الشارقة في 14 سبتمبر / وام / استعرض مجلس الأمن السيبراني لحكومة دولة الإمارات خلال مشاركته في فعاليات الدورة الـ 12 من المنتدى الدولي للاتصال الحكومي، تجربة الدولة في مجال التحول الرقمي الآمن والتصدي للهجمات السيبرانية والتحديات المحتملة وفق منظومة أمنية رقمية فائقة التطور تعتمد على التكنولوجيا وتقنيات الذكاء الاصطناعي.

جاء ذلك خلال ملتقى "الأمن السيبراني"، الذي نظمه المجلس ضمن فعاليات المنتدى وضم سلسلة جلسات نقاشية ومحاضرات توعوية تحدث خلالها عدد من الخبراء والمتخصصين في الذكاء الصناعي والأمن السيبراني تناولوا التحديات التي تواجه حكومات العالم نتيجة الممارسات التي تتعارض مع القيم المجتمعية لجهات وأفراد على الإنترنت ودورها في تشكّل ظواهر تهدد الأمن الوطني والقومي لبلدان المنطقة والعالم.

وأكد سعادة الدكتور محمد حمد الكويتي رئيس مجلس الأمن السيبراني لحكومة دولة الإمارات أهمية بناء منظومة رقمية متطورة وفعّالة لتأمين الدول وتضمين المرونة الإلكترونية في استراتيجية الأمن القومي خاصة في ظل التحديات الإلكترونية وتقنيات الذكاء الاصطناعي الجديدة التي يستغلها قراصنة الإنترنت.

وقال الكويتي إن دولة الإمارات تحتل المرتبة الخامسة عالمياً في مجال الأمن السيبراني ، مشيراً إلى تعرض معظم دول العالم إلى هجمات سيبرانية كان آخرها "هجمات الفدية" وهجمات "فقدان الخدمة" مست معظم القطاعات الحيوية للدول وصنّف الهجمات السيبرانية إلى 3 قطاعات هي (الجرائم الإلكترونية، الإرهاب السيبراني، والحروب السيبرانية).

وشدد الكويتي على أهمية التحوّل الرقمي وعملية دمج التقنيات في جميع جوانب الأعمال بما في ذلك العمليات والمنتجات والخدمات موضحاً أن آليات الحماية التي يمكن استخدامها للتحول الرقمي الآمن تشمل التدريب والوعي والمراقبة والتشفير وعمليات التحكم بالوصول إلى البيانات ولإجراء نسخ احتياطي، والتحديث المستمر.

وأشار الكويتي إلى أهمية التحول السحابي وبناء السحابة الوطنية حيث توفر مميزات أمنية تساعد الشركات على الامتثال للوائح ومعايير الأمن السيبراني الوطنية فضلاً عن توفيرها لمجموعة من المميزات الأخرى كإدارة الوصول والتشفير والمراقبة والاستجابة والنسخ الاحتياطية كما يتضمن التحول السحابي توفر الخدمة بشكل دائم مع توفير الكثير من الوقت والمال والمميزات الأمنية الجاهزة للاستخدام.

من جهته حذر الدكتور سعيد الظاهري مدير مركز الدراسات المستقبلية في جامعة دبي خلال جلسة بعنوان "التهديدات السيبرانية المدعومة بالذكاء الاصطناعي" من استخدام القراصنة لتقنيات الذكاء الاصطناعي في مهاجمة الدول والشركات والأفراد مشيراً إلى أهمية تأمين مستقبلنا في ظل وجود "الذكاء الاصطناعي العام" الذي سيصل العالم إليه خلال السنوات القادمة.

واستعرض الدكتور الظاهري مراحل تطور الذكاء الاصطناعي " ChatGPT " وقال إنه من المتوقع أن نصل إلى نسخ جديدة أكثر تطوراً من البرنامج تحمل صفات إبداعية بشرية عاطفية تتفاعل مع المستخدم وحتى أنها تستطيع أن تتلاعب بالعقل البشري ويمكن أن تنفذ أي مهمة توكل إليها وهنا تكمن الخطورة.

