الإفتاء توضح حكم النقوط في المناسبات الاجتماعية
تاريخ النشر: 14th, September 2023 GMT
قالت دار الإفتاء المصرية، إن الشريعة الإسلامية جاءت بتوطيد الروابط الإنسانية بين أفراد المجتمع الواحد، بل بين الإنسانية كَكُلٍّ، فكان الأمر بالزكاة، والحثُّ على الصدقة، والنَّدب إلى التعاون، والترغيب في التآزرِ، والحضُّ على التهادي والتواهب بين الناس، إذ إنَّ استقرار المجتمعات ونَهْضَتَها وتَفَوُّقَها لا يتحقق إلا إذا قَوِيَت روابطُ المَحَبة والإيثار بين أفرادها.
أضافت الإفتاء، أن حققت مبدأ التكافل بين الناس عند نزول المُلمّات أو حدوث المَسَرَّات يُعَدُّ أمرًا مطلوبًا شرعًا؛ لعموم قول الله تعالى: ﴿وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى﴾ [المائدة: 2]، والآية الكريمة فيها أمرٌ للمؤمنين بالمعاونة على فعل الخيرات، والذي يشمل كلَّ وجوه الخير، كما في "تفسير القرآن العظيم" للإمام ابن كثير.
النقوط أنه عادة مستحبةأوضحت الإفتاء، أنه قد أظهَر النبيُّ صلى الله عليه وآله وسلم هذا المعنى ورسَّخه بقوله: «مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ، مَثَلُ الْجَسَدِ، إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ، تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى» متفق عليه مِن حديث النعمان بن بشير رضي الله عنهما.
وقوله صلى الله عليه وآله وسلم: «إِنَّ المُؤْمِنَ لِلْمُؤْمِنِ كَالْبُنْيَانِ يَشُدُّ بَعْضُهُ بَعْضًا» وَشَبَّكَ أَصَابِعَهُ. متفق عليه مِن حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه، إلى غير ذلك مِن النصوص الواردة في هذا الباب.
وتابعت الإفتاء: والأصل في النقوط أنه عادة مستحبة، مبناها على تحقيق مبدأ التكافل بين الناس عند نزول المُلِمَّاتِ أو حدوث المَسَرَّات، بأن يبذل إنسانٌ لآخَر مالًا -نقدًا أو عَيْنًا- عند الزواج أو الولادة أو غيرهما مِن المناسبات، وذلك على سبيل المسانَدَة وتخفيف العبء أو المجامَلة، ويُرجَع عند النزاع بين أطرافه في كونه دَيْنًا واجب الأداء مَتَى طُولِب به، أو هبةَ ثوابٍ يُرَدُّ مِثلُها في مناسبةٍ نحوِها للواهب، أو هبةً محضةً يُستحب مقابلتُها بمِثلها أو أحْسَنَ منها مِن غير وجوب ولا إلزام، يُرجَع في ذلك كلِّه إلى أعراف الناس وعاداتهم التي تختلف باختلاف الزمان والمكان، ويَحكُمُ بها أهلُ الخبرة فيهِم.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الشريعة الإسلامية الإفتاء الصدقة
إقرأ أيضاً:
لماذا نستغفر 3 مرات بعد التسليم من الصلاة .. احرص عليه باستمرار
الاستغفار من أعظم الأذكار التي يحتاج إليها الإنسان في كل لحظة من حياته، لما فيه من خير عظيم في الدنيا والآخرة، ومن بين المواضع التي شُرع فيها الاستغفار بعد الصلاة مباشرة، حيث أوصى به النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وبيّن لنا أن ترديده ثلاث مرات بعد التسليم من الصلاة من السنن المستحبة.
تكمن أهمية هذا الاستغفار في كونه وسيلة لتحقيق الأماني وقضاء الحوائج، وقد يكون بابًا تُفتح منه الخيرات وتُرفع فيه الكروب، فهو وصية نبوية تجمع بين الطاعة والرجاء، وتمنح المسلم فرصة لمراجعة نفسه وشكر ربه على نعمة العبادة.
ولهذا فإن سؤال "لماذا نستغفر بعد الصلاة ثلاث مرات؟" ليس مجرد فضول بل هو مدخل لفهم فضل هذا الذكر ومكانته في المنهج النبوي، وطريق من طرق الفلاح والنجاة.
الشيخ عويضة عثمان من كبار علماء دار الإفتاء المصرية أوضح أن المسلم يطلب منه الاستغفار عقب كل عبادة وليس بعد الصلاة فقط وهذا يشمل حتى عبادات كبرى كالحج كما جاء في قوله تعالى: “ثم أفيضوا من حيث أفاض الناس واستغفروا الله إن الله غفور رحيم” البقرة ١٩٩ ، فإذا كان الاستغفار مطلوبا بعد عبادة عظيمة كالحج فمن باب أولى أن يكون مطلوبا بعد الصلاة.
وقد جاء عن النبي ﷺ في حديث رواه ثوبان رضي الله عنه أنه كان يستغفر ثلاث مرات بعد التسليم ثم يقول :"اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والإكرام "، وهذا يدفع المسلم لمراجعة قلبه ونية عمله ويساعده على المداومة على ذكر الله بشكر وتسبيح.
ابن القيم رحمه الله أشار إلى أن هذا الاستغفار يعكس إدراك المسلم لتقصيره في تأدية الطاعة بالشكل الذي يليق بجلال الله تعالى لذا فإن تكرار الاستغفار بعد الصلاة يعد وسيلة لتطهير العمل وتعظيم الأمل في قبول العبادة.
فوائد الاستغفار لمن واظب عليه
ومن جهة أخرى فإن الإكثار من الاستغفار له أثر مبارك على حياة المسلم فمن داوم عليه نال الرحمة الإلهية واتسعت له أبواب الرزق وسترت ذنوبه وفرجت كروبه وقد ربط القرآن بين الاستغفار والرحمة في آيات عدة منها قول الله تعالى:"لولا تستغفرون الله لعلكم ترحمون" النمل ٤٦ .
كما أن الاستغفار يمنح العبد فرصة متجددة ليكون أقرب إلى استجابة الدعاء لأن من أكثر الاستغفار ابتعد عن الذنوب التي تمنع الدعاء من الوصول وفي الحديث النبوي
من لزم الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجا ومن كل ضيق مخرجا ورزقه من حيث لا يحتسب.