الجزيرة:
2024-07-08@03:51:13 GMT

ما الآثار الصحية للجثث في المناطق الليبية المنكوبة؟

تاريخ النشر: 14th, September 2023 GMT

ما الآثار الصحية للجثث في المناطق الليبية المنكوبة؟

مع وصول عدد القتلى جراء السيول التي تسببت بها العاصفة دانيال التي ضربت سواحل ليبيا، إلى 5300 مع وجود نحو 10 آلاف شخص في عداد المفقودين، تطرح مخاوف حول المخاطر التي تشكلها الجثث غير المنتشلة.

وكان عضو المجلس الأعلى للدولة عن مدينة درنة منصور الحصادي، قد حذّر من خطر يتهدد سكان المدينة بعد كارثة الفيضانات، وأنه لا بد من خطة لإجلائهم.

وذكر الحصادي -في تصريحات للجزيرة- أن نذر كارثة صحية وبيئية بدأت تظهر ببعض المناطق المنكوبة.

من جهته، ناشد عضو مجلس النواب عن مدينة بنغازي، خليفة الدغاري، مصر والجزائر إرسال فرق من الغواصين لانتشال الجثث المتناثرة على شواطئ المناطق المنكوبة. وشدد الدغاري -في تصريحات للجزيرة- على الحاجة الماسة لدعم المستشفيات في المناطق المنكوبة، مشيرا إلى نقص الأدوية بهذه المناطق.

ما المخاطر التي تشكلها الجثث بعد الكوارث؟

وفقا لمنظمة الصحة العالمية، فإنه "خلافا للاعتقاد السائد، لا يوجد دليل على أن الجثث تشكل خطر الإصابة بالأمراض الوبائية بعد وقوع كارثة طبيعية. فمعظم العوامل الممرضة؛ مثل: البكتيريا والفيروسات لا تبقى على قيد الحياة لفترة طويلة في جسم الإنسان بعد الموت. ولا تشكل الرفات البشرية خطرا كبيرا على الصحة؛ إلا في حالات خاصة قليلة؛ مثل: الوفيات الناجمة عن الكوليرا، أو الحمى النزفية".

وتضيف أنه مع ذلك، فإن العمال الذين يتعاملون مع الجثث بشكل روتيني قد يتعرضون لخطر الإصابة بالسل، والفيروسات المنقولة بالدم؛ مثل: التهاب الكبد بي وسي، والتهابات الجهاز الهضمي؛ مثل: الكوليرا والإشريكية القولونية، والإسهال الناتج عن فيروس الروتا، وداء السالمونيلا، وداء الشيغيلات، وحمى التيفوئيد.

 

السل

يمكن الإصابة بالسل إذا استُنشقت البكتيريا من الهواء المتبقي في الرئتين (للجثة)، أو نتيجة تدفق السوائل من الرئتين عبر الأنف، أو الفم أثناء التعامل مع الجثة.

يمكن أن تنتقل الفيروسات المنقولة بالدم عن طريق الاتصال المباشر بالجلد، أو الأغشية المخاطية غير السليمة من خلال تناثر الدم، أو سوائل الجسم، أو من الإصابة بشظايا العظام والإبر.

يمكن أن تنتقل عدوى الجهاز الهضمي عن طريق البراز والفم، من خلال الاتصال المباشر بالجسم أو الملابس المتسخة أو المركبات أو المعدات الملوثة. يمكن -أيضا- أن تنتشر عدوى الجهاز الهضمي نتيجة لتلوث إمدادات المياه بالجثث.

