حذر الملياردير الأمريكي، إيلون ماسك، أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي في قمة قادة التكنولوجيا في واشنطن، من أن ظهور الذكاء الاصطناعي قد يشكل “خطرًا حضاريًا” على البشرية إذا استمر تطوير التكنولوجيا دون إشراف مستقل.

وفي حديثه إلى الصحفيين أثناء مغادرته مبنى الكابيتول الأمريكي بعد “منتدى سلامة الذكاء الاصطناعي” الذي استمر ثلاث ساعات، والذي تضمن أيضًا مدخلات من بيل جيتس، ورئيس ميتا مارك زوكربيرج، وسوندار بيتشاي من ألفابيت، أشار ماسك إلى أن هناك “إجماع ساحق” بين شركات التكنولوجيا العملاقة لكبح جماح تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي.

وحذر الملياردير الأمريكي، من أن الفشل في القيام بذلك قد يؤدي إلى عواقب “وخيمة”.

وقال ماسك، بحسب ما نقلته شبكة “إن بي سي نيوز” الأمريكية: “المسألة في الحقيقة تتعلق بالمخاطر الحضارية. الأمر ليس مثل مجموعة من البشر مقابل مجموعة أخرى. يبدو الأمر كما لو أن هذا أمر يحتمل أن يكون خطيرًا على جميع البشر في كل مكان”.

وأضاف أن “هناك فرصة فوق الصفر أن يقتلنا الذكاء الاصطناعي جميعا”.

بشأن الصين.. وزير الخارجية التايواني يوجه رسالة تحذير إلى إيلون ماسك لأول مرة.. ماسك يكشف سبب عدم تشغيل "ستارلينك" في شبه جزيرة القرم

أصبحت نماذج لغة الذكاء الاصطناعي، المعروفة بالعامية باسم “روبوتات الدردشة”، شائعة العام الماضي مع الإصدار العام لبرنامج ChatGPT الخاص بشركة OpenAI.

وأدى ذلك إلى مخاوف بشأن عمليات التسريح الجماعي للعمال في قطاعات التوظيف التي يمكن استبدالها بالذكاء الاصطناعي، فضلاً عن زيادة الاحتيال والمعلومات المضللة عبر الإنترنت.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: إيلون ماسك واشنطن الملياردير الأمريكي الذكاء الاصطناعي الذکاء الاصطناعی

إقرأ أيضاً:

مخاطر الذكاء الاصطناعي على التعليم والبحث العلمي

يحظى موضوع الذكاء الاصطناعي باهتمام واسع عبر العالم في المناقشات والمنتديات والمجادلات حول الموضوع. ولقد سبق أن تناولت هذا الموضوع في مقالين بهذه الجريدة الرصينة: أحدهما عن الذكاء الاصطناعي والإبداع، والآخر عن الذكاء الاصطناعي والترجمة. ولكن هذا الموضوع يحتمل المزيد من التأملات دائمًا، إذ إن له أبعادًا كثيرةً لا حصر لها؛ ولذلك فإنني أريد في هذا المقال التنويه إلى تأثير الذكاء الاصطناعي على العملية التعليمية والبحث العلمي.

وقد يبدو أن استخدام كلمة «تأثير» أفضل من استخدام كلمة «مخاطر» الواردة في عنوان هذا المقال؛ لأن هذه الكلمة الأخيرة قد لا تبدو محايدة، وإنما تنطوي على حكم مسبق يتخذ موقفًا متحيزًا ضد تقنيات الذكاء الاصطناعي. وهذا تفسير غير صحيح؛ لأن كلمة «مخاطر» تعني أن هناك طريقًا نسير عليه -أو ينبغي أن نسير فيه- ولكنه يكون محفوفًا بالمخاطر التي ينبغي أن ندركها لكي يمكن اجتنابها. فلا مراء في أن الذكاء الاصطناعي يمثل ثورة كبرى في المعرفة البشرية.

هذه الثورة المعرفية تتمثل في القدرة الهائلة للآلة على توفير بيانات ضخمة في أي مجال معرفي، بل يمكن لبرامج هذه الآلة أن تؤلف نصوصًا أو موضوعات بحثية أو تصمم ابتكارات ومخترعات باستخدام هذه البيانات.

ولقد أثمرت هذه الثورة المعرفية بوجه خاص في مجال تطبيقات العلوم الدقيقة، وعلى رأسها الرياضيات البحتة التي تمتد جذورها في النهاية في المنطق الرياضي، كما لاحظ ذلك برتراند رسل بشكل مدهش في مرحلة مبكرة للغاية في كتابه أصول الرياضيات!

ولا شك أيضًا في أن الذكاء الاصطناعي له استخدامات مثمرة في مجال العملية التعليمية، إذ إنه يسهِّل على المعلم والطالب معًا بلوغ المعلومات المهمة والحديثة في مجال الدراسة، ويقدِّم المعلومات للطلبة بطريقة شيقة ويشجعهم على البحث والاستكشاف بأنفسهم.