وقال إن التحدي هو كيف يمكن أن نحمي البشرية من مخاطر الذكاء الاصطناعي وكيف نقنن ونحوكم هذه التقنيات ونشرها بطريقة صحيحة بحيث لا نترك مجالاً لقراصنة الإنترنت باستغلال هذه التقنيات الذكية في الابتزاز والتخريب مشيراً في الوقت نفسه إلى إمكانية استخدام الذكاء الاصطناعي في حل ومعرفة الثغرات الأمنية الموجودة والمتوقعة.

وخلال جلسة "التسامح في العالم الرقمي" نوه سيف مخير استشاري تدريب وتطوير إلى أن مجلس الأمن السيبراني هو بمثابة "جهاز المناعة" لذلك يجب أن يبقى في أفضل حالاته ولذلك فإن العالم كله يتكاتف لتطوير المعدات التقنية وتجهيز البنية التحتية لمواجهة المخاطر السيبرانية.

وأشار الاستشاري سيف مخير إلى وجود "تطرف سيبراني" يتمثل باستخدام التقنيات الحديثة لنشر الأفكار المتطرفة والهدامة وهو تهديد خطير للمجتمعات حيث ينشر الكراهية والعنف ويمكن للمتطرفين استخدام التقنيات للتواصل وتبادل الأفكار لاستقطاب الأفراد وحثهم على الانضمام إلى العناصر والجهات الإجرامية ، موضحاً أن أولى أهدافهم تكون المؤسسات الحكومية وشركات البنى التحتية وتعتبر البرامج الخبيثة وعمليات التصيّد الاحتيالي والهندسة الاجتماعية أبرز أدواتهم في الهجمات الإرهابية.

وأوضح سيف مخير بأن (4.24 مليون دولار) متوسط تكلفة عمليات اختراق البيانات الناتج عن الإرهاب السيبراني في الحادثة الواحدة ، وأن الزيادة المتوقعة لهذه الهجمات ستكون 20% بنهاية العام الحالي وأن 85% من المؤسسات حول العالم تعرضوا لمثل هذه الهجمات خلال العام المنصرم.

وأكد أن التسامح في العالم الرقمي يواجه تحديات أبرزها انتشار خطاب الكراهية وسهولة الوصول إلى المعلومات المضللة وصعوبة تحديد هوية المجرمين وعدم الإلمام الكافي بقوانين الجرائم الإلكترونية وسهولة التعرض للمضايقات في الانترنت وعدم توفر الوعي بأهمية التسامح.

و استعرض الأستاذ علي عوض الله مدير برامج مفهوم الثورة الصناعية الرابعة وأهميتها في زيادة الإنتاجية وخفض التكاليف وترسيخ مبادئ الابتكار وتحسين جودة الحياة مشيراً إلى أن أبرز تقنيات هذه الثورة هي الذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية والعملات الرقمية والبلوكشين وإنترنت الأشياء والمدن الذكية والميتافيرس والروبوتات.

وأوضح عوض الله أن الثورة الصناعية الرابعة تواجه عدة تحديات من أبرزها الأمن السيبراني حيث يمكن لهذه الهجمات على الشركات والدول أن توقف وتعطل الأنظمة والشبكات وتسرق البيانات الحساسة وتهدد الأمن القومي للدول ويمكن أن تعطل الاقتصاد الوطني من خلال تدمير البنية التحتية مثل النقل والطاقة كما يمكن أن تزعزع استقرار المجتمعات من خلال نشر الشائعات والأكاذيب.

و أكد سيف مخير أن مفهوم البصمة الرقمية هو السلوك الذي يمكن تتبعه في العالم الرقمي بما في ذلك المحتوى الذي نقوم بنشره ويمكن أن نقول إنه الأثر الذي نتركه عند استخدام الفضاء الإلكتروني وهناك أنواع للبصمة الرقمية منها البصمة النشطة والبصمة السلبية والبصمة الشخصية والبصمة المهنية.

