عربي21:
2025-04-29@19:02:02 GMT

مؤرخ يحذر من سيناريو كارثي بين الصين والولايات المتحدة

تاريخ النشر: 14th, September 2023 GMT

مؤرخ يحذر من سيناريو كارثي بين الصين والولايات المتحدة

اعتبر المؤرخ الاسكتلندي نيال فيرغسون في تحليل نشرته وكالة  "بلومبيرغ" للأنباء، أن الولايات المتحدة والصين تخوضان "حربا باردة مجنونة" من شأنها أن تؤدي إلى دمار مالي متبادل بين القوتين العظميين.

وقال فيرغسون إن "التدمير المتبادل المؤكد كان واحدا من تلك المفاهيم المروعة التي انبثقت عن نهج نظرية اللعبة في التعامل مع الاستراتيجية النووية في الستينيات خلال التنافس العالمي بين أمريكا بين والاتحاد السوفييتي، والذي يصفه الآن بـ "الحرب الباردة الأولى".



وفي المراحل الأولى للحرب الباردة الثانية بين واشنطن وبكين، يوجد مفهوم مماثل يؤكد أن هذا الصراع يحمل أيضا بعدا نوويا، بعد أن قامت الصين بتوسيع ترسانتها النووية بشكل كبير، وفقا لفيرغسون.

"دمار مالي مؤكد"

وأشار المؤرخ إلى أن الناس لا يشعرون بالقلق الشديد إزاء هذا الجانب من التنافس الصيني الأميركي، لأنه "الدمار المالي المؤكد المتبادل" هو الذي يقيد القوى العظمى اليوم، وهو ما يميز أيضا الحرب الباردة الثانية عن الحرب الباردة الأولى بشكل واضح.

وصحيح أن رائحة الانفراج الباهتة كانت تملأ الأجواء هذا العام. فوفقا لما نقله فيرغسون عن كورت كامبل، رئيس منطقة المحيطين الهندي والهادئ في مجلس الأمن القومي، فإن إدارة الرئيس جو بايدن "تسعى إلى تفاعلات حذرة ومثمرة واستراتيجية مع الصين، عبر مجموعة متنوعة من المجالات".

وكانت في زيارتها الأخيرة إلى بكين وشانغهاي، ضمنت وزيرة التجارة الأمريكية جينا ريموندو الالتزام بتشكيل "مجموعات عمل" جديدة بشأن القضايا التجارية، وأخرى بشأن ضوابط التصدير.

ومع ذلك، أوضح فيرغسون أن الوزيرة رفضت طلبا صينيا بتخفيض الرسوم الجمركية الأمريكية على البضائع الصينية، بالرغم من أنه لم تكن هناك مناقشة لقواعد وزارة التجارة الصادرة في أكتوبر 2022 والتي تحد من وصول الصين إلى أشباه الموصلات المتطورة والآلات التي تصنعها.

وفي أوائل آب /أغسطس الماضي، أعلن البيت الأبيض عن قيود جديدة على الاستثمارات في الذكاء الاصطناعي الصيني والحوسبة الكمومية وأشباه الموصلات من قبل شركات الأسهم الخاصة ورأس المال الاستثماري الأمريكية.


ونوه المؤرخ إلى أنه بسبب هذه التدابير جزئيا، وتوقعا للمزيد في المستقبل، يحدث الانفصال الاقتصادي الآن بسرعة كبيرة، حيث انخفضت حصة الصين من الواردات الأمريكية بشكل حاد منذ عام 2017. وباع المستثمرون الأجانب ما قيمته 12 مليار دولار من الأسهم الصينية، وهو أكبر تحول هبوطي منذ بدء التداول الخارجي في الأسهم المدرجة في شنغهاي وشنتشن في أواخر عام 2014. والصين، التي بدا أنها تتعافى في عام 2021، تراجعت منذ ذلك الحين.

