زلزال المغرب.. أهالي قرى جبال أطلس: شعرنا وكأننا نتعرض للقصف
تاريخ النشر: 14th, September 2023 GMT
أحد الناجين: تمكنا من الفرار بعد أن غطانا الحطام
سيطرت كارثة الزلزال، الذى ضرب إقليم الحوز التابع لمدينة مراكش المغربية، على اهتمام الصحف العالمية، خلال الأسبوع المنتهى، والتى نقلت عن بعض شهود العيان ما عاشوه وما يعانونه منذ ليلة كارثة الزلزال، وقال أحدهم لصحيفة الجارديان البريطانية، "شعرنا وكأننا نتعرض للقصف".
والتقت الجارديان، مع عبدالرحيم إيمنى، وكانت يده مغطاة بالضمادات، أمام أنقاض أو ما تبقى من منزله فى قرية مولاى إبراهيم، حيث أصيب "عبدالرحيم" نتيجة سقوط الحجارة خلال الزلزال، لكنه حاضر يوجه عملية رفع الأنقاض فى الشارع الذى كان يوجد فيه منزله ذات يوم.
وفى ممر ضيق فى القرية، فى جبال أطلس بالمغرب، كانت هناك آثار منزل امتد عبر الممر وسط انجراف من الأنقاض الرملية، حيث لم يكن من الممكن التعرف على المنزل، إذ لم يكن إلى حد كبير كما كان عليه من قبل، باستثناء غرفة منفردة فوق الأنقاض، ولا يزال الطلاء الأزرق لجدرانها مرئيًا.
حيث كان "عبدالرحيم"، الذى يعمل كهربائيا ويبلغ من العمر ٤٣ عاما، نائما فى هذه الغرفة مع ثلاثة أفراد آخرين من أسرته، عندما انهار باقى المبنى من حولهم حين ضربت سلسلة من الصدمات المدمرة للزلزال القرية بعد الساعة ١١ من مساء يوم الجمعة الماضي، واعترف بأنه كان محظوظًا وقتها.
وقال "عبدالرحيم" للصحيفة البريطانية، شعرت بالمنزل يهتز، وقد غطانا الحطام للحظة، ولكن لفترة قصيرة فقط تمكنا من الفرار، وحتى ذلك الحين لم يكن الأمر سهلا، لم تكن هناك كهرباء وكان الهواء مليئا بالغبار، ولم نتمكن من الرؤية، وكان قلبى ينبض وكأننى أعانى من نوبة قلبية.
وفى قلب هذه القرية الريفية الفقيرة، التى يبلغ عدد سكانها ٣٠٠٠ نسمة، وتمتد على منحدر جبلى شديد الانحدار، تهدمت كل المنازل، وتقريبًا لم يبق أى مبنى سالما، حيث تفككت بعض المنازل، وبقيت أخرى واقفة، لكن الطوابق العليا منها تنحنى حاليًا بشكل خطير فوق الممرات الضيقة، ما يهدد بسقوطها.
ولكن التأثير الأسوأ للزلزال كان على البشر، ويقول سكان مولاى إبراهيم، إن أكثر من ٢٥ شخصًا لقوا حتفهم هنا حسب علمهم، حيث وصف أوميزان الحسين، ٥٦ عاما، الذى كان يقف فى مكان قريب، اللحظة التى اهتزت فيها الأرض، قائلا: "استمر الأمر لمدة ست ثوان، شعرنا وكأننا نتعرض للقصف".
وقالت الجارديان، إن القرويين فى القرية، يساعدون أنفسهم إلى حد كبير، إذ لم تصل إليهم المساعدات على الفور، بينما بدأت مخيمات الخيام فى الظهور فى بعض المواقع المجاورة وعلى طول الطريق الرئيسى الأقرب إلى السهل الساحلى.
وقال مولاى على أزواد، الذى كان يجلس مع عائلته على جانب أحد الطرق الرئيسية فى القرية: "إن المساعدة الوحيدة التى تلقيناها عقب وقوع الزلزال، هى من أقاربنا المغاربة الذين يعيشون فى الخارج والذين أرسلوا إلينا أموالاً لشراء الطعام"، أما "عبدالرحيم" فقال: "نحن ننتظر أن تقدم لنا الحكومة المساعدة التى نحتاجها وتخبرنا بما سيحدث".
وفى قرية دوار تاركة، التى تقع على بعد نحو ٩٠ كيلومترا من مدينة مراكش، حيث تلفح رائحة الموت الزائر كما تلفحه الريح المحملة بالغبار، بين أزقة كلها مهدمة يمر المرء فوق سطح منزل، عبر ما كان غرفة نوم، بين حيطان مطبخ، كل شيء تحوّل حطاما.
وقال "حسن" الذى يتكأ على عكازات وهو يتنقل بين كومة ردم: "أنا وأربعة شباب آخرين نجونا بأعجوبة، حيث أنقذنا بأيدينا نحو خمسة عشر شخصا، وانتقلنا بعد وقوع الزلزال من منزل إلى آخر ننادى على أهل المنزل بالاسم، وتجاهلنا المنازل التى لم تخرج منها أصوات، انتقلنا من دار إلى آخر وتمكنا من إنقاذ عدد من الناس.
