انتشل السكان ناجين محاصرين تحت المباني المنهارة في مدينة درنة بعد أيام من الفيضانات التي دمرت معظم أنحاء المدينة الليبية، فيما يحذر الخبراء من أن الطين السميك الذي خلفه السيل قد يحتوي على ألغام أرضية.

قال شهود عيان لصحيفة التايمز إنه تم انتشال فتاتين صغيرتين ووالدتهما من أحد المباني المنهارة، كما تم العثور على طفلين وأب مع طفل على قيد الحياة في موقعين آخرين.

 

تم نقل الناجين، الذين أفادت التقارير أنهم في حالة جيدة، إلى بنغازي غرب المدينة لتلقي العلاج. وقد تزايدت الآمال في العثور على المزيد من الأشخاص على قيد الحياة بعد وصول أولى فرق البحث والإنقاذ الدولية.

 

لكن ناجين آخرين ما زالوا يبحثون عن جثث أقاربهم القتلى. ارتفع عدد القتلى المبلغ عنه بسبب الفيضانات في الساعات الأولى من يوم الاثنين إلى أكثر من 5,000 شخص، وتوقع عمدة درنة أن يصل العدد إلى 20,000 شخص.

 

كان السيل الهائج من المياه والطين الذي اجتاح درنة، وسحب ربع المدينة الساحلية إلى البحر الأبيض المتوسط، ناجما عن انهيار سدين خارج المدينة بعد أن ضربت العاصفة دانيال شرق ليبيا.

 

دعا المسؤولون إلى وضع أكياس للجثث للتعامل مع الجثث المتناثرة في الشوارع لتجنب انتشار الأمراض، في حين حذر خبراء التخلص من القنابل من أن الألغام الأرضية وقذائف الهاون غير المنفجرة ومخابئ الأسلحة التي خلفتها سنوات الصراع في المدينة وما حولها يمكن أن تختلط مع الجثث. الطين الكثيف يغطي الآن درنة.

 

قال إريك توليفسين، رئيس وحدة التلوث بالأسلحة في اللجنة الدولية للصليب الأحمر: "بعض هذه المواد ستظل عالقة في الأنقاض والطين وسط الجثث، مما يزيد من الخطر علي الناجين وعمال الإنقاذ".

 

أصبح ما لا يقل عن 34 ألف شخص بلا مأوى، أي حوالي ثلث سكان درنة البالغ عددهم 100 ألف نسمة، وفقًا للمنظمة الدولية للهجرة التابعة للأمم المتحدة.

 

قال توماسو ديلا لونجا المتحدث باسم الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر إن ثلاثة من العاملين في الهلال الأحمر غرقوا أثناء محاولتهم إنقاذ الناس. وأضاف: "أخبرنا متطوعونا أن الكارثة تبدو وكأنها شيء بين القصف والزلزال". "لقد تم القضاء على قرى بأكملها حول درنة بالكامل."

 

خلال الاضطرابات التي اجتاحت ليبيا بعد الإطاحة بمعمر القذافي في عام 2011، استخدم مقاتلو تنظيم داعش درنة كقاعدة قبل أن يطردهم المقاتلون الإسلاميون المنافسون في عام 2015. وقد تم طردهم بدورهم من قبل المشير خليفة حفتر، الذي يتحالف جيشه الوطني الليبي مع الإدارة التي تتخذ من بنغازي مقراً لها والتي تسيطر على شرق ليبيا.

 

قال إريك توليفسين، رئيس وحدة التلوث بالأسلحة في اللجنة الدولية للصليب الأحمر، إن الألغام المزروعة خارج المدينة ربما جرفتها مياه الفيضانات وتراكمت وسط الطين في درنة أو حتى جرفتها إلى البحر، حيث تبحث الفرق الآن عن الجثث.

 

قال أندرو ميرات، المدير القطري للمجلس الدنماركي للاجئين، الذي عمل على إزالة الألغام في درنة، إن الألغام البلاستيكية تشكل تهديداً خاصاً لأنها أقل كثافة ويمكن أن تطفو بسهولة. وقال: "نحن نعلم تأثير الفيضانات، وأنها يمكن أن تكتشف، ويمكن أن تتغير، وأن هذه العناصر لا يزال من الممكن أن تنفجر تحت الماء".

 

يأتي التهديد الثالث من مخابئ الأسلحة المخفية والمهجورة المحتملة في البلدة والتي يعود تاريخها إلى النزاع، والتي يمكن أن تحتوي على قنابل يدوية وقذائف صاروخية وذخائر أسلحة صغيرة. وقال توليفسين: "سيشكل هذا مشكلة لرجال الإنقاذ وكذلك أثناء إعادة إعمار المدينة".

 

وقالت وزارة الخارجية إن المملكة المتحدة تتبرع بمساعدات لليبيا "بقيمة تصل إلى مليون جنيه استرليني لتقديم المساعدة المنقذة للحياة". وأضاف ريشي سوناك، رئيس الوزراء: “إنه لأمر صادم أن نرى حجم الخسائر والدمار الناجم عن الفيضانات في ليبيا. نحن نعمل على تقديم مساعدة فورية للشعب الليبي، بما في ذلك التمويل الأولي لدعم جهود الإغاثة الدولية. 

