الجزيرة:
2025-03-17@09:06:06 GMT

تصعيد خطير.. إلى أين تتجه أحداث عين الحلوة في لبنان؟

تاريخ النشر: 14th, September 2023 GMT

تصعيد خطير.. إلى أين تتجه أحداث عين الحلوة في لبنان؟

بيروت- تطورت الاشتباكات لمرحلة غير مسبوقة في "عين الحلوة"، أكبر المخيمات الفلسطينية المحاذي لمدينة صيدا جنوب لبنان، بين عناصر حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح)، ومجموعة تطلق على نفسها اسم "الشباب المسلم"، حيث شهد المخيم مواجهات عنيفة أمس الأربعاء ليلا، متوّجة في الإطاحة بنتائج اتفاق وقف إطلاق النار برعاية "هيئة العمل الفلسطيني المشترك".

وبعد انحسارها لساعات، تجددت المعارك داخل المخيم وأصابت شظاياها صيدا، وتزامنت مع زيارة عضو اللجنة المركزية لحركة فتح عزام الأحمد، وعضو المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية، (حماس) موسى أبو مرزوق بيروت، اللذين أجريا مباحثات مع رئيسي الحكومة والبرلمان وقيادات أمنية وسياسية، بغية وضع حد للتدهور.

وبعد لقائه رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، قال الأحمد، إن "العناصر الإرهابية تستغل طبيعة المخيم.. ومن الواضح أن لديهم اتصالات مع جهات أجنبية استخباراتية موثقة لدينا..".

بالمقابل، قال أبو مرزوق، إن "ما يجري تدمير للمخيم تحت عنوان محاربة الإرهاب، وحاولنا مساعدة من هو بمأزق، ولكن التعهدات التي قُطعت لنا بلا معنى".

15 قتيلا وأكثر من 150 جريحا هي حصيلة الاشتباكات في المخيم حتى الساعة (الفرنسية) تجدد الاشتباكات

تدهور الوضع الميداني داخل المخيم يمكن ربطه بالوقائع التالية:

حركة فتح تواصل محاولات التقدم رغم عدم قدرتها على الحسم عسكريا. مجموعة "الشباب المسلم" تخوض المعركة مقابل رفضها تنفيذ مطلب تسليم المتهمين بقتل قائد الأمن الوطني بمدينة صيدا، العميد أبو أشرف العرموشي. بينما تقف "هيئة العمل الفلسطيني المشترك" عاجزة عن ضمان تثبيت وقف إطلاق النار، ما يجعل المعركة بلا أفق زمني ومفتوحة على شتى الاحتمالات.

وتتصاعد المعارك بعد هدوء دام نحو شهر، عقب مواجهات دامية نهاية يوليو/تموز الماضي، أدت حينها لمقتل 12 شخصا، بينهم العرموشي، و4 من مرافقيه.

وتفيد معلومات ميدانية للجزيرة نت، أن أعدادا جديدة من المقاتلين تدخل المخيم وسط مدّه بالسلاح والذخيرة الثقيلة، ويتساءل أبناؤه عن وجود قرار خارجي بمواصلة المعركة. وتشير المعطيات عينها بأن مواجهة أمس الأربعاء اشتعلت بين حركة فتح و"الشباب المسلم"، بمكان تمركز الأخير بحي حطين، ثم عمّت -لأول مرة- أجزاء واسعة من المخيم.

وأفادت مصادر طبية فلسطينية للجزيرة نت، عن سقوط نحو 8 قتلى، 3 منهم من حركة فتح ونحو 24 جريحا، في المعركة التي استخدمت فيها مختلف الأسلحة الثقيلة والقذائف الصاروخية، ما يرفع العدد الإجمالي منذ اندلاعها ليل الخميس الماضي إلى 15 قتيلا، وأكثر ‏من 150 جريحا (حتى الآن).

وبينما يشهد المخيم حركة نزوح واسعة إلى صيدا والجوار، يقول الخبير والصحفي الفلسطيني أحمد الحاج علي للجزيرة نت، إن الهجمات المضادة بين حركة فتح و"الشباب المسلم" جرى فيها استخدام الأسلحة المتوسطة بكثافة، خاصة "بي 10" (B10) والهاون من عيار 60 والدوشكا، وبلغت التعبئة ذروتها بعد إخفاق مفاوضات تسليم المشتبه به بقتل العرموشي، حيث لم يُسحب المسلحون، ولا أُزيلت الستائر الترابية.

ويقول الحاج علي، إن الخسائر المادية كبيرة ويصعب حصرها، وتقدرها وكالة الأمم المتّحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) -قبل تجدد الاشتباكات الأخيرة- بحوالي 10 ملايين دولار، وتشمل البيوت والمحال التجارية والمدارس والبنى التحتية المتضررة، بالإضافة إلى تعليق دراسة نحو 6000 طالب فلسطيني بالمخيم، لا يستطيعون التوجه لمدارسهم وسط مخاوف سكان المخيم من عدم تقديم التعويض لهم بعد المعارك.

