القوى السياسية تطرح من «اسمرا» فترة انتقالية برئاسة قائد الجيش
تاريخ النشر: 14th, September 2023 GMT
اسمرا – نبض السودان
طرحت أحلاف سياسية سودانية بعد سلسلة اجتماعات بإريتريا “إعلان أسمرا” الذي نص على فترة انتقالية من عامين أعلى هرمها مجلس سيادي من 5 مدنيين و4 عسكريين يمثلون أقاليم البلاد على أن يترأس مجلس السيادة القائد العام للجيش.
ومنذ الأسبوع الماضي تعقد القوى الوطنية السودانية اجتماعات في إريتريا للوصول إلى حلول لإنهاء الحرب في السودان، وضمت الاجتماعات ممثلين لكل من الكتلة الديمقراطية وقوى الحراك الوطني وحزب الأمة القومي ومنظمات المجتمع المدني وكيانات مهنية وعدد من الشخصيات القومية.
ونص الإعلان أيضا على مجلس تشريعي يتكون من 300 عضو وإنشاء 8 مفوضيات قومية.
وحدد إعلان اسمرا أن يحكم السودان بالنظام الفدرالي وفق مستويات الحكم الاتحادي والولائي والمحلي ودعا للاستناد إلى الوثيقة الدستورية لإدارة الفترة الانتقالية والتزام باتفاق جوبا للسلام.
ومنح الإعلان إقليمي دارفور والنيل الأزرق الحكم الذاتي على أن يحدد القانون سلطات وصلاحيات ولايتي جنوب كردفان وغرب كردفان.
وقالت مصادر بحسب “سودان تربيون” إن التحالفات السياسية وتحت لافتة “القوى الوطنية السودانية” أنهت اجتماعات عقدت في إريتريا وأصدرت إعلان أسمرا الذي دعا لإنهاء الحرب وتشكيل حكومة تنفيذية انتقالية بعيدة عن المحاصصات وتديرها سلطة مدنية بقيادة رئيس وزراء يجب أن يكون شخصية توافقية.
وقالت المصادر التي فضلت عدم ذكر اسمها إن الاجتماعات أقرت أنه بعد اختيار رئيس الوزراء التوافقي بأن يفسح المجال أمام جميع القوى السياسية والمجتمعية للمشاركة بحرية كاملة في رسم معالم المرحلة المقبلة في البلاد والعودة إلى الوضع الدستوري الديمقراطي بعد إجراء الاستحقاق الانتخابي.
وأضافت ذات المصادر أن الكتلة الديمقراطية قررت وضع خطة تحرك باتجاه عواصم الدول المعنية لشرح تطورات الأوضاع السودانية ومخاطر الحلول الجزئية والعمل على تشجيع فكرة الحوار السوداني السوداني.
وذكرت المصادر أن ممثلي القوى السياسية والفصائل المسلحة ومنظمات المجتمع المدني والشخصيات القومية ناقشوا في سلسلة اجتماعاتهم برئاسة جعفر الميرغني نائب رئيس الحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل سبل وقف الحرب واستكمال الفترة الانتقالية والإعداد لحوار سوداني سوداني وتعزيز العلاقات الشعبية بين السودان وإريتريا.
كما جرت على هامش المؤتمر مشاورات مكثفة على المستوى الثنائي بين الميرغني ورئيس المجلس الأعلى لنظارات البجا بشرق السودان محمد الأمين ترك وايضا على مستوى بقية القيادات المشاركة في اجتماعات أسمرا تمهيدا لوضع الأسس لانجاح مؤتمر أركويت المزمع انعقاده بعد منتصف شهر سبتمبر الجاري والمخصص لاظهار الدعم الشعبي للجيش السوداني في حربه ضد قوات الدعم السريع المحلولة.
وأشارت إلى أن أسمرا تعد واحدة من البلدان القليلة التي تمكنت من المساهمة بنجاح كبير في معالجة أكبر الأزمات التي واجهت السودان في الفترة الماضية وتابعت “تتميز عن بقية الدول التي تتعامل مع ملف السودان بأنها الأكثر معرفة بحقيقة وطبيعة الأوضاع في السودان
كما أنها ترتبط بعلاقات متينة ووطيدة مع كل الأطراف السودانية”.
