زلزال الحوز.. الخراب يدمر 27 معلمة تاريخية أبرزها مسجد تنمل واليونسكو تنتظر الضوء الأخضر لتقييم الخسائر
تاريخ النشر: 14th, September 2023 GMT
زنقة 20 | الرباط
لم تسلم المعالم التاريخية من الدمار الذي خلفه زلزال الحوز، خاصة و أن المنطقة تضم تراثا عمرانيا واسعا.
و خلف الزلزال خرابا شمل قصورا و مساجد وصوامع يعود تاريخها لمئات السنين.
و تقدر التقارير حجم الخسائر، بتدمير ما لا يقل عن سبعة وعشرين معلمًا عمرانيا تاريخيا في مراكش والحوز وتارودانت وورزازات بسبب الزلزال الذي أودى بحياة أكثر من 2900 شخص لحدود اليوم.
ولعل أبرز المعالم التاريخية التي تعرضت للتخريب ، نجد مسجد تينمل، المتواجد بمنطقة ثلاث نيعقوب، التي تعرضت لخسائر جسيمة، والذي يعتبر رمز الدولة الموحدية، و كان يخضع لبرنامج ترميم كبير.
و بالقرب من ورزازات، وصل خراب الزلزال إلى قرية آيت بن حدو ، التي كانت مسرحًا لتصوير أفلام سينمائية تاريخية بينها فيلم لورنس العرب (1962) و مسلسل لعبة العروش (2013).
مديرة الثقافة والطوارئ في اليونسكو كريستا بيكات، وصفت ما حدث بالكارثة الانسانية، قائلة أن اليونسكو تنتظر الضوء الاخضر من السلطات المغربية لتقييم الخسائر.
و ذكرت في تصريحات لها أن اليونسكو أرسلت فريقا تقنيا الى مراكش في 9 سبتمبر، مسجلة أن المدينة القديمة بمراكش، و المدرجة كموقع للتراث العالمي منذ عام 1985، انهارت فيها العديد من المباني، خاصة في قلب الحي اليهودي القديم في الملاح و مئذنة مسجد خربوش، فيما قصري الباهية والبديع وكذلك مئذنة مسجد الكتبية التاريخية، قاوموا الزلزال.
و في متحف دار الباشا، الذي تم بناؤه عام 1910 وافتتح للعوام عام 2017، سجل تصدع الجدران بشكل كبير ، فيما يجري عملية تدعيم الجدران في دار سي سعيد، وهو مبنى عتيق يرجع تاريخه إلى القرن التاسع عشر ويضم المتحف الوطني للنسيج والسجاد.
مهدي قطبي، رئيس مؤسسة المتاحف كشف عن تعرض حوالي خمسة عشر قطعة فخارية وأربع قطع خزفية يعود تاريخها إلى القرن الثامن عشر إلى القرن العشرين للتكسير بسبب الزلزال في متحف التراث غير المادي المتواجد بساحة جامع الفنا.
وذكر قطبي أنه بحاجة إلى حوالي 700 ألف يورو لترميم المتاحف المتضررة.
المصدر: زنقة 20
إقرأ أيضاً:
مشروع الأمير محمد بن سلمان لتطوير المساجد التاريخية يحافظ على الاستدامة المطبقة قبل 271 عامًا في مسجد الحصن الأسفل
حافظ مشروع الأمير محمد بن سلمان لتطوير المساجد التاريخية في مرحلته الثانية على مفهوم الاستدامة الذي طبقه مسجد الحصن الأسفل بمنطقة عسير قبل 271 عامًا، وذلك من خلال تجديد المسجد وفق تصميمه وشكله الهندسي الذي بني عليه في العام 1173هـ، وإعادة ما كان يتميز به من تقنيات للمحافظة على الموارد الطبيعية، مثل حصاد مياه الأمطار وتخزينها في خزان المسجد لتنتقل بعد ذلك للمواضئ.
ويتميز مسجد الحصن الأسفل بتصميمه المبني على طراز السراة، وهو الطراز الذي سيعاد تجديد البناء عليه بمساحة 134.18م2، وبطاقة تستوعب 32 مصليًا، في حين سيعيد مشروع الأمير محمد بن سلمان لتطوير المساجد التاريخية بناء وترميم هذا المسجد وفق مجموعة من الأساليب الفاعلة في الحفاظ على خصوصية الإرث التاريخي للمساجد، وإعادتها لأقرب صورة إلى وضعها الأصلي، عبر توفير موادها الطبيعية واستنساخ مواد بناء بتقنيات متقدمة تواكب التقدم الهندسي في الإنشاءات الجديدة.
وسيعمل مشروع الأمير محمد بن سلمان لتطوير المساجد التاريخية على حفظ القيم التاريخية وإعادة العناصر الجمالية لمسجد الحصن السفل -“https://goo.gl/maps/fDYYRwa4fdXWCZg7A” -، من خلال تجديد بنائه بالمواد الطبيعية من أحجار جبال السروات والأخشاب المحلية المستخدمة في الأسقف والأعمدة والنوافذ والأبواب.
ويشتهر مسجد الحصن الأسفل بغرفة تسمى “المنزالة” لضيافة عابري السبيل، فيما يتميز بناؤه بنمط النسيج العمراني المتضام للمباني والممرات في قرى أعالي الجبال، الذي يعتمد على نظام البناء بالحجر والجدران السميكة، وتكسيت المساجد بمادة الجص الأبيض التي تميز بناء المسجد عن غيره من المباني المجاورة، في حين يتأثر طراز السراة في نشوء الأنماط العمرانية وتكوينها بعوامل المناخ، وطبيعة المكان، والعوامل الاجتماعية والثقافية.
اقرأ أيضاًالمجتمع“هيئة شؤون الحرمين” تعلن مواعيد زيارة الروضة الشريفة بالمسجد النبوي
ويأتي مسجد الحصن الأسفل ضمن مشروع الأمير محمد بن سلمان لتطوير المساجد التاريخية في مرحلته الثانية التي شملت 30 مسجدًا في جميع مناطق المملكة الـ13، بواقع 6 مساجد لمنطقة الرياض، و5 مساجد في منطقة مكة المكرمة، و4 مساجد في منطقة المدينة المنورة، و3 مساجد في منطقة عسير، ومسجدين في المنطقة الشرقية، ومثلهما في كل من الجوف، وجازان، ومسجد واحد في كل من الحدود الشمالية، وتبوك، والباحة، ونجران، وحائل، والقصيم.
يُذكر أن إطلاق المرحلة الثانية من مشروع تطوير المساجد التاريخية جاء بعد الانتهاء من المرحلة الأولى التي شملت إعادة تأهيل وترميم 30 مسجدًا تاريخيًا في 10 مناطق.
وينطلق المشروع من أربعة أهداف إستراتيجية، تتلخص بتأهيل المساجد التاريخية للعبادة والصلاة، واستعادة الأصالة العمرانية للمساجد التاريخية، وإبراز البعد الحضاري للمملكة العربية السعودية، وتعزيز المكانة الدينية والثقافية للمساجد التاريخية، ويسهم في إبراز البُعد الثقافي والحضاري للمملكة الذي تركز عليه رؤية المملكة 2030 عبر المحافظة على الخصائص العمرانية الأصيلة والاستفادة منها في تطوير تصميم المساجد الحديثة.