7 زلازل عنيفة ضربت الشرق الأوسط على مر التاريخ.. أبرزها تدمير ثلثي مباني القاهرة
تاريخ النشر: 14th, September 2023 GMT
شهدت منطقة الشرق الأوسط مجموعة من الكوارث الطبيعية التي أدت إلى الآف الضحايا؛ واختلفت تلك الكوارث في شدتها وكم المتضررين، لكنها تركت أثرًا كبيرًا في النفوس، قرابة الـ6 زلازل كانت البداية من زلزال الأردن.
الكارثة الطبيعية الأولى كانت في وادي الأردن على شكل زلزال ضرب المنطقة في عام 1033 بقوة تتراوح بين 6.
لم تسلم الجزيرة العربية من الكوارث الطبيعية، فقد كانت الكارثة الثانية في مارس عام 1068، وهي عبارة عن هزات أرضية قوية بالكامل تقريبًا في منطقة الحجاز في المملكة العربية السعودية حاليا، وبلغت قوة الزلزال أكثر من 7 درجات، ووصلت آثاره إلى مصر، ووصل العدد الإجمالي لضحاياه أكثر من 20 ألف شخص.
أما اليمن هي الأخرى لم تكن بعيدة عن الكوارث الطبيعية بما في ذلك الزلازل، وكانت تعرضت في 13 ديسمبر عام 1980 إلى هزة أرضية عنيفة تسببت في مقتل ما يقارب 3000 شخص.
زلازل مدمرة في وادي عُربةوقع زلزالان كبيران في الشرق الأدنى في 18 مارس و29 مايو، عام 1068 م، وكان مركز الزلزال الأول في الجزء الشمالي الغربي من شبه الجزيرة العربية حول تبوك، في حين كان الزلزال الثاني الأكثر ضررا في مدينة الرملة في فلسطين، على بعد حوالي 500 كيلومتر إلى الشمال الغربي، بحسب المركز الوطني للبيانات الجيوفيزيائية، وقدر عدد الضحايا بنحو 20,000 حالة وفاة، منها حوالي 15,000 حالة وفاة في الرملة وحدها، وتسببت في أضرار في جميع أنحاء سوريا الكبرى، بما في ذلك فلسطين، حيث دمر تسونامي ساحل البحر الأبيض المتوسط، في مصر وشبه الجزيرة العربية، وفي مناطق جنوب الصحراء الكبرى.
زلزال في سوريالم يكن زلزال هذا العام الذي ضرب تركيا وأثر في سوريا الأول من نوعه ولم تبلغ أثار دماره مثل الذي حدث في حلب 11 أكتوبر 1138، الذي يعد الأكثر تدميرا ودموية في التاريخ البشري، إذ يذكر مؤرخ القرن الخامس عشر الشهير ابن تغري بردي، أن حوالي 230 ألف شخص لقوا حتفهم تحت الأنقاض وبسبب الحرائق.
زلزال في البحر المتوسطوواحدة من الكوارث الأشد في المنطقة العربية، هي زلزال مدمرة رهيبة جرى في البحر المتوسط في عام 1201، الذي حصد أكبر عدد من الضحايا في التاريخ، وبلغ العدد أكثر من مليون شخص، معظمهم من سكان مصر وسوريا.
زلزال القاهرة 54في القاهرة حدث زلزال بقوة حوالي 7 درجات في 18 أكتوبر عام 1754، وكان مركزه في عمق قليل، ما أدى إلى هزات ارتدادية عنيفة ومدمرة للغاية، حيث تسببت في مقتل حوالي 40 ألف شخص وتدمير ثلثي مباني القاهرة، علاوة على أن تأثير الزلزال طال شبه جزيرة سيناء وتضرر بسببه دير سانت كاترين التاريخي العالمي.