ولفت إلى أن إريتريا تقف إلى جانب الجيش السوداني وترفض التدخل الأجنبي وتدعو للحوار السوداني السوداني في سييل حل الأزمة السودانية.
ونوه إلى أن لقاء القوى الوطنية بالعاصمة الإريترية أسمرا جاء تلبية لدعوة من الرئيس أسياس أفورقي لعدد من القوي السياسية والمكونات المدنية والشخصيات القومية والمهنية الرافضة للحرب والتدخلات الأممية في الشأن الوطني والداعمة للجيش السوداني.
وأوضحت المصادر أن الرئيس الإريتري عند لقائه بالقيادات السودانية المشاركة في اجتماعات أسمرا أكد أن الشعب السوداني قادر على إيجاد الحلول العادلة لمشكلاته الداخلية ووجه الدعوة للمجتمع الإقليمي والدولي لحصر دورهم في تسهيل التفاوض بين السودانيين والابتعاد عن الوصاية وفرض الأجندات الخارجية”.
المصدر: نبض السودان
كلمات دلالية: اسمرا السياسية القوى تطرح من
إقرأ أيضاً:
المصطلح في الثقافة السياسية السودانية
زين العابدين صالح عبد الرحمن
عندما جئت إلي القاهرة في 7 أكتوبر 2024م، أي بعد غياب امتد إلي سنة و نصف من بداية الحرب في 15 إبريل 2023م، في تلك الفترة قد كنت وصلت القاهرة قبل بداية الحرب أريد الصوم فيها، ثم أنتقل في العشرة الأواخر للخرطوم لحضور عيد الفطر المبارك، و لكن الحرب اقعدتني شهرين في القاهرة.. الآن عندما وصلت القاهرة في الأسبوع الأول من شهر أكتوبر2024م أعتقدت أنني سوف أجدها شعلة من العمل السياسي.. و لكن كانت عكس ذلك النشاطات السياسية تدور في غرف مغلقة، بعيدا عن أعين السابلة، و هناك نشاطات فكرية ثقافية تقوم بها بعض المنظمات المدنية بالاشتراك مع بعض المنظمات المصرية أو تنظيمات سياسية مصرية لكنها ذات طابع ثقافي فيه شييء من السياسة، و أغلبية القيادات الموجودة دائمة الترحل إلي بورتسودان لكي تمارس السياسة، و هؤلاء الأغلبية لا يريدون أن يفوتهم قطار التعينات في الوظائف، و أخرين يحجون إلي عنتيبي و نيروبي و أديس أبابا، أيضا يريدون معرفة مستقبلهم في صراع لا يملكون فيه قرارا..
هناك البعض الذين يستغلون المناسبات الاجتماعية لإدارة حوار بالقدر الذي يسمح به المكان، و هي فرصة أن يلتقي الشخص بالعديد من القيادات السياسية، و من خلالها تتم عملية الإرتباط بمواعيد لإجراء حوار أو طرح أسئلة تبحث لها عن إجابات.. أما طرح القضايا السياسية كل قوى سياسية تدير شأنها بعين عن الآخرين و داخل غرف مغلقة تماما، و الأغلبية تتلقى المعلومات من الإعلام أو من الوسائط الاجتماعية داخل القروبات المختلفة.. مقرنة القاهرة اليوم بفترة النضال التي كانت تقودها القيادات السياسية زمن " التجمع الوطني الديمقراطية" مختلفة تماما، ن ناحية النشاط السياسي و تعدد منابره و حتى في الطرح السياسي..
