أكد العديد من الخبراء، أنه "كان بالإمكان تفادي" حدوث المأساة المفجعة التي ضربت مدينة درنة شرقي ليبيا، عقب انهيار سدين فيها جراء الفيضانات القوية، مما أدى إلى وفاة أكثر من 5 آلاف شخص، ونحو الضعف في عداد المفقودين.

وكان الإعصار "دانيال" قد اجتاح، الأحد، مناطق عدة شرقي ليبيا، أبرزها مدن بنغازي والبيضاء والمرج، بالإضافة إلى سوسة ودرنة، حيث نجم عنه وفاة آلاف الضحايا، لاسيما في المدينة الأخيرة.

وأعلنت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية التابعة للأمم المتحدة، الخميس، أنه "كان من الممكن تفادي سقوط معظم الضحايا"، جراء الفيضانات المدمرة.

"من جحيم الفقر إلى فيضانات درنة".. أهالي مصريين مفقودين في ليبيا يترقبون أخبارهم ما إن تطأ قدماك قرى كفر ميت سراج وجريس وشما بمحافظة المنوفية في مصر ستشعر بالحزن والخوف الذي يملأ قلوب الأهالي الذين يترقبون أي معلومة عن أبنائهم الذين فُقدوا في الفيضانات التي ضربت مدينة درنة الليبية خلال الأيام الماضية والتي تعرف بإعصار دانيال.

وقال الأمين العام للمنظمة، بيتيري تالاس، خلال مؤتمر صحفي في جنيف، إنه "لو كان بالإمكان إصدار إنذارات، لكانت هيئات إدارة الحالات الطارئة تمكنت من إجلاء السكان، ولكنا تفادينا معظم الخسائر البشرية".

وأشار إلى "قلة التنظيم"، في ظل الفوضى المخيمة على هذا البلد منذ سقوط نظام معمر القذافي.

دراسة.. وتحذير من "الكارثة"

وكان  تقرير نُشر في مجلة "جامعة سبها" الليبية، قد حذر من "كارثة ستلحق بالمدينة، بسبب سوء صيانة السدود".

خريطة توضح موقع مدينة درنة

وبحسب موقع "بوابة الوسط" المحلي، فقد أكدت الدراسة التي نشرت بتاريخ ٢٧ نوفمبر من العام المنصرم، أنه "إذا لم تبدأ السلطات في إجراءات فورية، لصيانة السدود وحماية سكان المنازل التي تقع في مجرى وادي درنة، فإن المدينة ستكون في خطر عظيم".

وأجرى الدراسة، الباحث عبد الونيس عاشور، من كلية الهندسة بجامعة عمر المختار في البيضاء، الذي زار وادي درنة، حيث وجد بعض المساكن مبنية داخل حوض وادي درنة، مما يجعل سكانها مهددين في حال وقوع فيضانات. 

وقالت الدراسة إن "الوضع القائم في حوض وادي درنة، يحتم على المسؤولين اتخاذ إجراءات فورية، بإجراء عملية الصيانة الدورية للسدود القائمة".

وأضافت مبررة: "لأنه في حالة حدوث فيضان ضخم، فإن النتيجة ستكون كارثية على سكان الوادي والمدينة"، داعية إلى "ضرورة إيجاد وسيلة لزيادة الغطاء النباتي، لتقوية التربة ومنعها من الانجراف".

الفيضان "ليس الكارثة الوحيدة".. كيف فاقمت الانقسامات السياسية من "مأساة درنة"؟ في حين يكافح عمال الإنقاذ للعثور على ما يصل إلى 10 آلاف شخص يُعتقد أنهم في عداد المفقودين بعد أن اجتاح فيضان مدمر مدينة درنة شرقي ليبيا، فإن هذه ليست الكارثة الطبيعية الوحيدة التي سيتعين عليهم مواجهتها، بحسب تقرير لصحيفة "فاينانشال تايمز" البريطانية.

وتلقى الباحث بيانات جغرافية مهمة من الأستاذ المساعد بكلية التربية بجامعة عمر المختار، مهدي يعقوب، كما توصّل إلى تقدير الجريان السطحي في حوض وادي درنة، عبر تقنيات الاستشعار عن بُعد، ونظم المعلومات الجغرافية، من خلال تطبيق نموذج الأرقام المنحنية للجريان السطحي، وذلك تبعًا للغطاءات الأرضية ومجموعات الترب الهيدرولوجية، وكذلك بمعرفة قيم الأمطار للعواصف المطرية المسجلة في محطات الرصد (سنويًا).

وخلصت الدراسة إلى عدة نتائج، من بينها: "ضرورة بناء قواعد بيانات تفصيلية للخصائص الهيدرولوجية وغطاءات الأرض، واستعمالها بدقة بواسطة برنامج (10.2.2 ArcMap)، حيث كانت أغلب ترب الحوض ضمن المجموعة الهيدرولوجية D بنسبة 70 بالمئة، فيما كان الصنف السائد لغطاءات الأرض هو صنف المراعي، حيث شكل نسبة 78.37 في المئة".

