اللاذقية-سانا

تحتضن حديقة العروبة باللاذقية على مدى يومين بازاراً تراثياً يجمع عدداً من أصحاب المهن اليدوية التي تشتهر بها محافظة اللاذقية مع أصحاب المشاريع الناشئة للتعريف بالتراث المادي واللامادي للمحافظة من خلال الحرف التقليدية والعادات والتقاليد، ومعرض تصوير ضوئي يبرز أجمل المعالم السياحية الطبيعية والأثرية فيها.

البازار الذي تنظمه الغرفة الفتية الدولية في اللاذقية ووزارة السياحة وبالتعاون مع شركة كودلكس تكنولوجي يأتي في ختام مشروع 041الذي أطلقته الغرفة والخاص بمحافظة اللاذقية ضمن حملة “أؤمن بسورية” التي تقيمها الغرفة على المستوى الوطني للإضاءة على سورية والمناطق المميزة فيها بشكل خاص بعد الحرب.

ويهدف المشروع وفق مديره أمثل رجوب إلى تحسين سبل العيش ضمن المجتمع المحلي وزيادة الوعي بالتراث المادي واللامادي وتعزيز ارتباط الشباب بالتراث وإنشاء دليل مرئي للمناطق السياحية والأثرية متاح للجميع وقابل للتحديث بمزيد من مناطق المحافظة على المدى البعيد بهدف دعم الحركة السياحية وتأسيس البازار كحدث سنوي لتعزيز الاستمرارية في دعم المهن والحرف “وهو ما وصلنا إليه بهمة شباب اللاذقية وإيمانهم بوطنهم سورية”.

وبين رجوب في تصريح لمراسلة سانا أن المشروع الذي تضمن أربع مراحل أساسية بدأ بفعالية تخييم على بحيرة مشقيتا بمشاركة العشرات من أبناء المجتمع وأعضاء الغرفة لتشجيع الشباب للعودة إلى الطبيعة، وشملت المرحلة الثانية التقاط مجموعة من الصور الفنية لتسليط الضوء على مختلف الجوانب الحيوية في المحافظة مع إيلاء اهتمام خاص بالمواقع الأثرية والسياحية.

وقال رجوب: ” لمسنا في الآونة الأخيرة ابتعاد الناس عن ذاكرة الماضي، لذا سعينا من خلال المشروع التذكير بتاريخ سورية مهد الحضارات واللاذقية وأوغاريت موطن الأبجدية على وجه الخصوص، أما المرحلة الثالثة فتشمل حملات نظافة للمناطق الأثرية، وكانت البداية بقوس النصر على أن يتم استهداف المزيد من المواقع في الفترة القادمة”.

وأشار رجوب إلى أن المشروع تضمن أيضاً العمل على وضع رمز تعريف إلكتروني يساعد في الانتقال إلى موقع إلكتروني للدليل السياحي الذي تم تصميمه ووضع محتواه من قبل أعضاء اللجنة وخبراء في علم الآثار والتاريخ كمخرَج للمشروع قابل للتعديل من قبل المنظمة، أومن قبل الشركة المصممة أو الوزارة مستقبلا،ً ليكون ختام المشروع بتنظيم بازار لأصحاب المهن والحرف اليدوية والأثرية والأعمال الصغيرة والمتوسطة في محافظة اللاذقية.

ربى ميهوب نائب رئيس مجلس إدارة غرفة اللاذقية، رأت أن المشروع يندرج ضمن النطاق المجتمعي، ويتقاطع مع أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة ويحمل أهمية كبيرة لأعضاء الغرفة وأفراد المجتمع، من خلال تسليط الضوء على المناطق الأثرية والسياحية، ومنحهم فرصة المشاركة في كتابة محتوى دليل سياحي مستدام الأثر على المدى البعيد، وإعطائهم الفرصة لدعم أعمالهم الخاصة، من خلال البازار وتدريبهم على التعامل مع زوار المعارض والفعاليات الضخمة، فضلاً عن تمكينهم من التسويق الشخصي وتسويق المنتجات.

واعتبر جونيور مخول رئيس مجلس إدارة الغرفة الفتية الدولية اللاذقية للعام 2023 أن المنظمة تعمل في خطة موحدة ضمن 4 نطاقات، وتحت شعار واحد سنوياً، ويندرج هذا المشروع ضمن حملة “أؤمن بسورية ” التي أطلقتها الغرفة الفتية سورية على المستوى الوطني بما يعرف بالمجتمع المحلي بتراثه اللامادي، والإضاءة على كل الجوانب التي تتقاطع مع النسيج السوري العريق.

وأوضحت إلهام نعسان آغا رئيسة مركز الفنون التشكيلية باللاذقية أن المركز يعنى بتنمية المواهب والمشاركة بمثل هذه الفعاليات التي تهدف إلى تسليط الضوء على نتاج المركز والتعريف بالمواهب التي يكتنزها، حيث يضم جناح المركز 15 لوحة فنية لخريجي طلابه.

وأعربت شروق كنيفاتي التي بدأت مشروعها في الأشغال اليدوية والإكسسوارات عن أملها في تحقيق دخل إضافي والتخفيف من وطأة الظروف الاقتصادية الصعبة وعن سعادتها بهذه التجربة التي تشارك بها للمرة الأولى والفرصة التي أتاحتها للتواصل مع الحضور بشكل مباشر، لاسيّما وأنها كانت تعتمد التسويق الإلكتروني للترويج وبيع منتجاتها.

