أشاد خبراء واقتصاديون بجهود «التعاون الدولى» فى دعم علاقات التعاون الاقتصادى مع الدول والمنظمات الدولية والإقليمية، والتحركات الناجحة مع المنظمات وهيئات ومؤسسات التعاون الاقتصادى والتمويل الدولى والإقليمى، وذلك فى إطار السياسة العامة للدولة، وبما يكفل تحقيق التنمية الاقتصادية.

«العمدة»: دبلوماسية الوزارة الرشيدة أسهمت فى توفير الكثير من التمويلات لمصر

وقال د.

كريم العمدة، أستاذ الاقتصاد الدولى، لـ«الوطن»، إن الوزارة نجحت فى تحسين صورة الدبلوماسية الاقتصادية مع مؤسسات التمويل العالمية الشريكة والعاملة فى مصر، وذلك عبر المفاوضات التى قامت بها فيما يخص العلاقات الاقتصادية التى تلعب دوراً كبيراً، خاصة فى الاستثمار أو التمويل.

وأشار إلى أن مصر نجحت فى إدارة ملف الدبلوماسية الاقتصادية، ونتج عن ذلك جذب مزيد من الاستثمارات من المؤسسات التمويلية دون العديد من دول المنطقة، كذلك نجحت «التعاون الدولى» فى التفاوض مع مؤسسات التمويل الدولية من أجل جذب مزيد من الاستثمارات التى تستهدفها الدولة بكل قطاعاتها.

وأوضح أنه حينما تتعامل الوزارة مع المؤسسات التنموية الشريكة، فجميع تلك المؤسسات يكون لديها الكثير من الشروط، لكن وبفضل التحاور المصرى من قِبل مسئولى الحكومة، وفى القلب منهم د. رانيا المشاط، مع مؤسسات التمويل الدولية، نجحت مصر فى إقناع تلك المؤسسات بالحصول على أكبر قدر ممكن من التمويل والمميزات والمنح التى لم تحصل عليها أى دولة فى المنطقة عدا مصر، مضيفاً: «قدرنا نحصل على التمويل المناسب دون شروط مجحفة، مع تنفيذ ما يناسبنا فقط من تلك الشروط التى طالبت بها المؤسسات المختلفة».

وأكد «العمدة» أن دخول مصر فى منظمة البريكس العالمية سيؤهل الدول فى التعامل مع مختلف الأسواق بالعملة المحلية لها، كما عكس ذلك ثقة الشركاء الدوليين فى جذب مزيد من الاستثمارات من الدول الأجنبية، عبر استهداف الاستثمار بالطرق الرشيدة، وكذا الاعتماد على الدبلوماسية الاقتصادية ذات السمعة الجيدة لمصر، «ده بيهدف لفتح أبواب الحوار مع كل دول العالم، وبكل القارات، ودى من الدبلوماسية الاقتصادية التى تعمل عليها الوزارة».

وقال د. بلال شعيب، الخبير الاقتصادى، إن «التعاون الدولى» تمثل الذراع الاقتصادية الخارجية القوية التى تعتمد عليها الدولة المصرية فى تواصلها مع الجهات الممولة والمؤسسات الدولية الشريكة، حيث تسهم الوزارة بشكل كبير فى تحسين صورة وسمعة مصر أمام تلك الدول، والعمل قدماً على تعزيز عمل المؤسسات الشريكة الدولية مع مصر.

وأضاف «شعيب» أن الوزارة تعمل كذلك على تدبير المهام والاحتياجات التى تسعى الدولة إلى جذبها من المؤسسات التمويلية الدولية، وتوفير الاحتياجات المالية للقطاعين العام والخاص على حد سواء، حيث تعمل الوزارة بشكل دؤوب على توفير المنح والقروض التى تحتاجها مصر من أجل جذب المستثمرين، مع تقليل هامش الفوائد الخاصة بالقروض التى تستهدفها مصر.

وأكد «شعيب» أن الوزارة تعمل منذ سنوات طويلة خلت على توفير كل سبل الدعم التى تريدها المؤسسات الخاصة بالقطاع العام والخاص على حد سواء، والتى دائماً ما تكون بتكلفة تكاد تكون منخفضة مقارنة بباقى المنح أو القروض التى تجذبها أى وزارة أخرى.