في فترة الثلاث أسابيع الأولى من زيارتي للقاهرة، كنت مشغولا بطباعة الكتب التي ساعدني فيها كثيرا الصحافي محمد شيخ الحسين، و أيضا الأستاذ الدكتور خالد عثمان رئيس تحرير جريدة المهاجر التي تصدر في أستراليا و صاحب دار التبلدي للنشر، حيث قام بالتصميم للكتب و تصميم غلافاتها.. و استلمتها الكتب بعد الطباعة دار المصورات للطباعة و النشر.. بعد الأنتهاء من الطباعة و التوزيع.. تفرغت للزيارات و تلبيت الدعوات الاجتماعية.. في لقاء سياسي على دعوة للغداء مع بعض قيادات و ناشطين سياسيين من مختلف التيارات الفكرية،، كنت استمع لمعرفة رؤى الآخرين حول الحرب و الآراء المطروحة بهدف إيجاد حل سياسي، أو ما هو المطلوب بعد الإنتهاء من الحرب إذا كان بانتصار الجيش أو عبر أي منبر للتفاوض، ملاحظتي الأولى أن الأغلبية تستخدم مصطلحات هي لا تعرف مضامينها.. معلوم أي مصطلح سياسي له نشأة هي التي تحدد هويته و انتمائه، و أي مصطلح له حمولات سياسية يحددها مكان الأنتماء و أيضا له أدوات خاصة هي التي تحقق مكانته في الواقع.. البعض يجهل لذلك و يعتقد أن ترديد المصطلحات هو نفسه يعطي المستخدم هوية سياسية مطلوبة للتمييز.. العديد من التنظيمات السياسية تدفع بالمصطلحات التي تريد انتشارها لهؤلاء.. و عندما تسأل الشخص ما هو المقصود من المصطلح الذي يردده يغضب اعتقادا أن السؤال الهدف منه الاستفزاز و ليس المعرفة، و عندما تشرح له أن القصد بالفعل أن يستخدم المصطلح وفقا لحمولاته السياسية التي انتج لها من موطن النشأة الفكرية، يعتقد ذلك جدلا غير معني به..
القضية الأخرى.. عندما تختلف مع شخص في أطروحته و تبين جوانب ضعفها لا يتردد أن يصاحب ذلك بقولة " هذه تخدم الكيزان و الفلول" عندما تقول له كيف؟ لا تجد عنده إجابة..! هو حامل اسفار مثل قول الله " كالحمار يحمل أسفارأً" لآن بعض القوى السياسي في حاجة للذين يرددون الشعارات دون فهمها.. قلت في الحوار للبعض الذين سألوني ما هو موقفك من الكيزان و الفلول؟ قلت أن الكيزان و الفلول جزء من الأزمة مثل بقيت القوى السياسية الأخرى.. و حتى الكيزات و الفلول يعلمون أن مشروع الجبهة الإسلامية القومية السياسي قد سقط و لم يعد مفيدا لذلك لابد من المراجعة. و بدأ البعض في تقديم هذه المراجعات من خلال تنظيمات جديدة مثل "حركة المستقبل للإصلاح و التنمية... الحركة الوطنية للبناء و التنمية.. الإصلاح الآن .. المؤتمر الشعبي أصبح كتلتين و غيرها من التنظيمات التي تفرعت منها، مما يدل أنهم يجرون مراجعات فكرية.. أما الذين يرددون " الكيزان و الفلول" هم الذين يخلقون لهم هالة أكبر من الحجم الطبيعي في المجتمع.. فالنظرة الموضوعية للقضايا بعيدا عن الحساسيات الزائدة هي الطريق إلي الإصلاح، و الخروج من عنق الزجاجة..
أن واحدة من أهم إشكالية العمل السياسي هو غياب دور الطبقة الوسطى في المجتمع، و التي تأثرت بحالة التدهور الاقتصادي في البلاد، لذلك غاب دورها الاستناري في المجتمع.. و أيضا حالة الجمود التي اصابت قوى اليسار بشقيها الماركسي و القومي، حيث أصبحت قوى سياسية مراقبة و لست لها فاعلية منظورة في الصراع الدائر ألآن.. باعتبار أن الحراك السياسي للتيارات الفكرية في المجتمع هو الذي يخلق وعيا سياسيا جديدا، لكن حالة الجمود الفكري هي التي تتسبب في تعميق الأزمة أكثر.. فالنظر للأزمة من جوانب المختلفة مسألة ضرورية تسمح للعقل أن يشتغل بصورة إيجابية، أما محاولة الوقوف في محطة واحدة لكي تجعل الشخص يردد صباحا و مساء " الكيزان و الفلول" دلالة على غياب العقل و الفكر في العملية السياسية، و لا تقود إلي الموضوعية في الحوار الذي يأمل أن يفضي إلي توافق وطني.. إذا كانت النخب السياسية و المثقف تسلك سلوك العامة تكون دلالة على ضعف المنتوج للثقافة الديمقراطية.. نسأل الله حسن البصيرة
zainsalih@hotmail.com