محليات أفسدت نظاما بالكامل
تاريخ النشر: 14th, September 2023 GMT
يوم الثلاثاء 28 يونيو 2011، أصدرت محكمة القضاء الإدارى، حكما تاريخيا بحل المجالس الشعبية المحلية على مستوى الجمهورية. قالت المحكمة إن هذه المجالس فقدت أصل شرعية بقائها فى نظام الحكم بمصر كأثر مباشر لنجاح ثورة 25 ينايرأو نتيجة حتمية لتعطيل العمل بالدستور الذى كان ينص عليها ويجعلها من أجهزة نظام الحكم وجزءا من السلطة التنفيذية.
وأكدت المحكمة أن هذه المجالس كانت إحدى أدوات النظام السابق فى تنفيذ سياساته وأفكاره التى دمرت وأفسدت كل شيء جميل فى هذا الوطن!
حكم حل المجالس الشعبية جاء بعد ثلاثة أشهر من الدعاوى التى أقيمت أمام القضاء الإدارى والتى أكدت أن المجالس المحلية جاءت نتيجة انتخابات مزورة وباطلة استولى فيها الحزب الوطنى البائد على ما يقرب من 98٪ من مقاعدها على مستوى الجمهورية وتبلغ 1750 مجلسا على مستوى المحافظات والمدن والقرى يديرها 54 ألف عضو وكانت هذه المجالس من أدوات النظام السابق الذى كان ينفذ بها سياساته وأفكاره التى أدت إلى الاضرار بمصالح الوطن ونهب وسلب ثرواته والتفريط فيها بأبخس الأثمان.
وعلى ضوء هذه الدعاوى كشفت حيثيات الحكم التاريخى لمحكمة القضاء الإدارى، أنه يثبت باليقين أن المجالس الشعبية المحلية، أخلت اخلالا جسيما بمصلحة هذا الوطن، وقصرت فى أداء مهامها، وتقاعست عن ممارسة الاختصاصات التى حددها لها المشرع فى القانون رقم 43 لسنة 1979، وهى الرقابة على المرافق والأعمال التى تدخل فى نطاق المحافظات والتأكد من تنفيذ خطط التنمية المحلية والاقتصادية والاجتماعية، واقرار مشروعات خطط التنمية، والمشروعات العامة بما يعنى بمتطلبات الإسكان والتشييد، واقتراح مشروعات التخطيط العمرانى واعداد الخطط والبرامج الخاصة بمحو الأمية وتنظيم الأسرة فى نطاق المحافظات، واقرار القواعد العامة لنظام تعامل أجهزة المحافظة مع الجماهير فى كافة المجالات.. وعلى الرغم من أن هذه الاختصاصات «هكذا قالت المحكمة» بالغة الأهمية فى حياة المواطنين كافة، فإن واقع حال البلاد يشهد على أن تلك المجالس لم تنهض بما هو مطلوب منها تجاه هذا الوطن، لذلك دب الفساد فى جنبات كافة وحدات الإدارة المحلية، وانتشرت الرشاوى لانجاز المصالح الخاصة بالمخالفة للقانون، وعم الجهل والفقر والمرض الغالبية العظمى من الشعب بعد أن أهملت تلك الجهات انجاز أية أعمال ترفع من شأن المواطن وتحفظ عليه بدنه وعقله ووقته وجهده، وفشلت سياسة المحافظات فى توصيل خدمات مرافق الدولة إلى المواطن فقدمت تعليما رديئا لا يستفيد منه المواطن أو الوطن، وتوارت جامعات مصر بعيدا عن ركب العلم والعلماء، وانتشرت العشوائيات فى كافة مدن مصر وأصبحت تمثل خطرا داهما يهدد الوطن بمن فيه ومن عليه، وانهارت أسس التخطيط العمرانى فى المدن والقرى والشوارع والأحياء، وضرب الطامعون عُرض الحائط بخطوط التنظيم وأصول البناء، وحصلوا عن طريق فساد هذه المحليات على موافقات تبرر لهم مخالفاتهم أو ارتكبوها دون أن يحاسبهم أحد، وضربت فوضى المرور والمركبات كل أمن أو هدوء ينشده أبناء هذا الوطن.
