أنحاء الدولة”، مشيرا إلى أهمية التعلم العملي القابل للقياس عبر القطاعين العام والخاص.
من جانبه قال إياس الحواري، العضو المنتدب الأول في “Immersive Labs”: “يجب أن نعطي الأولوية للمرونة السيبرانية التي تركز على الأفراد وتمكين موظفينا من الدفاع عن البنية التحتية الوطنية الحيوية لمواجهة التهديدات التي تتطور بسرعة”.


مقالات مشابهة

  • «أديبك 2024» يستعرض قدرة الذكاء الاصطناعي في إزالة الكربون
  • «تنفيذي رأس الخيمة» يناقش الاستدامة البيئية والتحول الرقمي
  • نسب احتيال تصل 60%.. الذكاء الاصطناعي يهدد الأمن الرقمي
  • «الأمن السيبراني» و«Immersive Labs» يعززان القدرات الدفاعية لـ 25 مؤسسة وطنية
  • الأمن السيبراني وImmersive Labs يعززان القدرات الدفاعية لـ25 مؤسسة إماراتية
  • “الأمن السيبراني” و”Immersive Labs” يعززان القدرات الدفاعية لـ25 مؤسسة وطنية
  • الذكاء الاصطناعي في خدمة التنمية الإماراتية
  • الإمارات تشارك في اجتماع اللجنة الوزارية للأمن السيبراني بدول "التعاون"
  • تمكين الشباب وتعزيز الأمن والسلامة الرقمية.. نشاط مكثف لنواب تنسيقية شباب الأحزاب
  • في عيدها القومي.. جهاز تنمية المشروعات يستعرض جهوده لتفعيل مبادرة "بداية" بكفر الشيخ