وأضاف "حسن": "عثرنا تحت خزانة ثياب من خشب على ثلاثة أشخاص، جد ووالد وصبى بالثانية من عمره، كانت طبعا مدفونة تحت الأنقاض، وانتشلنا الطفل حيا، والجد نجا رغم أن التراب كان يطمره حتى أنفه، أما الوالد فوجدناه ميتا، بعدما سقط عليه عامود خشبى أصابه فى الرأس".
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: زلزال المغرب جبال أطلس أهالى قري كارثة الزلزال إقليم الحوز مدينة مراكش المغربية
إقرأ أيضاً:
وقف النار المرتقب!
مع قرب تولى «الرئيس» ترامب مهام الحكم فى الولايات المتحدة تتسارع الجهود على جبهة الحرب فى غزة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين اسرائيل وحماس. ورغم أن هذه الجهود تواصلت على مدار اكثر من عام ونصف العام إثر عملية طوفان الأقصى، إلا أن نجاحها لم يكن أقرب مما هو قائم الآن.
دلالات تزايد الآمال بالتوصل إلى مثل هذا الاتفاق عديدة وربما يصعب حصرها فى مقال واحد أو سطور معدودة، حيث تتنوع لتشمل أبعاد الموقف الإسرائيلى والذى يصل لحد اعتباره من قبل البعض هناك وعلى رأسهم بن غفير نوعا من الاستسلام لحماس، وكذلك الأمر على صعيد الفلسطينيين حيث ربما يأتى بعد وصولهم إلى أقصى مراحل الإنهاك بفعل الحرب والتدمير والإبادة. لكن المهم فى النهاية أن الاتفاق أصبح قاب قوسين أو أدنى لحد اشارة مسئولين إلى أنه من غير المرجح أن تؤدى الخلافات بين حماس وإسرائيل إلى عرقلة الصفقة.
لو عدنا لتصريحات مثل هؤلاء المسئولين من كافة الأطراف أمريكية وإسرائيلية وفلسطينية بل وعربية لن نجد أكثر من الحديث عن وقف النار.. كان ذلك هو المصطلح الذى تلوكه الألسنة ليل نهار.. وكان ذلك هو الأمل أو السراب الذى تاقت اليه نفوس الكثيرين ممن شعروا أن الوضع فى غزة أصبح يفوق الاحتمال فى ظل الصمت الدولى على المجازر هناك.
الغريب أنه كم من مرة كان التصور أن الاتفاق أصبح فى اليد ليتم تلغيمه كما كان يتم الإعلان من قبل نتنياهو. بعد أن بلغت الأزمة ذروة من ذرواتها أعلنت ادارة بايدن اغسطس الماضى عن أن منتصف الشهر ربما يكون التاريخ النهائى لإبرام مثل هذا الاتفاق ومر أغسطس وسبتمبر واكتوبر.. إلخ.. دون أن تلوح فى الأفق بادرة وقف الحرب.
ما نود التأكيد عليه هنا زاوية مهمة تتعلق بما يمكن اعتباره بديهياً من بديهيات إدارة الأمور فى منطقتنا، الشرق الأوسط، وعلى صعيد الصراع مع إسرائيل بشكل خاص تؤكد صدق العبارة التى أشار اليها الرئيس الراحل أنور السادات فى تعاطيه مع تطورات حرب اكتوبر وهى أن 99 بالمئة من أوراق اللعبة فى يد الولايات المتحدة. دلالة ذلك على صعيد الموضوع الذى نتناوله هنا أن واشنطن لم تكن من البداية راغبة فى وقف الحرب فى غزة رغم كل التمويهات ورغم كل التحركات و«الحركات» التى بدا أن بلينكن وزير الخارجية الأمريكى يقوم بها من أجل مثل هذا الأمر.
الآن، والآن فقط، وبعد قرب تولى، ولأمور تتعلق بترتيب أجندة ترامب لفترته الرئاسية الجديدة تسعى الإدارة الأمريكية لوقف حرب غزة وليتحول موقف نتنياهو، رمز الصقور فى اسرائيل، إلى إحدى الحمائم لحد اشارة وسائل اعلام اسرائيلية لتوبيخ مبعوث ترامب لرئيس الوزراء الإسرائيلى لقبول خطة وقف النار.
الاتفاق حتى الآن فى مرحلة المخاض، وقد يتم وقد لا يتم، وإن كان الأرجح أن يتم، لكن الأمر يكشف عدم صحة الدعاوى التى تشير إلى أن الأمر بيد إسرائيل كلية، فيما الحقيقة أنها ليست سوى أداة، صحيح أن لديها هامشاً، أو قدراً من حرية الحركة لكنه هامش محدود، ليس على مستوى القضية التى نشير اليها بشكل خاص وإنما فى المطلق، لحد يصح معه التشبيه الذى اشرنا اليه وذكره كثيرون من أنه يمكن اعتبار اسرائيل ولاية أمريكية ولكن عن بعد!
ورغم أن الإجابة على السؤال عما اذا كان ما تريده واشنطن قدراً لا يمكن الفكاك منه أم لا.. ربما تكون معروفة، إلا أن المشكلة تكمن فى نظرتنا نحن الذين نريد اعتباره كذلك! وذلك جانب آخر من الأزمة ليس هنا مجاله!
[email protected]