ويرى مراقبون أن التصعيد يتفاقم مع تحول المخيم لخطوط تماس، وتتعقد فرص حلوله نتيجة تعددية المرجعيات الأمنية ومصادر القرار، وتتحدث معلومات الجزيرة نت عن انقسام المجموعات الفلسطينية على نفسها، مما يعمق أزمة الحسم بوقف إطلاق النار.

محاولات احتواء فلسطينية

بعد اغتيال العرموشي، شُكلت لجنة تحقيق من هيئة العمل الفلسطيني المشترك، شاركت فيها أحزاب وقوى لبنانية، وحددت أن هناك 8 أسماء (4 فلسطينيين و4 لبنانيين)، شاركت بعملية الاغتيال، ولم يُسلّم أحد منهم حتى الآن، بينما قُتل أحدهم مساء الاثنين الماضي نتيجة المعارك.

ودفع تجدد الاشتباكات إلى عقد اجتماع في السفارة الفلسطينية بين حركتي حماس وفتح، نتج عنه قرار وقف إطلاق النار، وكان من اللافت بعدها صدور بيان مشترك بين حركتي الجهاد وحماس، يدين بلغة حاسمة خرق اتفاق وقف إطلاق النار، وعدّ مراقبون أن البيان الذي وردت فيه عبارة، "إن ضرورة توقيف المتورطين بالجرائم، لا يسوّغ ما يجري من تهديد للسلم الأهلي في المخيم والجوار"، يعبّر عن انتقاد ضمني لحركة فتح، كونها تسعى لمحاولة الحسم العسكري.

يقول أمين السر لحركة فتح وفصائل منظمة التحرير الفلسطينية في بيروت، العميد سمير أبو عفش للجزيرة نت، إن وقف إطلاق النار مقرون بمطلب تسليم القتلة للقوى الأمنية اللبنانية، ويصف من يقاتلون "فتح" بالقوى الإرهابية والتكفيرية.

ويضيف "ما يحدث ليس تقاتلا فلسطينيا- فلسطينيا؛ بل هناك فئة إرهابية تسعى لتخريب المخيم كما فعلت في مخيم نهر البارد شمال لبنان في 2007″.

اجتماع وفدين من حركتي حماس وفتح في بيروت لوضع حد للتدهور في "عين الحلوة" (الجزيرة)

بالمقابل، يقول الناطق الإعلامي باسم حركة حماس في لبنان جهاد طه، إنه كان هناك موقف مسؤول وجاد من حركتي فتح وحماس بوقف إطلاق النار، وتفويض القوى الأمنية اللبنانية مع الهيئة بملاحقة المطلوبين، ولكن "عادت الأمور لمربع التصعيد"، متسائلا عبر الجزيرة نت، عن مدى وجود أيادٍ تسعى لتخريب القضية الفلسطينية وتعميق ضربها من بوابة اللاجئين والمخيمات بلبنان.

ويرى أن "هناك من يحاول أن يوتر الأجواء عبر مجموعات غير منضبطة، ونطالب مختلف الأطراف تحمل مسؤوليتها برفع الغطاء عنهم".

ويطالب طه الجانب اللبناني الأمني والرسمي بالوقوف لجانب القوى الفلسطينية وبحياد، في وجه المصعّدين خدمة لما يصفه "بالمشروع الصهيوني"، الذي يسعى لشطب المخيمات من الخريطة ضمن مسار كبير هدفه التطبيع.

ويضيف المتحدث بأن المخيمات -وعلى رأسها "عين الحلوة"-، حاضنة للمقاومة الفلسطينية، ويؤكد مساعي حماس المستمرة، بقطع الطريق على "الأجندات" التخريبية.


الدور اللبناني

ترخي المعركة ثقلها على الواقع اللبناني المعقد، وسط تساؤلات عن وحدة الموقف اللبناني، أمنيا وسياسيا، من أطراف النزاع.

وبالسياق، يفيد رئيس لجنة الحوار اللبناني الفلسطيني، باسل الحسن للجزيرة نت، بأن ثمة فراغا كبيرا بمسألة ضبط الأمن داخل المخيم، ويقول، إن الدولة والجيش اللبناني لا يفضلان استخدام القوة، وثمة تنسيق مع القوى الفلسطينية لكيفية معالجة الواقع، ويقول، إن "مسألة تسليم المطلوبين مطلب لبناني فلسطيني مشترك، ومنهم من اعتدى على الجيش بإلقاء القذائف على أحد حواجزه".

