بوابة الوفد:
2025-03-16@13:35:59 GMT

سير مو صلاح

تاريخ النشر: 14th, September 2023 GMT

لم يتبق من عظمة الإمبراطورية التى لا تغيب عنها الشمس إلا بريق التقاليد الملكية وإرث الألقاب الفخيمة مثل «سير» أو فارس، أهم وأرفع الألقاب غير الملكية التى يمنحها جلالته إلى نخبة محدودة من الذين قدموا خدمات جليلة كان لها تأثير عظيم للبشرية، وتضم هذه القائمة الصغيرة ثلاثة مصريين فقط تمكنوا من فرض احترامهم على أولئك المتغطرسين أبرزهم القديس مجدى يعقوب أمير القلوب ثم النابغة نعمت شفيق نائب محافظ بنك انجلترا و الأنبا أنجليوس الذى أثرى الحريات الدينية، وأظن وليس كل الظن إثمًا أن رابعهم سوف يكون فخر مصر والعرب وافريقيا مو صلاح، ذلك الفلاح الفصيح الذى أجبرت عقليته الفريدة قبل موهبته الفذة فى خطف قلوب الإنجليز وتحول فى ليلة وضحاها إلى أيقونة عالمية عابرة للعرق والدين ترسم ملامحها الباسمة على جدران تايم سكوير.

 

فهو بحق ظاهرة نادرة، كاريزمته العفوية تجذب الباب للشيوخ و تداعب أحلام مخيلة الأطفال، فقصته الفريدة ألهمت المهمشين بأن العمل الدؤوب والعزيمة الصلبة كفيلان برفعك إلى عنان المجد، أسطورة هذا المكافح تخطت مسيرته المذهلة كلاعب كرة محترف فى أعلى مستوى تنافسى على الإطلاق وتحطيمه لكل الأرقام القياسية وحصوله على كافة البطولات والجوائز الفردية لتأخذ منعرجًا جديدًا يبرز مدى تأثيره الإنسانى العظيم على قضايا معقدة مثل الإسلاموفوبيا ونجاحه الباهر فى تغيير نظرة العوام تجاه قضية اندماج المهاجرين فى المجتمعات الغريبة.

وموخراً نثر سحره الخاص عندما حبس العالم أنفاسه وهو يتابع تغطية يومية للإعلام العالمى حول تفاصيل عرض فريق اتحاد جدة الخرافى والذى وصل إلى 251 مليون دولار، ليكون أغلى لاعب فى التاريخ ، والذى مازال يحتفظ به البرازيلى نيمار بقيمة 249 مليون دولار. بخلاف عقده الشخصى المذهل الذى بمقتضاه سيحصل على راتب أسبوعى 2.45 مليون جنيه إسترلينى، يعنى حوالى 8 أضعاف راتبه الحالى، بالإضافة إلى امتيازات من ألف ليلة وليلة، كل ذلك الجنون وهو فى سن الـ31 سنة، وبالرغم من كل هذه الإغراءات الخزعبلية التى يسيل لها لعاب القاصى والدانى، لم يترك ابن نجريج ليفربول يسير وحيدًا فى حين خانه من قبل أسماء رنانة مثل مايكل اوين، شابى الونسو، خافيير ماسكيرانو، سواريز وأخيرًا القائد هندرسون.

كم الضغوط الرهيبة التى مورست عليه لم تجعله يسقط فى غواية المال واتخذ قراراً تاريخيًا بكل معنى الكلمة بدون مبالغة وهو استكمال حلمه فى أن يكون أفضل لاعب فى العالم، وفكرة الرفض ليست لها علاقة بطموح الدورى السعودى المشروع الذى يريد أن يصبح من ضمن الكبار وهو ما يراه القائمون عليه باقتناء الجوهرة الفرعونية سيضمن لهم متابعة  أكثر من 100 مليون مصرى، ولما لا فقد توجوه سفيرًا للسعادة،  عاجلا أو آجلا سيرحل عن انفيلد لأنها سنة الحياة، ولكن الذكاء فى اختيار الوقت والطريقة المناسبة للخروج من الباب الكبير حتى يخلد كأسطورة لليفربول والبريميرليج بعدما ضرب مثالًا لقيم أضحت فى نظر البعض بالية مثل الوفاء والانتماء فى زمن طغى عليه توحش المادة، وهو ما لن ينساه له الجميع وسيظل هذا الموقف الغريب والنبيل مثيرًا للإعجاب ومحفورًا فى ذاكرة التاريخ. 

