كيف ساهم التغير المناخي في كارثة ليبيا؟
تاريخ النشر: 14th, September 2023 GMT
يقول علماء إن العاصفة غير المسبوقة في البحر المتوسط التي ضربت ليبيا وأسقطت عليها أمطار غزيرة تحولت إلى فيضانات قتلت الآلاف، تحمل سمات التغير المناخي.
وذكرت مجلة "التايم" الأميركية أن العاصفة "دانيال" استمدت طاقة هائلة من مياه المتوسط الدافئة.
وبحسب العلماء، فإن الجو الأكثر دفئا يحمل بخار الماء الذي يسقط على شكل مطر.
وتقول كريستين كوربوسييرو أستاذة علم الغلاف الجوي إنه من الصعب عزو حدث واحد في مجال الطقس إلى التغير المناخي.
وتضيف: "لكن نحن نعلم أن هناك العديد من العوامل التي تؤدي دورا (في وقوع هذه الأحداث)"، كما في حالة العاصفة "دانيال"، حيث تجعلها أكثر ترجيحا للحدوث.
والإعصار المتوسطي الشبيه بالإعصار المداري يحدث مرة أو مرتين في العام في منطقة البحر المتوسط، وغالبا بين شهري سبتمبر ويناير.
حالة نادرة جدا
ويقول سايمون ماسون، كبير أساتذة المناخ في معهد المناخ والمجتمع التابع لكلية كولومبيا الدولية للمناخ إن الأعاصير في المتوسط ليست أعاصير حقيقة.
لكنها، حسب ماسون، يمكن أن تصل إلى قوة الإعصار في بعض الحالات النادرة.
وتشكلت "دانيال" نتيجة نظام مناخي منخفض الضغط، قبل نحو أسبوع، قبل أن يسيطر عليه نظام الضغط العالي، وهو ما أدى إلى سقوط كميات كبيرة من الأمطار على اليونان والمناطق المحيطة قبل أن يغرق ليبيا.
ويقول راغو مورتوغودي، أستاذ في معهد التكنولوجيا الهندي، إن المياه الأكثر دفئا تتسبب في تحريك الأعاصير بسرعة أقل مما يسمح لها بإلقاء كميات أكبر من الأمطار.
وفضلا عن ذلك، فإن النشاط البشري والتغير المناخي معا ينتجان تأثيرات مركبة للعواصف، فالفيضانات في اليونان تفاقمت بسبب الحرائق التي التهمت الغابات وفقدان الغطاء النباتي.
أما الفيضانات الكارثية في ليبيا فأصبحت أكثر سوءا نتيجة سوء صيانة البنية التحتية.
وأدت السدود المنهارة خارج مدينة درنة شرقي ليبيا إلى وقوع فيضانات مفاجئة أسفرت عن مقتل الآلاف.
لكن الباحثة الرئيسية في مركز وودويل لأبحاث المناخ جينيفر فرانسيس، تقول إن المياه الدافئة سمحت لـ"دانيال" بأن يشتد ويُسقط كميات أمطار ضخمة، جزء من ظاهرة باتت ملاحظة على صعيد دولي.
وأضافت: "لا يوجد مكان محصن ضد العواصف المدمرة مثل دانيال، كما أظهرت الفيضانات الأخيرة في ماساتشوستس واليونان وهونغ كونغ".
المصدر: سكاي نيوز عربية
كلمات دلالية: ملفات ملفات ملفات دانيال التغير المناخي أخبار ليبيا التغير المناخي آثار التغير المناخي قضايا التغير المناخي ظاهرة التغير المناخي البحر المتوسط شرق البحر المتوسط دانيال التغير المناخي ملف ليبيا
إقرأ أيضاً:
خالد القاسمي: حان الوقت للاعتراف بدور الثقافة أساساً للتصدّي للتغير المناخي
أبوظبي: «الخليج»
عقدت مجموعة أصدقاء العمل المناخي المرتكز على الثقافة في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ «GFCBCA»، حوارها الوزاري الثاني الرفيع في «كوب 29» الذي عقد في باكو بأذربيجان في 15 نوفمبر 2024.