ميرال فرحات 21عاماً دفعها شغفها بالتصميم للدخول في عالم صنع الإكسسوارات، نوهت بالتنظيم اللافت للفعالية والأجواء المفعمة بالحيوية والفرح لاسيما وأننا بأمس الحاجة لمثل هذه الأنشطة التي تجمع بين الترفيه والمتعة والفائدة.

وتأسست الغرفة الفتية الدولية سورية عام 2004 تحت إشراف غرفة التجارة الدولية، وتضم حالياً 9 غرف محلية هي: دمشق، وحلب، وحمص، والسويداء، واللاذقية، وطرطوس، والوادي، وبانياس، وغرفة أوغاريت.

وتأسست الغرفة الفتية الدولية اللاذقية عام 2008 وتضم نحو 200 عضو وتقوم بمشروعات مختلفة ضمن نطاق العمل الأربعة؛ الأفراد، المجتمع، الأعمال، والنطاق الدولي.

فاطمة ناصر ورشا رسلان

المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء

كلمات دلالية: الغرفة الفتیة الدولیة من خلال

إقرأ أيضاً:

“رسول من بلاد المغول”… عرض للمسرح القومي في اللاذقية

اللاذقية-سانا

تستضيف خشبة مسرح دار الأسد للثقافة باللاذقية حالياً العرض المسرحي “رسول من بلاد المغول” للكاتب والباحث المصري محفوظ عبد الرحمن، وإعداد وإخراج سلمان شريبة.

العرض الذي يأتي بالتعاون بين مديرية المسارح والموسيقا والمسرح القومي باللاذقية، يتناول مرحلة تاريخية شهدت أحداثاً معقدة، تم العمل على تقديمها بشكل “فانتازي” يحاكي أحداث واقعنا العربي الحالي وتجلياته.

أحداث العرض تدور خلال حصار الخاقان تيمورلنك لبغداد، حيث يضع شرطاً لفك الحصار بأن يتزوج الأميرة ذهب ابنة الملك، وإلا سوف يدمر المدينة، وتتصاعد الأحداث مع وصول رسول المغول وتسليم هذا الطلب، والذي من خلاله تتكشف الشخصيات وتوضع أمام الاختيار بين مصالحها.

وأشار المخرج شريبة في تصريح لمراسلة سانا إلى أنه اختار هذا العرض المأخوذ عن مسرحية “عريس لبنت السلطان” والذي يحكي عن حصار المغول لبغداد، وأجرى إعداداً له بعنوان رسول من بلاد المغول لكون واقعنا العربي اليوم يعاني من حصارات كثيرة أنتجت أزمات اجتماعية واقتصادية كبيرة.

وأوضح شريبة أن العرض الذي قدمه من خلال مسرح شعبي موجه للعائلة ويطرح قضايا عدة، منها أن من يدافع عن البلاد هم الشرفاء فيها، وليس من سلب خيراتها وأن الوطن يبنى بالاعتماد على شبابه وبالاعتماد على العقل والعلم، بعيداً عن الدجل والخرافات والجهل وبإعطاء المرأة حقها ودورها الريادي في المجتمع.

ونوه شريبة بأهمية أن يأتي العرض من خلال فرقة المسرح القومي والتي كانت سنوياً تقدم من خمسة إلى ستة عروض، ولكن وبسبب تعطل خشبة المسرح القومي منذ خمس سنوات إلى الآن ومع وجود صالة وحيدة هي صالة دار الأسد وغير قادرة على استيعاب كل العروض، تقلصت العروض إلى عرض أو عرضين.

من جهته، رأى المخرج والممثل المسرحي هاشم غزال أحد أبطال العمل بشخصية العراف العائد بعد غياب أكثر من عشر سنوات كممثل أن النص يتحدث عن الخيانة التي كانت من الأسباب الرئيسية لسقوط إمبراطوريات وممالك، ولذلك أحب كادر العمل أن يسلط الضوء على هكذا خيانات والتي تعتبر السبب الرئيسي بخيبات أمل شعوب كثيرة.

الممثل المسرحي عبد لله شيخ خميس أحد أبطال العمل بشخصية الملك رأى أن المسرح هو رسالة يجب أن نؤديها في المجتمع، وهذا العمل يحمل رسالة مهمة بأن نكون أمة قوية تنتج وتصنع وتزرع وتصون خيراتها.

ويستمر عرض العمل الذي يشارك في بطولته، مصطفى جانودي وراما قرحالي وغربا مريشة ومحمد وجيه إبراهيم وعلي يونس وأوس غدير وأنطونيو عشي وسلمان شريبة، حتى يوم الخميس القادم.

فاطمة ناصر

مقالات مشابهة

  • محافظة ريف دمشق تكرم رجال الإطفاء المشاركين في إخماد الحرائق‏ بريف ‏اللاذقية
  • الإصابة تبعد بنزيما عن لقاء العروبة
  • الانتخابات الأمريكية.. البورصة الدولية التي تنتظر حبرها الأعظم
  • تنوع تراثي
  • مؤتمر الذكرى الثلاثين للسنة الدولية للأسرة يستعرض التحديات الكبرى التي تواجه الأسر العربية والعالمية
  • موقف بنزيما من مواجهة العروبة
  • غدا.. حفل توقيع كتاب "أجنحة الجسور" بحديقة الفنون
  • الهجرة الدولية تطلق مشروعًا للصرف الصحي في اليمن بقيمة 2.25 مليون دولار
  • غياب بنزيما عن تدريبات الاتحاد
  • “رسول من بلاد المغول”… عرض للمسرح القومي في اللاذقية