حدد الحزب الاشتراكي المصري مواصفات معينة للمرشح الرئاسي الذي سيدعمه الحزب خلال انتخابات الرئاسة المقبلة.

وقال أحمد بهاء الدين شعبان رئيس الحزب في بيان رسمي، إنه مع بداية مشاهدة العد التنازلي لانتخابات رئاسة الجمهورية التي باتت على الأبواب، ومع متابعتهم للمواقف والأسماء التي يتم طرحها هنا أو هناك ممن يُبدون استعدادهم لخوض الانتخابات الرئاسية القادمة، حددنا مواصفات لا بد أن تتوفر في المرشح الذي سنعدمه.

وأضاف: “بغض النظر عن أن المؤشرات تتجه إلى أن العملية المُتعلقة بالاستحقاق الرئاسي لن يكون فيها الجديد المُختلف بالنسبة للضمانات المُحيطة بها، وفى مُقدمتها أن تكون أجهزة الدولة وإعلامها على مسافة واحدة من كل المُترشحين، وأن تُتاح خلال الاستحقاق السياسي الفرصة لجميع القوى السياسية المدنية الديمقراطية بتنوعاتها لمُخاطبة الجماهير، سواء عبر المؤتمرات والندوات الشعبية أو المنصات الإعلامية، على قدم المُساواة، في تداول أفكارها ومواقفها حول البرامج المطروحة للمُرشحين، وحُرية تداول المُناقشات، وتوجيه النقد للسياسات القائمة، وطرح البدائل الكفيلة بحل الأزمات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية للمجتمع المصري”. 

وتابع البيان: “ولأن حزبنا يرى أن هذا الاعتبار ينبغي أن يكون في مُقدمة مُحددات توفير المناخ الطبيعي للاستحقاق الرئاسي، بالإضافة لضمان السلامة الإجرائية، وَحِيدة أجهزة الدولة، وشفافية الصندوق الانتخابي أثناء العملية الانتخابية ذاتها”. 

وقال الحزب إن موقفهم من المرشح الرئاسي الذي سيدعمه سيتوقف على بعض الموصفات الذي اعتبرها “مبادئ أساسية” بالنسبة له لاختيار من سيدعمه وهي التالي: 

رفض التوجهات الاقتصادية الحالية 

أولًا: “رفض السياسات والتوجُّهات الاقتصادية والاجتماعية القائمة، باعتبار أنها أفضت بالبلاد إلى أزمة مُجتمعية شاملة، وتراجع حاد على كل الأصعدة، وصولًا إلى ما يتعلق بتواضع مكانة مصر، وتضاؤل دورها الإقليمي والدولي على نحو غير مسبوق في تاريخنا القومي الحديث، وفي مقدمة ذلك استمرار تداعي الأوضاع المُتعلقة بمورد الحياة الوحيد للمصريين والمُتمثل في نهر النيل؛ والعجز عن الوصول إلى حلٍ يضمن عدم تحكُّم أي طرف إقليمي أو دولي في حقوقنا المائية المشروعة، وتجاهل الدور المصري المُفترض في مواجهة محنة الحرب الأهلية في السودان، وما إلى غير ذلك من أمثلة وقضايا توضح أبعاد المخاطر المُحدقة بالأمن القومي المصري”.

الانحياز إلى مصالح الطبقات الشعبية 

ثانيًا: “سيقف حزبنا مع البرنامج الاجتماعي الذي يعكس الانحياز إلى مصالح أوسع الطبقات الشعبية المصرية، وفي مقدمة ذلك تقديم حلول عملية لتوسيع قاعدة الاقتصاد الوطني، والسير نحو بناء مجتمع مُنتج يُحقق الاكتفاء الذاتي، والتخلي عن سياسات وروشتات “صندوق النقد الدولي” بتبعاتها الكارثية، وتوسيع قاعدة التشغيل للحد من ظاهرة البطالة، وتقديم برامج تضمن التأكيد على تعظيم دور الدولة في الضمان الاجتماعي، وتتضمن تطوير وتحديث خدمات التعليم والصحة والطاقة وجعلها في متناول أوسع الطبقات الشعبية، وعدم ترك هذه المجالات لفوضى السوق التي تؤدى في النهاية إلى استئثار شرائح اجتماعية محدودة بهذه الخدمات، بمستوى جودة لا تتيسر لمحدودي الدخول ومتوسطي الحال”. 

عدم التهاون مع جماعة الإخوان الإرهابية 

ثالثًا: “لن يدعم حزبنا أي مرشح يتعاون أو يتهاون تجاه الموقف من جماعة “الإخوان المُسلمين”، ولا يقف موقفًا صريحًا وواضحًا من اعتبار جماعة “الإخوان المسلمين” وحلفائها؛ جماعات إرهاب فكري وسياسي، وسبق أن مارست عبر التاريخ المصري الحديث: الأقدم منه والأحدث، جرائم إرهابية كاشفة، جعلت الكثير من دماء المصريين دينًا لا ينقضي في أعناق هذه الجماعات؛ التي لا تعترف في جوهر أفكارها برابط “الوطنية المصرية” كرابط للأمة ولأبناء الوطن الواحد”. 

