بوابة الوفد:
2025-02-22@08:39:03 GMT

الحل يبدأ من تغيير ثقافة «العزوة»

تاريخ النشر: 14th, September 2023 GMT

يعتبر النمو السكانى المطرد تحديا كبيرا يواجه دول العالم المتقدمة والنامية فى الوقت الراهن، فالزيادة السكانية لم تعد أزمة محلية أو إقليمية وإنما امتدت إلى أبعد من ذلك، لتصبح واحدة من أكبر التحديات التى تواجه العالم الآن، وهو ما يتطلب آليات جديدة لمواجهتها والتصدى لها، والزيادة السكانية من القضايا الكبرى التى تلتهم ثمار التنمية وتمثل عائقا أمام خطط التنمية المستدامة وجهود الدولة لتحسين حياة المواطنين.

خلال الأيام الماضية استضافت مصر المؤتمر العالمى للسكان، تناول مناقشات جادة حول قضية الزيادة السكانية التى لم تعد مواجهتها خيارًا، بل باتت ضرورة حتمية يجب أن تشارك فيها جميع مؤسسات الدولة والمجتمع المدنى والمواطن، فخلال المؤتمر حرص الرئيس عبدالفتاح السيسى على تنبيه العالم بمخاطر الزيادة السكانية، مقترحا تنظيم الهجرة الشرعية بين الدول التى تعانى من زيادة فى السكان والدول التى تعانى من تراجع معدلات الإنجاب بما يؤثر سلبا على معدلات الإنتاج، وهو اقتراح يجب أن يكون محل اهتمام من جانب المجتمع الدولى للحفاظ على معدلات النمو فى العالم ودفع عجلة الإنتاج.

والحقيقة التى يجب أن يعيها الجميع أن الزيادة السكانية تدفع الحكومات فى كل العالم إلى توجيه الموازنة العامة لتلبية احتياجات المواطنين، بدلا من توجيهها إلى إنشاء مزيد من المشروعات الاقتصادية والتنموية، أو تحسين مناخ الاستثمار، ومن ثم عرقلة تقدم الدول، وهو ما تواجهه مصر بوضوح، حيث تخطى عدد السكان الـ 105 ملايين نسمة بالإضافة إلى ما يقرب من 10 ملايين أجنبى يعيشون على أرض مصر، ويستفيدون من الموارد والخدمات المتاحة، وهو ما يمثل ضغطا غير عادى على موارد الدولة المصرية، ومن المتوقع أن تزداد الأمور تعقيدا إذا استمرت الزيادة السكانية بنفس المعدلات، إذ يقدر تعداد المصريين فى 2030 بنحو 132 مليون نسمة، أى بزيادة قدرها 31 مليون نسمة فى غضون 10 أعوام فقط، وهو رقم ضخم لم تصل إليه بعض الدول الكبرى فى العالم منذ نشأتها وحتى الآن.

لذلك يجب وضع خطط واضحة للتعامل مع هذه القضية، باعتبارها قضية تمس الأمن القومى المصرى، وأعتقد مواجهتها تبدأ بمعالجة الثقافة المجتمعية السائدة بين المصريين منذ عقود، فما زالت هناك أفكار ومعتقدات ترتبط بالعزوة والسند وأن زيادة عدد الأسرة رمز للقوة الاجتماعية والاقتصادية، حيث تلجأ الكثير من الأسر فى الريف والصعيد إلى تشغيل الأبناء فى عمر مبكر، بالإضافة إلى تفاقم ظاهرة الزواج المبكر والتى يجب التصدى لها بكل حزم، فضلا عن تغيير المعتقدات السائدة بشأن تنظيم الأسرة واعتبارها من الأمور المحرمة دينيا.

