عربي21:
2024-06-29@22:01:41 GMT

مؤرخ يحذر من سيناريو كارثي بين الصين والولايات المتحدة

تاريخ النشر: 14th, September 2023 GMT

مؤرخ يحذر من سيناريو كارثي بين الصين والولايات المتحدة

اعتبر المؤرخ الاسكتلندي نيال فيرغسون في تحليل نشرته وكالة  "بلومبيرغ" للأنباء، أن الولايات المتحدة والصين تخوضان "حربا باردة مجنونة" من شأنها أن تؤدي إلى دمار مالي متبادل بين القوتين العظميين.

وقال فيرغسون إن "التدمير المتبادل المؤكد كان واحدا من تلك المفاهيم المروعة التي انبثقت عن نهج نظرية اللعبة في التعامل مع الاستراتيجية النووية في الستينيات خلال التنافس العالمي بين أمريكا بين والاتحاد السوفييتي، والذي يصفه الآن بـ "الحرب الباردة الأولى".



وفي المراحل الأولى للحرب الباردة الثانية بين واشنطن وبكين، يوجد مفهوم مماثل يؤكد أن هذا الصراع يحمل أيضا بعدا نوويا، بعد أن قامت الصين بتوسيع ترسانتها النووية بشكل كبير، وفقا لفيرغسون.

"دمار مالي مؤكد"

وأشار المؤرخ إلى أن الناس لا يشعرون بالقلق الشديد إزاء هذا الجانب من التنافس الصيني الأميركي، لأنه "الدمار المالي المؤكد المتبادل" هو الذي يقيد القوى العظمى اليوم، وهو ما يميز أيضا الحرب الباردة الثانية عن الحرب الباردة الأولى بشكل واضح.

وصحيح أن رائحة الانفراج الباهتة كانت تملأ الأجواء هذا العام. فوفقا لما نقله فيرغسون عن كورت كامبل، رئيس منطقة المحيطين الهندي والهادئ في مجلس الأمن القومي، فإن إدارة الرئيس جو بايدن "تسعى إلى تفاعلات حذرة ومثمرة واستراتيجية مع الصين، عبر مجموعة متنوعة من المجالات".

وكانت في زيارتها الأخيرة إلى بكين وشانغهاي، ضمنت وزيرة التجارة الأمريكية جينا ريموندو الالتزام بتشكيل "مجموعات عمل" جديدة بشأن القضايا التجارية، وأخرى بشأن ضوابط التصدير.

ومع ذلك، أوضح فيرغسون أن الوزيرة رفضت طلبا صينيا بتخفيض الرسوم الجمركية الأمريكية على البضائع الصينية، بالرغم من أنه لم تكن هناك مناقشة لقواعد وزارة التجارة الصادرة في أكتوبر 2022 والتي تحد من وصول الصين إلى أشباه الموصلات المتطورة والآلات التي تصنعها.

وفي أوائل آب /أغسطس الماضي، أعلن البيت الأبيض عن قيود جديدة على الاستثمارات في الذكاء الاصطناعي الصيني والحوسبة الكمومية وأشباه الموصلات من قبل شركات الأسهم الخاصة ورأس المال الاستثماري الأمريكية.


ونوه المؤرخ إلى أنه بسبب هذه التدابير جزئيا، وتوقعا للمزيد في المستقبل، يحدث الانفصال الاقتصادي الآن بسرعة كبيرة، حيث انخفضت حصة الصين من الواردات الأمريكية بشكل حاد منذ عام 2017. وباع المستثمرون الأجانب ما قيمته 12 مليار دولار من الأسهم الصينية، وهو أكبر تحول هبوطي منذ بدء التداول الخارجي في الأسهم المدرجة في شنغهاي وشنتشن في أواخر عام 2014. والصين، التي بدا أنها تتعافى في عام 2021، تراجعت منذ ذلك الحين.