وهنا على وجه التحديد مكمن المشكلة، فعندما نقول: «إن الذكاء الاصطناعي يشجع الطلبة على البحث والاستكشاف بأنفسهم»، فإننا ينبغي أن نأخذ هذه العبارة بمعناها الدقيق، وهو أن الذكاء الاصطناعي هو ذكاء الآلة، والآلة دائمًا هي أداة للاستخدام، وبالتالي فإنها لا يمكن أن تكون بديلًا لدور المستخدِم الذي يجب أن يقوم بنفسه بالبحث والاستكشاف. وهذا يعني أن سوء استخدام الذكاء الاصطناعي والتعويل عليه في عملية التعلم، سيؤدي إلى القضاء على روح المبادرة والاكتشاف، وسيحول دون تعلم مهارات التفكير الناقد critical thinking وتنميتها من خلال عملية التفاعل المباشر بين الطلبة والمعلم. وتلك كلها مخاطر حقيقية على التعليم.

ولا تقل عن ذلك مخاطر الذكاء الاصطناعي في البحث العلمي الذي يصبح تكريسًا لسوء استخدام هذا الذكاء في مراحل التعليم المختلفة. بل إن المخاطر هنا تصبح أشد وأكثر ضررًا؛ لأنها تتعلق بتكوين باحثين وأساتذة يُرَاد لهم أو يُرجى منهم أن يكونوا علماء حقيقيين في مجالاتهم البحثية المتنوعة. ولعل أشد هذه المخاطر هو شيوع السرقات العلمية من خلال برامج الذكاء الاصطناعي التي تقوم بعملية التأليف من خلال كتابات ودراسات وبحوث منشورة؛ وهو ما قد يشجع الباحث على استخدام المادة المُقدّمة له باعتبارها من تأليفه ودون ذكر للمصادر الأصلية التي استُمدت منها هذه المادة.

حقًّا أن الذكاء الاصطناعي نفسه قد ابتكر برامج لاكتشاف السرقات العلمية (لعل أشهرها برنامج Turnitin)؛ ولكن هذا لا يمنع الباحثين الذين يفتقرون إلى أخلاقيات البحث العلمي من التحايل على مثل هذه البرامج من خلال التمويه، وذلك بتطعيم البحث بمادة موثقة من مصادرها، بحيث يبدو البحث مقبولًا في الحد الأدنى من نسبة الاقتباسات المشروعة! وهذا أمر لا ينتمي إلى البحث العلمي ولا إلى الإبداع والابتكار.

وبصرف النظر عن مسألة السرقات العلمية، فإن الاعتماد على الذكاء الاصطناعي في البحث العلمي له مخاطر أخرى تتمثل في أن المادة المقتبَسة كثيرًا ما تكون مشوهة أو غير دقيقة، وهذا يتبدى -على سبيل المثال- في حالة النصوص المقتبسة المترجَمة التي تقع في أخطاء فادحة وتقدم نصًا مشوهًا لا يفهم مقاصد المؤلف الأصلي، وهذا ما فصلت القول فيه في مقال سابق. وفضلًا عن ذلك، فإن برامج الذكاء الاصطناعي لا تخلو من التحيز (بما في ذلك التحيز السياسي)؛ ببساطة لأنها مبرمَجة من خلال البشر الذين لا يخلون من التحيز في معتقداتهم، وهذا ما يُعرف باسم «الخوارزميات المتحيزة» biased algorithms.

ما يُستفاد من هذا كله هو أن الذكاء الاصطناعي ينبغي الاستعانة به في إطار الوعي بمخاطره؛ ومن ثم بما ينبغي اجتنابه، ولعل هذا ما يمكن تسميته «بأخلاقيات الذكاء الاصطناعي»، وهي أخلاقيات ينبغي أن تَحكم برامج هذا الذكاء مثلما تَحكم المستخدم نفسه.

مقالات مشابهة

  • إيلون ماسك يقارن نفسه بـبوذا خلال لقاء مع إعلاميين
  • إيلون ماسك باق على رأس تسلا: مجلس إدارة الشركة ينفي بحثه عن بديل لحليف ترامب
  • ويكيبيديا تدخل عصر الذكاء الاصطناعي دون الاستغناء عن المحررين
  • السيد القائد: الأمريكي لم يضعف قدراتنا .. ولينتظر البريطاني عواقب عدوانه
  • إيلون ماسك يرتدي قبعتين وترامب يمازحه.. فيديو
  • تقرير: مجلس إدارة تسلا يبدأ إجراءات استبدال إيلون ماسك كرئيس تنفيذي
  • بوتين: تزوير التاريخ يؤدي إلى عواقب وخيمة
  • نيويورك بوست: إيلون ماسك يخفف حضوره في البيت الأبيض ويستعد لإنهاء مهامه الرسمية
  • خبراء يحذِّرون: الذكاء الاصطناعي يجعل البشر أغبياء
  • مخاطر الذكاء الاصطناعي على التعليم والبحث العلمي