عربي21:
2024-11-24@00:40:49 GMT

مؤرخ يحذر من سيناريو كارثي بين الصين والولايات المتحدة

تاريخ النشر: 14th, September 2023 GMT

مؤرخ يحذر من سيناريو كارثي بين الصين والولايات المتحدة

اعتبر المؤرخ الاسكتلندي نيال فيرغسون في تحليل نشرته وكالة  "بلومبيرغ" للأنباء، أن الولايات المتحدة والصين تخوضان "حربا باردة مجنونة" من شأنها أن تؤدي إلى دمار مالي متبادل بين القوتين العظميين.

وقال فيرغسون إن "التدمير المتبادل المؤكد كان واحدا من تلك المفاهيم المروعة التي انبثقت عن نهج نظرية اللعبة في التعامل مع الاستراتيجية النووية في الستينيات خلال التنافس العالمي بين أمريكا بين والاتحاد السوفييتي، والذي يصفه الآن بـ "الحرب الباردة الأولى".



وفي المراحل الأولى للحرب الباردة الثانية بين واشنطن وبكين، يوجد مفهوم مماثل يؤكد أن هذا الصراع يحمل أيضا بعدا نوويا، بعد أن قامت الصين بتوسيع ترسانتها النووية بشكل كبير، وفقا لفيرغسون.

"دمار مالي مؤكد"

وأشار المؤرخ إلى أن الناس لا يشعرون بالقلق الشديد إزاء هذا الجانب من التنافس الصيني الأميركي، لأنه "الدمار المالي المؤكد المتبادل" هو الذي يقيد القوى العظمى اليوم، وهو ما يميز أيضا الحرب الباردة الثانية عن الحرب الباردة الأولى بشكل واضح.

وصحيح أن رائحة الانفراج الباهتة كانت تملأ الأجواء هذا العام. فوفقا لما نقله فيرغسون عن كورت كامبل، رئيس منطقة المحيطين الهندي والهادئ في مجلس الأمن القومي، فإن إدارة الرئيس جو بايدن "تسعى إلى تفاعلات حذرة ومثمرة واستراتيجية مع الصين، عبر مجموعة متنوعة من المجالات".

وكانت في زيارتها الأخيرة إلى بكين وشانغهاي، ضمنت وزيرة التجارة الأمريكية جينا ريموندو الالتزام بتشكيل "مجموعات عمل" جديدة بشأن القضايا التجارية، وأخرى بشأن ضوابط التصدير.

ومع ذلك، أوضح فيرغسون أن الوزيرة رفضت طلبا صينيا بتخفيض الرسوم الجمركية الأمريكية على البضائع الصينية، بالرغم من أنه لم تكن هناك مناقشة لقواعد وزارة التجارة الصادرة في أكتوبر 2022 والتي تحد من وصول الصين إلى أشباه الموصلات المتطورة والآلات التي تصنعها.

وفي أوائل آب /أغسطس الماضي، أعلن البيت الأبيض عن قيود جديدة على الاستثمارات في الذكاء الاصطناعي الصيني والحوسبة الكمومية وأشباه الموصلات من قبل شركات الأسهم الخاصة ورأس المال الاستثماري الأمريكية.


ونوه المؤرخ إلى أنه بسبب هذه التدابير جزئيا، وتوقعا للمزيد في المستقبل، يحدث الانفصال الاقتصادي الآن بسرعة كبيرة، حيث انخفضت حصة الصين من الواردات الأمريكية بشكل حاد منذ عام 2017. وباع المستثمرون الأجانب ما قيمته 12 مليار دولار من الأسهم الصينية، وهو أكبر تحول هبوطي منذ بدء التداول الخارجي في الأسهم المدرجة في شنغهاي وشنتشن في أواخر عام 2014. والصين، التي بدا أنها تتعافى في عام 2021، تراجعت منذ ذلك الحين.

وفي ضوء كل ما سبق، فإن كلا الجانبين يعاني من نقاط ضعف اقتصادية تعمل على تقويض الدوافع الرامية إلى الحد من الاعتماد المتبادل، إذا كان تعافي الجانب الصيني من نظام "صفر كوفيد" باهتا، بحسب تعبير الكاتب الذي أشار إلى إن المشاكل التي تواجهها الولايات المتحدة هي في بعض النواحي صورة طبق الأصل، رغم أدائها الاقتصادي الجيد، مع التشغيل الكامل للعمالة، واستمرار المستهلكين في الإنفاق، وانخفاض التضخم، ولكن هذه الصحة الواضحة تخفي ضعفا بنيويا حادا على الجانب المالي.

وأوضح المؤرخ أنه من الصعوبة في ظل هذه الظروف تخيل كيف قد تكون المواجهة الجيوسياسية بين الولايات المتحدة والصين قابلة للاستمرار من الناحية المالية، بصرف النظر تماما عن الصعوبات العسكرية والبحرية.

تايوان.. "سيناريو كارثي"

ويستدل  فيرغسون بحديث مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية، بيل برنز،  في شباط /فبراير الماضي، الذي أشار الأخير خلاله إلى السيناريو الأكثر احتمالا لتحرك الصين ضد تايوان التي تتوعد بضمها إلى سيادتها ضمن رؤية "الصين الواحدة"، وتابع بالقول: نحن نعرف من منظور استخباراتي أن الرئيس الصيني أمر جيش التحرير الشعبي بالاستعداد لغزو تايوان بنجاح عام 2027"



وبيّن برنز أن ذلك "لا يعني أنه هذا هو القرار الصيني النهائي، لكنه يذكر بخطورة تركيز بكين وطموحها في السيطرة على تايوان".

