ما الآثار الصحية للجثث في المناطق الليبية المنكوبة؟
تاريخ النشر: 14th, September 2023 GMT
مع وصول عدد القتلى جراء السيول التي تسببت بها العاصفة دانيال التي ضربت سواحل ليبيا، إلى 5300 مع وجود نحو 10 آلاف شخص في عداد المفقودين، تطرح مخاوف حول المخاطر التي تشكلها الجثث غير المنتشلة.
وكان عضو المجلس الأعلى للدولة عن مدينة درنة منصور الحصادي، قد حذّر من خطر يتهدد سكان المدينة بعد كارثة الفيضانات، وأنه لا بد من خطة لإجلائهم.
من جهته، ناشد عضو مجلس النواب عن مدينة بنغازي، خليفة الدغاري، مصر والجزائر إرسال فرق من الغواصين لانتشال الجثث المتناثرة على شواطئ المناطق المنكوبة. وشدد الدغاري -في تصريحات للجزيرة- على الحاجة الماسة لدعم المستشفيات في المناطق المنكوبة، مشيرا إلى نقص الأدوية بهذه المناطق.
ما المخاطر التي تشكلها الجثث بعد الكوارث؟وفقا لمنظمة الصحة العالمية، فإنه "خلافا للاعتقاد السائد، لا يوجد دليل على أن الجثث تشكل خطر الإصابة بالأمراض الوبائية بعد وقوع كارثة طبيعية. فمعظم العوامل الممرضة؛ مثل: البكتيريا والفيروسات لا تبقى على قيد الحياة لفترة طويلة في جسم الإنسان بعد الموت. ولا تشكل الرفات البشرية خطرا كبيرا على الصحة؛ إلا في حالات خاصة قليلة؛ مثل: الوفيات الناجمة عن الكوليرا، أو الحمى النزفية".
وتضيف أنه مع ذلك، فإن العمال الذين يتعاملون مع الجثث بشكل روتيني قد يتعرضون لخطر الإصابة بالسل، والفيروسات المنقولة بالدم؛ مثل: التهاب الكبد بي وسي، والتهابات الجهاز الهضمي؛ مثل: الكوليرا والإشريكية القولونية، والإسهال الناتج عن فيروس الروتا، وداء السالمونيلا، وداء الشيغيلات، وحمى التيفوئيد.
يمكن الإصابة بالسل إذا استُنشقت البكتيريا من الهواء المتبقي في الرئتين (للجثة)، أو نتيجة تدفق السوائل من الرئتين عبر الأنف، أو الفم أثناء التعامل مع الجثة.
يمكن أن تنتقل الفيروسات المنقولة بالدم عن طريق الاتصال المباشر بالجلد، أو الأغشية المخاطية غير السليمة من خلال تناثر الدم، أو سوائل الجسم، أو من الإصابة بشظايا العظام والإبر.
يمكن أن تنتقل عدوى الجهاز الهضمي عن طريق البراز والفم، من خلال الاتصال المباشر بالجسم أو الملابس المتسخة أو المركبات أو المعدات الملوثة. يمكن -أيضا- أن تنتشر عدوى الجهاز الهضمي نتيجة لتلوث إمدادات المياه بالجثث.
نصائح عامة حول التعامل مع الجثث في الكوارث الدفن في المقابر الجماعية ليس إجراء موصى به للصحة العامة. ويمكن أن ينتهك الأعراف الاجتماعية المهمة. يجب أن تكون المقابر على بعد 30 مترا على الأقل من مصادر المياه الجوفية المستخدمة لمياه الشرب. يجب أن تكون أرضيات القبور على الأقل 1.5 متر فوق منسوب المياه الجوفية. يجب ألا تدخل المياه السطحية من المقابر إلى المناطق المأهولة. ممارسة الاحتياطات العالمية المتخذة عند التعامل مع الدم وسوائل الجسم. استخدم القفازات مرة واحدة فقط، وتخلص منها بشكل صحيح. استخدم أكياس الجثث. غسل اليدين بالصابون بعد التعامل مع الجثث، وقبل تناول الطعام. تطهير المركبات والمعدات. الحصول على التطعيم ضد التهاب الكبد بي. فقدان البنية التحتية للصرف الصحيووفقا للمراكز الأميركية للتحكم بالأمراض والوقاية، قد يؤدي فقدان البنية التحتية للصرف الصحي إلى التعرض لمياه الصرف الصحي الخام، وفقدان القدرة المحلية على معالجة مياه الشرب، وعدم القدرة على الحفاظ على التبريد للإمدادات الغذائية والطبية.
وتضيف أنه قد تحتوي الرفات البشرية على فيروسات تنتقل عن طريق الدم؛ مثل: فيروسات التهاب الكبد، وبكتيريا تسبب أمراض الإسهال؛ مثل: السالمونيلا. ولا تشكل هذه الفيروسات والبكتيريا خطرا على أي شخص يمشي بالقرب منها، كما أنها لا تسبب تلوثا بيئيا كبيرا.