وفي ضوء كل ما سبق، فإن كلا الجانبين يعاني من نقاط ضعف اقتصادية تعمل على تقويض الدوافع الرامية إلى الحد من الاعتماد المتبادل، إذا كان تعافي الجانب الصيني من نظام "صفر كوفيد" باهتا، بحسب تعبير الكاتب الذي أشار إلى إن المشاكل التي تواجهها الولايات المتحدة هي في بعض النواحي صورة طبق الأصل، رغم أدائها الاقتصادي الجيد، مع التشغيل الكامل للعمالة، واستمرار المستهلكين في الإنفاق، وانخفاض التضخم، ولكن هذه الصحة الواضحة تخفي ضعفا بنيويا حادا على الجانب المالي.

وأوضح المؤرخ أنه من الصعوبة في ظل هذه الظروف تخيل كيف قد تكون المواجهة الجيوسياسية بين الولايات المتحدة والصين قابلة للاستمرار من الناحية المالية، بصرف النظر تماما عن الصعوبات العسكرية والبحرية.

تايوان.. "سيناريو كارثي"

ويستدل  فيرغسون بحديث مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية، بيل برنز،  في شباط /فبراير الماضي، الذي أشار الأخير خلاله إلى السيناريو الأكثر احتمالا لتحرك الصين ضد تايوان التي تتوعد بضمها إلى سيادتها ضمن رؤية "الصين الواحدة"، وتابع بالقول: نحن نعرف من منظور استخباراتي أن الرئيس الصيني أمر جيش التحرير الشعبي بالاستعداد لغزو تايوان بنجاح عام 2027"



وبيّن برنز أن ذلك "لا يعني أنه هذا هو القرار الصيني النهائي، لكنه يذكر بخطورة تركيز بكين وطموحها في السيطرة على تايوان".

وفي حال اختارت الصين سيناريو حصار الجزيرة بدل الهجوم المباشر، يشير المؤرخ الاسكتلندي إلى أنه من المستحيل تحديد إلى أي مدى سيستعد الصينيون لحرب واسعة النطاق مع الولايات المتحدة في تلك الحالة. والمعضلة التي تواجهها الصين هي أنه إذا كانت هناك حرب مع أمريكا، فمن الأفضل لهم أن تقوم بتوجيه الضربة الأولى من خلال مهاجمة الأصول البحرية الأمريكية في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، مستغلين الضعف الكلاسيكي للسفن في الميناء.

ومن الصعب للغاية التنبؤ بالعواقب الاقتصادية المترتبة على مثل هذا السيناريو بدقة، ولكن كلمة "كارثية" تشير إلى نفسها، وفق تعبير فيرغسون.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة الصين تايوان امريكا الصين تايوان الصراع الامريكي الصيني صحافة صحافة صحافة تغطيات سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الولایات المتحدة

إقرأ أيضاً:

تقرير غربي: النجاح المتكرر لحزب الله واليمن في إسقاط المسيرات يهدد الهيمنة الجوية لإسرائيل وأمريكا

يمانيون/ تقارير ذكر تقرير صادر عن موقع “بريكينغ ديفانس” الأمريكي، المختص بالشؤون العسكرية، أن إسقاط حزب الله في لبنان للمسيرات الإسرائيلية، والقوات المسلحة اليمنية للمسيرات الأمريكية، يُمثل “تحديًا كبيرًا للهيمنة الجوية لكل من إسرائيل والولايات المتحدة”.

وأوضح التقرير أن عمليات الإسقاط المتكررة للمسيرات من قبل كل من حزب الله والقوات اليمنية، تُظهر امتلاكهم لقدرات وتكتيكات متقدمة في مجال الدفاع الجوي، تفوق ما كان يُعتقد سابقًا.

ومن شأن هذا التطور في القدرات العسكرية لدى الحزب واليمنيين أن يدفع القادة العسكريين في “إسرائيل” والولايات المتحدة إلى “مراجعة خطط العمليات الدفاعية الجوية التي ينفّذانها” في المنطقة، بحسب ما رآه الموقع.

