البوابة نيوز:
2024-10-04@23:41:40 GMT

نظرة إلى السابالايز والناظر والناظرة!

تاريخ النشر: 14th, September 2023 GMT


الظروف الإقتصادية من الممكن تحديها والتغلب عليها إن كانت الأحوال الإجتماعية سليمة، فالمجتمع القوي المتماسك المتحاب هو المنتصر مهما تعاظمت الحروب والشدائد، وتحالفت القوى والظروف عليه، فالبحث عن ناظر وناظرة يكون لديهم بعد نظر ضرورة من ضرورات الحياة المدرسية السليمة.
لا يخف على أحد الظرف الاقتصادي المؤلم الذى تعانيه بلدنا المعشوق، وبالتالى يعانى منه كل مواطن يعيش على أرضنا الطاهرة، ورغم هذه المعاناة التى نشعرها جميعا إلا أن الأهالى يقتطعون من لحمهم الحى حتى يستطيعون تعليم أولادهم كما يتمنون، وهى ضغوط يتحملونها رغمًا عنهم ولا مفر منها، وبالقطع زادت المصروفات المدرسية، وأيضا أتوبيسات المدرسة والأدوات المدرسية، ولكن العجيب والغريب والوضع الشاذ هو أن يتفتق ذهن البعض لتغيير الزى المدرسى فى هذه الظروف القاسية!.