وأكلت التعديات الظالمة أكبر ثروة يملكها هذا الوطن وهى أرضه الزراعية التى عاش على خيرها وسقاها بدمه ومياه نيلها العظيم عبر العصور والأيام، وترك كل من يريد أن يفسد فى الأرض بأن يشيد عليها ما يشاء من أبنية بحجج واهية فى وقت تشكو فيه صحراء مصر الواسعة الثرية والوحدة وتنشد من يستصلحها أو يستزرعها أو يسكنها ولا مجيب، كل هذا التدمير والإهمال لثروات هذا الوطن وخيراته ما كان ليحدث أو يكون بهذا القدر الهائل «هكذا قالت المحكمة» لو كانت المجالس المحلية التى شكلت فى ظل النظام السابق وباعضاء ينتمون لحزبه البائد قد قامت بمهمتها التى حددها لها القانون أو راعت بها حق هذا الوطن عليهم، ولكن هذه المخالفات حدثت ليلا ونهارا وعلى مدى الأيام والسنين تحت بصر وأعين النظام السابق وأدواته ومنها المجالس الشعبية المحلية التى كانت يفترض أن تكون الجهاز الرقابى الأول الذى يقف حائط صد أول فى وجه الفساد وأهله فى كافة المحافظات والمراكز والمدن والأحياء والقرى وتسهر على رقابة عمل الحكومة وتصرفاتها فى نطاق هذه الوحدات وتحرص على التأكد من حسن قيام أجهزتها المختلفة بأداء مهامها على نحو يتفق وصحيح القانون حتى تقدم للمواطنين خدمات ترفع من قدرهم وتحقق آمالهم فى كافة المجالات، ولكن هذه المجالس نكلت بكل ذلك حتى وصلت البلاد إلى ما هى فيه من أوضاع مزرية وفساد إدارى ومالى فى كل ما يتصل بأداء هذه الأجهزة التى يفترض أن هذه المجالس كانت تراقب أداءها وسلوك القائمين عليها!!
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: محكمة القضاء الاداري مستوى الجمهورية المجالس المجالس الشعبیة النظام السابق هذه المجالس هذا الوطن فى کافة
إقرأ أيضاً:
ترامب: بوتين كان سيرغب بالسيطرة على أوكرانيا بالكامل لولا وجودي
شدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، على أن نظيره الروسي فلاديمير بوتين كان سيرغب بالسيطرة على أوكرانيا بأكملها لولا وجوده، موضحا في الوقت ذاته بأنه يعتقد أن الأخير يريد إنهاء الحرب المتواصلة للعام الثالث على التوالي.
وقال ترامب في رده على سؤال ضمن لقاء مع شبكة "إيه بي سي"، مساء الثلاثاء، بشأن ما إذا كان يثق بالرئيس الروسي: "أنا لا أثق بالعديد من الناس".
وأضاف الرئيس الأمريكي، الذي احتفل بمرور 100 يوم على عودته إلى البيت الأبيض، بعدما سئل ما إذا كان يعتقد أن سيد الكرملين يريد إنهاء الحرب في أوكرانيا: "أعتقد ذلك".
وتابع قائلا: "لولا وجودي، أعتقد أنه (بوتين) سيرغب في السيطرة على البلاد بأكملها".
ورفض الرئيس الأمريكي الإجابة على سؤال بشأن ما إذا كانت واشنطن ستتوجه نحو وقف المساعدات العسكرية لأوكرانيا إذا انسحبت واشنطن من المحادثات.
وتعمل الولايات المتحدة على التوصل إلى اتفاق يضمن وقف إطلاق النار في الحرب الدائرة بين روسيا وأوكرانيا، وقد عقدت الإدارة الأمريكية بقيادة ترامب مفاوضات مع موسكو بهدف بحث سبل إنهاء الحرب وترميم العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.
والجمعة، أعلن ترامب أن روسيا وأوكرانيا "قريبتان جدا" من التوصل إلى اتفاق، حاضا إياهما على الاجتماع لوضع اللمسات الأخيرة عليه.
لكن الرئيس الأمريكي عاد وأعرب عن شكوكه بشأن استعداد الرئيس الروسي للتوصل إلى اتفاق ينهي الحرب المتواصلة، بسبب قصف روسي مكثف تسبب بسقوط ضحايا في أوكرانيا.
وقال ترامب في تدوينة عبر حسابه على منصة التواصل الاجتماعي "تروف سوشيل"، "لم يكن هناك أدنى سبب لبوتين لإطلاق صواريخ على مناطق مدنية ومدن وقرى في الأيام الأخيرة".
وأضاف أن "هذا يجعلني أعتقد أنه ربما لا يريد وقف الحرب ويماطل ... عندها يجب التعامل معه بشكل مختلف"، حسب تعبيره.
وفي وقت سابق الأربعاء، قال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف، إن "الرئيس (بوتين) لا يزال منفتحا على السبل السياسية والدبلوماسية لحل هذا الصراع".
وأضاف في حديثه للصحفيين، أن أهداف روسيا يجب أن تتحقق وإن موسكو تفضل تحقيق تلك الأهداف سلميا، لافتا إلى أن الرئيس الروسي أعرب عن استعداده لإجراء محادثات مباشرة مع أوكرانيا لكن كييف لم ترد على ذلك حتى الآن.