وفي ضوء كل ما سبق، فإن كلا الجانبين يعاني من نقاط ضعف اقتصادية تعمل على تقويض الدوافع الرامية إلى الحد من الاعتماد المتبادل، إذا كان تعافي الجانب الصيني من نظام "صفر كوفيد" باهتا، بحسب تعبير الكاتب الذي أشار إلى إن المشاكل التي تواجهها الولايات المتحدة هي في بعض النواحي صورة طبق الأصل، رغم أدائها الاقتصادي الجيد، مع التشغيل الكامل للعمالة، واستمرار المستهلكين في الإنفاق، وانخفاض التضخم، ولكن هذه الصحة الواضحة تخفي ضعفا بنيويا حادا على الجانب المالي.

وأوضح المؤرخ أنه من الصعوبة في ظل هذه الظروف تخيل كيف قد تكون المواجهة الجيوسياسية بين الولايات المتحدة والصين قابلة للاستمرار من الناحية المالية، بصرف النظر تماما عن الصعوبات العسكرية والبحرية.

تايوان.. "سيناريو كارثي"

ويستدل  فيرغسون بحديث مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية، بيل برنز،  في شباط /فبراير الماضي، الذي أشار الأخير خلاله إلى السيناريو الأكثر احتمالا لتحرك الصين ضد تايوان التي تتوعد بضمها إلى سيادتها ضمن رؤية "الصين الواحدة"، وتابع بالقول: نحن نعرف من منظور استخباراتي أن الرئيس الصيني أمر جيش التحرير الشعبي بالاستعداد لغزو تايوان بنجاح عام 2027"



وبيّن برنز أن ذلك "لا يعني أنه هذا هو القرار الصيني النهائي، لكنه يذكر بخطورة تركيز بكين وطموحها في السيطرة على تايوان".

وفي حال اختارت الصين سيناريو حصار الجزيرة بدل الهجوم المباشر، يشير المؤرخ الاسكتلندي إلى أنه من المستحيل تحديد إلى أي مدى سيستعد الصينيون لحرب واسعة النطاق مع الولايات المتحدة في تلك الحالة. والمعضلة التي تواجهها الصين هي أنه إذا كانت هناك حرب مع أمريكا، فمن الأفضل لهم أن تقوم بتوجيه الضربة الأولى من خلال مهاجمة الأصول البحرية الأمريكية في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، مستغلين الضعف الكلاسيكي للسفن في الميناء.

ومن الصعب للغاية التنبؤ بالعواقب الاقتصادية المترتبة على مثل هذا السيناريو بدقة، ولكن كلمة "كارثية" تشير إلى نفسها، وفق تعبير فيرغسون.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة الصين تايوان امريكا الصين تايوان الصراع الامريكي الصيني صحافة صحافة صحافة تغطيات سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الولایات المتحدة

إقرأ أيضاً:

مؤرخ فرنسي: المنظمات الإنسانية قلقة من تحول غزة إلى مقبرة جماعية

كتب أستاذ العلوم السياسية والمؤرخ الفرنسي جان بيير فيليو أن الحصار المحكم الذي تفرضه إسرائيل منذ الثاني من مارس/آذار يوشك أن يحول قطاع غزة إلى "مقبرة جماعية"، في سياق حرب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو غير المسبوقة في الشدة والعنف والمدة.

وأشار الكاتب -في عموده بصحيفة لوموند- إلى أن هذه الحرب، رغم تعهد نتنياهو مرارا بتحقيق "نصر شامل" فيها على حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، لم تعزز سوى قبضة الحركة على القطاع، وقضت على أي بديل سياسي أو اجتماعي لها، بل وخنق القصف المتواصل الاحتجاجات الأخيرة المناهضة لها.

وذكر فيليو بالإسرائيليين المحتجزين في غزة، وقال إن 24 منهم فقط ما زال يعتقد أنهم على قيد الحياة في غزة، وهذا يزيد من قلق أحبائهم، وأكد أن إطالة أمد الحرب لا يضمن سوى تماسك الائتلاف اليميني المتطرف، والحفاظ على سلطة نتنياهو، رغم المحاكمات والفضائح العديدة التي استهدفته.