رفض التطبيع مع إسرائيل 

رابعًا: “لن يدعم حزبنا أي مرشح ليس له موقف واضح رافض لقضية “التطبيع” مع العدو الصهيوني، وكذلك لن نؤيد أي مرشح سبق له الانخراط في تشجيع مُخططات الهيمنة الأمريكية بطريقة أو بأخرى، أو أي مرشح لا يحمل موقفًا واضحًا رافضًا لمُخططات هيمنة المركز الاستعماري، أو مُخططات الهيمنة الإقليمية، أو أي مُخططات للهيمنة على مقدرات الشعب المصري أيًا كانت”. 

واختتمالحزب الاشتراكي المصري بيانه بالقول: “وأخيرًا.. إذ يلتزم حزبنا بمبادئ الديمقراطية السياسية، ويناضل من أجل تحقيقها، فإن في مقدمة أولوياته تفعيل قضايا الاختيار الحر من خلال القضاء على ظاهرتي المال السياسي وتزييف الإرادة من خلال البلطجة السياسية، ولذلك فمن نافلة القول أنه لن يؤيد أي مرشح لا يؤمن بالديمقراطية الحقة كسبيل للحكم، أو لم تُثبت مُمارساته حرصه على مبدأ الديمقراطية بمعناها الذى يتعلق بالالتزام بمبادئ المواطنة، والدفاع عن ضمان مُمارسة الحقوق الشخصية والسياسية والديمقراطية العامة؛ واتاحتها على قدم المساواة على أساس مبدأ المواطنة للجميع، والقضاء على كافة أوجه التمييز بين المواطنين على أساس المراكز الوظيفية، أو الوجاهات الاجتماعية، أو الدين، أو العِرق، أو الجنس، أو المذهب، أو العقيدة الفكرية.. وتلك هي الخطوط العريضة التي ستحكم توجهات الحزب خلال الاستحقاق الرئاسي القادم، أيًا كانت الأسماء التي ستخوض هذا الاستحقاق”.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: أحزاب انتخابات انتخابات الرئاسة 2024 إجراء انتخابات أی مرشح

إقرأ أيضاً:

ما الذي يحاول ترامب تحقيقه من خلال فرض الرسوم الجمركية؟

ترجمة: بدر بن خميس الظفري -

لقد قضيت الساعات الأخيرة من يوم عيد «التحرر» مذهولة من جدول الرسوم الجمركية الجديد الذي أعلنته إدارة ترامب، محاوِلة فهم منطقه.

خذ مثلا الرسوم المفروضة على جزر هيرد وماكدونالد، التي لا يسكنها بشر، بل فقط طيور البطريق وبعض الكائنات الأخرى. لا بأس، فأنا سعيدة لأن هؤلاء «المنتهزين المتمايلين» لن يتمكنوا بعد الآن من إغراق السوق الأمريكية ببضائعهم الرديئة. لكن ما زال الأمر يحيّرني! ماذا تصدّر طيور البطريق؟ بخلاف أفلام الوثائقيات البيئية، أعني.

من الواضح أن أحد العاملين في البيت الأبيض، ربما متدرب على وشك المغادرة، استخرج قائمة بالأقاليم دون أن يتحقق مما إذا كانت مأهولة بالسكان، ثم طبّق هذا الشخص، أو آخر، صيغة جامدة، ربما أنشأها ذكاء اصطناعي. وكانت النتيجة: رسوم جمركية بنسبة 10% على البطاريق.

قد يبدو هذا مضحكًا، ولا يجب أن نولي هذه التفاصيل الطريفة اهتماما مبالغا فيه، فمعظم السياسات الكبرى لا تخلو من بعض الهفوات السخيفة. ما يثير حيرتي حقا هو الأجزاء التي تبدو متعمّدة. ما الذي تحاول الإدارة فعله بالضبط؟

الرئيس دونالد ترامب ومناصروه قدموا العديد من المبررات لفرض رسوم جمركية مرتفعة، يمكن تلخيصها في أربعة تفسيرات رئيسية.

الفكرة الأولى، أن هذه الرسوم وسيلة تفاوضية للضغط على الدول الأخرى لتقليل حواجزها التجارية.

والثانية، أنها ستعيد الحياة للقطاع الصناعي الأمريكي وتحول الولايات المتحدة إلى قوة تصديرية كبرى كما كانت في السابق. والثالثة، أنها تهدف إلى إيقاف صعود الصين كمنافس استراتيجي.

أما الحجة الأقوى، فهي أن علينا إعادة بناء قدراتنا التصنيعية في السلع الحيوية مثل أشباه الموصلات، تحسبا لوباء آخر أو حرب.