. فعادةً يستخدم أولياء الأمور ملابس العام السابق، ويكتفون بجبر الناقص سواء ما بلى منه أو اختلفت مقاساته، كما يمكن أن يستخدموا ملابس أولادهم الكبار لمن هم أصغر منهم، وذلك لتخفيف الحمل الثقيل.. ولكن يأبى البعض التخفيف ويصعبون على الأهالى دخول المدارس بتغيير الزى، وإختراع زى جديد كل عام!.. والتعاقد مع شركات ومحلات بعينها يتم توفير الملابس المطلوبة فيها بتكاليف أكبر كثيرا من قيمة الخامات المستخدمة!.. على الرغم من أهمية تثبيت الزى وتميزه، كى يصبح مع الوقت سمة تميز طلاب كل مدرسة.. وهذا ما كانت تنتهجه المدارس العريقة، ولكن على ما يبدو أصبحت المصالح الشخصية هى الأساس، دون مراعاة الصالح العام أو مصلحة الصغار وذويهم!.. بالإضافة للطلبات المبالغ فيها تحت مسمى (سابالايز) والتى تتطور وتزيد كل عام عن العام السابق، حتى أصبح أولياء الأمور يشعرون وكأنهم يجهزون أبنائهم للزواج وليس لدخول المدرسة!.. هذا العبء الإضافى لم تكن نسمع عنه فى طفولتنا، وكان أقصى ما يتحمله أولياء الأمور حينها تجليد الكراسات والأدوات المدرسية العادية، من كراسات وكشاكيل وأقلام وألوان وأدوات هندسية (برجل ومنقلة ومسطرة)، وكانت الأهالى تئن من الطلبات!..ولكن الآن نسمع العجب!.. ولا أعرف من أين أتت فكرة السابلايز ومن الذى أخترعها ليزيد عكننة أولياء الأمور بتكاليف لا يتحملونها!.. إلى جانب الجهد الشاق الذى يتكبدونه لتفسير معانى اللوازم المطلوبة فى قائمة الطلبات، والتى عادة ما تتكون من عدة صفحات، ثم جمعها من المكتبات والمراكز التجارية المختلفة!.. ولا أعلم ما معنى طلب كميات من الصابون والمناديل الورقية والمطهرات (كلور، وديتول، وكحول) من كل تلميذ؟!..ومنذ  متى أصبحت نظافة المدرسة تقع على كاهل أولياء الأمور رغم ما يتحملونه من مصاريف باهظة فى بعض الأحيان؟!.. وحتى لو إفترضنا تحملهم لمصاريف إضافية للنظافة، فلماذا لا يتم جمع مبلغ بسيط من كل طالب تحت بند المساعدة فى شراء المنظفات وأدوات النظافة أو أن يحضر كل طالب فى حقيبته ما يلزمه سواء قطعة صابون صغيرة ومناديل وزجاجة كحول؟!.. لماذا الضغط الزائد على الأسر؟! ولماذا لم نسمع عن هذه التقاليع فى الأجيال السابقة والتى خرج منها الكثير والكثير من الشخصيات العظيمة التى نفخر بها من علماء وأطباء ومهندسين وكتاب وشعراء ورياضيين وفنانين؟!.. ما الذى يحدث فى مدارسنا؟! والتى تحولت فيها تسمية الناظر والناظرة إلى مدير ومديرة المدرسة، فكانت التسمية القديمة للدلالة على المتابعة الدقيقة لكل شؤون المدرسة؛ من متابعة للخدمة التعليمية التى تقدم إلى متابعة كل أحوال العاملين تحت قيادتهم، بجانب المتابعة الدقيقة للطلبة وأحوالهم العامة من تحصيل للعلوم الى جانب الاهتمام الدقيق بالحالة الصحية والنفسية.. أين ذهب الناظر والناظرة وأين التعامل بالحزم مع الحنية، والمتابعة مع مراعاة الظروف الاجتماعية وخلق جو من التعاون والتراحم والتآخي بين الجميع، لقد مرت أمامى هذا العام تجربة أليمة لإحدى الطالبات، والتى توفى والدها أثناء الامتحانات، ولنا أن نتخيل ما تحمله تلك المصيبة من زلزال يهز الأسرة ويقلبها رأسًا على عقب!.. فكانت الطالبة تطلب تأجيل بعض الامتحانات التى تتطلب جهدًا ووقتًا زائدًا، وذلك وفقا للقوانين المتبعة فى هذه المؤسسة التعليمية، إلا أن المدير الذى لا يجيد سوى الأوامر! لم يترفق بها أو يشعر بمعاناتها وألمها، وبدلًا من أن يساعدها أو يحاول تيسير الأمور لها، وضع عراقيل أمامها، وأغرقها بأمور روتينية كان يمكن تفاديها!.. مما أدى إلى إنهيار الطالبة بتحميلها ما يفوق طاقتها، فى هذه الظروف القهرية!.. وهو ما يذكرنى بالنقيض لتلك المعاملة وذلك فى أحد الأفلام العظيمة فى تاريخنا السينمائى وهو فيلم (الست الناظرة) بطولة العظماء رحمهم الله سعاد حسني وشكرى سرحان والناظرة زهرة العلا وزوجها محمود ذو الفقار والأب عماد حمدى وزوجة الأب القاسية زوزو نبيل.. والفيلم قصة وحوار المبدع محمد على أحمد ومن إخراج القدير أحمد ضياء الدين.. هذا الفيلم يجب أن يدرس لكل من يقع عليه الاختيار لإدارة مدرسة ليعرف معنى ناظر المدرسة ودوره الحقيقى الذى يساعد على خلق أجيال سوية تتحمل المسؤولية وتنهض ببلدها وتعينه وقت الشدائد.. الظروف الإقتصادية من الممكن تحديها والتغلب عليها إن كانت الأحوال الإجتماعية سليمة، فالمجتمع القوى المتماسك المتحاب هو المنتصر مهما تعاظمت الحروب والشدائد، وتحالفت القوى والظروف عليه، فالبحث عن ناظر وناظرة يكون لديهم بعد نظر ضرورة من ضرورات الحياة المدرسية السليمة.
*أستاذة بأكاديمية الفنون
 

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: أولیاء الأمور

إقرأ أيضاً:

معارك ذات الكبارى وآخر اليد

الرأى اليوم 

 معارك ذات الكبارى وآخر اليد

✍️صلاح جلال

(١)

???? لقد بلغ المجهود الحربى خلال العام ونصف ذروته فى إزهاق الأرواح التى تجاوزت ال ١٠٠ ألف قتيل وتدمير المعمار الذى يُقدر ب ١٦٠ مليار دولار وشهدت الحرب العبثية عملية إنعاش بتاريخ ٢٦ سبتمبر الماضى بهجوم مباغت شنته القوات المسلحة والحركات المتحالفة معها والمستنفرين وكتائب الكيزان منطلقة من أمدرمان نحو الخرطوم وبحرى وهجوم متزامن على محور الفاو وآخر على محور الجيلى وهجوم واسع على عدد من المواقع فى أقصى شمال دارفور بحوالي ٥٠٠ عربة مسلحة والهجوم بالأمس الخميس ٣ إكتوبر على سلسلة جبال موية من محورين ربك وسنار