ولقد أدركت القيادة السياسية خطورة القضية السكانية؛ لذلك وضعتها على أولويات عمليات الإصلاح والبناء التى تقوم بها الدولة، حيث تم إطلاق عدد من المبادرات والبرامج المعنية بمواجهة المشكلة، التزاما بما نص عليه الدستور المصرى الذى ألزم بوضع برنامج قومى يُحدث توازنا بين الزيادة السكانية والموارد المتاحة، كما أطلقت الدولة الاستراتيجية القومية للسكان (215-2030) التى تستهدف خفض معدلات الزيادة السكانية لإحداث التوازن المفقود بين معدلات النمو الاقتصادى والسكانى، من خلال خفض معدلات الإنجاب، وإعادة رسم الخريطة السكانية فى مصر عبر إعادة توزيع السكان، وتحقيق العدالة الاجتماعية عن طريق تقليل التباينات فى المؤشرات التنموية بين المناطق الجغرافية.

ورغم هذه الجهود، فإنها لم تؤتِ الثمار المرجوة وهو ما يتطلب مراجعة جادة للاستراتيجية لتحقيق هذه الأهداف، وتقديم حوافز حقيقية للأسر التى تلتزم بإنجاب طفل أو اثنين لتشجيع الالتزام بخفض معدلات المواليد، وضرورة إنشاء وزارة للسكان تكون معنية بضبط أداء النمو السكانى وتحسين الخصائص السكانية للمصريين، مع دراسة التجارب الدولية المماثلة التى نجحت فى السيطرة على معدلات النمو السكانى مثل التجربة الفيتنامية، وتنظيم حملة إعلامية موسعة تستهدف رفع الوعى المجتمعى حول مخاطر الزيادة السكانية، ورفع كفاءة خدمات تنظيم الأسرة، وتفعيل دور المجلس القومى للسكان ونقل تبعيته لرئاسة الجمهورية أو مجلس الوزراء. 

عضو مجلس الشيوخ

عضو الهيئة العليا لحزب الوفد

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: المهندس حازم الجندي عضو مجلس الشيوخ النمو السكاني المطرد الزیادة السکانیة وهو ما

إقرأ أيضاً:

رئيس الدولة يبدأ يوم 24 فبراير الجاري “زيارة دولة ” إلى إيطاليا

يبدأ صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله” ، يوم الإثنين المقبل الموافق 24 من شهر فبراير الجاري، “زيارة دولة” إلى الجمهورية الإيطالية.
ويبحث صاحب السمو رئيس الدولة، مع فخامة سيرجيو ماتاريلا رئيس الجمهورية الإيطالية، ومعالي جورجا ميلوني رئيسة الوزراء، خلال الزيارة، مختلف جوانب التعاون خاصة في مجالات الاقتصاد والاستثمار والطاقة المتجددة والتكنولوجيا المتقدمة والذكاء الاصطناعي، إضافة إلى المجالات الثقافية، وذلك في إطار الشراكة الإستراتيجية التي تجمع دولة الإمارات وإيطاليا.


مقالات مشابهة

  • محافظ الفيوم يتابع معدلات الإنجاز في ملف التصالح وتقنين الأراضي
  • رئيس الدولة يبدأ يوم 24 فبراير الجاري “زيارة دولة ” إلى إيطاليا
  • محمد بن زايد يبدأ "زيارة دولة" إلى إيطاليا الاثنين المقبل
  • محمد بن زايد يبدأ زيارة دولة إلى إيطاليا 24 فبراير
  • رئيس الدولة يبدأ زيارة دولة إلى إيطاليا 24 فبراير الجاري
  • "ثقافة بئر العبد" يعقد لقاء لنادي شعراء أدب البادية
  • سليمان: أتمنى أن يبدأ مسار الالتزام بالدولة تزامناً مع مراسم التشييع الأحد المقبل
  • منحة أوروبية بـ 12 مليون يورو.. هل أصبحت الزيادة السكانية أزمة في مصر؟
  • منحة أوروبية بـ 12 مليون يورو.. هل أصحبت الزيادة السكانية أزمة في مصر؟
  • ندوة توعوية عن مخاطر الزيادة السكانية بمركز بني مزار في المنيا