الكثير منا يقرأ كلام الله ولا يعيه، ولو تمعن البعض فى كلام الله سبحانه وتعالى لارتاح قلبه وعقله وسكنت الراحة والطمأنينة روحه، يقول الله سبحانه وتعالى «اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا». والكثير منا مازال حتى الآن يصر على أن يترك كتابه ويركز فى كتاب غيره! فالكثير يركز على من يدخل الجنة ومن يدخل النار وكأنه هو المكلف بذلك، الكثير أيضاً ينشغل فى التركيز على أخطاء وخطايا الآخرين وكأنه بلا خطايا! الكثير يتصرف وكأنه ضمن بقائه فى الجنة وضمن رضاء الله عليه وضمن أن جميع أعماله صالحة حتى بدأ يشغل نفسه بأعمال الآخرين! فمتى يعى كل إنسان أنه أتى إلى الدنيا مفردا وسوف يحاسب مفردا وسوف يقرأ كتابه هو فقط وليس كتاب غيره، متى يعى الإنسان أنه أتى إلى الدنيا من أجل رسالة خلقه الله من أجلها ولمدة قد تطول أو تقصر؟! فهناك من ينجح فى إتمام الرسالة على خير ومستعد للقاء الله، وهناك من لا يعرف من الأساس ما رسالته فى الحياة، وهناك من يركز فى عرقلة غيره فى أداء رسالته.
فالبشر أنواع: هناك من يركز على عمله والرسالة التى خلقه الله من أجلها ويحاول أن يبتعد عن كل ما يعكر صفو حياته، ويعيش بمبدأ التجاهل ومحاولة البعد عن الأذى سواء الصادر من الأشخاص أو من الأشياء، وهؤلاء هم من أبدعوا ونجحوا واستطاعوا أن يكونوا قدوة للبعض، وهناك من يحاول عرقلة هؤلاء نتيجة الأمراض النفسية والقلبية التى يكون سببها الأساسى الحقد والغل والحسد الذى لا ينتزع من النفس البشرية إلا فى الجنة، فهؤلاء أشفق عليهم لأن لكل منا وقتًا لإتمام الرسالة، والتركيز على رسالة الآخرين يسحب من رصيدهم من الوقت، فينتهى بهم الأمر إلى الندم على ما فات وعلى ما هو حاضر وعلى المستقبل، فقد يحاول البعض الكيد والمكر ولا يعلمون أن المكر السيئ لا يحيق إلا بأهله، ولا يعلمون أيضا أنهم هم الخاسرون حتى لو نجحوا فى بداية الأمر، فحتما يفوز أصحاب النوايا الحسنة فى نهاية الأمر.
وهذه هى رسالتى لكل من يسعى جاهداً فى الحياة محاولا إتمام رسالته على خير، محاولا أن يعيش الحياة ولا يكتفى بأن يكون على قيد الحياة، لديه عدة أهداف يسعى إليها ورابط حياته بأهداف وليس أشخاصًا؛ لأنه يعلم علم اليقين أن من سعى بصدق نحو أهدافه سخر الله الكون كله لأجل تحقيق هدفه، يعلم جيداً أن لمعان المرء عليه وليس له؛ فكلما علا شأن الإنسان وزادت مميزاته زاد الحاقدين وأعداء النجاح وبالتالى زاد الحذر والحيطة من البعض، فليست النوايا كلها واحدة، فهناك من يكن لك الحب والإعجاب والتقدير وهؤلاء قلة، وهناك من يكن لك الحقد والغل والحسد وتمنى زوال النعمة وهؤلاء كثيرون، وهناك من يسعى إلى استخدام جميع الحيل لإخفاء مشاعره الحقيقية وإظهار المشاعر المزيفة، وهؤلاء هم المنافقون، وهؤلاء جميعا يتولى الله أمرهم كما تولى أمر سيدنا يوسف وسيدنا موسى، فلا تعبأ بما يقال وبما يحدث بل ركز فى الرسالة التى خلقك الله من أجلها.
فالبعض عندما يشاهد شخصًا يحاول جاهداً فى الحياة من أجل إتمام رسالته كما وجب يحاول عرقلته أو التقليل من عمله أو محاولة تعكير صفو مزاجه.
عضو مجلس النواب
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: عضو مجلس النواب مسافة السكة وهناک من
إقرأ أيضاً:
تكريم 221 من الطلبة المتميزين في مسابقة اللغة الإنجليزية بالعوابي
العوابي- خالد بن سالم السيابي
أقيم بولاية العوابي بمحافظة جنوب الباطنة تكريم أكثر من 221 طالبًا وطالبة من مدارس الحلقة الأولى والثانية الذين شاركوا في مسابقة مبادرة اللغة الإنجليزية "اقرأ وشارك" التي أقيمت في نسختها الثانية للعام الدراسي 2024- 2025 م.
ورعى حفل التكريم سعادة الشيخ الدكتور حمود بن علي المرشودي والي ولاية والعوابي وبحضور شيوخ ورشداء الولاية، ومديري المصالح الحكومية والطلبة المكرمين وأولياء أمورهم، حيث أقيم التكريم بقاعة متعددة الأغراض التابعة لمكتب والي العوابي.
بدأ حفل التكريم بتلاوة عطرة من آي الذكر الحكيم للقارئ عيسى بن ناصر الشريقي، ثم قدمت مدرسة العوابي للتعليم الأساسي(1-4) فقرة النشيد الترحيبي وألقى الدكتور حارث بن ناصر البحري معلم أول لغة إنجليزية بمدرسة وادي بني خروص والمشرف العام على مسابقة مبادرة اللغة الإنجليزية اقرأ وشارك كلمة أكد فيها أهمية العلم وأن الاحتفال هو ثمرة الجهد والمثابرة من قبل الطلبة.
واختتم الدكتور حارث البحري كلمته قائلا: "مسابقتنا لهذا العام اقرأ وشارك باللغة الإنجليزية في نسختها الثانية هي رسالة تأكيد على أهمية القراءة التي تعتبر الرافد الحقيقي لثقافة الإنسان وقدرته على تلقي العلوم والمعارف المختلفة وتنير الفكر وتحفز الابداع والابتكار وتقوي شخصية القارئ وتصقل مواهبه، والتحفيز للقراءة التي هي أساس كل تقدم وازدهار وخاصة اللغة الإنجليزية وما تمثله في القرن الحادي والعشرين هو مطلب أصبحت أهميته أكثر إلحاحاً في ظل العولمة والتطور التكنولوجي المستمر ، كما تم عرض فلم وثائقي عن سير المسابقة ومتابعة لجنة التقييم في مدارس الولاية السبع".
وفي ختام الحفل كرم سعادة الشيخ الدكتور حمود بن علي المرشودي إدارات المدارس والمعلمين المشرفين على المسابقة ومنظمي فقرات الحفل والطلبة المتمزين في قراءة الكتاب وتلخيصه.