كانت نتيجة هذا الهجمات سفك مزيد من دماء أبناء السودان المستعدين للتضحية الذين تمت تعبئتهم تحت شعارات الوطنية والدفاع عن الأعراض والممتلكات من الطرفين مازالت جثثهم على الأرض بجانب الكبارى وفى الصحراء وحول الجبال لم يتم دفنها وشاهدنا تدمير المركبات والمعدات العسكرية وأرتال من الجنود يكبرون الله ويبشرون بالنصر المبين

*هذا النصر الذى ما زال فى الثريا والمتطلعين له فى الأرض يمنون النفس الأمانى*

 

(٢)

???? نصر يتعطش لمزيد من الدماء والموارد ، والجالسون فى غرف التخطيط المكيفة من كبار الجنرالات مازالت شهوتهم مفتوحة لمزيد من الحرب وهم يتحلقون حول أطيب الطعام إستهلكوا كل مفردات اللغة ذات الحواف الحادة وتحولوا للتمثيل الإيحائي بإشارات الجسد، ومازال الساسة الحالمون لقطف ثمار السلطة بالعنف والقوة يتشبثون بأحلامهم التى كشفت فقرها حرب العام ونصف وفضحت ضحالة حِسهم الوطنى والإنسانى وهم يشاهدون المواطن بين نازح ولا جئ وواقف على صف التكايا فى إنتظار وجبة البليلة ، ومريض تتعلق حياته بجرعة دواء لضمان الحياة وجيل كامل خارج التعليم يبشر بضياع المستقبل وهم يعاقرون أوهامهم بأن الحرب هى الحل والخيار هو إستمرارها الذى أصبح هو طلب العنقاء والخل الوفى ، ما يجرى فى البلاد حالة من الجنون وفقدان الرُشد تلبست الكبار فى أروقة السلطة وتعلقت أحلام قياداتها بالسراب الذى تراه ولا تصل إليه وحتى لا نسأل كيف ومتى تنتهى هذه الحرب!! قال لنا كبير الجنرالات سنحارب حتى تفنوا جميعكم المنطق الذى ينطلق من نفس شحيحة ومنطق أعوج .

 

(٣)

???? المشهد منذ معركة ذات الكبارى صوره لنا الإعلام الطبال بأنه ال D-Day الذى أسكت مدافع تافيرونا وأنهى الحرب العالمية الثانية وزفته إحتفالات تملق معاناة وأحلام العالقين بالعودة فى النزوح والمنافى والهجوم على الجيلى لإستعادة المصفاة المدمرة بالكامل بسلاح الطيران!! كما تمت بلا طائل إستعادة مبانى الإذاعة والتلفزيون التى ما زالت صامته بعد إحتفالات صاخبة كشاهد على مسرح العبث والملاهاة ، ومعارك فى محور الفاو وجبل موية ومعارك فى شمال دارفور *كلف الإعداد لهذا المشهد الدرامى تحضير على مدى ستة أشهر مضت* من القوات المسلحة والمستنفرين و من الحركات والكيزان فقد تم رصد أقصى درجة مادية تملكها القوات المسلحة للتحضير لهذه المعارك النتيجة البادية للعيان تكاد تكون كل المعارك أخفقت فى تحقيق أهدافها المرسومة لها ، عدا بعض المظاهر الفقيرة أن يعبر القائد العام كوبرى الحلفايا إلى بضعة كيلومترات فى مدينة بحرى مما عرضنا للمسخرة من محطات التلفزة فى الدول الشقيقة وخلفه الجوغة المصنوعة وبعض أجهزة التلفزة وهرطقة واسعة على الميديا من الأكاذيب أقرب لحلقة الزار بيانات وعواجل وإنتصارات وهمية وتحرير فى الخيال !!!! .

