مصر ترحب بـ«التعاون متعدد الأطراف» ودفع جهود الدولة لتحقيق أهداف التنمية المستدامة 2030
تاريخ النشر: 14th, September 2023 GMT
مر العالم خلال السنوات الأخيرة بتحديات كبيرة، بدأت بمخاطر انتشار جائحة كورونا، ثم الأزمة الروسية - الأوكرانية، التى فاقمت التحديات الاقتصادية التى يواجهها العالم، حيث أبرزت تلك التحديات الدور المحورى للتعاون الدولى كأحد مصادر التمويل الرئيسية للتنمية وكآلية للتكامل والتضامن الاقتصادى العالمى، حيث تعمل آليات الدبلوماسية الاقتصادية على مشاركة الأطراف ذات الصلة فى صياغة الأولويات ودفع جهود الدولة نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة 2030، التى تتسق مع رؤية الدولة التنموية.
دشّنت وزارة التعاون الدولى مبادئ الدبلوماسية الاقتصادية لمصر التى تستهدف تعظيم الاستفادة الاقتصادية والاجتماعية من التمويل الإنمائى، مع ضمان اتساق المشروعات التنموية والأولويات الوطنية وأهداف التنمية المستدامة، وكذا تحسين إدارة التعاون التنموى لتنفيذ المشروعات بشكل فعّال؛ حيث تقوم الدبلوماسية الاقتصادية لمصر على ثلاثة مبادئ هى منصة التعاون التنسيقى المشترك ومطابقة التمويلات الإنمائية مع الأهداف الأممية للتنمية المستدامة وسرد الشراكات الدولية.
بدورها، قالت د. رانيا المشاط، وزيرة التعاون الدولى، إن التعاون متعدّد الأطراف تعرّض لاختبارات متتالية منذ جائحة كورونا عام 2020، لكنه أثبت أنه لا سبيل للعالم لمواجهة التحديات سوى بالعمل المشترك والتعاون البنّاء.
وأشارت إلى أن مصر تحظى بثقة كبيرة فى تعاملها مع مؤسسات التمويل الدولية وبنوك التنمية متعدّدة الأطراف، بما يمنحها أولوية كبيرة فى توفير التمويل المناسب للمشروعات المستهدف تنفيذها من خلال جهود التعاون الإنمائى، فى ظل اتباعها مبادئ دقيقة للحوكمة والشفافية، لافتة إلى أن المفاوضات على تمويل المشروعات تمر بالكثير من المراحل شديدة الأهمية مع شركاء التنمية، إلى جانب المرور بالموافقات اللازمة من الجهات الوطنية للتأكد من الاحتياج إلى التمويل وعدم توافر التمويل المحلى للمشروع.
وأوضحت الوزيرة فى تصريحات صحفية أن الوزارة سعت من خلال علاقاتها مع شركاء التنمية متعددى الأطراف والثنائيين لدعم قدرة الدولة على مواجهة التحديات الدولية من خلال التمويلات التنموية الميسّرة والدعم الفنى والبرامج التى تم تنفيذها، مشيرة إلى أنه تم وضع إطار مؤسسى للتعاون الدولى والتمويل الإنمائى لتعظيم علاقات مصر مع شركاء التنمية متعددى الأطراف والثنائيين، وتعزيز عملية تبادل الخبرات والتجارب وتحفيز الدعم الفنى، ومن خلال هذا الإطار تعمل الوزارة على الترويج لرؤية مصر وعلاقتها مع شركاء التنمية ونشر ثقافة التعاون الدولى ودوره فى دعم رؤية التنمية من خلال التمويلات التنموية، سواء للقطاع الخاص أو القطاع الحكومى.
أوضحت «المشاط» أن الوزارة تعمل على دفع حدود التعاون المشترك مع شركاء التنمية متعدّدى الأطراف والثنائيين والحكومات وصانعى السياسات الاقتصادية الدوليين والقطاع الخاص والمجتمع المدنى، لدعم أجندة التنمية الوطنية، التى تتّسق مع الأهداف الأممية للتنمية المستدامة، بهدف تعظيم الاستفادة الاقتصادية والاجتماعية من التمويل الإنمائى، وضمان اتساق المشروعات التنموية مع الأولويات والأهداف الأممية، وكذا تحسين إدارة التعاون التنموى لتنفيذ المشروعات بشكل فعّال.