وتابع أستاذ العلوم السياسية أن هذه الحرب التي أصبحت غاية في حد ذاتها لدى نتنياهو، دمرت قطاع غزة بالفعل، بعد قتل أكثر من 51 ألف شخص، مع عدد مماثل من الضحايا غير المباشرين بسبب الجوع والأوبئة، وانعدام الرعاية الصحية، والإرهاق العام للسكان، حيث يعاني حوالي 4 آلاف طفل من سوء تغذية حاد، في وقت يستمر فيه حصار الجيش الإسرائيلي المحكم للقطاع منذ ما يقرب من شهرين.

إعلان مجزرة 23 مارس/آذار

وما كانت كارثة إنسانية بهذا الحجم لتتواصل -حسب فيليو- لولا منع وسائل الإعلام الأجنبية من الوصول إلى قطاع غزة، وقتل نحو 200 صحفي فلسطيني، إضافة إلى قتل 400 من عمال الإغاثة، بينهم 15 عامل إنقاذ فلسطينيا في مدينة رفح، تعرضوا للقصف أثناء بحثهم عن زملائهم المفقودين، وأنكرت إسرائيل في البداية قتلهم، قبل أن تقر بعد شهر بوجود "أخطاء".

وبالفعل قامت مطالبات ملحة بإجراء تحقيقات مستقلة ودولية، ولكن إسرائيل رفضتها باستمرار، وحذرت مجموعة من 12 منظمة غير حكومية دولية من "انهيار تام" للمساعدات الإنسانية، في ظل غياب "ضمانات تمكن فرقنا من أداء عملها بأمان تام"، كما أدانت منظمة أطباء بلا حدود الغارات التي لم تعد تستثنى منها المواقع الإنسانية، وقالت إن "غزة أصبحت مقبرة جماعية للفلسطينيين ولمن يهبون لمساعدتهم"، وأضافت "هذا ليس فشلا إنسانيا، بل خيار سياسي وهجوم متعمد على شعب، ينفذ في ظل إفلات تام من العقاب".

وحتى اللجنة الدولية للصليب الأحمر رفعت صوتها في أعقاب القصف الإسرائيلي الذي ألحق أضرارا بمبناها الرئيسي في قطاع غزة مرتين، وقالت إنها تدين "بأشد العبارات" أي إجراء يعوق قدرتها على تقديم "المساعدة والحماية لمئات الآلاف من الأشخاص الذين يحتاجون إليها للبقاء على قيد الحياة في بيئة إنسانية متقلصة باستمرار".

وخلص فيليو إلى أن نتنياهو وحكومته يظهران، بمهاجمة اللجنة الدولية للصليب الأحمر، استخفافهم لا بالقانون الدولي الإنساني فقط، بل أيضا بحياة مواطنيهم المحتجزين في القطاع الفلسطيني.

مقالات مشابهة

  • تقرير أمريكي: الحوثيون يقاومون الحملة الأمريكية بعناد رغم الخسائر والأضرار التي تلحق بهم (ترجمة خاصة)
  • "أزمة كشمير".. تقرير يكشف الدور الصيني وأهدافه
  • ​الصين توقف تسلم طائرات بوينغ بسبب الرسوم الأمريكية
  • هندسة الانتصار الرمادي: صراع إيران والولايات المتحدة وإسرائيل
  • الكرملين: روسيا والولايات المتحدة نجحتا في كسر الجمود بالعلاقات الثنائية
  • بكين تنفي حدوث أي تواصل بين ترامب والرئيس الصيني
  • الشرع يحذر من دعوات “قسد” التي تهدد وحدة البلاد وسلامة التراب السوري
  • مؤرخ فرنسي: المنظمات الإنسانية قلقة من تحول غزة إلى مقبرة جماعية
  • صحيفة عبرية: القنبلة التي هزت ميناء رجائي الإيراني جاءت من الصين
  • الرئيس الصيني شي جين بينغ يدعو للاعتماد الذاتي في تطوير الذكاء الاصطناعي