مر العالم خلال السنوات الأخيرة بتحديات كبيرة، بدأت بمخاطر انتشار جائحة كورونا، ثم الأزمة الروسية - الأوكرانية، التى فاقمت التحديات الاقتصادية التى يواجهها العالم، حيث أبرزت تلك التحديات الدور المحورى للتعاون الدولى كأحد مصادر التمويل الرئيسية للتنمية وكآلية للتكامل والتضامن الاقتصادى العالمى، حيث تعمل آليات الدبلوماسية الاقتصادية على مشاركة الأطراف ذات الصلة فى صياغة الأولويات ودفع جهود الدولة نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة 2030، التى تتسق مع رؤية الدولة التنموية.

3 مبادئ لـ«دبلوماسية مصر» تشمل منصة التعاون التنسيقي المشترك ومطابقة التمويلات الإنمائية

دشّنت وزارة التعاون الدولى مبادئ الدبلوماسية الاقتصادية لمصر التى تستهدف تعظيم الاستفادة الاقتصادية والاجتماعية من التمويل الإنمائى، مع ضمان اتساق المشروعات التنموية والأولويات الوطنية وأهداف التنمية المستدامة، وكذا تحسين إدارة التعاون التنموى لتنفيذ المشروعات بشكل فعّال؛ حيث تقوم الدبلوماسية الاقتصادية لمصر على ثلاثة مبادئ هى منصة التعاون التنسيقى المشترك ومطابقة التمويلات الإنمائية مع الأهداف الأممية للتنمية المستدامة وسرد الشراكات الدولية.

بدورها، قالت د. رانيا المشاط، وزيرة التعاون الدولى، إن التعاون متعدّد الأطراف تعرّض لاختبارات متتالية منذ جائحة كورونا عام 2020، لكنه أثبت أنه لا سبيل للعالم لمواجهة التحديات سوى بالعمل المشترك والتعاون البنّاء.

وأشارت إلى أن مصر تحظى بثقة كبيرة فى تعاملها مع مؤسسات التمويل الدولية وبنوك التنمية متعدّدة الأطراف، بما يمنحها أولوية كبيرة فى توفير التمويل المناسب للمشروعات المستهدف تنفيذها من خلال جهود التعاون الإنمائى، فى ظل اتباعها مبادئ دقيقة للحوكمة والشفافية، لافتة إلى أن المفاوضات على تمويل المشروعات تمر بالكثير من المراحل شديدة الأهمية مع شركاء التنمية، إلى جانب المرور بالموافقات اللازمة من الجهات الوطنية للتأكد من الاحتياج إلى التمويل وعدم توافر التمويل المحلى للمشروع.

وأوضحت الوزيرة فى تصريحات صحفية أن الوزارة سعت من خلال علاقاتها مع شركاء التنمية متعددى الأطراف والثنائيين لدعم قدرة الدولة على مواجهة التحديات الدولية من خلال التمويلات التنموية الميسّرة والدعم الفنى والبرامج التى تم تنفيذها، مشيرة إلى أنه تم وضع إطار مؤسسى للتعاون الدولى والتمويل الإنمائى لتعظيم علاقات مصر مع شركاء التنمية متعددى الأطراف والثنائيين، وتعزيز عملية تبادل الخبرات والتجارب وتحفيز الدعم الفنى، ومن خلال هذا الإطار تعمل الوزارة على الترويج لرؤية مصر وعلاقتها مع شركاء التنمية ونشر ثقافة التعاون الدولى ودوره فى دعم رؤية التنمية من خلال التمويلات التنموية، سواء للقطاع الخاص أو القطاع الحكومى.

أوضحت «المشاط» أن الوزارة تعمل على دفع حدود التعاون المشترك مع شركاء التنمية متعدّدى الأطراف والثنائيين والحكومات وصانعى السياسات الاقتصادية الدوليين والقطاع الخاص والمجتمع المدنى، لدعم أجندة التنمية الوطنية، التى تتّسق مع الأهداف الأممية للتنمية المستدامة، بهدف تعظيم الاستفادة الاقتصادية والاجتماعية من التمويل الإنمائى، وضمان اتساق المشروعات التنموية مع الأولويات والأهداف الأممية، وكذا تحسين إدارة التعاون التنموى لتنفيذ المشروعات بشكل فعّال.