ولفت إلى أنه منذ فترة طويلة ظهرت مؤسسة دولية عملت مع الحكومة المصرية من أجل مكافحة التلوث الصناعى فى مصر، حيث تضمنت المبادرة كبار البنوك العاملة ضمن النظام المصرفى المصرى، ووزارة التعاون الدولى، والهيئات المقرضة، حيث جرى منح الدولة قروضاً من خلال تلك المبادرة من أجل دعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة، ولمنع التلوث الصناعى فى الدولة.

وأشار إلى أن الوزارة قامت بتوفير الكثير من القروض والمنح خلال الفترة الأخيرة عبر استهداف المؤسسات التمويلية والتنموية العالمية لمصر من أجل تحسين التصنيف الائتمانى للدولة، مع إظهار البيانات الحقيقية للدولة ومؤسسات التمويل الدولية والبنك الدولى.

واختتم: «الوزارة كان ليها دور كبير فى التواصل مع المؤسسات الدولية، وبدأت خلال الفترة الأخيرة فى جذب الاستثمارات الأجنبية لمصر، خاصة من دول الاتحاد الأوروبى وعبر الاتفاقيات الدولية، كمان مصر دخلت مجموعة البريكس، وكل ده بفضل العمل الدؤوب والمشترك بين كل مؤسسات الدولة على الأرض، ونجحت الوزيرة فى أن تكون سفيرة خارجية لمصر فى جذب المشروعات التمويلية الضخمة والكبيرة».

وقال د. محمد البنا، الخبير الاقتصادى، إنه يجب العمل على تطوير الصادرات وتوطين التكنولوجيا، واستخدام الدبلوماسية الاقتصادية المصرية لتوطين الصناعة والتكنولوجيا، كالصين والهند كونهما من الدول الشريكة مع مصر فى منظمة البريكس، والتى دائماً ما لا تبخل فى نشر التكنولوجيا بالدول التى تحتاجها، ومنها مصر، بعكس أمريكا التى تستأثر على نفسها التكنولوجيا ولا تريد نشرها فى باقى دول العالم.

وشدد على أن نجاح الدبلوماسية الاقتصادية التى تتبناها «التعاون الدولى» ساهم مؤخراً فى اعتبار روسيا لمصر مركزاً لوجيستياً لتداول الحبوب دون باقى دول المنطقة، بخلاف تقديم أكثر من 20 دولة لملفات التحاقها بمنظمة البريكس، غير أن المنظمة لم توافق على التحاق الكثير من تلك الدول عدا مصر، باعتبار مصر بوابة ومفتاحاً مهماً تعتمد عليه المنظمة للتوجه إلى الدول الأفريقية، وبفضل موقعها الجغرافى الممتاز.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: الدبلوماسية المصرية الاقتصاد الاقتصاد الدولي الريادة المصرية التعاون متعدد الأطراف الدبلوماسیة الاقتصادیة التعاون الدولى مؤسسات التمویل الکثیر من مصر فى من أجل

إقرأ أيضاً:

الحرب فى السينما المصرية

مع الدم المسفوك ليلا ونهارًا فى لبنان وفلسطين، أتساءل: متى ومن سينتج أفلامًا جميلة مؤثرة توثق جرائم الدولة المارقة فى حق شعوبنا؟ ومن يجرؤ على إنجاز تلك الأفلام، بينما العالم كله يشاهد عاجزًا القتل والتدمير والتشريد دون أن يتمكن من إيقاف القصف والصواريخ والقنابل؟

بامتداد قرن من الزمان لم تتوقف السينما المصرية عن رصد الثورات والمعارك والحروب التى خاضتها مصر سواء ضد الاحتلال الإنجليزى أو العدو الإسرائيلى. صحيح أن الأفلام التى تعرضت لفضح جرائم الاحتلال الإنجليزى لم يتم إنتاجها إلا بعد ثورة 23 يوليو 1952 وطرد ذلك الاحتلال البغيض، إلا أن تلك الأفلام كشفت للأجيال الجديدة بطولات المصريين وبشاعة الاحتلال.

أما بشأن الجار البلطجى الذى زرعته قوى كبرى ومازالت ترعاه، فإن هناك عددًا لا بأس به من أفلام مهمة تناولت معاركنا معه فى حروب 1956 و1967 وحرب الاستنزاف وأخيرًا حرب أكتوبر 1973 التى نحتفل بمرور 51 عامًا على انتصارتها بعد أيام قليلة.