أعتقد ان صلاح بما فعله ليس أهم لاعب فى تاريخ الكرة العربية بل هو أفضل مواطن عربى قدم صورة مبهرة وموثرة تمكنت من تغيير الصورة النمطية المقيتة، فهو يدرك أنه أصبح رمزًا لأجيال ترى فيه أحلامهم المؤجلة.

صلاح يسير على خطى محمد على كلاى، الذى برهن على أن الأبطال لا يصنعون فى صالات التدريب فقط، ولكن يصنعون من أشياء عميقة فى داخلهم، هى الحلم الذى يتحول إلى رؤية تحققه إرادة من فولاذ.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الشمس القائمة الصغيرة مصر والعرب

إقرأ أيضاً:

علي الألفي يحيي الليلة التاسعة لـ"هل هلالك 9".. غدا

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

 تنطلق فعاليات الليلة التاسعة للنسخة التاسعة من برنامج "هل هلالك"، الذى يقيمه قطاع المسرح برئاسة المخرج خالد جلال، فى الثامنة مساء غد السبت، على مسرح ساحة مركز الهناجر للفنون، وذلك ضمن فعاليات وزارة الثقافة فى رمضان تحت شعار "من المدفع للسحور احتفالات الثقافة نور".

يُحيي الفنان علي الألفي حفل الليلة التاسعة لبرنامج "هل هلالك"، بباقة من أعماله الغنائية إلى جانب أغنيات لأشهر نجوم الطرب فى مصر والوطن العربي، وذلك بمصاحبة فرقته الموسيقية.

وكالمعتاد كل عام تبدأ فعاليات اليوم بمشاركة من البيت الفنى للمسرح برئاسة المخرج هشام عطوة، حيث يعرض مسرح القاهرة للعرائس برئاسة الدكتور أسامة محمد علي، رائعة الشاعر صلاح جاهين والموسيقار سيد مكاوى، عرض العرائس الشهير أوبريت "الليلة الكبيرة" الذى تحرص على مشاهدته كافة أعمار الأسرة المصرية، ومن المقرر أن يعرض الأوبريت حتى نهاية برنامج هل هلالك .

وتحظى النسخة التاسعة لبرنامج "هل هلالك" برؤية فنية جديدة تعيد إحياء تراثنا الفني الذى تتميز به هويتنا المصرية، من خلال إضافة منصتين فنيتين جديدتين للبرنامج، وهما منصة "غناوي زمان" للفنان عبدالرحمن عبدالله والفنانة أمنية النجار، أما المنصة الثانية فتحمل اسم "مزيكا" يقدمها عازف الكمان الفنان عمرو درويش .

ويقام ضمن برنامج فعاليات "هل هلالك" فى نسخته التاسعة، يوميا "ركن الطفل"، الذى يشمل ورش رسم وأشغال فنية تحت إشراف الفنانة سها كحيل، وذلك طوال فترة إقامة البرنامج، بهدف الاهتمام بالطفل وتنمية مهاراته .

وانطلاقا من وصول الثقافة والفن لكل الأسر المصرية، توجه وزارة الثقافة هذا العام دعوة عامة للجمهور، لمشاهدة فعاليات النسخة التاسعة لبرنامج هل هلالك مجانا، ويستقبل مسرح ساحة مركز الهناجر للفنون الجمهور يوميا فى الثامنة مساء حتى يوم ٢١ مارس الجاري .

مقالات مشابهة

  • الضغط يولد الانفجار .. منشور مثير من فتحي سند عن مباراة القمة
  • وزير الأوقاف ومحافظ القاهرة يشاركان في حفل إفطار المطرية
  • وزير الأوقاف يشارك أهالى المطرية حفل إفطارهم الجماعى
  • كاف يخطر الزمالك بحكم مباراة ستيلينبوش في الكونفدرالية الإفريقية
  • دفاع المجنى عليه في واقعة الفردوس: موكلى لم يطلب مليون جنيه مقابل التصالح
  • علي الألفي يحيي الليلة التاسعة لـ"هل هلالك 9".. غدا
  • محامي المتهم في مشاجرة الفردوس: المجني عليه طلب مليون جنيه للتصالح وسيارته تتكلف ٨٠ ألف جنيه فقط
  • فى ذكرى وفاتها.. ما الذى حدث فى قضية حبيبة الشماع؟
  • (حلو يا الزين) … (الدبلوماسية، وقون المغربية)
  • لغز بلا أدلة.. لعنة القصر العريق.. مقتل وريثتى باشا الوفد فى جريمة غامضة