على مدار الـ3 سنوات الماضية أسهمت الشراكات الدولية، التى أبرمتها «التعاون الدولى» مع شركاء التنمية الدوليين فى توفير التمويلات التنموية الميسرة، والدعم الفنى لعشرات المشروعات فى القطاعات ذات الأولوية، بهدف تعزيز الاستثمار فى رأس المال البشرى والبنية التحتية المستدامة، كالأمن الغذائى والتعليم والصحة والنقل والبيئة والتحول إلى الاقتصاد الأخضر، والتجارة والصناعة، والمشروعات الصغيرة والمتوسطة، والطاقة المتجدّدة، وغيرها من القطاعات.
وشمل شركاء التنمية الأمم المتحدة، والبنك الأوروبى لإعادة الإعمار والتنمية، ومجموعة البنك الدولى، والبنك الأفريقى للتنمية، والاتحاد الأوروبى، وبنك الاستثمار الأوروبى، وألمانيا الاتحادية، وكوريا الجنوبية، واليابان، والصين، والوكالة الفرنسية للتنمية، والبنك الآسيوى للاستثمار فى البنية التحتية. كما شملت القطاعات والمشروعات المستفيدة من التمويلات التنموية الميسرة خلال العام الماضى، قطاعات كالأمن الغذائى والزراعة والبنية التحتية المستدامة، والطاقة المتجدّدة، والمشروعات الصغيرة والمتوسطة، والحماية الاجتماعية وتمكين المرأة، والصحة وغيرها.
وتشمل المحفظة الجارية لوزارة التعاون الدولى 169 مشروعاً يتم تمويلها عن طريق منح تنموية لا تُرد بقيمة 3.4 مليار دولار فى مجالات الإسكان والتعليم العالى والبحث العلمى والتربية والتعليم والتعليم الفنى ودعم قدرات الجهاز الحكومى.
وزارة التعاون الدولى وقعت اتفاق تمويل تنموى ميسر بقيمة 500 مليون دولار من البنك الدولى لصالح الأمن الغذائىأما عن مجال الأمن الغذائى والخطر الذى يواجه العالم مع الحرب الروسية - الأوكرانية، فقد قامت وزارة التعاون الدولى بتعزيز التعاون، ونفّذت الكثير من الشراكات، من بينها توقيع اتفاق تمويل تنموى ميسّر بقيمة 500 مليون دولار من البنك الدولى لصالح الأمن الغذائى، مع تمويل آخر من البنك الدولى بقيمة 500 مليون دولار لتعزيز جهود الحماية الاجتماعية عبر برنامج «تكافل وكرامة».
كما قامت الوزارة بالاتفاق مع بنك التنمية الأفريقى على تمويل تنموى ميسر بقيمة 271 مليون دولار فى ضوء الاستجابة العاجلة لتحديات الأمن الغذائى وتعزيز الصمود المالى وزيادة الإنتاجية.