وكانت المجموعة عقدت اجتماعها الأول في «كوب 28» الذي استضافته دبي العام الماضي، حيث أعلن رسمياً، خلال المؤتمر، تشكيل «مجموعة أصدقاء العمل المناخي المرتكز على الثقافة» في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية، بشأن تغير المناخ من الرئيسين المشاركين، سالم بن خالد القاسمي، وزير الثقافة في دولة الإمارات، ومارغريت مينيزيس، وزيرة الثقافة في دولة البرازيل.
ويدعو هذا التحالف، الذي يضم 40 دولة، و25 منظمة حكومية دولية، إلى الاعتراف بالدور المحوري للثقافة في السياسات المعنية بالتغير المناخي.
ويهدف إلى دفع الزخم السياسي باتجاه اتخاذ إجراءات عالمية فاعلة، ومتماسكة، ومنسّقة، والاعتراف رسمياً بأهمية الثقافة والتراث في سياسات وخطط ومبادرات المناخ.
وقال الشيخ سالم القاسمي «يشكّل هذا الاجتماع الرفيع فرصة لتبادل الأفكار والاطلاع على أفضل الممارسات والأساليب المبتكرة لدمج الثقافة في سياسات وبرامج المناخ. ونهدف عبره إلى إرساء إطار قوي للعمل التعاوني وتعزيز التبادل والشراكة بين الشمال العالمي والجنوب العالمي. وحان الوقت ليعترف العالم بدور الثقافة أداةً أساسيةً للتصدّي للتغير المناخي. فهي تشكل أحد الأصول التي يجب حمايتها من الآثار السلبية للاحتباس الحراري، وارتفاع منسوب البحار، وغيرها من العوامل التي تؤثر في كوكبنا. وانطلاقاً من الحاجة الملحّة إلى العمل الجماعي الشامل لمكافحة التغيّر المناخي، فإننا نرى الثقافة قوة دافعة تشكل القيم، وتؤثر في السلوك، وتؤدي دوراً رئيساً في تعزيز حلول المناخ التحويلية، ونتطلع إلى دور المجموعة الحيوي في زيادة الطموح، وحشد القوى العالمية للعمل معاً، وتعزيز التعاون لدفع التحول في العمل المناخي».
واعتمد الاجتماع على الإنجازات التي حققها العام الماضي، لتعزيز الحوار، وبناء رأي جماعي عن الدور الحاسم للثقافة في معالجة مشكلات التغير المناخي وتسريع جهود التكيف العالمية.
وناقش الوزراء سبل تطبيق إطار عمل دولة الإمارات للمرونة المناخية العالمية ( 2/CMA.5) الذي اعتُمد في «كوب 28»، مع التركيز على حماية التراث الثقافي من آثار المخاطر المرتبطة بالمناخ، حيث أبرزت المناقشات إمكانية أن تسهم أنظمة المعرفة التقليدية في تعزيز الاستراتيجيات الرامية إلى صون المفاهيم، والممارسات الثقافية والمواقع التراثية ودعم التكيّف، عبر البنية التحتية القادرة على الصمود في مواجهة التغير المناخي.
وفي إطار الرؤية الرامية إلى تعزيز الثقافة أداة للتكيّف، شملت المناقشات مبادرات سياسية مرتكزة على الثقافة لتضمينها في تنفيذ خطط التكيف الوطنية (NAP) والمساهمة المحددة وطنياً (NDC).
كما تناول التحالف الحاجة إلى تعزيز تنوّع أشكال التعبير الثقافي بدعم المجتمعات الضعيفة وتعزيز البحث والابتكار، وأكدت المناقشات أهمية تعزيز التعاون المحلي والدولي، لدفع العمل الجماعي.
وهدف الحوار إلى إرساء إطار واضح للعمل المناخي المرتكز على الثقافة، وتحديد المبادئ التوجيهية والأهداف والنتائج المتوقعة لهذه المبادرة.
كما أكد الحاجة إلى تعزيز التعاون بين الشمال والجنوب، وبين الجنوب والجنوب، بتشجيع تبادل المعرفة، وبناء القدرات، والتعاون بين الدول المتقدمة والنامية لتعزيز الحلول المناخية العادلة، وكذلك، جرى تأكيد أهمية جمع البيانات، وتطوير منهجيات لقياس تأثير المبادرات المناخية المرتكزة على الثقافة.