ويحذّر الحسن من تصعيد الاشتباكات بالقول، إن "استمرارها يعني أن ثمة مؤامرة لإنهاء "عين الحلوة" لاحقا وتعريض سكانه لمخاطر هائلة، في ظل العجز عن تعويض الخسائر والدمار الذي يشرد آلاف الأسر".

ويؤكد الحسن أن الجانب اللبناني يتعامل بحيادية مع الأطراف الفلسطينية، "آخذا بالاعتبار أن السفارة تمثل الدولة الفلسطينية، ولها خصوصية لدى الدولة اللبنانية بمعالجة قضية المخيم".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: وقف إطلاق النار عین الحلوة للجزیرة نت حرکة فتح

إقرأ أيضاً:

لبنان - شهيدان في غارة إسرائيلية على بلدة عيناثا 

استشهد مواطنان لبنانيان، مساء اليوم الأحد، 17 مارس 2025 ، في غارات شنّها الطيران الحربي الإسرائيلي، على أطراف بلدة عيناثا في قضاء بنت جبيل جنوب لبنان.

وقالت وزارة الصحة اللبنانية في بيان إن شخصين استُشهدا في غارة إسرائيلية على بلدة عيناتا جنوبي لبنان.

وكان قد استشهد مواطن لبناني فجر اليوم الأحد، في غارة نفذتها طائرات مسيرة للطيران الحربي الإسرائيلي على بلدة ياطر التابعة لقضاء بنت جبيل في محافظة النبطية جنوبي لبنان.

وشنّ الطيران الحربي الإسرائيلي، مساء اليوم الأحد، غارات على أطراف بلدة عيناثا في قضاء بنت جبيل جنوب لبنان، وذلك بعد توجيهات مباشرة من وزير الأمن الإسرائيلي يسرائيل كاتس، ردًا على إصابة سيارة في مستوطنة أفيفيم برصاصة أُطلقت من جنوب لبنان، وفق لبيان صدر عن كاتس.

وقال كاتس "أوعزتُ للجيش بالرد على إطلاق النار الذي أصاب زجاج مركبة في أفيفيم، ونقل تحذير واضح للحكومة اللبنانية، لن نسمح بإطلاق النار من لبنان نحو بلدات الشمال وسنردّ بقوة على أي خرق لوقف إطلاق النار".

وأضاف أن الجيش الإسرائيلي قصف أهدافًا في بلدة عيناثا اللبنانية ردًا على هذا الحادث، مؤكدًا أن الادعاء بأن الرصاصة الطائشة جاءت خلال جنازة أحد عناصر حزب الله غير مقبول على الإطلاق.

وختم كاتس تصريحه بالقول: "لن نسمح بواقع يتم فيه إطلاق النار على سكان الشمال تحت أي ظرف من الظروف، وسنرد على أي انتهاك لوقف إطلاق النار. كل تهديد أو مساس بأمن سكان الشمال سيُقابل بردٍّ حازم".

المصدر : وكالة سوا اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من الأخبار الإسرائيلية رئيس الشاباك يرفض قرار نتنياهو محدث: نتنياهو يقيل رئيس الشاباك رونين بار من منصبه شاهد: الجيش الإسرائيلي يُدخل 3 طائرات حربية جديدة إلى الخدمة الأكثر قراءة حماس: نتنياهو يعطل اتفاق وقف النار لخدمة مصالحه هآرتس : قد نشهد عودة أسرى من غزة مطلع الأسبوع المقبل سبب وفاة حماد القباج – الشيخ حماد القباج ويكيبيديا سعر صرف الدولار والدينار مقابل الشيكل اليوم الإثنين 10 مارس عاجل

جميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025

مقالات مشابهة

  • لبنان - شهيدان في غارة إسرائيلية على بلدة عيناثا 
  • تصعيد خطير عندالحدود اللبنانية السورية.. ووزير الدفاع السوري يتوعد حزب الله
  • تصعيد خطير.. غارات أمريكية عنيفة تهز صنعاء وسط تحذيرات من تفاقم الأزمة
  • تصعيد خطير.. ترامب يعلن عملية عسكرية كبرى ضد الحوثيين في اليمن!
  • حماس: المجزرة المروعة التي ارتكبها جيش العدو في بيت لاهيا تصعيد خطير
  • حماس: مجزرة بيت لاهيا تصعيد خطير يكشف نوايا الاحتلال
  • تصعيد إسرائيلي خطير في مدن وبلدات الضفة الغربية
  • بالفيديو.. إشكال يُشعل مخيم عين الحلوة!
  • 3 إصابات في قصف إسرائيلي شرق مدينة رفح الفلسطينية
  • حركة الفصائل الفلسطينية تؤكد تمسكها باتفاق وقف إطلاق النار