اتفاقات عسكرية واقتصادية وإعادة إعمار.. الجزيرة نت تكشف تفاصيل لقاء البرهان وأردوغان
تاريخ النشر: 14th, September 2023 GMT
الخرطوم- كشفت مصادر قريبة من مجلس السيادة في السودان تفاصيل جديدة عن نتائج زيارة الفريق عبد الفتاح البرهان إلى أنقرة ومحادثاته مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
وقالت المصادر، التي طلبت عدم الكشف عن هويتها، إن البرهان وأردوغان اتفقا على تفعيل اتفاقيات ومذكرات تفاهم في مجالات الأمن والدفاع والتصنيع والتدريب العسكري.
وذكرت المصادر للجزيرة نت أن التفاهمات شملت شراء السودان مزيدا من الطائرات المسيرة التركية التي يمتلك الجيش السوداني مجموعة منها، والتوسع في التدريب على استخدامها، وتدريب قوات للمهام الخاصة، وتطوير الصناعات الدفاعية السودانية التي حققت اكتفاء في الأجهزة والمعدات والأسلحة الثقيلة، وتم التصدير منها إلى دول أفريقية وعربية، وتطوير المسيّرات السودانية من طراز "زاجل" التي تصنّع محليا.
وأوضحت المصادر ذاتها أن التفاهم السوداني التركي تضمن أيضا إحياء مجلس التعاون الإستراتيجي المشترك، والتعاون الأمني وتبادل المعلومات والخبرات، والتنسيق في ملفات عدة رفضت المصادر الإفصاح عنها.
ولفتت إلى أن وزير الخارجية التركي هاكان فيدان زار الخرطوم في منتصف يناير/كانون الثاني الماضي عندما كان مديرا للمخابرات التركية، والتقى البرهان وناقش معه "ملفات ذات طبيعة حساسة" مرتبطة بالسودان والمنطقة.
وفي مايو/أيار الماضي أبدى أردوغان في اتصال هاتفي مع البرهان استعداد أنقرة لاستضافة "مفاوضات شاملة" لإنهاء الصراع الدائر في السودان، إلا أن أيا من طرفي الصراع لم يرد بشكل رسمي على هذه المبادرة.
وتعتبر زيارة البرهان إلى تركيا الخامسة من نوعها، بعد مصر وجنوب السودان وقطر وإريتريا منذ اندلاع القتال الدامي بين الجيش السوداني وقوات "الدعم السريع" منتصف أبريل/نيسان الماضي الذي لايزال مستمرا حتى اليوم.
تعاون اقتصاديوبجانب التعاون العسكري، أضافت المصادر أنه تم التوافق على تفعيل اتفاقيات التعاون في مجالات، الزراعة والتجارة والطاقة التي وقعت بين البلدين نهاية عام 2017، وتضمنت تخصيص أراضٍ زراعية لتركيا في السودان، وأن تتولى تركيا إعادة تأهيل وترميم مدينة "سواكن" التاريخية على ساحل البحر الأحمر وإدارتها لفترة محددة.
وأفادت المصادر نفسها بأن أردوغان أبدى استعداد الشركات التركية للإسهام في إعادة بناء العاصمة الخرطوم بعد وقف الحرب، ويشمل ذلك مطار الخرطوم الدولي والمؤسسات والهيئات والبنية التحتية التي دمرتها الاشتباكات المسلحة بين الجيش وقوات الدعم السريع.
وزار البرهان أنقرة أمس الأربعاء، وأجرى مباحثات مغلقة مع أردوغان استمرت أكثر من ساعتين، في حين التقى مرافقوه مع نظرائهم الأتراك، وأبرز المرافقين وزير الخارجية المكلف علي الصادق، والمدير العام لجهاز المخابرات العامة أحمد ابراهيم مفضل، والمدير العام لمنظومة الصناعات الدفاعية الفريق ميرغني إدريس.
وكان أردوغان قد زار الخرطوم في ديسمبر/كانون الأول 2017 في أول زيارة لرئيس تركي للسودان منذ عام 1956، وهو تاريخ استقلال السودان. ورافق الرئيس التركي في أثناء الزيارة وفد اقتصادي ضم نحو 200 من رجال الأعمال، وتم التوقيع على 22 اتفاقية في المجالات الزراعية والاقتصادية والعسكرية.
ويبلغ حجم التبادل التجاري السنوي بين البلدين 500 مليون دولار، واُتفق وقتها على زيادته إلى مليار دولار تمهيدا للوصول إلى 10 مليارات دولار مستقبلا.
وتبلغ الاستثمارات التركية في السودان نحو 650 مليون دولار، وتعمل في البلاد أكثر من 200 شركة تركية في مجالات الإنشاءات والخدمات والعقارات.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
وصول أول قافلة مساعدات إلى جنوب الخرطوم منذ بدء الصراع
الثورة / متابعات
وصلت أول شحنة مساعدات منذ بدء النزاع في السودان، قبل عشرين شهراً، إلى منطقة محاصرة جنوب العاصمة الخرطوم، وفق ما أفاد به متطوّعون محليون.
وأعلنت غرفة الاستجابة للطوارئ، (هي جزء من شبكة متطوعين تنسق المساعدات في الخطوط الأمامية في جميع أنحاء السودان)، أن 28 شاحنة وصلت إلى منطقة جبل أولياء، جنوب الخرطوم.
وشملت القافلة 22 شاحنة تحمل أغذية من برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة، وشاحنة واحدة من منظمتي «أطباء بلا حدود» و«كير»، إضافةً إلى 5 شاحنات محملة بالأدوية من وكالة الأمم المتحدة للطفولة «يونيسف».
وبحسب كل من المجموعة المحلية و«يونيسف»، فإن الإمدادات ستساعد في تلبية «الاحتياجات الصحية والغذائية العاجلة لنحو 200 ألف طفل وأسرة».
وقال ممثل «يونيسف» في السودان، شيلدون يت، إنّ «الوصول إلى المنطقة انقطع بشكل أساسي بسبب ديناميات الصراع»، مضيفاً أن إيصال المساعدات استغرق 3 أشهر من المحادثات.
وأوضح، في حديثٍ مع وكالة «فرانس برس» الفرنسية، أنّه تم احتجاز الشاحنات أكثر من مرة، و«كان السائقون مترددين بشكل مفهوم نظراً للمخاطر التي تنطوي عليها العملية».
وأظهر تقرير مدعوم من الأمم المتحدة، هذا الأسبوع، أنّ المجاعة تتفشى في 5 مناطق على الأقل في السودان، وأفاد التقرير أنّ انعدام الأمن الغذائي بلغ مستويات أسوأ مما كان متوقعاً.
وتوقع التقرير أنّه في الفترة ما بين ديسمبر 2024 مايو 2025 أن يواجه 24.6 مليون شخص مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي الحاد، مشيراً إلى أنّ ذلك يصل إلى المرحلة الثالثة من التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي أو أعلى من ذلك.
وأفاد برنامج الأغذية العالمي بأن بعض المناطق التي تشهد «نزاعاً شديداً»، بما فيها بعض أنحاء الخرطوم وولاية الجزيرة وسط البلاد، قد تكون تعاني من ظروف مجاعة، إلا أن عدم توافر البيانات الرسمية حال دون تصنيفها رسمياً على هذا النحو.