يشارك فيلم "المرهقون" للمخرج اليمني البارز عمرو جمال، في سباق جائزة الأوسكار الدولية للأفلام الروائية لهذا العام، بعد أن حقق الفيلم نجاحاً كبيراً وحصد عددا من الجوائز الدولية.

حصل الفيلم على مكانه في ترشيحات جائزة الأوسكار من خلال لجنة اختيار عينتها وزارة الثقافة اليمنية. وهذه المرة الثانية التي يتم فيها اختيار فيلم للمخرج الشاب عمرو جمال لتمثيل اليمن في حفل توزيع جوائز الأوسكار؛ عقب الفيلم الكوميدي الرومانسي "10 أيام قبل الزفة" 2018.

 

وحصد فيلم "المرهقون" مجموعة من الجوائز المرموقة في رحلته، بما في ذلك جائزة منظمة العفو الدولية وجائزة بانوراما للجمهور في مهرجان برلين السينمائي، وجائزتا مهرجان فالنسيا السينمائي الدولي بإسبانيا. إضافة لجائزة مهرجان تايبيه السينمائي بتايوان.

وسبق وأثار مشروع الفيلم الانتباه عالميًا في مهرجان كارلوفي فاري السينمائي الدولي، حيث حصل على منحة تطوير ما بعد الإنتاج لمشروع قيد العمل من قسم Eastern Promises، كما كان أحد المشاريع الواعدة المشاركة في برنامج عروض قيد الإنجاز في سوق البحر الأحمر ضمن فعاليات الدورة الثانية من مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي، حيث تلقى منحة بقيمة 12 ألف دولار بعد عرض أجزاء من الفيلم.

ويستند الفيلم على أحداث حقيقية في عدن باليمن عام 2019، إذ تتبع القصة معاناة زوجين وأطفالهما الثلاثة بعد خسارة الأب والأم لعملهما جراء الأوضاع الاقتصادية الصعبة للبلاد، وبعد اكتشاف الأم حملها في الطفل الرابع، يحاول الأبوان إيجاد طريقة للإجهاض رغم موقف مجتمعهما المحافظ تجاه هذا الأمر، مما يجبر العائلة على اتخاذ قرارات صعبة للنجاة من هذا المأزق.

ومدة الفيلم ساعة ونصف وهو من بطولة خالد حمدان وعبير محمد وسماح العمراني وإسلام سليم ورؤى الهمشري وعمر إلياس وإخراج عمرو جمال، ابن مدينة عدن، الذي اشترك في كتابة العمل مع مازن رفعت. ويعد العمل إنتاجا مشتركا بين اليمن والسودان والسعودية، ويشارك في إنتاجه محسن الخليفي بالإضافة لمحمد العمدة وأمجد أبو العلاء.

وتتولى شركة MAD Solutions إدارة توزيع الفيلم في العالم العربي، في حين تقوم شركة Films Boutique بإدارة مبيعاتها الدولية.

عمرو جمال مخرج سينمائي ومسرحي يمني مستقل. حصل في عام 2003، على جائزة الرئيس للكتابة المسرحية، وفي عام 2005، أسس فرقة مسرح خليج عدن وقام بكتابة وإخراج جميع أعمالها المسرحية منذ ذلك الحين. كما شارك المخرج المبدع في الكثير من الأعمال الدرامية قبل إن يتجه إلى عالم السينما بأول فلم في العام 2018 الذي حمل عنوان "10 أيام قبل الزفة" وحقق هو الآخر الكثير من الجوائز الدولية.


المصدر: نيوزيمن

كلمات دلالية: عمرو جمال

إقرأ أيضاً:

NYT: كثيرون يأملون ألا يشاهد الناس فيلم لا أرض أخرى الفائز بجائزة الأوسكار

نشرت صحيفة "نيويورك تايمز "مقالا للناشطة الفلسطينية الأمريكية رانيا باتريس والناشطة الإسرائيلية الأمريكية ليبي لينكينسكي قالتا فيه إنه كان من المفترض أن يكون فوز فيلم "No Other Land" (لا أرض أخرى) بجائزة الأوسكار لأفضل فيلم وثائقي لحظة نصر للسينما والمجتمعين الفلسطيني والإسرائيلي، وهي حالة نادرة يقف فيها فنانون من كلا المجتمعين على المسرح العالمي معا لتلقي الإشادة لفيلم صنعوه معا.

لكن لم يكن الجميع يحتفل. فقد أصبح استقبال فيلم "لا أرض أخرى" نموذجا مصغرا للنضال الذي يسعى الفيلم إلى توثيقه. ووصف وزير الثقافة الإسرائيلي فوز الأوسكار بأنه "لحظة حزينة لعالم السينما".



