هل الخلاف السعودي الاماراتي يهدد مستقبل السلام في اليمن ؟
تاريخ النشر: 14th, September 2023 GMT
الدكتور / علي أحمد الديلمي
لا شك أننا أمام مرحلة جديدة ومناورات جديدة وحقبة مختلفة سوف تشهدها السعودية والامارات ومنطقة الخليج والجزيرة العربية لأن أي توتر في العلاقات الخليجية والإقليمية بشكل عام تكون له أثار مباشرة على كل دول المنطقة ومن بينها بلادنا والعالم لانه بالرغم من الترابط المعقد بين دول الخليج العربي الا انه لم يتم إحراز أي تقدم كبير فيما يتعلق بالتعاون والتكامل الإقليمي والاقتصادي وكانت هناك بعض الجهود على المستويات دون الإقليمية والإقليمية وعبر الإقليمية لإنشاء منطقة مستقرة وآمنة وصحية من الناحية الاجتماعية والاقتصادية ولكن لا يزال هناك طريق طويل امام دول الخليج بسبب اختلاف الاهداف والسياسات بين دول المنطقة
تعود جذور الأزمة في منطقة الخليج العربي جزئيًا إلى التركيز المفرط على الأمن العسكري في ضوء التوازن الجغرافي الاستراتيجي المتغير منذ الحرب العراقية الإيرانية وعملية عاصفة الصحراء كما ان احتمالات الحد من التسلح قاتمة تمامًا وبالنظر إلى حدة المعضلات الأمنية لدول مجلس التعاون الخليجي لا يوجد لدى أي دولة حافز طويل الأجل لتقليص مشترياتها من الأسلحة علاوة على ذلك فإن الدول الموردة لديها كل الحافز للحفاظ على موطئ قدم جيواستراتيجي ومالي في سوق الأسلحة المربح هذا على المدى الطويل ولا شك ان دول الخليج تعاني من سباق التسلح المكلف لكل دول المنطقة وبينما تقوم دول الخليج بعسكرة بنيتها التحتية فإنها تضحي باحتياجاتها من أجل التنمية المستدامة وتخلق ظروفًا لعدم الاستقرار والصراعات البينية التي يمكن للقوى الخارجية الاستفادة منها
وفي ضوء التوقعات المحتملة على الأصعدة السياسية والعسكرية والاقتصادية إقليميا ودوليا فانه ينتظر أن يشهد ميزان القوى في الخليج إعادة هيكلة جذرية
فحسب خبراء الإستراتيجية الدولية فان التحديات الأمنية الجديدة ستفرض تغييرات عميقة في الإقليم في ضوء ذلك سيتغير الدور العسكري لبعض القوى الصاعدة في العقد القادم وكذلك هيكل وطبيعة العلاقات الخليجية مع الحلفاء الإقليميين والدوليين
وبحسب بلومبيرغ فإن الخلاف السعودي الإماراتي يهدد الجهود الأمريكية لإنهاء حرب اليمن
والخلاف العميق بشأن مصير اليمن يعرض للخطر آفاق السلام مع وجود مخاطر على القوى الخليجية الغنية بالنفط التي تقع في قلب هذا الصراع
وبحسب رؤية بعض الخبراء فإن الانقسامات حول الشكل الذي يجب أن يبدو عليه اليمن بعد الحرب تهدد الهدنة الهشة مع الحوثيين وتهدد بالتصعيد إلى جولة جديدة من إراقة الدماء بين الجماعات الوكيلة المدعومة من الإمارات العربية المتحدة من جهة والمملكة من جهة أخرى والمشاركة بشكل مباشر في الأحداث على الأرض وقد تصاعدت التوترات بين القوتين العربيتين الخليجيتين داخل وخارج ساحة المعركة اليمنية لسنوات بسبب الدعوات المتزايدة من قبل المدعومين من الإمارات لإقامة دولة منفصلة في الجنوب أثارت غضب الرياض التي تريد أن يبقى اليمن موحدا
وتشعر إدارة بايدن بالقلق من الخلاف وتخشى أن يؤدي إلى تقوية إيران وإفشال هدف رئيسي في السياسة الخارجية المتمثل في إنهاء الحرب المستمرة منذ ثماني سنوات والتي أودت بحياة ما يقرب من 400 ألف شخص وأصبحت مسؤولية سياسية للولايات المتحدة حسبما قال مسؤول غربي كبير يتواصل مباشرة مع اللاعبين الرئيسيين المحليين والإقليميين والدوليين في الصراع
الأسابيع المقبلة حاسمة حيث ان المملكة بداءت جوله جديدة من المحادثات مع قادة الحوثيين في سلطنة عمان لايمكن التكهن بما يمكن ان تكون نتائجها وتأثيرها على مستقبل السلام في اليمن
*سفير بوزارة الخارجية
.