وأوضح أن البصمة الرقمية تكون بإنشاء بريد إلكتروني أو حساب على مواقع التواصل أو تصفح المواقع الإلكترونية أو التسوق أو التسجيل في التطبيقات وغيرها من الأنشطة على شبكة الإنترنت مؤكدا أهمية التحكم بالبصمة الرقمية حيث يمكن للتقنيات الحديثة مشاركة المعلومات مع شرائح واسعة من المجتمع ومتابعة كافة نشاطات الأفراد ومن هنا يجب على الأفراد حماية بصمتهم الرقمية وإدراك الانطباع الذي يتركونه عند الآخرين في العالم الرقمي.

وشدد سيف مخير على أهمية "المواطنة الرقمية" والتي هي مجموعة من المبادئ التوجيهية التي تساعد على التحلي بروح المسؤولية والوعي والحكمة عند استخدام التكنولوجيا وتهدف إلى ترسيخ مجتمع رقمي آمن وإيجابي يتسم بالتسامح والتعايش والقيم الإنسانية النبيلة.

عماد العلي/ بتول كشواني

المصدر: وكالة أنباء الإمارات

كلمات دلالية: مجلس الأمن السیبرانی الذکاء الاصطناعی فی العالم الرقمی یمکن أن

إقرأ أيضاً:

حلقة إقليمية تستعرض البرامج التنفيذية لإعداد ميثاق العالم الإسلامي للذكاء الاصطناعي

انطلقت أعمال حلقة العمل الإقليمية الأولى لميثاق العالم الإسلامي للذكاء الاصطناعي في منطقتي آسيا والشرق الأوسط التي تُنظّمها جامعة التقنية والعلوم التطبيقية بالتعاون مع منظمة العالم الإسلامي للتربية والثقافة والعلوم (الايسيسكو) بالشراكة مع وزارة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات على مدار يومين بمشاركة خبراء ومختصين في مجال التكنولوجيا وممثلي الشركات المساهمة في تطوير الذكاء الاصطناعي.

وتستعرض أعمال حلقة العمل التي جاءت برعاية معالي الدكتور خميس بن سيف الجابري رئيس وحدة ومتابعة تنفيذ رؤية عمان 2040، أخلاقيات الذكاء الاصطناعي واستخدامه، وتبادل الرؤى ووجهات النظر حول الذكاء الاصطناعي في آسيا والشرق الأوسط وإعداد الخطط والبرامج التنفيذية والمبادرات الاستراتيجية التي تقودها منظمة الإيسيسكو لإعداد ميثاق أخلاقيات الذكاء الاصطناعي في العالم الإسلامي تنفيذا لقرار المجلس التنفيذي للإيسيسكو في دورته الثالثة والأربعين، المنعقد في ديسمبر 2022 في المملكة المغربية، حيث أسندت الدول الأعضاء بالإجماع مهمة صياغة ميثاق العالم الإسلامي للذكاء الاصطناعي إلى الإدارة العامة للمنظمة.

قال سعادة الدكتور سعيد بن حمد الربيعي رئيس جامعة التقنية والعلوم التطبيقية: إن سلطنة عمان مستعدة لجني فوائد الذكاء الاصطناعي وسيتم تمكين الطلبة في هذا المجال إلى جانب إنشاء تقنيات مدعومة بالذكاء الاصطناعي في أماكن مختلفة، وتمثّل حلقة العمل الإقليمية تقدما كبيرا في عملية التشاور القائمة على الميثاق، حيث تأتي لدفع المبادرة إلى الأمام بالشراكة مع جامعة التقنية والعلوم التطبيقية ووزارة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات بسلطنة عُمان، كما تهدف في جوهرها إلى إعطاء الأولوية للمشاركة الفعالة، فهي تتبنى ثقافة التعاون، وتعترف بالخبرات الجماعية ووجهات النظر المتنوعة بين المشاركين وتعميق الحوار وتيسير التعاون بين جميع أصحاب المصلحة.

وأضاف سعادته قائلا: من خلال دمج الدروس المستفادة والتجارب الناجحة إلى صقل نهجها والمساهمة في إنشاء إطار عمل قوي لأخلاقيات الذكاء الاصطناعي وحوكمته في منطقتي آسيا والشرق الأوسط، ومن خلال توجيه الحوار حول أخلاقيات الذكاء الاصطناعي، تسعى حلقة العمل إلى تعزيز التعاون الإقليمي، وتطوير المبادئ التوجيهية الأخلاقية، وغرس الشعور بالمسؤولية الجماعية بين جميع الأطراف الفاعلة المعنية.