يوثّق فيلم "لا أرض أخرى" الدمار وسلسلة من محاولات التهجير القسري في منطقة مسافر يطا بالضفة الغربية، من عام ٢٠١٩ إلى عام ٢٠٢٣، من منظور فلسطينيين يتعرضون لمضايقات المستوطنين، ويهدم الجيش الإسرائيلي منازلهم. أما المفاجأة فهي قصة داخل قصة، قصة صداقة وجهد مقاومة لاثنين من المخرجين الأربعة، أحدهما فلسطيني والآخر إسرائيلي. وقد لاقت إنجازات الفيلم، السردية والعاطفية، استحسانا مبكرا، إذ فاز بجائزة برلين للأفلام الوثائقية عام ٢٠٢٤.

إلا أن نجاحه أثار ردود فعل عنيفة. فمن منصة توزيع الجوائز في برلين، دعا المخرج الفلسطيني باسل عدرا ألمانيا إلى وقف تصدير الأسلحة إلى "إسرائيل". ثم أوضح يوفال أبراهام، شريكه في الإنتاج، أنه عندما يعودون إلى ديارهم، سيجدون أنفسهم أمام واقعين غير متكافئين، واقع يتنقل فيه أبراهام بحرية، وآخر لا يتمتع فيه عدرا بحرية الحركة. ووصفه أبراهام بأنه نظام فصل عنصري، مما أثار غضب الإعلام الإسرائيلي وأزعج الحلفاء الألمان.

قبل عودتهم إلى الشرق الأوسط، تلقى أبراهام تهديدات بالقتل، وواجهت عائلته مضايقات، وحاصر حشد منزل عائلته. تلاشى التهديد المباشر في النهاية، ولكن حتى الآن، لا يمتلك الفيلم اتفاقية بث أو اتفاقية توزيع سينمائي في الولايات المتحدة.

في حفل توزيع جوائز الأوسكار، لم يُدلِ صانعو الفيلم بتصريح أكثر تطرفا مما فعلوه في برلين. قال  عدرا للجمهور: "يعكس فيلم 'لا أرض أخرى' الواقع القاسي الذي نعانيه منذ عقود". وأضاف  أبراهام: "نعيش في نظام أعيش فيه أنا حرا بموجب القانون المدني، بينما يخضع باسل لقوانين عسكرية..".

يبدو لنا أن الصورة القوية لأربعة صانعي أفلام - فلسطينيان وإسرائيليان - وهم يحملون تماثيلهم الذهبية معا لم تكن مؤثرة بالنسبة لكثير من الناس كما كانت بالنسبة لنا. بفوزهم، بدا فريق صناعة الأفلام الفلسطيني الإسرائيلي وكأنه يتحدى منطق المحصلة الصفرية السائد في المنطقة.

في اليوم التالي لحفل توزيع جوائز الأوسكار، وجّه وزير الثقافة الإسرائيلي، ميكي زوهار، رسالة إلى المؤسسات الثقافية ودور السينما التي تموّلها الوزارة، يحثّها فيها على عدم عرض الفيلم.

وقال الوزير إنّ فيلم "لا أرض أخرى" دليلٌ على أنّ الأموال العامة لا ينبغي أن تدعم محتوى "يخدم أعداء الدولة".

وأشار زوهار إلى الفيلم كمثالٍ على ضرورة وضع لوائح، كان قد دافع عنها، لحصر التمويل العام للسينما والتلفزيون في المشاريع التي لا تُعتبر معادية لـ"إسرائيل".

لكن الفيلم لم يتلقَّ أيّ تمويل عام. إنّ نجاحه، على الرغم من عداء الحكومة الإسرائيلية، يُمثّل إدانة لنظام يسعى بشكل متزايد إلى إسكات المعارضة بدلا من التفاعل معها.

إنه نمطٌ مألوف بشكل ممل في "إسرائيل": مسؤول حكومي يُعرب عن غضبه، وفي غضون ساعات، تتبنّى منظومة الجماعات المتطرفة والمؤثرين القوميين المتطرفين وقنوات تليغرام المجهولة القضية. وسرعان ما تغمر الميمات المُحرضة وسائل التواصل الاجتماعي.

في بلد يشهد تاريخا دمويا للتحريض، لا ينبغي تجاهل هذا الأمر باعتباره مجرد كلام. بل يُمكن اعتباره دعوة للتحرك، وتذكيرا مُرعبا بأن قول الحقيقة في "إسرائيل" قد يُعرّض حياة المرء للخطر.

هذه المرة، لم يأتِ رد الفعل العنيف من الجانب الإسرائيلي فحسب. فقد أصدرت الحملة الفلسطينية للمقاطعة الأكاديمية والثقافية لـ"إسرائيل" بيانا في 5 آذار/ مارس ينتقد فيلم "لا أرض أخرى"، مع أنها لم تُطالب بمقاطعته. ودوّنت الحملة قائمة من المخاوف، بما في ذلك انتقاد صانعي الفيلم لعدم إدانتهم الكافية لسلوك "إسرائيل" في الحرب الحالية على غزة، وللمساعدة الإنتاجية التي تلقّوها من منظمة تزعم الحملة أنها "منخرطة في التطبيع".

