أكد د. عمرو صالح أستاذ الاقتصاد السياسى ومستشار البنك الدولى السابق، أنه ‏لولا الدبلوماسية الاقتصادية الخارجية ما نجحت مصر فى أن تجذب الاستثمارات العالمية والدولية، حتى أصبحت مصر حالياً الدولة الثانية الأكبر فى أفريقيا بجذب الاستثمارات الخارجية الدولية، وأصبحت مصر ثالث أقوى اقتصاد عربى بعد سنوات من نموذج ناجح فى التعاون الاقتصادى الدولى مع شركاء التنمية الدوليين.

أوضح «صالح»، خلال حواره مع «الوطن»، أن سياسة مصر الرشيدة تؤمن بالمصالح المشتركة والتنمية المستدامة والتعايش السلمى، وأن الدبلوماسية الاقتصادية هى ذراع مصر أفريقياً، لإحداث التنمية المستقبلية فى القارة السمراء.. وإلى نص الحوار:

كيف ترى الدبلوماسية الاقتصادية التى تتبناها مصر حالياً؟

- دائماً ما كانت لمصر مدرسة دبلوماسية عريقة سمحت لها عبر أجيال مختلفة وفترات زمنية متعاقبة من الحكومات وعهود بأن يكون لها أطراف ومصالح فى عدد من الدول، تحديداً الدول الأفريقية والعربية وبعض الدول الأوروبية، لكن منذ وصول الرئيس السيسى للحكم، وتحديداً فى أوائل 2014، كانت مصر حينها فى مهب رياح عاصفة اقتصادية كاسرة.

وكان الاقتصاد المصرى على حافة الهاوية، وسقط النمو الاقتصادى من 7% إلى 1.7% عام 2011، واتبعت القيادة السياسية تغييرات جذرية فى استراتيجيتها الخارجية حتى ظهرت مدرسة أخرى من الدبلوماسية الاقتصادية، بدأها الرئيس السيسى، بعدما تعامل بحنكة وحكمه مع المؤسسات الدولية، منها البنك الدولى وصندوق النقد الدولى.

ما وجهة نظر مؤسسات التمويل الدولية فى مصر واقتصادها؟

- الدبلوماسية الاقتصادية الخارجية المصرية محل تقدير من المؤسسات الدولية، قالت عنها كريستينا لاجارد، مدير البنك الدولى، قبل أن تترك منصبها فى عام 2017، «كيف يمكن لمصر أن تحقق هذه المعجزة الاقتصادية»، وهى كانت نفس السيدة التى تتولى أكبر منصب فى صندوق النقد الدولى عام 2012 ورفضت حينها إقراض مصر.

وقالت «لاجارد» حينها إن مصر لن تقوم لها قائمة، بينما عززت التحركات الدبلوماسية الاقتصادية الخارجية فى المحافل الدولية الاقتصادية والتأكيد أن شخصية مصر ماضية فى الإصلاح الاقتصادى، كان لها عظيم الأثر فى تغيير صورة مصر الخارجية، كما أن القيادة الحكيمة للدبلوماسية الاقتصادية المصرية والجديدة آمنت بما تقوم به الدولة من مشروعات وإنجازات على أرض الواقع دفعت القاصى والدانى للاعتراف بها بالرغم من اختلافه معها، لأن سياسة مصر الرشيدة تؤمن حالياً بالمصالح المشتركة والتنمية المستدامة والتعايش السلمى.

«صالح»: الدبلوماسية الاقتصادية ذراع مصر لإحداث التنمية فى القارة السمراء 

وكيف ترى تحركات الدبلوماسية الاقتصادية المصرية فى الدول الأفريقية؟

‏- كلنا نتذكر كيف استعادت الدبلوماسية الاقتصادية المصرية زمام المبادرات فى طريقها المفقود، الذى كان ضائعاً فى قارة أفريقيا، كما أن رئاسة مصر للاتحاد الأفريقى قادت الكثير من المبادرات التنموية من أجل تحقيق صالح التنمية والتعاون الأفريقى بين مصر وجيرانها فى القارة السمراء.

ومشاركات مصر ممثلة فى وزارة التعاون الدولى فى القمم الأفريقية البريطانية والأفريقية الفرنسية والأفريقية الألمانية والأفريقية الروسية والأفريقية اليابانية والأفريقية الصينية، نجحت فى أن تصبح الدبلوماسية المصرية الاقتصادية هى ذراع أفريقيا القوية لإحداث التنمية المستقبلية فى القارة السمراء، ويحسب للوزيرة د. رانيا المشاط أنها من أنشط الوزراء فى حكومة الدكتور مصطفى مدبولى على الصعيدين المحلى والدولي.

كما أن الوزيرة لا تدخر جهداً فى الظهور بمختلف المحافل الدولية من أجل تحسين دبلوماسية مصر الخارجية والعمل على جذب مزيد من الاستثمارات والمنح والقروض للدولة المصرية، وهى الأمور التى دائماً ما يستفيد منها القطاعان العام والخاص العاملان فى مصر.

وظهور «المشاط» المتكرر فى المحافل الاقتصادية الدولية عزز من قدرة الفريق المصرى على جذب مزيد من التعاون الاقتصادى مع الدول الأوروبية والأمريكية والأممية الدولية لمصر.