ونظراً للنجاح الأخير الذي تحقق ضدّ الأنظمة التي تشغّلها “إسرائيل” والولايات المتحدة، يعتقد الخبراء أنّ الطرفين “قد يحتاجان إلى تعديل مفهوم العمليات لديهما في أثناء تشغيل المنصات غير المأهولة”، وفقاً لما أورده الموقع.

كما ذكر الموقع أنّ أعداد المسيّرات التي أسقطها حزب الله والقوات المسلحة اليمنية تتفوق على ما كان متوقع من خسائر لدى “إسرائيل” والولايات المتحدة.

في السياق نفسه، أكد الباحث في “معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى”، فرزين نديمي، أنّ “التهديد المتزايد ضدّ المُسيّرات الصهيونية والأمريكية ذات الارتفاع المتوسط وطويلة التحمل (أي يمكنها الحفاظ على مستويات عالية من الإمكانات القتالية)، وحتى تلك ذات الارتفاعات العالية، يمكن أن يقوّض الهيمنة الجوية للكيان الصهيوني والولايات المتحدة”.

وقال نائب مدير في مشروع الدفاع الصاروخي في “مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية” (CSIS) الأمريكي، شان شيخ: إنّ أنظمة الدفاع الجوي لدى حزب الله والقوات المسلحة اليمنية “قد تردع أو تقلّل عمليات المسيّرات الصهيونية والأمريكية في لبنان واليمن”.

أما بروس بينيت، وهو كبير الباحثين المساعدين في مجال الدفاع الدولي في مؤسسة “راند”، فرأى أنّ “إسرائيل والولايات المتحدة ستحتاجان إلى تعديل إجراءات التشغيل الخاصة بهما تدريجياً”.

وبشأن هذه التعديلات، رجّع بينيت أن تتضمّن “مزيجاً من العمل بطريقة مختلفة، وتعزيز الإجراءات الإلكترونية، وغيرها من الإجراءات المضادة، ومحاولة تحديد صواريخ أرض – جو” التي يطلقها حزب الله والقوات المسلحة في اليمن.

ويُشير التقرير إلى أن هذه التطورات تُثير قلقًا كبيرًا لدى كل من إسرائيل والولايات المتحدة، خاصةً مع ازدياد دقة وصعوبة التصدي لهذه المسيرات.

ويُرجح التقرير أن يؤدي ذلك إلى تغيير كبير في موازين القوى في المنطقة، وإلى إعادة النظر في الاستراتيجيات العسكرية لكل من إسرائيل والولايات المتحدة في التعامل مع حزب الله والقوات اليمنية.

# القوات المسلحة اليمنيةُ#أمريكاً#اليمنً#كيان العدو الصهيونيالطائرات المسيرةحزب الله

مقالات مشابهة

  • لماذا تقوم الصين بتخزين الموارد الرئيسية وهل هو تكرار سيناريو ألمانيا النازية؟
  • الصين تحث الولايات المتحدة على تعزيز الاستقرار في العلاقات الثنائية
  • مؤرخ إسرائيلي يطالب بشن هجوم نووي على إيران.. العالم سيتفهم ذلك
  • مؤرخ إسرائيلي يطالب بشن هجوم نووي ضد إيران.. العالم سيتفهم ذلك
  • الرئيس الصيني: نخطط لإصلاحات كبرى قبيل اجتماع سياسي مهم
  • تقرير غربي: النجاح المتكرر لحزب الله واليمن في إسقاط المسيرات يهدد الهيمنة الجوية لإسرائيل وأمريكا
  • كوريا الجنوبية والولايات المتحدة تختتمان الجولة الرابعة من مفاوضات تقاسم تكاليف الدفاع
  • عفيفي: تصريحات جالانت حول الدعم السري لإسرائيل فاضحة
  • غريفيث يحذر من توسع الحرب مع لبنان: الوضع كارثي.. وقد تمتد إلى سوريا ودول أخرى
  • معلومات الوزراء يستعرض أهم وأبرز نتائج استطلاعات رأي مراكز الفكر العالمية