إنّ التلميح إلى أن صانعي الفيلم الوثائقي الفلسطينيين يُستغلّون من قِبل زملائهم الإسرائيليين لإضفاء الشرعية أو غير ذلك، هو بمثابة تقليصٍ لعدرا إلى دمية، وكأنّ تعاونه كان استسلاما وليس فعلا ذاتيا. في الواقع، هو صحفي وناشط من قرية التواني المحاصرة في الضفة الغربية، إحدى أكثر قرى الضفة الغربية ضعفا، والمحاطة بمستوطنين عنيفين.

بصفتنا ناشطتين ثقافيتين، ندرك أن الفن، والسينما تحديدا، يمكن أن يلعب دورا حاسما ليس فقط في تثقيف الجمهور، بل أيضا في المساعدة على إحداث التغيير. لقد قدّم فيلم "لا أرض أخرى" لمحة عن التجربة الفلسطينية الممتدة لعقود والواقع على الأرض. بالنسبة لنا نحن الذين عايشنا هذا الواقع طوال حياتنا، نعلم أنه يزداد سوءا وخطورة. كل هذا يجعل دعم هذا الفيلم والأشخاص الذين يقفون وراءه أكثر أهمية.

منظور عدرا أصيل، حميم، مُلحّ ويائس. نضاله لإنقاذ قريته من الدمار ليس نظريا أو رمزيا، بل ماديا وفوريا. في الواقع، بعد عودته بفترة وجيزة من حفل توزيع جوائز الأوسكار في لوس أنجلوس، نشر على إنستغرام قصة حادثة أخرى لمستوطنين يهاجمون قرية فلسطينية في الضفة الغربية.

ولا يمكن تجاهل دور إبراهام. وكما صرّح رئيس مجلس قرية سوسيا المجاورة مؤخرا لمجلة "+972" الفلسطينية الإسرائيلية: "بعد سنوات طويلة من النضال والمواجهات والاعتقالات والضرب والهدم، أعلم - لا أظن، بل أعلم - أنه لولا أشخاص مثل يوفال ونشطاء يهود من إسرائيل وحول العالم، لكانت نصف أراضي مسافر يطا قد صودرت وجُرفت حتى الآن".

وتابع قائلا: "لقد عاش يوفال وعشرات مثله معنا، وتناولوا الطعام معنا، وناموا في منازلنا، وواجهوا الجنود والمستوطنين إلى جانبنا كل يوم. أدعو جميع النقاد إلى إطفاء مكيفات الهواء الخاصة بهم، وركوب سياراتهم، والمجيء للعيش هنا معنا لمدة أسبوع واحد فقط. ثم دعونا نرى ما إذا كانوا لا يزالون يطالبونني بمقاطعة الفيلم".



تسعى سياسات الحكومة الإسرائيلية إلى إخفاء الفلسطينيين ووصم حلفائهم الإسرائيليين بالخيانة. ويمتد تأثير هذا الموقف إلى ما هو أبعد من الشرق الأوسط. بعد أسبوع من فوز الفيلم بجائزة الأوسكار، هدد عمدة ميامي بيتش بطرد دار سينما فنية من عقار مملوك للمدينة لعرضها الفيلم.

ورغم أن الهدف المعلن لحركة المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات هو النضال من أجل تحرير الشعب الفلسطيني وتقرير مصيره، إلا أنها في هذه الحالة قوضت العمل الفني المشترك الذي ينتقد الحكومة الإسرائيلية بشكل مباشر.

مقالات مشابهة

  • سباق رئاسة «الأولمبية الدولية».. «زيادة سرعة» أم «دوس على المكابح»؟
  • تسعى لرعاية أهلها.. عمرو الليثي يهدي سيدة 7 آلاف جنيه
  • أجمل ناس يدخل الفرحة على قلوب عمال نظافة مسجد الحصري.. تفاصيل
  • أجمل ناس.. عمرو الليثي يهدي العاملين بمحل فطاطري جوائز مالية
  • فيلم "يونان" يشارك في مهرجان فيسكال السينمائي بإيطاليا
  • رحيل الممثلة البلجيكية إيميلي دوكين بعد صراع مع السرطان
  • NYT: كثيرون يأملون ألا يشاهد الناس فيلم لا أرض أخرى الفائز بجائزة الأوسكار
  • حسبة عمري الحلقة 2.. روجينا تلجأ لـ عاملة النادي بعد مشاجرة مع عمرو عبد الجليل
  • عمرو الليثي يجبر بخاطر عمال الدليفري ويسئلهم ويهديهم جوائز مالية
  • حسبة عمري الحلقة 1.. حزن عمرو عبد الجليل بسبب زواج ابنته