في جنوب تركيا حدث زلزال بقوة 7.9 في ساعة مبكرة من الصباح، وشعر به سكان سوريا ولبنان والعراق ومصر واليونان وقبرص وأرمينيا، وقد خلف مئات القتلى وآلاف الجرحى في تركيا وسوريا، إضافة إلى انهيار عدد كبير من المباني وحصار العشرات تحت الأنقاض، وخروج السكان إلى الشوارع المغطاة بالثلوج.
زلزال المغربفي مدينة «أغادير» الواقعة على الساحل الغربي للمغرب في 29 فبراير عام 1960، تسبب في مقتل ما يصل إلى 15 ألفا شخص، وهذا العدد هو ثلث سكان المدينة في ذلك الوقت.
أما الزلزال الأخير الذي يسميه المغاربة زلزال «الحوز»، نسبة إلى المنطقة التي كانت مركز الزلزال، وقع على عمق ضحل بعض الشيء يبلغ 18.5 كيلومترا، وكان مركزه في جبال أطلس الواقعة على بعد حوالي 72 كيلومترا جنوب غرب مدينة مراكش، وهي مدينة يبلغ عدد سكانها حوالي 840 ألف نسمة ومقصد سياحي معروف في المملكة المغربية، وبلغ عدد ضحاياه حتى الآن منهم 2944 تم دفنهم، بينما وصل عدد الجرحى إلى 5674 شخصًا كما ذكرت الصحف المحلية المغربية.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: زلزال المغرب زلازل ألف شخص
إقرأ أيضاً:
الشرق الأوسط يتجه نحو واقع جيوسياسي مختلف عن السابق.. البراغماتية هي الحل
نشرت مجلة "ناشيونال إنترست" تقريرًا يناقش التحولات الجيوسياسية في الشرق الأوسط، مؤكدة أن قادة المنطقة بدأوا باعتماد سياسات أكثر براغماتية، لكن الطريق مازال طويلا لتحقيق الاستقرار.
وقالت المجلة في هذا التقرير الذي ترجمته "عربي21"، إن الكثير من الدماء سالت خلال المحاولات العديدة الفاشلة لإنشاء "شرق أوسط جديد"، لكن المؤشرات الحالية تدل على أن المنطقة قد تتجه نحو واقع جيوسياسي مختلف عن السابق.
وأضافت أن قادة المنطقة أصبحوا بعد الحرب الأخيرة بين الخصمين اللدودين إيران و"إسرائيل" أكثر تقبلا لفكرة أن الشرق الأوسط المليء بالصراعات لا يتناسب مع استراتيجياتهم الكبرى أو مصالحهم الوطنية، وهذه القناعة بدأت تشكل ببطء شرق أوسط جديد.
واعتبرت المجلة أن هذا المخاض ليس سهلا على الإطلاق، فالصراع في السودان يعد المثال الأبرز على أن المنافسة الإقليمية ما زالت تتحول إلى صراعات دموية في بعض في دول العالم العربي. وقد كان هذا هو الحال في الآونة الأخيرة في لبنان وسوريا والعراق وفلسطين واليمن وليبيا وتونس.
وترى المجلة أن تل أبيب وطهران أثبتتا براعتهما في خلق ساحات للتنافس على بسط النفوذ، تمامًا مثلما تواصل دول الخليج، على غرار الإمارات العربية المتحدة، محاربة أي مظهر من مظاهر الديمقراطية خوفًا من وصول الإسلاميين للحكم.
وأشارت المجلة إلى أن هذه الديناميكيات لن تتغير بين عشية وضحاها، لكن بعض الأحداث تثبت أن هناك تحولات جوهرية، ومنها انتهاء حصار قطر، وجهود دول الخليج للتطبيع مع نظام الأسد السابق، ووقف إطلاق النار في اليمن بين التحالف الذي تقوده السعودية والحوثيين، واتفاق التطبيع بين السعودية وإيران.
"براغماتية قاسية"
وحسب المجلة، تعكس كل هذه الأحداث رغبة براغماتية في التركيز على التنمية الاقتصادية من خلال التعاون، وتمثل نقاط تحول رئيسية بعيدًا عن الصراعات وفترة الربيع العربي المضطربة التي حارب فيها المستبدون مطالب التغيير.
