حظر العباءة.. ذكريات مسلمات فرنسا المؤلمة تتفاقم
تاريخ النشر: 14th, September 2023 GMT
عام 2006، قررت ماريا دي كارتينا (13 عاما)، ارتداء الحجاب، لكنها كانت تواجه عند وصولها إلى مدرستها في مدينة ليون الفرنسية، معارضة من الموظفين وكانوا يجبرونها على خلعه.
واليوم، أعاد قرار وزير التربية الفرنسي غابرييل أتال -بحظر ارتداء العباءة داخل المدارس- ذكريات مؤلمة إلى أذهان عديد من المسلمات في فرنسا، بينهن دي كارتينا.
وتحدثت الشابة الفرنسية -وهي أيضا ناشطة حقوقية- عن ذكرياتها مع موظفي مدرستها الذين كانوا يجبرونها على خلع حجابها، قائلة إن "الأمر كان مهينا ومحبطا، كنت أشعر أنني أزيل جزءا مني، وكان الأمر صعبا للغاية".
وكان الموظفون آنذاك، يقفون لدي كارتينا عند مدخل المدرسة، للتأكد من عدم دخولها ورأسها مغطى.
وفرضت فرنسا عام 2004، حظرا على ارتداء جميع أنواع الرموز الدينية في المدارس والمباني الحكومية، مثل الحجاب الإسلامي، والصلبان المسيحية، والقبعة اليهودية.
وبعد نحو 20 عاما، عادت الحكومة الفرنسية وأعلنت قيودا جديدة على الطالبات المسلمات.
وبحلول سبتمبر/أيلول الجاري، بات ممنوعا على الطالبات ارتداء العباءة أيضا في المدارس.
تبريرات فرنسية للقراروتزعم السلطات الفرنسية أن القرار اتُخذ بما يتماشى مع قوانين العلمانية الصارمة في البلاد. وأيّد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الخطوة، قائلا إن الرموز الدينية من أي نوع ليس لها مكان في المدارس الفرنسية.
لكن وفقا لدي كارتينا -التي تعمل اليوم مستشارة قانونية وسياسية في منظمة مناهضة للإسلاموفوبيا- فإن مثل هذه القوانين وفرض حظر على الملابس والممارسات المتعلقة بها، تنعكس على مشاعر الأشخاص وعواطفهم.
وأضافت في حديثها للأناضول "اليوم، يُطلب من الفتيات خلع ملابسهن عند مداخل مدارسهن، أمام الجميع".
وعن حظر الحجاب قبل أكثر من عقدين من الزمن، قالت دي كارتينا "كنت غاضبة للغاية لأنني لم أفهم هذا الظلم تجاهي، مدة 6 سنوات لم يُسمح لي بارتداء الحجاب، بداية في المدرسة الثانوية، ثم في الكلية".
ولكن تبعات ذلك القرار على دي كارتينا لم تتوقف عند ذلك الحد، فقد انعكس الأمر على مختلف جوانب حياتها وفق قولها، إذ مُنعت من الانضمام إلى الرحلات المدرسية، كما مُنعت من المشاركة في أنشطة السباحة، بسبب حظر ملابس السباحة "الإسلامية" (البوركيني).
وحذرت دي كارتينا من تأثيرات غياب التحرك الدولي من قبل المسلمين ضد مثل هذه القرارات، قائلة إن هذا الغياب سيجعل فرنسا تواصل تنفيذ مزيد من هذه السياسات التمييزية.
استهدافوفي السياق، رأت كوثر نجيب، الخبيرة في شؤون الإسلاموفوبيا، أن هذه السياسات ما هي إلا استهداف للمسلمات وتعكس مبالغة في الأمر.
وقالت إنهم يستهدفون النساء المسلمات فقط لأنهن يرتدين ملابس طويلة أو سراويل بيضاء، أو كيمونو (ملابس فضفاضة مستمدة من الثقافة اليابانية) أو ملابس لونها أسود أو بني فاتح (بيج)، وهذا أمر مبالغ فيه.
وأضافت "الأمر لا يتعلق فقط بالعباءات أو حتى بالأثواب الطويلة، بل يتعلق فقط بمن يرتدي هذا النوع من الفساتين".
وأشارت نجيب إلى أن قرار الحظر الأخير يُظهر أن فرنسا لن تتوقف عن اتباع سياساتها المعادية للإسلام، موضحة "هم مصممون للغاية، إلى درجة أنهم يستطيعون تطوير قوانين تصدم العالم ويستمرون في القيام بذلك".
حالة فخر بين مسلمي فرنساورغم الوضع الحالي، أعربت نجيب عن تفاؤلها بشأن مستقبل المجتمع المسلم في فرنسا، وأكدت أن الشباب المسلم على وجه الخصوص فخور بهويته الإسلامية.
وأضافت أنه عام 2004، كان هناك عدد قليل من النساء يرتدين الحجاب في فرنسا، واليوم هناك إقبال متزايد على ارتداء الحجاب.
ولفتت أيضا إلى أن استمرار الممارسات التي تنم عن كراهية المسلمين، يزيد من تمسك المسلمين أنفسهم بهويتهم، وافتخارهم بها أكثر من ذي قبل.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
نصائح الأرصاد للمواطنين: ارتداء الملابس الشتوية ومتابعة النشرات الجوية يوميًا
أكد الدكتور محمود القياتي، عضو المركز الإعلامي بهيئة الأرصاد الجوية، أن البلاد تشهد انخفاضًا كبيرًا في درجات الحرارة خلال الفترة الحالية، حيث تسود موجة باردة نهارًا، تزداد شدتها خلال ساعات الليل، موضحًا أن السبب الرئيسي في هذا الانخفاض هو تأثر البلاد بكتل هوائية باردة قادمة من المناطق الشمالية والبحر المتوسط.
درجات الحرارة تنخفض إلى 5 درجات ليلًاوأوضح القياتي، خلال مداخلة هاتفية في برنامج "حديث القاهرة" على قناة "القاهرة والناس", أن درجات الحرارة العظمى خلال النهار تصل إلى 16 درجة مئوية، بينما تهبط ليلًا وفي الصباح الباكر إلى 5 درجات مئوية، مما يجعل الشعور بالبرودة أكثر حدة، خاصة مع نشاط الرياح.
طقس معتدل متوقع خلال شهر رمضانوأشار القياتي إلى أن التوقعات الأولية لطقس شهر رمضان تشير إلى اعتدال درجات الحرارة نهارًا، حيث ستكون أعلى من 20 درجة مئوية، بينما تنخفض إلى 13 درجة مئوية ليلًا.
وأوضح أن فرص الشبورة المائية ستكون ضعيفة، نظرًا لنشاط الرياح المستمر، الذي يزيد من الإحساس بالبرودة.
نصائح الأرصاد للمواطنينونصح القياتي المواطنين بضرورة متابعة نشرات الأحوال الجوية اليومية، وارتداء الملابس الشتوية الثقيلة، خاصة خلال فترات الليل والصباح الباكر، لتجنب التعرض لنزلات البرد في ظل التقلبات الجوية المستمرة.