ماذا يعني استحواذ الجيش المصري على شركات مجموعة بشاي للصلب؟
تاريخ النشر: 14th, September 2023 GMT
في عكس اتجاه مطالب المؤسسات المالية الدولية والمستثمرين الدوليين بتخارج الدولة المصرية من القطاع الخاص، استحوذ "جهاز مشروعات الخدمة الوطنية" التابع للجيش على ما يصل إلى 24 بالمئة في ثلاث شركات بالقطاع الخاص.
وذكرت مواقع محلية أن"جهاز مشروعات الخدمة الوطنية" استحوذ على 24 بالمئة في ثلاث شركات تابعة لمجموعة "بشاي للصلب" وبلغت قيمة هذه الصفقات نحو 10 مليارات جنيه (324 مليون دولار) بدعوى تعثر المجموعة وتراكم المديونيات.
شملت الصفقات التي فاجأت القطاع الخاص والمستثمرين شركات "المصرية للحديد الإسفنجي والصلب"، و"المصرية الأميركية لدرفلة الصلب"، و"المصانع الدولية لدرفلة الصلب" في سوق خارج المقصورة بالبورصة المصرية.
مجموعة "بشاي للصلب"، تأسست عام 1948، وهي أكبر شركة قطاع خاص منتجة للصلب بطاقة استيعابية تصل إلى ٤ مليون طن سنوياً، وذلك لتغطية احتياجات الأسواق المحلية والعالمية، وتوظف المجموعة أكثر من 3500 فرد، بحسب موقعها الإلكتروني.
تأسس جهاز مشروعات الخدمة الوطنية التابع للقوات المسلحة المصرية عام 1979، ويمتلك 63 شركة في قطاعات أساسية إنتاجية في المجالات الهندسية، الصناعية، الزراعية، الإنتاج الحيواني والداجني والصناعات الغذائية والعمل على تحقيق الإكتفاء الذاتي من بعض الاحتياجات اللازمة للقوات المسلحة وطرح منتجات الشركات في السوق المحلي
يخالف هذا التوجه توصيات ومطالب صندوق النقد الدولي وتعهدات السلطات المصرية وفق وثيقة سياسة ملكية الدولة الجديدة التي صادق عليها رئيس الجمهورية، والتي تنص على تخارج الدولة بالكامل من 79 قطاعا اقتصاديا إلى جانب 45 قطاعا آخر جزئيا في غضون ثلاث سنوات من أجل زيادة مشاركة القطاع الخاص في الاستثمارات العامة من 30 إلى 65 في المئة.
تراجع الحكومة عن تعهداتها
وحتى الآن لم لم تنفذ الحكومة المصرية أي من تعهداتها التي أعلنها رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي، بأن القوات المسلحة المصرية وافقت على زيادة عدد الشركات التابعة لها والمقرر طرحها بالبورصة أو للبيع إلى مستثمرين استراتيجيين، إلى 10 شركات بجانب الطرح السابق لشركتين تابعتين للمؤسسة العسكرية، وهما "وطنية"، و"صافي".
في كانون الأول/ ديسمبر 2020، أعلن الرئيس التنفيذي لصندوق مصر السيادي، اختيار 3 شركات تابعة لوزارة الدفاع لإدراجها بالبورصة خلال الربع الأول من عام 2021، مشيرا لخطة بيع 100 بالمئة من أسهم 10 شركات يمتلكها الجيش، وهو ما لم يتحقق حتى الآن.
بدلا من تقليل سيطرة وحصص الجيش في الاقتصاد المصري يشير تباطؤ الحكومة المصرية في تنفيذ المطالب الدولية زاد الجيش من نفوذه الاقتصادي، وهو ما يشير، بحسب مراقبين، إلى أن قيادات بالجيش المصري تعارض بيع شركاته، وأن المؤسسة العسكرية لن تضحي بأصولها الثابتة وتلك التي تدر أرباحا كبيرة لها، وإن ضحت فببعض الشركات الأقل ربحية.
وكان الباحث في مركز "مالكولم إتش كير" (كارنيجي) للشرق الأوسط، يزيد صايغ، قد قال في إحدى اوراقه البحثية أن "الجيش المصري سيقاوم بيع الأصول التي تدر الأرباح"، مضيقا أن الشركات التي قد يتخلى عنها لن تكون جذابة للمستثمرين الأجانب إلا في حال ضمان استمرار الامتيازات التي تحظى بها شركات الجيش.
تشبث عسكري بمفاصل الاقتصاد
يقول الباحث في الشؤون العسكرية، محمود جمال، إن "المؤسسة العسكرية في مصر لن تتراجع قيد أنملة عن امتيازاتها الاقتصادية التي توسعت بشكل كبير بعد 2013، الجيش تحول من وضعية لاعب كبير في الملف الاقتصادي إلى وضعية الفاعل المهمين والمسيطر على الحياة الاقتصادية ككل".
وأشار في حديثه لـ"عربي21" إلى موقف الجيش وتحديدا القيادات الكبيرة من مطالب المؤسسات الدولية " السيسي يعلم أن إرضاء الجيش هو العامل الأساسي لبقائه في الحكم، وهو حريص على توسع إمتيازات الجيش لكسب ولائه أكبر فترة ممكنة".