على مدار الـ3 سنوات الماضية أسهمت الشراكات الدولية، التى أبرمتها «التعاون الدولى» مع شركاء التنمية الدوليين فى توفير التمويلات التنموية الميسرة، والدعم الفنى لعشرات المشروعات فى القطاعات ذات الأولوية، بهدف تعزيز الاستثمار فى رأس المال البشرى والبنية التحتية المستدامة، كالأمن الغذائى والتعليم والصحة والنقل والبيئة والتحول إلى الاقتصاد الأخضر، والتجارة والصناعة، والمشروعات الصغيرة والمتوسطة، والطاقة المتجدّدة، وغيرها من القطاعات.

وشمل شركاء التنمية الأمم المتحدة، والبنك الأوروبى لإعادة الإعمار والتنمية، ومجموعة البنك الدولى، والبنك الأفريقى للتنمية، والاتحاد الأوروبى، وبنك الاستثمار الأوروبى، وألمانيا الاتحادية، وكوريا الجنوبية، واليابان، والصين، والوكالة الفرنسية للتنمية، والبنك الآسيوى للاستثمار فى البنية التحتية. كما شملت القطاعات والمشروعات المستفيدة من التمويلات التنموية الميسرة خلال العام الماضى، قطاعات كالأمن الغذائى والزراعة والبنية التحتية المستدامة، والطاقة المتجدّدة، والمشروعات الصغيرة والمتوسطة، والحماية الاجتماعية وتمكين المرأة، والصحة وغيرها.

وتشمل المحفظة الجارية لوزارة التعاون الدولى 169 مشروعاً يتم تمويلها عن طريق منح تنموية لا تُرد بقيمة 3.4 مليار دولار فى مجالات الإسكان والتعليم العالى والبحث العلمى والتربية والتعليم والتعليم الفنى ودعم قدرات الجهاز الحكومى.

وزارة التعاون الدولى وقعت اتفاق تمويل تنموى ميسر بقيمة 500 مليون دولار من البنك الدولى لصالح الأمن الغذائى

أما عن مجال الأمن الغذائى والخطر الذى يواجه العالم مع الحرب الروسية - الأوكرانية، فقد قامت وزارة التعاون الدولى بتعزيز التعاون، ونفّذت الكثير من الشراكات، من بينها توقيع اتفاق تمويل تنموى ميسّر بقيمة 500 مليون دولار من البنك الدولى لصالح الأمن الغذائى، مع تمويل آخر من البنك الدولى بقيمة 500 مليون دولار لتعزيز جهود الحماية الاجتماعية عبر برنامج «تكافل وكرامة».

كما قامت الوزارة بالاتفاق مع بنك التنمية الأفريقى على تمويل تنموى ميسر بقيمة 271 مليون دولار فى ضوء الاستجابة العاجلة لتحديات الأمن الغذائى وتعزيز الصمود المالى وزيادة الإنتاجية.

كما عززت الوزارة التنمية الزراعية والريفية وحفزت صغار المزارعين، والاتفاق الموقّع مع الصندوق السعودى للتنمية والجانب الإماراتى لتدشين 25 صومعة فى 17 محافظة تعزّز السعات التخزينية للقمح بنحو 1.5 مليون طن، بما عزّز جهود الأمن الغذائى، والاتفاق الموقّع مع المؤسسة الدولية الإسلامية لتمويل التجارة لصالح مشروع توريد القمح والنفط بقيمة 1.5 مليار دولار، وكذلك الشراكة مع برنامج الأغذية العالمى التى تُعزّز جهود التنمية الزراعية والريفية من خلال الدعم الفنى وتقوية سلاسل التوريد، وتحفيز قدرة صغار المزارعين على مواجهة التغيرات المناخية.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: الدبلوماسية المصرية الاقتصاد الاقتصاد الدولي الريادة المصرية التعاون متعدد الأطراف مع شرکاء التنمیة التعاون الدولى الأمن الغذائى البنک الدولى ملیون دولار من خلال

إقرأ أيضاً:

الأمم المتحدة تحيي يوم المؤسسات المتناهية الصغر والصغيرة والمتوسطة

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

تحي منظمة الأمم المتحدة يوم المؤسسات المتناهية الصغر والصغيرة والمتوسطة، في مثل هذا اليوم من كل عام 27 يونيه، واحتفال هذا عام 2024 تحت عنوان "المؤسسات المتناهية الصغر والصغيرة والمتوسطة وأهداف التنمية المستدامة والاستفادة من قوة ومرونة المؤسسات المتناهية الصغر والصغيرة والمتوسطة للتعجيل بتحقيق التنمية المستدامة والقضاء على الفقر في أوقات الأزمات المتعددة".
 

