خبراء في منتدى اللاتصال الحكومي: توجه عالمي لزيادة الاعتماد على مصادر الطاقة المستدامة
تاريخ النشر: 14th, September 2023 GMT
الشارقة في 14 سبتمبر / وام / أكد خبراء ومختصون في مجال الطاقة والاستدامة و جود توجه عالمي لزيادة الموارد والاعتماد على مصادر الطاقة المستدامة لمواجهة الانبعاثات الكربونية باعتبارها "استحقاقاً عالمياً" ، وهو ما دفع عدة دول لإنفاق مبالغ كبيرة على تحديث التكنولوجيات للحصول على الطاقة بتكاليف قليلة ، فيما كشفوا عن توجه عالمي نحو التعدين لاستخراج المعادن المستخدمة في صناعة البطاريات بهدف تخزين الطاقة النظيفة المُنتجة.
جاء ذلك ضمن سلسلة جلسات ملتقى "الاستدامة" ضمن فعاليات الدورة الـ 12 من المنتدى الدولي للاتصال الحكومي في مركز إكسبو الشارقة والتي انطلقت تحت شعار "موارد اليوم... ثروات الغد".
وفي جلسة "ممارسات متوازنة.. عالم أخضر" كشف المهندس أسامة كمال وزير البترول والثروة المعدنية المصري الأسبق أن الدول المستهلكة للطاقة التقليدية واجهت بعض الضغوطات وبناء عليه كان لابد من تحرك لحل تحديات الطاقة.
وقال هناك توجه حميد نحو زيادة القيمة المضافة من الموارد بوجه عام أياً كانت هذه الموارد فنعلم أن الموارد البترولية ناضبة ولها عمر افتراضي وهذا الأمر يسري على الموارد التعدينية مع كثرة الاستهلاك فأرقام احتياطي الدول من البترول ما هي إلا أرقام ديناميكية وليست "استاتيكية" وهنا كان لابد أن يحدث حراك لزيادة القيمة المضافة لدى الدول من الموارد ، مشيراً إلى أن هذه النماذج تستدعي خلق توازنات سياسية واقتصادية وفي الوقت نفسه تكشف الدور المحوري للتكنولوجيا في تحقيق هذا الأمر من خلال توليد الطاقة بطرق اقتصادية.
وذكر المهندس أسامة كمال أن أكثر من 80% من إنتاج الطاقة العالمية يأتي من مصادر الوقود الأحفوري، و75% من انبعاثات الغازات الدفينة تحمل ثاني أكسيد الكربون وبالتالي لابد من إجراءات لمواجهة ذلك.
وقال إن الدول العربية تدفع جزءًا من فاتورة الإصلاح ، رغم أن المتسبب هو الدول الصناعية الكبرى التي استفادت من وراء ذلك ، إلا أنه بدأ يحدث نوع من التوازن بالفعل فدولة مثل فرنسا اتجهت لتجميع السيارات الكهربائية في المغرب وهذا يمثل نقلة في الصناعات التحولية بما يخلق قيمة مضافة.
وأكد أن الحل هو التوجه نحو مزيد من أنواع الطاقة المختلفة مثل الطاقة النووية ومصادر الطاقة الأخرى كالرياح والشمس والمياه وهنا ينبغي التركيز على التكنولوجيا لأنها تستطيع تحقيق هذه المعادلة.
بدوره قال الدكتور أيمن عياش رئيس اللجنة الملكية لقطاع التعدين في المملكة الأردنية الهاشمية إن العالم يعيش مرحلة مفصلية وهي التحول من الطاقة الأحفورية إلى الطاقة المستدامة.
وأضاف عياش نحن الآن أمام استحقاق كبير فالعالم خرج من الاحتباس الحراري إلى الغليان الحراري وهو الذي ظهرت تبعاته في المغرب وليبيا والحرائق التي وقعت في أوروبا فالتحول إلى الطاقة النظيفة أصبح استحقاقاً عالمياً .
وأوضح أن العالم يتجه إلى حظر الانبعاثات الكربونية حتى أن معظم منتجي السيارات على مستوى العالم قرروا ألا تكون هناك سيارة تعمل بنظام الاحتراق الداخلي بحلول عام 2035 ، فضلاً عن أن دول أوروبا قررت وقف تداول السيارات التي تعمل بالوقود بحلول 2025.