وأضاف جمال: "والجيش من زاوية أخرى لم يتنازل أو يتراجع عن إمتيازاته ، هناك ضغط من المؤسسة العسكرية لعدم المس بأي شكل من الأشكال بإمتيازات القوات المسلحة ، أو "عرق الجيش" كما قال اللواء محمود نصر وهو ما تؤكده الشواهد الخاصة بعدم التفريط بأي شركة حتى الآن".
الجيش من الدفاع إلى التملك
اعتبر رئيس لجنة الدفاع والأمن القومي بالبرلمان المصري سابقا، رضا فهمي، أن " تكرار السؤال بشأن تمسك الجيش المصري بإمبراطوريته الاقتصادية وعدم الرغبة في التفريط فيها وتراجعه عن تعهدات الحكومة أمام المؤسسات والمستثمرين الدوليين يكشف عن حجم توغل المؤسسة العسكرية ليس في الاقتصاد فقط بل في كل مناحي المصريين تطبيقا للمقولة جيش له دولة وليس دولة لها جيش، وهي بحسب وصف السيسي شبه دولة".
وأوضح لـ"عربي21": "المؤسسة العسكرية منذ كامب ديفيد 1979 اختلف دورها 180 درجة، حيث تغيرت عقيدته االقتالية، والمهام العسكرية أصبحت مقصورة على حماية النظام، والصفقات العسكرية أصبحا من أجل الحصول على سمسرة، وحماية البلاد لم يعد من أولوياته، وضابط الجيش يعاني من بطالة مقنعة، وجاهزية الجيش خلال العقد الأخير لم تكن واضحة رغم اختراق الأمن القومي المصري في سد النهضة وفي غاز شرق المتوسط وفي جزيرتي تيران وصنافير".
وراى أن "مسألة انخراط الجيش في الاقتصاد كانت مقصودة من أجل إخراجه من معادلة الصراع العربي الإسرائيلي إلى معادلة البيزنس والمال وجمع الثروات، لكنها استفحلت بشكل كبير في عهد السيسي الذي جعل كل الدولة مطمع للجيش وباتت مؤسسات وثروات البلاد والقطاع الخاص رهن إشارة الجيش الذي بات يحتكر أوجه النشاط الاقتصادي بما فيها الأنشطة الصغيرة مثل تصنيع وإنتاج البسكويت، ويحظى بإمتيازات غير مسبوقة وتمتعه بنفوذ كبير من أجل بسط الهيمنة على الاقتصاد، وبالتالي خرجت مؤسسات الدولة من أداء مهامها الطبيعي".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية المصرية الجيش السيسي مصر السيسي الجيش سياسة سياسة سياسة تغطيات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة المؤسسة العسکریة الجیش المصری من أجل
إقرأ أيضاً:
برلماني: افتتاح المتحف المصري الكبير في يوليو 2025 خطوة تعزز السياحة المصرية
أكد النائب مجاهد نصار، عضو لجنة القيم بمجلس النواب، أن الجهود متواصلة لافتتاح المتحف المصري الكبير في يوليو 2025، في خطوة تعكس التزام الدولة بتعزيز القطاع السياحي وإبراز التراث المصري العريق.
وأوضح “نصار”، في تصريح صحفي، أن المتحف المصري الكبير يُعد أحد أهم المشاريع الثقافية عالميًا، حيث سيضم آلاف القطع الأثرية التي تحكي تاريخ الحضارة المصرية القديمة، بما في ذلك المجموعة الكاملة لمقتنيات الملك توت عنخ آمون.
وأشار عضو مجلس النواب إلى أن هذه الجهود تأتي في ظل تحقيق السياحة المصرية إنجازًا بارزًا خلال عام 2024، حيث استقبلت البلاد أكثر من 17 مليون سائح، مما يعكس ثقة الزوار في المقصد السياحي المصري وتنوع التجارب السياحية التي تقدمها مصر، سواء في مجال السياحة الثقافية، الشاطئية، أو البيئية.
وشدَّد “نصار” على أن الدولة المصرية تسعى إلى الاستفادة من الزخم السياحي عبر:
تطوير البنية التحتية
تحسين الخدمات المقدمة للسياح
تعزيز الحملات الترويجية عالميًا
وذلك بهدف تحقيق نمو أكبر للقطاع السياحي ودعم الاقتصاد الوطني.
وأضاف نائب شبرا الخيمة أن المتحف المصري الكبير يُعد مشروعًا ثقافيًا وسياحيًا ضخماً، حيث يُصنّف ضمن أكبر المتاحف الأثرية في العالم، ويضم آلاف القطع الأثرية النادرة التي تروي تاريخ الحضارة المصرية القديمة. ومن المتوقع أن يسهم افتتاح المتحف في استقطاب ملايين السياح سنويًا، مما يعزز قطاع السياحة في مصر.
واختتم النائب مجاهد نصار تصريحه بالتأكيد على أن افتتاح المتحف المصري الكبير يمثل نقلة نوعية في مسيرة السياحة المصرية، حيث يجمع بين الأصالة والتطوير، ويقدم تجربة فريدة ومتميزة للزوار من مختلف أنحاء العالم.