أرباحه تنافس النفط.. ملامح مشروع ترانزيت العراق ترى النور- علجل
تاريخ النشر: 15th, September 2023 GMT
بغداد اليوم - بغداد
لا تقف ثروات العراق عند المشتقات النفطية فحسب، وانما تتنوع وتتعدد في كل رقعة منه، الامر الذي يمكن أن يجعله في مصاف الدول الأغنى في العالم، حيث يأتي ترتيب العراق التاسع عالميا في الثروات الطبيعية، ويحتوي على نحو 11% من الاحتياطي العالمي للنفط، و9% من الفوسفات، فضلا عن الموارد الثمينة الأخرى وموقعه الاستراتيجي الذي يجعله محط اطماع الكثير من البلدان.
مشروع جديد يرى النور
يؤكد عضو لجنة الاتصالات النيابية عقيل الفتلاوي في حديث خاص لـ"بغداد اليوم"، أن العراق سيطرح مشروع ترانزيت القابلوات الضوئية قريبا.
وقال الفتلاوي، إن "ثروات العراق لا تقف عند ما تتضمنه باطن ارضه بل موقعه الجغرافي في انه يمثل اقصر مسافة بين الخليج العربي واوربا عبر تركيا ويمكن ان يتكون الى بوصلة مهمة في الاتصالات الدولية بين المحيط الهندي ودول جنوب شرق اسيا واوربا وحتى افريقيا".
أرباحه تنافس النفط
واضاف، أن "هناك مشروعا استراتيجيا سيطرح قريبا وهو ترانزيت القابلوات الضوئية الناقل لسعات الانتريت من ميناء الفاو الى تركيا ومنها الى اوربا والتي يمكن ان تستوعب من 30-35% من قدرات الانترنيت حول العالم أي سنكون امام مورد يضاهي النفط".
واشار الى أن "دولا كثيرة تسعى الى ان يكون لها فرصة للاستثمار في ترانزيت القابلوات الضوئية في العراق خاصة وانه يدعم اهم القطاعات المستقبلية التي تشكل حيوية في الاقتصاد".
اقرار مشروع سعات "الترانزيت"
وفي وقت سابق، أعلنت وزارة الاتصالات، إقرارها مشروع عبور السعات (الترانزيت) لربط دول الخليج بالعراق عن طريق الكويت.
وذكرت الوزارة في بيان تلقته "بغداد اليوم"، أن "هيئة الرأي في وزارة الاتصالات عقدت اليوم جلستها 130، برئاسة الوزيرة هيام الياسري، وقد تم إقرار مشروع عبور السعات (الترانزيت) الذي يربط دول الخليج بالعراق عن طريق الكويت واحالته إلى الشركة العامة للاتصالات والمعوماتية للمضي باجراءات التعاقد".
وأضافت أن "هذا المشروع يتضمن استثمار موقع العراق الجغرافي بجعله حلقة وصل لربط دول الخليج وجنوب شرق آسيا بأوروبا عن طريق العراق بعد ربطه برا مع الكويت بواسطة الكابل الضوئي مما يعزز مكانة العراق الاقليمية والدولية".
ونوهت بأن "مشروع عبور السعات الترانزيت يعد من المشاريع الاستراتيجبة التي تتصدر اهتمام الوزيرة بعد أن تلكأ على مدى السنوات الماضية".
وقالت الياسري، بحسب البيان، إن "هذا المشروع سيُسهم في تعظيم إيرادات العراق واستقراره على المستويين الأمني والاقتصادي من خلال تشجيع جذب الاستثمارات الدولية وجعله منافساً قوياً في سوق الاتصالات العالمية".
وتعتمد اغلب دول العالم على مد قابلوات ارضية وضوئية لمسافة بعيدة لنقل الانترنت فيما بينها باعتباره بات شريانا حيويا للاتصالات.
المصدر: وكالة بغداد اليوم
إقرأ أيضاً:
قيود أوبك تكبح رفع إنتاج نفط العراق رغم الاكتشافات الجديدة
بغداد– تتسارع التطورات في قطاع النفط في العراق الذي أعلن مؤخرا اكتشاف حقل نفطي جديد، إلا أن هذا الاكتشاف، على الرغم من أهميته الإستراتيجية، يواجه تحديات كبيرة نتيجة القيود على إنتاج وتصدير الخام المفروضة من قبل تحالف أوبك بلس.
وحققت شركة نفط الوسط العراقية، بالتعاون مع شركة (إيه بي إس) الصينية في 20 يناير/كانون الثاني الماضي اكتشافا نفطيا في حقل شرق بغداد الجنوبي، مشيرة إلى أنه سيضيف أكثر من ملياري برميل إلى احتياطيات العراق النفطية، مما يجعله أكبر اكتشاف للنفط في وسط العراق.