وفي حال اختارت الصين سيناريو حصار الجزيرة بدل الهجوم المباشر، يشير المؤرخ الاسكتلندي إلى أنه من المستحيل تحديد إلى أي مدى سيستعد الصينيون لحرب واسعة النطاق مع الولايات المتحدة في تلك الحالة. والمعضلة التي تواجهها الصين هي أنه إذا كانت هناك حرب مع أمريكا، فمن الأفضل لهم أن تقوم بتوجيه الضربة الأولى من خلال مهاجمة الأصول البحرية الأمريكية في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، مستغلين الضعف الكلاسيكي للسفن في الميناء.

ومن الصعب للغاية التنبؤ بالعواقب الاقتصادية المترتبة على مثل هذا السيناريو بدقة، ولكن كلمة "كارثية" تشير إلى نفسها، وفق تعبير فيرغسون.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة الصين تايوان امريكا الصين تايوان الصراع الامريكي الصيني صحافة صحافة صحافة تغطيات سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الولایات المتحدة

إقرأ أيضاً:

الصين:مستعدون للحوار مع الولايات المتحدة لدفع التجارة الثنائية للإمام

الصين والولايات المتحدة الأمريكية.. قال نائب وزير التجارة الصيني وانج شو وين اليوم الجمعة الموافق 22 نوفمبر، إن الصين مستعدة لإجراء حوار نشط مع الولايات المتحدة على أساس مبادئ الاحترام المتبادل وتعزيز تنمية العلاقات الاقتصادية والتجارية الثنائية.
وقال وانج، ردا على سؤال حول تأثير الرسوم الجمركية المحتملة من الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، الممثل التجاري الدولي للصين، إن الصين ستكون قادرة على "حل ومقاومة" تأثير الصدمات الخارجية..بحسب ما نقلته رويترز.
وقال وانج في مؤتمر صحفي في بكين "نعتقد أن الصين والولايات المتحدة يمكنهما الحفاظ على اتجاه تنموي مستقر وصحي ومستدام في العلاقات الاقتصادية والتجارية"، مضيفاً أن الصين مستعدة أيضا "لتوسيع مجالات التعاون وإدارة الخلافات" مع الولايات المتحدة.


تجنباً لرسوم ترامب الجمركية الجديدة.. المصنعين الصينيين ينقلون المصانع لجنوب شرق آسيا 

ومع تهديد ترامب بفرض رسوم جمركية تتجاوز 60% على جميع السلع الصينية، وهو ما هز المصنعين الصينيين وعجل بنقل المصانع إلى جنوب شرق آسيا ومناطق أخرى، يستعد المصدرون الصينيون لأي اضطرابات تجارية.


الولايات المتحدة قد تفرض رسوما جمركية بنحو 40% على الواردات من الصين

ويعتقد خبراء اقتصاديون استطلعت رويترز آراءهم أن الولايات المتحدة قد تفرض رسوما جمركية بنحو 40% على الواردات من الصين في أوائل العام المقبل، وهو ما قد يؤدي إلى خفض النمو في ثاني أكبر اقتصاد في العالم بما يصل إلى نقطة مئوية واحدة.
وكانت السلطات الصينية أعلنت أمس الخميس عن سلسلة من التدابير السياسية التي تهدف إلى تعزيز التجارة الخارجية، بما في ذلك التعهد بتعزيز الدعم المالي للشركات وتوسيع صادرات المنتجات الزراعية.
كما ستؤثر الاضطرابات التجارية التي شهدتها رئاسة ترامب الأولى على اليوان الصيني، فقد ارتفع اليوان بنسبة 10% خلال الأشهر الثمانية عشر الأولى قبل أن ينخفض بنحو 12% بسبب فرضه للرسوم الجمركية والوباء.
وقال ليو يي، أحد مسؤولي البنك المركزي الصيني، في المؤتمر الصحفي نفسه: "حكمنا الأساسي هو أن سعر صرف اليوان سيظل مستقرا بشكل أساسي عند مستوى معقول ومتوازن".
وأضافت أن البنك المركزي "سيحافظ على مرونة اليوان مع تعزيز التوجيهات بشأن التوقعات لمنع السوق من تشكيل توقعات أحادية الجانب".
الشركات الصينية تحدد أسعار العقود باليوان
وأضاف ليو أن البنك سيعمل أيضا على الحماية بشكل حازم ضد خطر تجاوز سعر الصرف والحفاظ على استقرار اليوان عند مستوى معقول ومتوازن.
وذكرت وكالة رويترز للأنباء اليوم الجمعة أن الشركات الصينية تدخر المزيد من الدولارات، وتحدد أسعار العقود باليوان وتفتح خطوط استيراد للتخفيف من مخاطر العملة.

مقالات مشابهة

  • القنصل الأمريكي لدى أربيل يتحدث عن فرص اقتصادية تجلب فوائد كبيرة للعراق والولايات المتحدة
  • "المركزي الصيني" : الصين تحافظ على سعر صرف اليوان مستقرا بشكل أساسي
  • اختراق تاريخي لشركات الاتصالات الأمريكية.. والولايات المتحدة تحمّل الصين المسئولية
  • الصين تعلق على مذكرات اعتقال نتانياهو وغالانت
  • زعيم كوريا الشمالية يحذر من "حرب نووية"
  • الصين:مستعدون للحوار مع الولايات المتحدة لدفع التجارة الثنائية للإمام
  • دبلوماسي أمريكي..الاختراق الصيني لشبكات الاتصالات الأمريكية هو الأسوأ في التاريخ
  • سؤال يؤرق واشنطن.. صنع في المكسيك أم الصين؟
  • بوتين يحذر الدول التي تزود أوكرانيا بالسلاح ضد روسيا
  • الصين تنتقد تصريح البنتاغون حول إمكانية تبادل الضربات النووية