لكن الرسوم الجمركية الجديدة لا تخدم أيًا من هذه الأهداف. فلو كنت تحاول استخدام الرسوم للضغط على دول أخرى لتخفيف حواجزها التجارية، لفرضت تلك الرسوم بنسب تتناسب مع الرسوم التي تفرضها تلك الدول علينا. ومع ذلك، فإن إسرائيل، التي أعلنت مؤخرا عن إلغاء جميع الرسوم الجمركية على السلع الأمريكية، واجهت رسومًا بنسبة 17%، لأن النظام الجديد يعتمد على تدفقات التجارة النسبية، وليس على مستوى الحواجز التجارية. ورغم أن حجم الحواجز يؤثر على حجم التجارة، إلا أن العلاقة ليست مباشرة، فمن السهل التوقف عن استيراد النبيذ، لكن من الصعب الاستغناء عن القهوة أو أشباه الموصلات.

نأتي الآن إلى النظرية الثانية، وهي التخلص من العجز التجاري وتحقيق التوازن في الاقتصاد عبر دعم الصناعة. حتى لو افترضنا أن هذا هدف منطقي، فإن الرسوم ينبغي أن تُفرض على نطاق عالمي، لا على أساس كل دولة على حدة، تماما كما أنك لا تنفق راتبك كاملا على منتجات الشركة التي تعمل بها، أو تطالب المتجر الذي تشتري منه الطعام أن يعينك بوظيفة توازي تكلفة مشترياتك. ليس من الضروري أن تشتري من شريكك التجاري بمقدار ما يشتري هو منك. ولهذا نستخدم النقود بدل المقايضة، ونترك للأسواق مهمة تحقيق التوازن.

ثم إن كثيرا مما نستورد من الخارج هو في الأساس مدخلات إنتاج لصناعتنا المحلية. ومن الصعب بناء قطاع صناعي عالمي قادر على المنافسة دون قطع غيار أو مواد خام.

هل الهدف إذا احتواء صعود الصين؟ لو كان الأمر كذلك، لحرصت الإدارة على تعزيز علاقتها بالحلفاء الإقليميين مثل اليابان التي فرضت عليها الإدارة رسوما بنسبة 24%. وكان من المفترض أيضا، تشجيع نمو الصناعات التصديرية في دول مثل فيتنام، التي تنافس الصين، لكنها تلقت رسومًا بنسبة 46%.

أما فيما يتعلق بإعادة توطين الصناعات الحيوية، فقد استُثنيت من الرسوم بعض السلع الأشد أهمية، مثل أشباه الموصلات والصلب والألمنيوم والأدوية (حتى الآن على الأقل، فقد تفرض الإدارة لاحقا رسومًا متخصصة على هذه القطاعات). وهذا القرار يبدو ذكيا من زاوية ما، إذ إن أي نقص مفاجئ في هذه المواد سيكون كارثيا. لكن من زاوية أخرى، ما الذي نحاول حمايته بالضبط؟ مخزون الوطن الاستراتيجي من المحامص؟

ولا واحدة من هذه النظريات تفسر ما يحدث، لأن ترامب لا يملك في الحقيقة نظرية متكاملة حول الرسوم الجمركية. ما لديه هو مجموعة من الحدسيات، منها أن التصدير يمنح القوة، والاستيراد يجلب الضعف والاعتماد على الغير، وأن أمريكا كانت أفضل حالًا عندما كان التصنيع في صميم اقتصادها، وأن القطاع الصناعي كان أقوى عندما كانت الرسوم الجمركية مرتفعة. أضف إلى ذلك ميله إلى العروض المسرحية ونهجًا إداريًا فوضويًا، وأخيرا ستحصل على هذه النتيجة، ولكي تتأكد من ذاك فقط اسأل البطاريق.

ميغان ماكاردل كاتبة في صحيفة «واشنطن بوست» ومؤلفة كتاب «الجانب المضيء من الفشل: لماذا يُعد الفشل الجيد مفتاحًا للنجاح».

مقالات مشابهة

  • ماكرون في مصر| ما الذي تقدمه هذه الزيارة؟.. محمد أبو شامة يوضح
  • اللهم نصرك الذي وعدت ورحمتك التي بها اتصفت
  • ريكيلمي خليفة مارادونا الذي تحدى قواعد العصر
  • شوبير: الأهلي موقفه صعب في الدوري.. وبيراميدز المرشح الأول
  • الحزب المصري الديمقراطي الإجتماعي يحتفي بيوم الطفل الفلسطيني
  • ما الذي يحاول ترامب تحقيقه من خلال فرض الرسوم الجمركية؟
  • توتّر بسبب صور مرشّح... إليكم ما حدث
  • غيتس يحدد المهن التي ستبقى خارج سيطرة الذكاء الاصطناعي
  • برلماني سابق يستعيد مقعده بمجلس النواب بعد وفاة زميله التي تنازل لفائدته مرغما في انتخابات 2021
  • اتحاد الكونغ فو يحدد مواعيد بطولاته حتى شهر يونيو