مليارا برميلأكّد مدير عام شركة نفط الوسط محمد ياسين أن حجم الرقعة النفطية المكتشفة حديثا يبلغ 114 كيلومترا مربعا، وأنها تحتوي على ملياري برميل من النفط.
وأضاف ياسين في حديث لـ(الجزيرة نت) أن هذا الاكتشاف رفع المخزون الإستراتيجي للعراق من النفط من 148 مليار برميل إلى أكثر من 150 مليار برميل.
وأوضح أن شركة نفط الوسط بالتعاون مع شركة إيه بي إس بتروليوم المقاول المشغل للحقل، هي الجهة المسؤولة عن تطوير واستخراج النفط من هذا الحقل.
وأكد ياسين أن هذا الاكتشاف سيسهم في زيادة إمكانيات العراق، منوها بإمكانية زيادة الإنتاج اليومي من الحقل من مستوى 50-60 ألف برميل إلى أكثر من 200 ألف برميل يوميا، مما سيزيد من عائدات التصدير ويسهم في تشغيل محطات الكهرباء.
إعلانوتعد احتياطيات النفط في العراق خامس أكبر احتياطيات نفطية مؤكدة في العالم وتبلغ 148 مليار برميل، وتتركز في المناطق الجنوبية وبعضها في المناطق الغربية.
سقوف أوبكيقلل الخبير بالشأن النفطي حمزة الجواهري، من أهمية الاكتشاف النفطي الجديد قائلا إنه لا يحمل أهمية كبيرة في الوقت الحالي، لأن سقوف التصدير التي حددتها منظمة أوبك تمنع العراق من زيادة كمياته المنتجة والمصدرة.
ومنظمة أوبك منخرطة في تحالف أوبك بلس مع دول من خارج المنظمة على رأسها روسيا، ويحدد هذا التحالف سقوفا للإنتاج لكل دولة فيه لضبط سوق النفط العالمي.
وقال الجواهري في حديث لـ(الجزيرة نت) إن العراق يمتلك بالفعل ما بين 40 إلى 50 مليار برميل نفط مكتشف، ولم يتم الإعلان عنه أو تطويره، مما يجعل الاكتشاف الجديد يبدو ضئيلا بالمقارنة.
وأوضح الجواهري أن التزام العراق بضوابط أوبك يسمح له باكتشاف المزيد من النفط، لكن يمنعه من تطوير وإنتاج كميات تفوق السقوف المحددة.
العراق لديه قدرة إنتاجية فائضة تزيد على مليون برميل يوميا (رويترز)ولفت إلى أن العراق لديه حاليا قدرة إنتاجية إضافية تبلغ 1.5 مليون برميل يوميا، إلا أنه لا يستطيع استغلالها بسبب هذه السقوف، مما يؤدي إلى إغلاق العديد من الآبار.
وخلص الجواهري إلى أن القضية تتعلق بضوابط عالمية وسياسات الطاقة على مستوى العالم ككل.
والعراق، ثاني أكبر منتج للنفط الخام في منظمة أوبك بمتوسط إنتاج يومي، يبلغ 4.6 ملايين برميل يوميا في الظروف الطبيعية، بعيدا عن اتفاقيات خفض الإنتاج لكن نتيجة لخطة تخفيض الإنتاج التي اتبعتها المنظمة فقد خفض العراق إنتاجيته إلى 4 ملايين برميل يوميا.
على المدى البعيديلقي الخبير الاقتصادي، حمد بريهي الضوء على الفوائد التي يمكن أن يحققها اكتشاف هذه الرقع النفطية، ففي حديثه لـ (الجزيرة نت) يشير بريهي إلى أن وجود معلومات مسبقة عن توفر النفط في الموقع المكتشف يدعم هذا الاكتشاف، مؤكدا أن التوقيت الحالي لا يمثل عائقًا رئيسيًا، فالقضية ليست مرتبطة بوجود أو عدم وجود قيود جيولوجية على اكتشاف النفط، بل بزيادة الإنتاج.
إعلانويشدد بريهي على أن اكتشاف هذا الحقل يؤكد أن احتياطيات النفط في العراق أكبر مما كان يعتقد سابقا، وأنها ليست مقتصرة على مناطق جغرافية محددة، بل يمكن دائما اكتشاف تراكيب جيولوجية جديدة تحتوي على نفط.
ويرى بريهي أن الفائدة المباشرة من هذا الاكتشاف تكمن في تعزيز الصورة الاقتصادية للعراق، بالإضافة إلى توفير فرصة لاستخراج النفط من مناطق متعددة وبمرونة أكبر في أي وقت وتحت أي ظروف.