ولفت إلى أن دولاً كثيرة تجتهد لإنتاج مصادر طاقة بديلة كالرياح والشمس ولكن هناك حلقة مفقودة وهي كيفية تخزين تلك الطاقة لهذا يتجه العالم حالياً إلى التعدين لاستخراج المعادن المستخدمة في صناعة البطاريات مثل النيكل والكوبر والنحاس ، مشيراً إلى أن هناك دولاً عربية كالسعودية والأردن ومصر وعُمان اتخذت خطوات كبيرة حتى تكون المنطقة جاذبة لعمليات التعدين وبالفعل هناك اهتمام عالمي كبير الآن من كبرى الشركات للدخول إلى المنطقة العربية.
بدوره تحدث ذاكر الربايعة الرئيس التنفيذي لشركة "بيئة لإعادة التدوير" عن الإجراءات التي تم اتخاذها نحو التحول للطاقة النظيفة قائلاً بدأنا بعملية إدارة النفايات الكاملة عام 2010 واليوم وصلنا إلى أن 90% من المواد التي يتم جمعها في مدينة الشارقة وتحويلها إلى مواد .
وقال خلال الـ 20 عاماً المقبلة سننتج أكثر من 20 ضعف ما يتم إنتاجه حالياً وندرس تحويل مكب النفايات إلى حديقة خلايا شمسية وهي مساحة كافية لإنتاج نحو 120 إلى 150 ميغاوات من الطاقة.
وفي خطاب "الأمن الغذائي.. قصة نجاح من الإمارات إلى العالم" عرض المهندس محمد الأميري الوكيل المساعد لقطاع التنوع الغذائي بوزارة التغير المناخي والبيئة، جهود الدولة لتحقيق الاستدامة في مجال الغذائي مشيراً إلى أن دولة الإمارات مساهم رئيسي في أهداف التنمية المستدامة وخلق مستقبل مستدام لشعوب العالم لاسيما وأنها تستعد لاستقبال مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة لتغير المناخ "كوب 28".
وأضاف في بداية هذا العام أعلن صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة "حفظه الله" أن عام 2023 عاماً للاستدامة لتسليط الضوء على التزام الإمارات بالممارسات المستدامة من خلال العمل الجماعي وكذلك تعزيز التعاون مع مختلف الدول لتحقيق الاستدامة .
وقال الأميري هناك تحديات يواجهها قطاع الأمن الغذائي العالمي ممثلة في سلاسل إمداد الغذاء بسبب الأوضاع السياسية وزيادة السكان والتي تمثل ضغطاً كبيراً على الموارد ، ولذلك فإن مواجهة هذه التحديات أصبحت أكثر إلحاحاً من أي وقت مضى لذلك أعلنت دولة الإمارات عن إطلاق إعلان الإمارات للنظم الغذائية لمواجهة تلك التحديات بالتعاون مع عدة دول.
وأشار إلى أن الأمن الغذائي يرتبط بالموارد وفي الوقت الذي تتسم فيه المنطقة بدرجات الحرارة العالية وشح المياه ونقص المساحات الزراعية تتجه دولة الإمارات نحو تعزيز الأمن الغذائي الوطني من خلال الاعتماد على البنية التحتية والشراكات طويلة الأمد ، مؤكداً أن هناك توجهاً لزيادة الإنتاج المحلي من مختلف إمارات الدولة وسط دعم شامل من وزارة التغير المناخي والبيئة لتعزيز استدامة المزارع الوطنية وجعلها مورداً رئيسياً للعديد من المنتجات الغذائية.
عماد العلي/ بتول كشواني
المصدر: وكالة أنباء الإمارات
كلمات دلالية: الأمن الغذائی إلى أن
إقرأ أيضاً:
«اكتفاء» تعزز منظومة الأمن الغذائي في الإمارات بمنتجات عضوية جديدة
الشارقة - وام
تسعى مؤسسة الشارقة للإنتاج الزراعي والحيواني «اكتفاء» التابعة لدائرة الزراعة والثروة الحيوانية بالشارقة إلى تعزيز منظومة الأمن الغذائي في الدولة عامة وفي إمارة الشارقة خاصة من خلال طرح منتجات عضوية جديدة من دقيق «سبع سنابل» تزامناً مع موسم الحصاد الثالث لمزرعة مليحة للقمح الذي بدأ قبل فترة وجيزة و يستمر حتى نهاية مارس الجاري.