وتابعت المجلة بأن هجمات حماس في 7 تشرين الأول/ أكتوبر عززت التحول نحو "البراغماتية القاسية". ورغم تخوف العديد من الخبراء والمسؤولين من أن تؤدي حرب غزة إلى صراع إقليمي كبير، إلا أن حجم التوتر لم يرقَ إلى مستوى أسوأ التوقعات، ويرجع ذلك جزئيًا إلى تخلي قادة الشرق الأوسط عن السياسات الصفرية، حسب المجلة.
وانعكاسًا لهذه الديناميكية، جرى نوع من التقارب بين السعودية وإيران، وقد شدّدا على أهمية استقرار الوضع ومنع توسع النزاع.
وأوضحت المجلة أن التعاون يتجاوز المصلحة المشتركة في منع نشوب حرب إقليمية تضر بالجميع، حيث تشهد المنطقة أيضا توسعا ملحوظا في التعاون الدبلوماسي والاقتصادي. ويتجلى ذلك بشكل خاص على الساحة السورية، حيث تهتم دول المنطقة بشكل كبير بنجاح حكومة تصريف الأعمال السورية الجديدة، وتعمل دول الخليج بشكل منسق على دعم العملية الانتقالية من خلال الاستثمار في إعادة إعمار البلاد، والدعوة إلى رفع العقوبات.
وحتى الخصوم التقليديون، أي تركيا وقطر من جهة، والسعودية من جهة أخرى، يبدو أنهم عازمون على ضمان حصول دمشق على الدعم الاقتصادي والدبلوماسي والعسكري الذي تحتاجه في الفترة الحالية، وفقا للمجلة.
التعاون العسكري
أضافت المجلة أن التعاون العسكري يحمل أيضًا مؤشرات واعدة على البراغماتية والتعاون الإقليمي الضروريين لدفع عجلة التنمية والاستقرار. فقد عملت تركيا مع السعودية والإمارات على إبرام صفقات عسكرية واقتصادية في السنوات الأخيرة؛ وقد حصلت أنقرة على استثمارات من دول الخليج الغنية لدعم اقتصادها المتعثر، بينما حصلت الدول الخليجية على التكنولوجيا والمعدات العسكرية من قطاع الصناعات الدفاعية المتنامي في تركيا وسط القيود الأمريكية في ظل إدارة بايدن.
جاء ذلك في أعقاب سنوات من التوتر -حسب المجلة-، حيث كانت تركيا وقطر تدعمان حركات الإسلام السياسي، ما شكّل مصدر إزعاج لعدة دول، وقد ردت السعودية وحلفاؤها بحصار قطر، لكن كل هذه الدول تنسق فيما بينها حاليا لتحقيق المصالح المشتركة.
هل تستقر المنطقة؟
ترى المجلة رغم كل هذا التقارب أن المنطقة بعيدة كل البعد عن الاستقرار الكامل، حيث لا توجد دولتان في الشرق الأوسط متوافقتان تمامًا في كل القضايا، فالرياض وأبوظبي تتنافسان بحدة على مستوى الاقتصاد والاستثمارات، كما أن التنافس السعودي الإيراني لم ينتهِ بعد رغم المصافحات الودية وإحياء الكتلة المؤيدة لفلسطين، ولا تزال تركيا تُتهم بـ"العثمانية الجديدة"، خاصة مع نفوذها في سوريا ما بعد الأسد.
وختمت المجلة بأن التغيير الإيجابي يستغرق وقتًا طويلًا، لكن من الواضح أن قادة المنطقة يأملون ببداية عصر جديد في الشرق الأوسط، عصر يقوم على التنمية الاقتصادية والتعاون التجاري والاستقرار، وهي طموحات في متناول أيديهم إذا اختاروا المضي قدما في هذا المسار.