وتقول المنظمة إنه بينما نحتفل بيوم المؤسسات المتناهية الصغر والصغيرة والمتوسطة لعام 2024، لا يفصلنا سوى ست سنوات فقط لتحقيق أهداف التنمية المستدامة (SDGs)بحلول الموعد النهائي في عام 2030، ولازال التقدم متأخراً، حيث لا تزال العديد من الدول تواجه مجموعة من التحديات الإنمائية الفريدة والمتشابكة التي تشمل أزمة تكلفة المعيشة، والحيز المالي المحدود، والعقبات التي تعترض الوصول إلى مصادر جديدة للتمويل الإنمائي وتمويل المناخ، والنزاعات. 

وأضافت أن التحديات الاقتصادية والاجتماعية والبيئية تتفاقم مما يزيد من الفقر والجوع المتزايدين، ويوفر يوم المؤسسات المتناهية الصغر والصغيرة والمتوسطة لعام 2024 فرصة لمناقشة وتبادل الأفكار حول كيفية دعم أصحاب المصلحة الرئيسيين، بما في ذلك صانعو السياسات، والشركات الكبيرة، والمؤسسات المالية، والمجتمع الدولي، للمؤسسات المتناهية الصغر والصغيرة والمتوسطة (MSMEs) لتسريع تحقيق أجندة 2030 والمساهمة في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، بما في ذلك القضاء على الفقر وتوفير العمل اللائق للجميع.


وتسعى المنظمة لتعزيز أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة من خلال المؤسسات المتناهية الصغر والصغيرة والمتوسطة، مسار تنموي جديد وسط تغيرات العالم، وتتضح أهمية المؤسسات المتناهية الصغر والصغيرة والمتوسطة (MSMEs) والاقتصاد الدائري بشكل جلي، وتشكل المؤسسات المتناهية الصغر والصغيرة والمتوسطة (MSMEs) التي تمثل 90% من الأعمال التجارية، وأكثر من 70% من العمالة، و50% من الناتج المحلي الإجمالي على مستوى العالم، جوهر الاقتصاد في معظم المجتمعات.


ويعد النهج المرتكز على الإنسان أساساً للاقتصاد الدائري المتطور، حيث يؤكد أهمية الأفراد والمجتمعات في دفع التحول المستدام، إن مراعاة رفاهية الناس وإعطاء الأولوية للمشاركة الشاملة، يضمن أن تتوافق النظم الجديدة وتتناسب مع الثقافة المحلية واحتياجات الأفراد والمؤسسات.

مقالات مشابهة

  • غوتيريش يحذّر: العالم فشل في تحقيق أهداف التنمية
  • أستاذ اقتصاد يكشف جهود الدولة لتحقيق التنمية الزراعية المستدامة عقب ثورة 30 يونيو (فيديو)
  • وزير الزراعة: التعاون بين الدول هو السبيل لتحقيق الأمن الغذائي للشعوب
  • التخطيط تتيح مشروعات "حياة كريمة" للمواطنين من خلال تطبيق "شارك 2030"
  • وزارة التخطيط تتيح مشروعات "حياة كريمة" للمواطنين من خلال تطبيق "شارك 2030"
  • اجتماع "وزراء زراعة البريكس".. "القصير" يؤكد على اهتمام مصر بتقديم إسهام مؤثر ضمن تجمع البريكس.. ويستعرض جهود الحكومة خلال حكم الرئيس السيسي لتحقيق الأمن الغذائي
  • التخطيط تتيح مشروعات "حياة كريمة" للمواطنين من خلال تطبيق "شارك ٢٠٣٠"
  • «الهجرة»: مصر حريصة على تكامل جهود البناء والتنمية مع الأشقاء في إفريقيا
  • 100 مليار دولار فجوة تمويل التنمية المستدامة عربياً
  • الأمم المتحدة تحيي يوم المؤسسات المتناهية الصغر والصغيرة والمتوسطة