 

في درنة، حول عمال الطوارئ اهتمامهم إلى معالجة الجثث المتراكمة، بما في ذلك تلك التي جرفتها الأمواج إلى البحر، حيث انتشلتها المروحيات من الأمواج. وقال هشام أبو شكيوات، الوزير في الإدارة الشرقية الليبية، إن البحر يلقي باستمرار عشرات الجثث.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: درنة الفيضانات ليبيا إزالة الألغام

إقرأ أيضاً:

“قُتلوا مكبلي الأيدي ودفنوا معًا في حفرة واحدة”.. مجزرة مروعة بحق طواقم الإنقاذ في رفح

#سواليف

بعد ثمانية أيامٍ من انقطاع الاتصال مع طواقم الإنقاذ في حي السلطان بمدينة رفح، تكشفت تفاصيل مجزرة مروعة ارتكبها الاحتلال بحق 15 طاقمًا، بينهم موظف يتبع للأونروا.

قال الناطق باسم الدفاع المدني في قطاع غزة الرائد محمود بصل إن طواقم الدفاع المدني انتهت من إنتشال جثامين 15 شهيدا من طواقم الدفاع المدني، والهلال الأحمر الفلسطيني وموظف يتبع للأونروا، وذلك بعد ثمانية أيام وبالتنسيق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية OCHA.

وشدد على أن الاحتلال ارتكب مجزرة بحقهم وقتلهم بشكل مباشر في منطقة تل السلطان برفح.

مقالات ذات صلة حركة صهيونية تتوعد طلاب الجامعات الأميركية المؤيدين للفلسطينيين بالترحيل 2025/03/30

واستنكرت وزارة الصحة في غزة الجريمة البشعة التي ارتكبها الاحتلال باستهدافه للمسعفين والطواقم الطبية في جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني أثناء قيامهم بمهامهم الإنسانية في محافظة رفح قبل أسبوع.

وأشارت الوزارة إلى أن الجثامين كانت مقيدة وتعرضت لإطلاق نار في الصدر ودفنوا عبر حفرة عميقة لعدم الإستدلال عليهم.

وطالبت وزارة الصحة المنظمات الأممية والجهات الدولية و المعنية بإجراء تحقيق عاجل في هذه الجرائم، ومحاسبة الإحتلال على ارتكابها، مؤكدة على ضرورة توفير الحماية للطواقم الطبية، وضمان وصولهم الآمن وتقديم الخدمة إلى المحتاجين بما كفلته ونصت عليه القوانين الدولية.

صور صناعية توثق المجزرة

أظهرت صور أقمار صناعية، بثتها قناة الجزيرة إقدام جيش الاحتلال الإسرائيلي على تدمير 5 مركبات إنقاذ على الأقل تتبع للهلال الأحمر الفلسطيني والدفاع المدني، وذلك عقب استهداف طاقمي المنظمتين المكونين من 15 متطوعا خلال مهمة إنسانية في منطقة حي تل السلطان غرب رفح جنوب قطاع غزة.

وتكشف صور الأقمار الصناعية، المُلتقطة حديثا (25 مارس/آذار) لمنطقة احتجاز المركبات، أن جيش الاحتلال دمّر المركبات بشكل كامل، حيث تظهر بقاياها في موقعين متقاربين على شارع “المحررات”.

وتُظهر صور الأقمار الصناعية انتشار آليات هندسية وعسكرية تابعة لجيش الاحتلال في المكان، وسط أعمال تجريف مكثفة، فيما أغلق الجيش طريق “المحررات” بحاجز ترابي قرب موقع الحادثة.

ثمانية مسعفين

قالت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني إنها فجعت باستشهاد ثمانية من مسعفيها في رفح استهدفهم جيش الاحتلال الإسرائيلي أثناء تأديتهم لواجبهم الإنساني عند توجههم إلى منطقة الحشاشين في رفح لتقديم خدمات الإسعاف الاولي لعدد من المصابين جراء قصف لقوات الاحتلال في المنطقة.

وأشارت الجمعية، إلى أن المسعف التاسع لا يزال مفقودا، كما وتم انتشال ستة من طواقم الدفاع المدني وأحد الموظفين التابعين للأمم المتحدة .

وأفادت الجمعية أن الشهداء المسعفون هم: مصطفى خفاجة، وعز الدين شعت،وصالح معمر، ورفعت رضوان، ومحمد بهلول، واشرف ابو لبدة، ومحمد الحيلة، ورائد الشريف.