(الطريق إلى إيلات) يعد من الأفلام القليلة الرائعة التى تناولت بطولات الجيش المصرى فى حرب الاستنزاف التى جرت فى نهايات ستينيات القرن الماضي، وقد أخرجته الفنانة القديرة السيدة إنعام محمد على عام 1994، ولعب البطولة كل من عزت العلايلى ونبيل الحلفاوى وصلاح ذوالفقار.

ونأتى إلى أفلام أكتوبر الشهيرة، والتى شاهدتها بشغف شديد فور عرضها للمرة الأولى سنة 1974، إذ إن بينى وبين تلك الحرب المجيدة علاقة خاصة جدًا، فأشقائى الكبار الثلاثة إبراهيم وفكرى وفوزى كانوا هناك على الجبهة يقاتلون ويحررون ويدافعون عن أرض الوطن وكرامته.

من أبرز تلك الأفلام (بدور) و(الوفاء العظيم) و(الرصاصة لا تزال فى جيبي)، وكلها بطولة محمود ياسين، أما (أبناء الصمت) فبطولة محمود مرسى ونور الشريف وميرفت أمين، ثم قدمت الفنانة القديرة ماجدة فيلم (العمر لحظة) عام 1978.

لكن يبقى فيلم (حكايات الغريب) الذى أنتجه التليفزيون المصرى عام 1992 من أهم الأفلام التى رصدت بذكاء وجمال فنى صراعنا مع المحتل البغيض. الفيلم أخرجته إنعام محمد على عن قصة لجمال الغيطانى كتب لها السيناريو والحوار الأستاذ محمد حلمى هلال. لعب أدوار البطولة كل من محمود الجندى وشريف منير ومحمد منير وحسين الإمام ونهلة رأفت ومدحت مرسى... وضيفة الشرف الفنانة القديرة هدى سلطان.

فى ظنى أن (حكايات الغريب) أفضل ما قدمته السينما المصرية عن ذلك الصراع التاريخي، ولولا ضعف الصورة نتيجة الكاميرات القديمة لاحتل هذا الفيلم مكانا مرموقا فى تاريخنا مع صناعة الأفلام.

على أية حال، ها هى الأيام تمر والسنوات تمضى والعقود تتوالى ومازال الصراع مشتعلا، ومازالت ذكرى حرب أكتوبر توقد فى الروح مصابيح المجد الذى كان، وأتذكر بكل توقير وإجلال وفخار أشقائى الكبار الثلاثة وكل جنود مصر وشعبها وضباطها وقياداتها العسكرية الباسلة التى خططت بذكاء وعلم وحزم من 11 يونيو 1967، حتى يوم النصر العظيم. أما شهداء تلك الحرب، فلهم المجد فى الأعالى ولأرواحهم السلام.

 

مقالات مشابهة

  • الحرب فى السينما المصرية
  • التعليم العالي تعلن نتائج الترشيح للمنح الخارجية / رابط
  • التضامن الاجتماعي ومنظمة العمل الدولية تبحثان تعزيز أوجه التعاون
  • التضامن ومنظمة العمل الدولية تبحثان التعاون في الملفات المتعلقة بالتشغيل والعمالة غير المنتظمة
  • "التضامن" ومنظمة العمل الدولية تبحثان تعزيز التعاون
  • «التضامن» تبحث التعاون في برامج التمكين الاقتصادي مع منظمة العمل الدولية
  • رؤﻳﺔ ﻋُﻤﺎن ٢٠٢٤ ﺑﺮﻋﺎﻳﺔ اﻟﺴﻠﻄﺎن ﻫﻴﺜﻢ ﺑﻦ ﻃﺎرق ﺗﻮاﺻﻞ تحقيق ﻣﺴﺘﻬﺪﻓﺎﺗﻬﺎ
  • السفير التونسي يستقبل النائب عيسى الشريف لبحث التعاون الضريبي وتبادل الخبرات الاقتصادية
  • لقجع يؤكد أمام المؤسسات المالية الدولية التزام المغرب بتحسين أداء وشفافية منظومة المالية العمومية
  • الزراعة تبحث توفير التقاوي للمزارعين بأسعار مناسبة.. والقمح أبرز المحاصيل.. خبراء: البذور والأسمدة والإرشاد ثلاثية زيادة الإنتاج لتحقيق الأمن الغذائي