تجدر الإشارة إلى أن موقع "بوابة الوسط" لم يورد أي تعقيب رسمي على تلك الدراسة. لكن لم تكن الدراسة هي الجهة الوحيدة التي أشارت إلى "أوجه تقصير" في حماية درنة.

وقال الشريك الإداري في شركة" ليبيا ديسك كونسلتنغ"، محمد الجارح، في تصريحات لصحيفة "فاينانشال تايمز" البريطانية، إن "الحكومات.. التي ابتليت بها البلاد منذ عام 2011، هي المسؤولة إلى حد كبير عن تلك الكارثة".

وأضاف: "لم تتم صيانة هذه السدود في درنة، حيث كانت البنية التحتية متهالكة بالفعل"، مردفا: "الأمر لا يقتصر على درنة، فحتى طرابلس وبنغازي تعانيان عند هطول الأمطار.. وبالطبع فإن الفساد والخلل في نظام الحكم هو السبب إلى حد كبير".

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: مدینة درنة وادی درنة

إقرأ أيضاً:

“البحث الجنائي” يحرر 7 باكستانيين بعد اختطافهم في درنة

حرر جهاز البحث الجنائي فرع درنة سبعة باكستانيين بعد اختطافهم من قبل أحد تجار البشر.

وكشف الجهاز أن المتهم -من ذوي السوابق، وعليه أحكام غيابية، ويتاجر بالخمور- وعثر بحوزته على كمية من الأسلحة التي استخدمها هو وأفراد عائلته لمقاومة رجال الأمن.

كانت وردت إلى جهاز البحث الجنائي فرع درنة معلومات باختفاء واحتجاز 7 باكستانيين أثناء محاولتهم البحث عن شخص يسهل هجرتهم غير الشرعية إلى إيطاليا.

وكشفت التحريات أن شخص ليبي الجنسية اتصل بذويهم وهددهم بقتل أحدهم كل أربعة أيام، مطالبًا بفدية قدرها 300 ألف دينار ليبي.

وبعد التحري، تم تحديد مكان المتصل والهاتف ومعرفة هويته ومنزله في خليج البمبه.

تبين أنه من ذوي السوابق وعليه أحكام غيابية، ويقوم بالاتجار بالخمور ولديه كمية من الأسلحة يستخدمها هو وأفراد عائلته لمقاومة رجال الأمن.

وبعد الحصول على إذن النيابة، جرى التنسيق مع القوات المسلحة اللواء 166 مشاة لتنفيذ المداهمة.

خلال المداهمة، عثر على جهاز لاسلكي قصير المدى، وأسلحة متنوعة، وخزان مياه يحتوي على 940 زجاجة بلاستيك مليئة بالخمر، و48 زجاجة بلاستيك سعتها 6 لتر مليئة بالخمر.

ونجحت القوات في تحرير الرهائن، وأثناء الخروج، حاول ثلاثة أشخاص منع القوات من الخروج بالمضبوطات، وتم ضبطهم.

وأفاد العمال بأنهم تم تسليمهم عن طريق شخص يقود سيارة نوع تويوتا من طبرق إلى بنغازي، وتم خطفهم منذ حوالي خمسة عشر يومًا. اعترف الجاني الأول بتهديدهم بالسلاح وإجبارهم على الاتصال بذويهم لدفع الفدية.

وأحيلت القضية للنيابة العامة بتهم الخطف، الاتجار بالخمور، حيازة السلاح بدون ترخيص، الهجرة غير الشرعية، التستر، ومقاومة رجال الأمن.

الوسومجهاز البحث الجنائي

مقالات مشابهة

  • مصدر عسكري يكشف معلومات خطيرة عن معركة الكدحة التي وقعت قبل ساعات.. تفاصيل مدوية
  • 124 دولة ستعتقل نتنياهو وجالانت بموجب قرار «الجنائية الدولية»
  • وزير الخارجية التركي: بيئة عدم الصراع في ليبيا التي بدأتها تركيا بدأت تؤتي ثمارها
  • ضبط شخص بحوزته مواد مسكرة في درنة
  • نيابة درنة تأمر بحبس تشكيل عصابي احتجز مهاجرين باكستانيين
  • حبس تشكيل عصابي يتاجر «بالخمر» ويحتجز  مهاجرين
  • بعد التحذيرات الاسرائيلية.. غارات على الضاحية الجنوبية (صور)
  • “البحث الجنائي” يحرر 7 باكستانيين بعد اختطافهم في درنة
  • نتنياهو والجنائية الدولية.. من يملك سلطة الاعتقال وما العوائق أمام تحقيق ذلك؟
  • بعد التحذيرات.. غارات إسرائيلية على صور (فيديو)