المصدر: سام برس
كلمات دلالية: دول الخلیج
إقرأ أيضاً:
تقرير دولي صادم: مخاطر تهدد مستقبل اليمن!
شمسان بوست / متابعات:
أكد تقرير حديث أن اليمن التي تعاني بالفعل من عقد من الصراع، تواجه مخاطر متزايدة ناجمة عن تغير المناخ، مما يؤدي إلى تكثيف التهديدات القائمة مثل ندرة المياه وانعدام الأمن الغذائي.
ويسلط تقرير المناخ والتنمية في اليمن الصادر حديثًا عن مجموعة البنك الدولي الضوء على الحاجة الماسة للاستثمارات المستجيبة للمناخ لمعالجة التحديات العاجلة المتعلقة بالمياه والزراعة وإدارة مخاطر الكوارث، مع مراعاة الظروف الهشة والمتأثرة بالصراع في البلاد.
ويواجه اليمن ارتفاع درجات الحرارة وأنماط هطول الأمطار غير المتوقعة وأحداث الطقس المتطرفة بشكل متكرر، مع تأثيرات كبيرة على السكان الأكثر ضعفاً وآفاقهم الاقتصادية. نصف اليمنيين معرضون بالفعل لخطر مناخي واحد على الأقل – الحرارة الشديدة أو الجفاف أو الفيضانات – مع تأثيرات مركبة على انعدام الأمن الغذائي والفقر.
ومن المتوقع أن تشتد هذه المخاطر دون اتخاذ إجراءات فورية وقد ينخفض الناتج المحلي الإجمالي السنوي لليمن بمعدل 3.9٪ بحلول عام 2040 في ظل سيناريوهات مناخية متشائمة، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى انخفاض الإنتاجية الزراعية وتلف البنية التحتية.
وعلى الرغم من هذه التحديات، يحدد التقرير فرصاً استراتيجية لتعزيز القدرة على الصمود، وتحسين الأمن الغذائي والمائي، وإطلاق العنان للنمو المستدام. على سبيل المثال، يمكن للاستثمارات المستهدفة في تخزين المياه وإدارة المياه الجوفية، إلى جانب تقنيات الزراعة التكيفية، أن تؤدي إلى مكاسب إنتاجية تصل إلى 13.5% في إنتاج المحاصيل في ظل سيناريوهات مناخية متفائلة للفترة من 2041 إلى 2050. ومع ذلك، لا يزال قطاع مصايد الأسماك في اليمن عرضة للخطر، مع خسائر محتملة تصل إلى 23% بحلول منتصف القرن بسبب ارتفاع درجات حرارة البحر.
وقال ستيفان جيمبرت، مدير البنك الدولي لمصر واليمن وجيبوتي: “يواجه اليمن تقاربًا غير مسبوق للأزمات – الصراع وتغير المناخ والفقر، مشيرًا إلى أن اتخاذ إجراءات فورية وحاسمة بشأن القدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ هو مسألة بقاء لملايين اليمنيين”.
وأضاف: “من خلال الاستثمار في الأمن المائي والزراعة الذكية مناخيًا والطاقة المتجددة، يمكن لليمن حماية رأس المال البشري وبناء القدرة على الصمود وإرساء الأسس لمسار التعافي المستدام”.
وقال إن كافة السيناريوهات المتعلقة بالتنمية المستقبلية في اليمن سوف تتطلب جهود بناء السلام والتزامات كبيرة من جانب المجتمع الدولي. وفي حين أن المساعدات الإنسانية من الممكن أن تدعم قدرة الأسر على التعامل مع الصدمات المناخية وبناء القدرة على الصمود على نطاق أوسع، فإن تأمين السلام المستدام سوف يكون مطلوباً لتوفير التمويل واتخاذ الإجراءات اللازمة لبناء القدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ على المدى الطويل.