نصائح عامة حول التعامل مع الجثث في الكوارث الدفن في المقابر الجماعية ليس إجراء موصى به للصحة العامة. ويمكن أن ينتهك الأعراف الاجتماعية المهمة. يجب أن تكون المقابر على بعد 30 مترا على الأقل من مصادر المياه الجوفية المستخدمة لمياه الشرب. يجب أن تكون أرضيات القبور على الأقل 1.5 متر فوق منسوب المياه الجوفية. يجب ألا تدخل المياه السطحية من المقابر إلى المناطق المأهولة. ممارسة الاحتياطات العالمية المتخذة عند التعامل مع الدم وسوائل الجسم. استخدم القفازات مرة واحدة فقط، وتخلص منها بشكل صحيح. استخدم أكياس الجثث. غسل اليدين بالصابون بعد التعامل مع الجثث، وقبل تناول الطعام. تطهير المركبات والمعدات. الحصول على التطعيم ضد التهاب الكبد بي. فقدان البنية التحتية للصرف الصحي

ووفقا للمراكز الأميركية للتحكم بالأمراض والوقاية، قد يؤدي فقدان البنية التحتية للصرف الصحي إلى التعرض لمياه الصرف الصحي الخام، وفقدان القدرة المحلية على معالجة مياه الشرب، وعدم القدرة على الحفاظ على التبريد للإمدادات الغذائية والطبية.

وتضيف أنه قد تحتوي الرفات البشرية على فيروسات تنتقل عن طريق الدم؛ مثل: فيروسات التهاب الكبد، وبكتيريا تسبب أمراض الإسهال؛ مثل: السالمونيلا. ولا تشكل هذه الفيروسات والبكتيريا خطرا على أي شخص يمشي بالقرب منها، كما أنها لا تسبب تلوثا بيئيا كبيرا.

تشكل البكتيريا والفيروسات الموجودة في البقايا البشرية في مياه الفيضانات جزءا صغيرا من التلوث الإجمالي الذي يمكن أن يشمل الصرف الصحي غير الخاضع للرقابة، ومجموعة متنوعة من الكائنات الحية في التربة والمياه، والمواد الكيميائية المنزلية والصناعية. لا توجد ممارسات أو احتياطات إضافية حول ما يتعلق بمياه الفيضانات المتعلقة بالرفات البشرية، بخلاف ما هو مطلوب عادة للغذاء الآمن ومياه الشرب والنظافة القياسية والإسعافات الأولية.

ومع ذلك، بالنسبة للأشخاص الذين يجب عليهم التعامل مباشرة مع الرفات؛ مثل: موظفي الإنعاش، أو الأشخاص الذين يحددون الرفات، أو يعدّون الرفات للدفن، يمكن أن يكون هناك خطر التعرض لمثل هذه الفيروسات أو البكتيريا.

يجب على العمال الذين يتعاملون مع الجثث البشرية اتخاذ الاحتياطات التالية: احم وجهك من رذاذ سوائل الجسم والمواد البرازية. يمكنك استخدام درع وجه بلاستيكي، أو مجموعة من وسائل حماية العين (تعدّ نظارات السلامة ذات التهوية غير المباشرة خيارا جيدا إذا كانت متوفرة؛ نظارات السلامة ستوفر حماية محدودة فقط) وقناعا جراحيا. في الحالات القصوى، يمكن استخدام قطعة قماش مربوطة على الأنف والفم لمنع رذاذ الماء. احم يديك من الاتصال المباشر بسوائل الجسم، وكذلك من الجروح أو غيرها من الإصابات التي تخرق الجلد، التي قد تكون ناجمة عن الحطام البيئي الحاد أو شظايا العظام. يفضل الجمع بين قفاز الطبقة الداخلية المقاومة للقطع وطبقة خارجية من اللاتكس، أو طبقة خارجية مماثلة. يجب أن تحمي الأحذية بالمثل من الحطام الحاد. حافظ على نظافة اليدين لمنع انتقال أمراض الإسهال وغيرها من الأمراض من البراز الموجود على يديك. واغسل يديك بالماء والصابون، أو بمنظف اليدين الذي يحتوي على الكحول مباشرة بعد خلع القفازات. تقديم الرعاية السريعة -بما في ذلك التطهير الفوري بالصابون والماء النظيف، وتناول جرعة معززة من الكزاز إذا لزم الأمر- لأي جروح أُصبت بها أثناء العمل مع الرفات البشرية.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: التعامل مع مع الجثث یمکن أن

إقرأ أيضاً:

هاجر يا قتيبة

#هاجر_يا_قتيبة

#عبد_البصير_عيد

لا تهاجر يا قتيبة!” كلمة كان لها صداها وسط تزاحم معاناة الشباب؛ بسبب شح فرص العمل ونقص المشاريع التنموية لتأخذ بأيديهم إلى مستقبل طالما كانوا يتأملونه وهم يسمعون تلك الشعارات “القادم أجمل” التي أطربت أسماعنا، وخلقت فينا أملاً يعتقد كثير من الشباب أنه يتلاشى على أرض الواقع. 