وقال الدكتور المهندس خليفة مصبح الطنيجي رئيس دائرة الزراعة والثروة الحيوانية الرئيس التنفيذي لمؤسسة الشارقة للإنتاج الزراعي والحيواني «اكتفاء» في تصريحات لوكالة أنباء الإمارات / وام / إنه وفقاً للخطة التسويقية المتبعة في المؤسسة فإن منتجات «سبع سنابل» من دقيق قمح مليحة المتمثلة في«الخبز العربي والكرواسون بأنواعه» ستتوافر في الأسواق خلال منتصف شهر رمضان الحالي فيما تتوافر بقية المنتجات من المعكرونة بأنواعها والشعيرية «البلاليط» والكعك بأنواعه والبسكويت والسميد بعد عيد الفطر المبارك.
وأضاف أنه تم خلال هذا الموسم حصاد 37 محوراً على مساحة مزروعة تبلغ 1428 هكتاراً؛ إذ تم استزراع قمح عضوي ومن المتوقع أن يصل الإنتاج هذا العام إلى 6000 طن مشيراً إلى ارتفاع نسبة بروتين قمح «سبع سنابل» إلى 19.3% بعد أن كانت في الموسمين الماضيين 18.1% و19.1%، لتتجاوز بذلك الأرقام العالمية في هذا المجال.
وأوضح أنه تم خلال هذا الموسم زراعة ثلاثة أصناف من القمح تضمنت الصنف الرئيسي وهو«يوكورا روجو» المستورد من الشقيقة المملكة العربية السعودية وصنفين من جمهورية مصر العربية الشقيقة كانا قد أظهرا تفوقاً لافتاً في المزرعة التجريبية على صعيد غزارة الإنتاج وقوة الساق وهما مصر3 ومصر4.
تطوير سلالات جديدة
وقال الطنيجي إن الباحثين الزراعيين في مزرعة القمح يعكفون على تطوير سلالات جديدة في المزرعة التجريبية للوصول إلى «الشارقة 1» حيث تضاعفت زراعة السلالات في الموسم الثالث إلى 1450 سلالة من القمح الطري والقاسي غير المعدلة وراثياً وتطور برنامج التهجين من خلال مضاعفة عدد الآباء إذ وصل عددها إلى 45 انتخبت في الموسم الثاني وتمت عليها الدراسات في مختبر التقنيات الحيوية الأول من نوعه في الإمارات بتهجين القمح والمزود بجميع الأجهزة الذكية لإجراء القياسات الفيزيولوجية والتحاليل الجزئية لتحديد القرابة الوراثية للآباء المنتخبة.
وأكّد أنه سيتم التوسّع بزراعة الأعلاف في مزرعة القمح هذا الموسم لتصل المساحة المزروعة إلى 400 هكتار وذلك لتوفير الغذاء العضوي لأبقار مزرعة مليحة للألبان ومزرعة طيور «فلي» ومشروع الوسطى للماشية في خطوة تؤكّد مدى التزام مؤسسة الشارقة للإنتاج الزراعي والحيواني «اكتفاء» بتطبيق سياسة الاقتصاد الدائري في جميع مشروعاتها التي تنتج الغذاء العضوي المستدام.
وأوضح أنه تمت زراعة الذرة في مزرعة القمح بمليحة كمرحلة تجريبية لتوفير العليقة العلفية الخضراء، وذلك بعد مرورها بعملية تخمير لمدة لا تقل عن شهرين لتحصل أبقار مزرعة مليحة للألبان على علف سهل الهضم وسريع الامتصاص في الجسم على مساحة تصل إلى 12.5 هكتار وبلغ إنتاج السيلاج 504 أطنان.
وأشار إلى أن دائرة الزراعة والثروة الحيواينة في الشارقة وزّعت 25 طناً من بذور تقاوي القمح الأصيلة على 559 مزارعاً مكرمةً من صاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة وقامت بمساعدتهم في عمليات الحراثة ونثر البذور والحصاد بالمعدات الحديثة بمساحة إجمالية تصل إلى 18.6 هكتار.
التحكم عن بعد
تجدر الإشارة إلى أن استخدام التقنيات الحديثة بمزرعة القمح في مليحة أسهم في توفير 30% من مياه الري باستخدام تطبيق«Valley 365» الذكي الذي يتيح التحكم عن بُعد وقياس كمية المياه عبر المجسات الأرضية على عمق 60 سنتيمتراً إضافة إلى الأقمار الاصطناعية التي توفر تقارير يومية لمحاور المزرعة وعمليات الري والصحة النباتية وتستخدم المزرعة أحدث الآلات الزراعية الذكية التي تساعد في زيادة الإنتاج وتحافظ على البيئة وتحقق النمو المستدام وحصلت المزرعة على علامة الجاهزية للمستقبل وذلك تقديراً للإنجازات التي حققتها في تعزيز قدرات الجاهزية للمستقبل في قطاع الأمن الغذائي.