كما عززت الوزارة التنمية الزراعية والريفية وحفزت صغار المزارعين، والاتفاق الموقّع مع الصندوق السعودى للتنمية والجانب الإماراتى لتدشين 25 صومعة فى 17 محافظة تعزّز السعات التخزينية للقمح بنحو 1.5 مليون طن، بما عزّز جهود الأمن الغذائى، والاتفاق الموقّع مع المؤسسة الدولية الإسلامية لتمويل التجارة لصالح مشروع توريد القمح والنفط بقيمة 1.5 مليار دولار، وكذلك الشراكة مع برنامج الأغذية العالمى التى تُعزّز جهود التنمية الزراعية والريفية من خلال الدعم الفنى وتقوية سلاسل التوريد، وتحفيز قدرة صغار المزارعين على مواجهة التغيرات المناخية.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: الدبلوماسية المصرية الاقتصاد الاقتصاد الدولي الريادة المصرية التعاون متعدد الأطراف مع شرکاء التنمیة التعاون الدولى الأمن الغذائى البنک الدولى ملیون دولار من خلال
إقرأ أيضاً:
مدير مكتبة الإسكندرية: الذكاء الاصطناعي ليس خيارًا بل ضرورة إستراتيجية لتحقيق التنمية
قال الدكتور أحمد زايد، مدير مكتبة الإسكندرية، إن الذكاء الاصطناعي، بفضل قدراته غير المسبوقة و استخدام وسائل التكنولوجيا المتسارعة الوتيرة، أصبح من المحركات الرئيسية للابتكار والتحول في مختلف القطاعات موضحاً أن الذكاء الاصطناعي يسهم بشكل فعال في معالجة العديد من التحديات التي تواجه عالمنا اليوم من خلال التحليل الفوري للبيانات الضخمة والتنبؤ بالاحتياجات المستقبلية وتقديم حلول مبتكرة.
وأضاف مدير المكتبة خلال مشاركته في ندوة "تسخير الذكاء الاصطناعي لخدمة التنمية المستدامة: رؤى وتصورات مستقبلية" التي نظمها قطاع البحث الأكاديمي بمكتبة الإسكندرية بالتعاون مع مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار التابع لمجلس الوزراء ومركز تريندز للبحوث والاستشارات بدولة الإمارات العربية المتحدة، أن تحقيق التنمية المستدامة وأهدافها السبعة عشرة هدفًا عالميًا وضرورة ملحة لضمان جودة حياة أفضل للأجيال القادمة، مشيرًا إلى أن الذكاء الاصطناعي يعتبر حليفًا استراتيجيًا في إيجاد حلول مبتكرة لتحسين كفاءة الموارد وتعزيز الزراعة المستدامة وزيادة إنتاجية المحصول وضمان الأمن الغذائي للأجيال القادمة.
وأوضح مدير مكتبة الإسكندرية أن استثمارنا في الذكاء الاصطناعي ليس خيارًا بل ضرورة استراتيجية لتحقيق أهداف التنمية المستدامة. ودعا إلى تضافر الجهود لبناء عالم أكثر ازدهارًا وإنصافًا للأجيال الحالية والمستقبلية مع المحافظة على الهوية العربية، وأكد على أهمية تبادل الخبرات وقصص النجاح واستعراض الأفكار المبدعة لتحقيق التنمية المستدامة والعدالة الاجتماعية وحماية البيئة.
وأوضح مدير المكتبة أن تقنيات الذكاء الاصطناعي تسهم في تحسين التشخيص الطبي المبكر للأمراض، وتحسين أنظمة الرعاية الصحية مثل حملات التطعيم والمبادرات الصحية العديدة، بما يساهم في تحقيق الهدف الثالث من أهداف التنمية المستدامة وهو الصحة الجيدة والرفاهية.
وأشار زايد إلى أن مكتبة الإسكندرية، منذ افتتاحها في عام 2002، حرصت على أن تكون منصة رقمية تستخدم أحدث الوسائل التكنولوجية، بما في ذلك سرعة الإنترنت وإتاحة أجزاء من جميع الكتب الموجودة بالمكتبة عبر منصة دار الرقمية واستخدام الكمبيوتر شديد السرعة Super computer.
وأضاف أن المكتبة قامت بتحويل متحف الآثار إلى متحف افتراضي يمكن زيارته عن بعد مصحوبًا بعرض للبيانات الأثرية والتاريخية. كما نظمت المكتبة العديد من المؤتمرات في مجال استخدام الذكاء الاصطناعي لتعزيز ريادة الأعمال في المجالات الخضراء وإطلاق ونجاح الشركات الناشئة، وتصميم المدن المستدامة، بالإضافة إلى تنظيم ورش عمل لطلاب الجامعة لتوعية الطلاب بسوق العمل الجديد وما تم استبداله من وظائف تقليدية بفضل التقدم السريع للذكاء الاصطناعي.