وكيف أثرت الدبلوماسية الاقتصادية المصرية فى جذب المزيد من الاستثمارات الأجنبية؟

‏- لولا الدبلوماسية الاقتصادية الخارجية والخاصة بشركاء التنمية مع «التعاون الدولى» ما استطاعت مصر ونجحت فى أن تجذب الاستثمارات العالمية والدولية، حتى أصبحت مصر حالياً الدولة الثانية الأكبر فى أفريقيا بجذب الاستثمارات الخارجية الدولية، وأصبحت مصر ثالث أقوى اقتصاد عربى بعد سنوات من نموذج ناجح فى التعاون الاقتصادى الدولى مع شركاء التنمية الدوليين.

نجاحات مصرية

نجحت مصر بفضل الدبلوماسية الرشيدة والطامحة والناجحة فى استضافة الدولة لمؤتمر «كوب27»، وهو المؤتمر الذى عمل على خدمة القضايا البيئية عبر توفيق مشاريع ومبادرات خاصة بالتنمية الاقتصادية الدولية، بعد ما كاد المؤتمر أن يفشل بسبب تعنت الدول الغربية، غير أن مساعى «التعاون الدولى» والوزارات الشريكة ساهمت فى عقده بمدينة السلام بشرم الشيخ وإنجاحه.

وخلال أيام وفعاليات قمة المناخ «كوب27» نجحت مصر فى جذب الكثير من الاستثمارات التى بلغت حينها 10 مليارات دولار، وحالياً وبعد نجاح المؤتمر المصرى بشرم الشيخ تسعى الإمارات العربية المتحدة حالياً لاستضافة النسخة الجديدة من المؤتمر «كوب28»، وخلال استعدادها لفعالياته استضافت الإمارات وزيرة التعاون الدولي د. رانيا المشاط من أجل نقل خبرات مصر فى استضافتها للقمة السابقة من مؤتمر المناخ.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: الدبلوماسية المصرية الاقتصاد الاقتصاد الدولي الريادة المصرية التعاون متعدد الأطراف الاقتصادیة المصریة جذب الاستثمارات

إقرأ أيضاً:

عاجل - نائب رئيس الوزراء لبعثة البنك الدولي: القيادة تضع التنمية البشرية على رأس الأولويات

استقبل الدكتور خالد عبدالغفار نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الصحة والسكان، وفد البنك الدولي لفتح آفاق تعاون مشترك جديدة تستهدف ملف التنمية البشرية، فى إطار اهتمام الدولة المصرية ببناء وتنمية الإنسان المصري.

واستهل نائب رئيس مجلس الوزراء، الاجتماع بالترحيب بأعضاء البنك الدولي، مشيدًا بالتعاون المثمر بين الوزارة والبنك الدولي، لدعم المشروعات والخدمات في كافة المجالات لا سيما الصحية، متطلعًا إلى استمرار أواصر التعاون المثمر بين الجانبين.

وقال الدكتور حسام عبدالغفار المتحدث الرسمي لوزارة الصحة والسكان، إن الوزير ناقش موقف التعاون الحالي والمستقبلي بين الجانبين، وأيضا تطرق الاجتماع إلى استعراض نتائج المبادرة الرئاسية للتنمية البشرية "بداية جديدة لبناء الإنسان"، والنتائج الملموسة منذ انطلاقها، والتي تعد نواة للمشروع القومي للتنمية البشرية، مستعرضًا أهداف المبادرة، والبرامج والفئات العمرية المستهدفة.

وأضاف أن الدكتور خالد عبدالغفار، أوصي خلال اللقاء مع وفد البنك الدولي بتحديد إطار زمني وهيكل تنظيمي وتقديم تقرير ربع سنوي لتقييم ما تم إنجازه من خلال التعاون المشترك، منوهًا إلي ضرورة عقد لقاءات ثنائية مع بعض الوزارات المعنية بشأن التنمية البشرية ووفد البنك الدولي، مؤكدًا على ضرورة التعريف بالجهود التي بذلتها الدولة المصرية في مبادرات الصحة العامة، والتطعيمات، والاستفادة من منظومة البيانات والمعلومات المتاحة، والتركيز على الفئات الأكثر احتياجا ً وذات الأولوية لتحسين جودة حياة المواطنين، في إطار ملف التنمية البشرية.

وأشار إلي ضرورة إتاحة وعرض جهود الدولة المصرية فى بناء الإنسان، بالاضافة إلى تقييم الوضع الحالي للتنمية البشرية في مصر ومعرفة المعوقات والعمل علي حلها، وسد الاحتياجات المطلوبة من خلال برامج تنموية في كافة المجالات.

 

مقالات مشابهة

  • أمريكا تتحدى المجتمع الدولي.. مستشار الأمن القومي لـ«ترامب»: الجنائية الدولية لا تتمتع بأي مصداقية
  • وزير الاستثمار والتجارة الخارجية يبحث مع شركة Lazard Freres SAS العاملة في الاستشارات الاستثمارية فرص تعزيز التعاون
  • وزير الصحة يبحث مع وفد البنك الدولي سبل التعاون في التنمية البشرية
  • عاجل - نائب رئيس الوزراء لبعثة البنك الدولي: القيادة تضع التنمية البشرية على رأس الأولويات
  • وفد من البنك الدولي لبحث التعاون في ملف التنمية البشرية
  • وزير الصحة يستقبل وفد البنك الدولي لبحث التعاون في ملف التنمية البشرية
  • زيادة الاستثمارات إلى 5 مليارات دولار.. رئيس وكالة التعاون الدولي الكورية يلتقي مدبولي
  • غرفتا السياحة المصرية والتجارية لمكة المكرمة تجتمعان لمضاعفة الاستثمارات
  • مستشار رئيس الوزراء: خطط التنمية الوطنية تعتمد على نتائج التعداد السكاني
  • أبوبكر الديب يكتب: الدبلوماسية الاقتصادية تنعش العلاقات بين مصر وعمان