تشكل البكتيريا والفيروسات الموجودة في البقايا البشرية في مياه الفيضانات جزءا صغيرا من التلوث الإجمالي الذي يمكن أن يشمل الصرف الصحي غير الخاضع للرقابة، ومجموعة متنوعة من الكائنات الحية في التربة والمياه، والمواد الكيميائية المنزلية والصناعية. لا توجد ممارسات أو احتياطات إضافية حول ما يتعلق بمياه الفيضانات المتعلقة بالرفات البشرية، بخلاف ما هو مطلوب عادة للغذاء الآمن ومياه الشرب والنظافة القياسية والإسعافات الأولية.
ومع ذلك، بالنسبة للأشخاص الذين يجب عليهم التعامل مباشرة مع الرفات؛ مثل: موظفي الإنعاش، أو الأشخاص الذين يحددون الرفات، أو يعدّون الرفات للدفن، يمكن أن يكون هناك خطر التعرض لمثل هذه الفيروسات أو البكتيريا.
يجب على العمال الذين يتعاملون مع الجثث البشرية اتخاذ الاحتياطات التالية: احم وجهك من رذاذ سوائل الجسم والمواد البرازية. يمكنك استخدام درع وجه بلاستيكي، أو مجموعة من وسائل حماية العين (تعدّ نظارات السلامة ذات التهوية غير المباشرة خيارا جيدا إذا كانت متوفرة؛ نظارات السلامة ستوفر حماية محدودة فقط) وقناعا جراحيا. في الحالات القصوى، يمكن استخدام قطعة قماش مربوطة على الأنف والفم لمنع رذاذ الماء. احم يديك من الاتصال المباشر بسوائل الجسم، وكذلك من الجروح أو غيرها من الإصابات التي تخرق الجلد، التي قد تكون ناجمة عن الحطام البيئي الحاد أو شظايا العظام. يفضل الجمع بين قفاز الطبقة الداخلية المقاومة للقطع وطبقة خارجية من اللاتكس، أو طبقة خارجية مماثلة. يجب أن تحمي الأحذية بالمثل من الحطام الحاد. حافظ على نظافة اليدين لمنع انتقال أمراض الإسهال وغيرها من الأمراض من البراز الموجود على يديك. واغسل يديك بالماء والصابون، أو بمنظف اليدين الذي يحتوي على الكحول مباشرة بعد خلع القفازات. تقديم الرعاية السريعة -بما في ذلك التطهير الفوري بالصابون والماء النظيف، وتناول جرعة معززة من الكزاز إذا لزم الأمر- لأي جروح أُصبت بها أثناء العمل مع الرفات البشرية.المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: التعامل مع مع الجثث یمکن أن
إقرأ أيضاً:
اعتراف فرنسي بنقل جثث 60 جزائريا حركيا سرا من مقبرة لأخرى
كشف مسؤول محلي فرنسي أن رفات 60 حركيا جزائريا -معظمهم أطفال- دفنوا بين عامي 1962 و1964 بعد وصولهم من الجزائر، نُقلت سرا في 1986 إلى مقبرة أخرى.
جاء ذلك في تصريح لرئيس بلدية ريفسالت جنوبي فرنسا أندريه باسكو أمام عائلات غاضبة تبحث عن جثث أقارب لها.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2أمنستي تنتقد إدارة ترامب لـ"تدميرها" الحق في طلب اللجوء على حدود المكسيكlist 2 of 2من "التهجير" إلى "التطهير".. في التغريبة الفلسطينية ترامب لن يكون الأخيرend of listوبعد استقلال الجزائر عام 1962، مرّ 21 ألفا من "الحركيين" ممن خدموا في الجيش الفرنسي أثناء الثورة الجزائرية وعائلاتهم عبر معسكر ريفسالت قرب مدينة بربينيان.
وتمّ في الخريف الماضي اكتشاف قبور أطفال توفوا بين عامي 1962 و1964 أثناء أعمال بحث طلبتها العائلات، لكنها كانت خالية من الرفات.
واعتذر باسكو، الذي يتولى منصبه منذ عام 1983، للعائلات التي تحاول معرفة مكان دفن نحو 60 جثة، بينها 52 جثة لأطفال، و"دفنها بشكل لائق".
وقال رئيس البلدية الثمانيني "في الفترة ما بين 15 و19 سبتمبر/أيلول 1986، تم استخراج الجثث ودفنها في مقبرة سان ساتورنين. لا أعرف بالضبط أين هي"، معربا عن أسفه لعدم الاتصال بالعائلات "في ذلك الوقت".
وفي قاعة بلدية ريفسالت، أعرب نحو 30 من أقارب الأطفال المتوفين عن غضبهم للحادثة.
ورحّبت الوزيرة المنتدبة المكلّفة بالذاكرة والمحاربين القدامى باتريسيا ميراليس -التي دعت في أكتوبر/تشرين الأول 2023 إلى إجراء حفريات في معسكر ريفسالت- بعقد الاجتماع، لكنها طالبت رئيس البلدية بتسليط "الضوء على كل ما حدث من خلال الأرشيف الذي وجدناه بأنفسنا في وزارة القوات المسلحة".
إعلانوأضافت ميراليس "الرفات موجود اليوم في مقبرة ريفسالت، وأعتقد أننا في مرحلة الاعتراف".
وبين عامي 1962 و1965، فرّ نحو 90 ألفا من الحركيين وعائلاتهم من الجزائر إلى فرنسا. وأُنزل عشرات الآلاف منهم في معسكرات يديرها الجيش في ظروف معيشية مزرية ومعدلات عالية من وفيات الرضع.