‌‎وأكدت الجمعية أن هذه المجزرة تشكل مجزرة بحق طواقمها فاجعةا للعمل الإنساني والإنسانية. إن استهداف الاحتلال لمسعفي الهلال الأحمر وشارتهم الدولية المحمية لا يمكن اعتباره إلا جريمة حرب يحاسب عليها القانون الدولي الإنساني الذي يستمر الاحتلال في انتهاكه على مرأى ومسمع العالم كله، الذي فشل لغاية اللحظة في اتخاذ خطوات جدية لمنع الاحتلال من مواصلة هذه الخروقات الصارخة للمواثيق الدولية بحق العاملين في المجال الصحي والإنساني.

‌‎وطالبت الجمعية بمحاسبة مرتكبي جريمة الحرب هذه، وإجراء تحقيق فوري وعاجل لضمان العدالة لضحايا هذه المجزرة والكشف عن مصير المسعف المفقود أسعد النصاصرة الذي لا زال مصيره مجهولا حتى اللحظة.

ومع استشهاد المسعفين الثمانية يرتفع عدد شهداء الجمعية في القطاع الى 27 شهيدا استهدفهم الاحتلال اثناء تأديتهم لواجبهم الإنساني في قطاع غزة.

وجددت الجمعية مطالبتها المجتمع الدولي ممثلا بالامم المتحدة بكافة هيئاتها ومؤسسات والدول الأطراف في اتفاقيات حنيف وكافة المنظمات الحقوقية والإنسانية الدولية الايفاء بالتزاماتها القانونية من خلال الإسراع في اتخاذ ما يلزم من تدابير لحمل الدولة القائمة بالاحتلال ” إسرائيل ” على التوقف فورا عن اقتراف المزيد من المخالفات الجسيمة بحق المهام الطبية الفلسطينية بوجه خاص والمدنيين الفلسطينيين بوجه عام، والانصياع التام لمبادئ وأحكام القانون الدولي الانساني وقانون حقوق الإنسان المنطبقة قانونا على الأرض الفلسطينية المحتلة ، والعمل على وضع حد نهائي لسياسة افلات دولة الاحتلال من العقاب.

أكبر عملية استهداف لطواقم الإسعاف

في الأثناء، أدانت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) الجريمة البشعة التي ارتكبها جيش الاحتلال الصهيوني في حي تل السلطان برفح، حيث تم العثور على جثامين أربعة عشر شهيدًا: ستة من أفراد طواقم الدفاع المدني، وثمانية من مسعفي الهلال الأحمر الفلسطيني، الذين فُقدوا منذ أيام، وقد وُجدوا مقيّدي الأيدي ومدفونين في حفرة واحدة.

وقالت الحركة إن هذه الجريمة أكبر عملية استهداف جماعي وقتل عمد لطواقم الإسعاف، وتؤكد أننا أمام عدو مجرم سادي، متحلل من كل القيم الإنسانية، ومستهتر بالقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، واتفاقيات جنيف التي تضمن حماية طواقم الإغاثة الطبية والدفاع المدني أثناء النزاعات.

وأشارت أن الاحتلال المجرم لا يزال يرتكب أبشع الجرائم خلال حرب الإبادة الوحشية التي يشنها على المدنيين الأبرياء في قطاع غزة، وينتهك بشكل ممنهج وفاضح كل القوانين والشرائع، مستندًا إلى حالة صمت دولي مخزية، وغطاء سياسي وعسكري من الإدارة الأمريكية المتواطئة مع هذه الجرائم.

وشددت حماس على أنه يتعيّن على العالم أجمع، أمام هذه الجريمة الوحشية غير المسبوقة في تاريخ الصراعات، أن يقف بقوة في وجه هذا السلوك الوحشي المنفلت من كل عقال، وأن يدين بشكل لا لبس فيه جرائم حكومة نتنياهو الفاشية، ويعمل على سوق قادة الاحتلال المجرم إلى المحاكم الدولية لمحاسبتهم على جرائمهم ضد الإنسانية.

مقالات مشابهة

  • ترامب: قدرات الحوثيين التي يهددون بها السفن في البحر الأحمر يتم تدميرها
  • إنقاذ امرأة حامل بعد ثلاثة أيام تحت الأنقاض في ميانمار
  • تكثيف البحث عن ناجين من زلزال ماينمار وتايلاند
  • “قُتلوا مكبلي الأيدي ودفنوا معًا في حفرة واحدة”.. مجزرة مروعة بحق طواقم الإنقاذ في رفح
  • فرق الإنقاذ تواصل البحث عن ناجين من زلزال بانكوك
  • البحث عن ناجين وسط الدمار الذي خلفه زلزال ميانمار وتايلند
  • زلزال «ميانمار وتايلاند».. حصيلة جديدة للضحايا وفرق الإنقاذ تواصل العمل للعثور على ناجين
  • عدد قتلى زلزال ميانمار يتجاوز 1600 مع استمرار البحث عن ناجين
  • زلزال ميانمار.. انقطاع الكهرباء والإنترنت وفرق الإنقاذ تسابق الزمن بحثا عن ناجين (صور)
  • الهلال الأحمر: الاحتلال يرفض دخول فرق الإنقاذ للبحث عن طواقمنا المفقودة برفح