وأوضح سعادته أن الميثاق سيمثّل أهم مخرجات كرسي الإيسيكو لأخلاقيات الذكاء الاصطناعي الذي أنشئ سنة 2024 م،

وتم تأسيسه للمساهمة في الجهود المبذولة لمعالجة القضايا الأخلاقية التي تنشأ جنبًا إلى جنب مع ظهور تطبيقات الذكاء الاصطناعي التوليدي، الذي من شأنه دعم البحث العلمي والابتكار في هذا المجال وتوطين تقنيات الذكاء الاصطناعي ونشرها في جميع القطاعات وخاصة قطاعات الصناعة والإنتاج مما سيساهم وبشكل فاعل في تعزيز مخرجات البرنامج الوطني للاقتصاد الرقمي والبرنامج التنفيذي للذكاء الاصطناعي والتقنيات المتقدمة ومخرجات الجامعة في برنامج علم البيانات والذكاء الاصطناعي، تماشياً مع التوجيهات السامية في الإسراع بإعداد التشريعات التي ستساهم في جعل تقنيات الذكاء الاصطناعي أحد الممكّنات والمحفّزات الأساسية للقطاعات الاقتصادية في سلطنة عمان.

من جانبه أكد الدكتور سالم بن محمد المالك، المدير العام لمنظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو) أن حلقة العمل ستشهد مناقشات ثريّة حول أخلاقيات الذكاء الاصطناعي، وتبادل الرؤى والأفكار بين نُخبة من أبرز خبراء المجال في العالم المتعلقة بأهم المحاور التي يجب أن يتضمنها الميثاق الذي تعمل منظمة الإيسيسكو على صياغته بمشاركة خبراء من دول العالم الإسلامي وخارجه، مشيرا إلى أن حلقة العمل تُعدّ إحدى ثمار التعاون المتميز بين الإيسيسكو وجامعة التقنية والعلوم التطبيقية ووزارة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات في سلطنة عمان، وباكورة أنشطة كرسي الإيسيسكو لأخلاقيات الذكاء الاصطناعي بالجامعة.

وتناولت حلقة العمل في اليوم الأول جلسة نقاشية بعنوان «رؤى إقليمية» طُرحت فيها وجهات نظر حول الذكاء الاصطناعي في منطقتي آسيا والشرق الأوسط، فيما تشهد اليوم حلقة تطبيقية بين المجموعات لتقديم مقترحات حول الأخلاقيات والحوكمة المرتبطة بالذكاء الاصطناعي، والعمل بعدها على صياغة وثيقة ميثاق العالم الإسلامي للذكاء الاصطناعي.

مقالات مشابهة

  • اللجنة التنفيذية للأمن السيبراني في مجلس التعاون تعقد اجتماعها الثالث
  • السواحه يجتمع بقيادات meta وgoogle لدعم الاقتصاد الرقمي
  • الأمن السيبراني يوصي بضرورة تحديث إصدار الأندرويد
  • السواحه يجتمع بقيادات «meta وgoogle» لدعم الاقتصاد الرقمي والحراك الابتكاري عبر الذكاء الاصطناعي
  • السواحه يجتمع بقيادات meta وgoogle لدعم الاقتصاد الرقمي والحراك الابتكاري عبر الذكاء الاصطناعي والتقنيات الحديثة
  • ملتقى التحول الرقمي بعرعر يستعرض المنصات الرقمية وأثرها في تعزيز جودة الحياة
  • الخبراء يجتمعون في مسقط لإعداد "ميثاق العالم الإسلامي للذكاء الاصطناعي"
  • حلقة إقليمية تستعرض البرامج التنفيذية لإعداد ميثاق العالم الإسلامي للذكاء الاصطناعي
  • هواوي تعلن عن بدء التشغيل التجاري لشبكات الجيل الخامس المتقدمة ودعم عصر الذكاء الاصطناعي
  • ضاحي خلفان: دورات صيفية للشباب في الذكاء الاصطناعي