 

(٤)

???? *السؤال ماذا مابعد كل ذلك ؟؟؟؟* هل هذا كل ما يرجوه الشعب السودانى ليعود لحياته الطبيعية التى دخلت ساحة المزايدة والدغدغة بالإحتفالات الكذوبة ، هل يجب علينا أن ننتظر ستة أشهر أخرى حتى يتم إعداد موجة أخرى من المتحركات مطابقة للفاشلة الآن لنعلق عليها آمال النصر أو *إفتراع طريق جاد جديد مختلف للإنتصار بالسلام ووقف القتال بالتفاوض* ، لقد شاهدنا مبادرة القوات المسلحة وحلفائها وطلعت بيضة ديك لا تنتج كتاكيت ولا نصر ولايحزنون ، لم نشهد إستسلام قوات الدعم السريع التى ستبدأ هجومها الصيفى هى الأخرى بنهاية شهر إكتوبر مع الوعد بمزيد من القنابل والرصاص على رؤوس الشعب المغلوب.

(٥)

???? على قيادة القوات المسلحة وعلى رأسها الفريق عبدالفتاح البرهان الذى يتحمل مسئولية كل هذا العبث والدمار ، قراءة حقائق الواقع العسكرى بمهنية بعيداً عن السياسيين الحالمين وقيادات الحركات المغامرة والكتائب الداعشية المتطرفة والإعلام المضلل الرداح ، لكى ندفع فى إتجاه أن تَقبِل القوات المسلحة وتسرع لوقف إطلاق النار لإستباق السيناريوهات الدولية التى تضغط من أجلها مأساة المدنيين لقد نفد صبر الإقليم والعالم على إستمرار حرب السودان العبثية على قيادة القوات المسلحة أن تدفع لوقف الحرب فوراً من أى منبر ممكن جدة- جنيف – الإتحاد الأفريقى وإلا ستدفع الثمن وتزيد الخسائر و الضغوط والتدهور المحتمل لوضع الجيش الميداني خلال الأسابيع القليلة القادمة لإستنزاف خططه ومورادة فى الهجوم الراهن .

 

(٦)

???? رسالة للمعوقين للحلول السلمية المتعلقين بأوهام تحقيق النصر العسكرى وتجار وسماسرة الحروب لهم هذه القصة لعل وعسى نحن صغار كنا نلعب البِلى عندما تتم هزيمتك (تنخرت) تطلب من خصمك واحد من الإثنين يدينك على الضراب أو يمنحك ما يعرف بيننا [آخر يدك] يعنى بليه واحدة عطية تبدأ بها حظك لمرة أخرى ، *آخر يدكم البداية الصحيحة للخروج من عنق الزجاجة ومواجهة مأزق الحرب الراهنة هو ترجيح الحلول التفاوضية فوراً دون لكن أو لو* والإقبال نحوها بحسن نية وواقعية هذه الحرب يجب أن تقف فوراً.

 

(٧)

????????ختامة

هذه حرب خاسره

(نقارة دنقست) لايجب تشجيع إستمرارها بدعوى تحقيق إنتصارات لتغيير إحداثيات التفاوض فهى متدحرجة لأسفل من يوم لآخر وبكلفه باهظة

*نقول لقيادة القوات المسلحة* كما تحتاج الحرب لشجاعة الفرسان يحتاج السلام لشجاعة الحكماء عليكم بالإقبال على التفاوض فوراً *وسندعم موقفكم بأن تنتهى الحرب لسلام شامل يحقق عودة كاملة للحكم المدنى* *وإعادة تأسيس قوات مسلحة موحدة ومهنية ودمج كل المليشيات فيها وفق ترتيبات أمنية وبرنامج دمج وتسريح DDR واضح وملزم* *بآجال زمنية مشهودة وبضمانات محلية ودولية* اللهم قد بلغت فأشهد .

 

# لاللحرب

#لازم_تقيف

٤ إكتوبر ٢٠٢٤م

الوسومالكباري المجهود الحربي صلاح جلال معارك

مقالات مشابهة

  • معارك ذات الكبارى وآخر اليد
  • عصابة فوق القانون!
  • غزة عام الحرب والمقاومة
  • الشاطر حسن
  • حرب أكتوبر.. وصناعة التاريخ
  • «نصر أكتوبر» معجزة التاريخ
  • الأسعار تتحدي الحكومة
  • لو ابنك تعرض للضرب من زميله في المدرسة.. تفاعل كبير بين «أمهات مصر» حول عنف التلاميذ
  • يسرق بأسلوب الخطف.. لص الشروق يواجه مصيره خلف القضبان
  • وزير الإسكان يوجه مسئولى جهات الوزارة بسرعة إنهاء المشروعات التى تمس حياة المواطنين بشكل مباشر