إن الهجرة لا تعني يا قتيبة أن بلدك قد استغنى عن خدماتك، أو أنه أجحف في حقك، ولا يعني بالضرورة أنك بهجرتك بعيداً عنه ستفقد صلتك به. إن الوطن عزيز فهو العائلة التي كَبُرتَ في كنفها، وجعلت منك شاباً يافعاً قادراً على خوض غمار حياة جديدة والسفر خلف البحار لتكتسب من هذا العالم الواسع مهارات تختلف عن تلك التي ترعرعت عليها.

مقالات ذات صلة الدروس المُسْتَفادة من الهجرة النبويّة 2024/07/06

إن الحياة يا قتيبة أكبر من عائلة صغيرة اعتدت النوم في كنفها وأكبر من وطن عشت فيه حتى أصبحت فتى يافعاً تتطلع خلف حدوده وبواباته.

إن القادم يمكن أن يكون أجمل عندما تعيش مرحلة جديدة من حياتك، مرحلة تكون الهجرة فيها عنواناً للمثابرة والإصرار والتعب من أجل أن تصقل مهاراتك وشخصيتك، وتجعلك ترى الدنيا بمنظور جديد؛ شامل وكامل. إن الوطن يزداد مكانته في قلوبنا كلما زاد بعدنا عنه، ولا يمكن وصف مشاعر الشوق كلما فاضت ذكريات الطفولة في داخلنا؛ الوطن بالنسبة لنا كطفل تاه بعيداً عن أمه، ثم رد إلى حضنها. 

إن البعد عن الوطن مؤلم، لكن لا تزيد معاناتك بأن تلعن الواقع، وتبني في مخيلتك عالمك المثالي وحياتك المثالية. إن كثيراً من مشاكلنا في الغالب تكون بأن نكون أكثر واقعية، وأكثر تقبلاً وتعايشاً مع حالنا. لطالما سمعنا مقولة “القناعة كنز لا يفنى”؛ إنها كذلك! القناعة مع المثابرة تنتج رؤية أكثر وضوحاً وتقبلاً ورضى. 

لا تهاجر يا قتيبة، وأنت تلعن الواقع! بل هاجر وأنت تتطلع للمستقبل، هاجر لتعود أقوى وأفضل حالاً، هاجر لترجع يوماً إلى وطنك لتقص على الأجيال القادمة قصص نجاحاتك، وتروي لهم من زبدة خبراتك.

مقالات مشابهة

  • هاجر يا قتيبة
  • المتاحف الخاصة بالحدود الشمالية توثق تاريخ المنطقة
  • الحكومة الليبية تحتفل بتخريج أكثر من 140 متدربًا في مجالات متنوعة
  • موت قادم من السماء.. ارتفاع ضحايا الصواعق الرعدية إلى 18 شخصاً
  • العمل الإسلامي .. تعديلات نظامي الموارد البشرية وديوان الخدمة تنعكس سلباً على أداء القطاع العام
  • وزير الصحة يستقبل المدير الإقليمي للتنمية البشرية بالبنك الدولي لتعزيز التعاون بالقطاع
  • عقيل: لا يجري الحديث عن الانتخابات إلا لإشغال الليبيين عن الانتباه لما يخطط لبلادهم من سوء
  • خشانة: البعثة الأممية أصبحت عاجزة أمام تصلب المواقف التي تمثلها الأطراف السياسية الليبية
  • وزير الموارد البشرية والتوطين يواصل تفقد تجهيزات القطاع الخاص للالتزام بـ “حظر العمل وقت الظهيرة”
  • دمار هائل.. هذا ما أحدثته صواريخ وطائرات حزب الله المسيرة بالمستوطنات الشمالية