أثارت تقرير تتحدث عن نقل أسلحة إلى السلطة الفلسطينية، جدلا واسعا داخل الائتلاف الحاكم في دولة الاحتلال، الأمر الذي دفع بنيامين نتنياهو بإصدار قرار جديد يتعلق بالقرارات التي اتخذتها الحكومة الإسرائيلية السابقة.

وزعمت تقارير إعلامية إسرائيلية، أنه جرى نقل معدات من قواعد الجيش الأمريكي في الأردن إلى السلطة الفلسطينية، ومرت عبر معبر اللنبي بموافقة إسرائيلية.



وذكرت إذاعة الجيش، أن الشحنة تضمنت ما لا يقل عن 1500 قطعة سلاح، وبعض بنادق إم 16 الموجهة بالليزر وبعض بنادق "الكلاشينكوف".

وأثارت القضية جدلا داخليا في دولة الاحتلال، الأمر الذي دفع وزارة الخارجية الأمريكية للإعلان أنها "لا تقوم بتزويد قوات الأمن الفلسطينية بالأسلحة والذخائر الفتاكة، داعية إسرائيل والسلطة الفلسطينية لتعزيز التعاون الأمني".

وقال باراك رافيد المراسل السياسي لموقع "ويللا" إن "موافقة الحكومة الاسرائيلية على قرار الولايات المتحدة بنقل مركبات مدرعة وأسلحة لقوات الأمن الفلسطينية عبر الأردن، تسببت بأزمة داخلية، دفعت رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الحرب يوآف غالانت لإصدار نفي لاتهامات شركائهم في الائتلاف بأنهم يسلّحون السلطة الفلسطينية، وصدور ردود فعل غاضبة من وزراء اليمين المتطرف في الحكومة، مما قد يقوض استقرارها".

وأضاف في تقرير ترجمته "عربي21" أن "نتنياهو أصدر تعليماته لمجلس الأمن القومي بأن يعرض على المجلس الوزاري السياسي الأمني جميع القرارات التي اتخذتها الحكومة السابقة فيما يتعلق بدعم السلطة الفلسطينية".


وزعم نتنياهو أن قرار نقل الناقلات المدرعة اتخذ العام الماضي من قبل حكومة بينيت- لابيد، التي نفت أوساطها هذه الاتهامات، لكن الحكومة الحالية الموجودة في السلطة منذ تسعة أشهر اختارت عدم إجراء أي تغييرات على القرار.

وشنت الأوساط اليمينية في الائتلاف هجوما على الحكومة، وأعلن وزير المالية بتسلئيل سموتريتش عن إجراء مشاورة سياسية "عاجلة" في ضوء غضبه من قرار الحكومة، لأنه لم يكن على علم بهذه الخطوة، زاعما أن إجراءات تسليح السلطة الفلسطينية يعني إحياءً لاتفاقات أوسلو.

فيما حذر وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، أن نقل الأسلحة للسلطة إجراء خاطئ، وسيكون له عواقب، مطالبا نتنياهو بأنه إذا اعتزم تقويض حكومة أوسلو2، فيرجى إبلاغ الوزراء والجمهور.

ووزع نتنياهو شريط فيديو زعم فيه أنه منذ تشكيل الحكومة لم ينقل أي أسلحة، للسلطة الفلسطينية، وما جرى هو تنفيذ قرار اتخذه وزير الجيش السابق بيني غانتس في حكومة بينيت- لابيد في يناير 2022، بنقل عربات مدرّعة بدلا من عربات أخرى عفا عليها الزمن.

وكذلك نفى وزير الأمن يوآف غالانت هذه التقارير، وادعى مكتبه أنه منذ توليه منصبه، لم ينقل أسلحة فتاكة للسلطة الفلسطينية". 

يارون أبراهام مراسل القناة 12، أكد أن "الأوساط الحزبية اليمينية في الائتلاف شنت هجوماً على الحكومة، حيث أعلن

من جهته، وجه وزير الزراعة آفي ديختر، وهو عضو الكابينت السياسي الأمني "رسالة لشركائه في الائتلاف بضرورة التحقق من المعلومات قبل صبّ جام غضبهم على الحكومة، مشيرا الى إمكانية تبادل الأدوات المحمية مع السلطة الفلسطينية لأداء احتياجات معينة، كجزء من سياسة الحكومة في الحفاظ على ما هو سيء، وعدم الغوص في الأسوأ.


ورغم ما تبديه حكومة الاحتلال من استعداء متكرر للسلطة الفلسطينية، لكن موافقتها على تسليم هذه الأسلحة لأجهزتها الأمنية إنما تسعى لتحقيق مصالحها في ملاحقة المقاومة، خاصة عقب تصاعد الهجمات الأخيرة، وتزايد عمليات إطلاق النار، مما يؤكد أن مواقف رؤساء الأجهزة الأمنية الإسرائيلية لا ينبع من حرصهم على تسليح السلطة فقط، بل من إدراكهم أن من يحرّك الأحداث الآن، هم تنظيمات المقاومة، والتخوف من أن انهيار السلطة يعني خلق فراغ سيستمر، وسيسمح لهذه المنظمات بالنمو والتصاعد، بما يتعارض مع مصالح الاحتلال.

وزعمت وسائل إعلام عبرية، أن الاحتلال اشترط عدم استخدام الأسلحة إلا في أنشطة متعلقة بمكافحة "الإرهاب"، وأن يتم استخدامها من بعض الجهات الأمنية في السلطة فقط.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة أسلحة السلطة الفلسطينية الاحتلال نتنياهو غالانت سموتريتش السلطة الفلسطينية نتنياهو أسلحة الاحتلال غالانت صحافة صحافة صحافة تغطيات سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة السلطة الفلسطینیة للسلطة الفلسطینیة فی الائتلاف

إقرأ أيضاً:

رصد لأهم أسباب انحياز اليهود الأمريكيين للرواية الفلسطينية ومعاداة الاحتلال

رغم ما تحظى به دولة الاحتلال من دعم تاريخي من يهود الولايات المتحدة عبر اللوبي الصهيوني، فإن السنوات الأخيرة باتت تشهد معارضة عدد لا بأس به منهم لسياسات الاحتلال، أكثر من ذلك، باتت قطاعات واسعة منهم يدعمون الفلسطينيين بصوت عالٍ، ما أشعل الأضواء الحمراء في صفوف الاحتلال.

وأكّد الكاتب في صحيفة "معاريف" العبرية، ديفيد بن بيست، أننا "شهدنا في العقود الأخيرة تغيراً كبيراً في موقف العديد من اليهود الأميركيين تجاه دولة الاحتلال، بل إن هناك انتقادات قوية لسياسات بين مجموعات معينة منهم، خاصة في سياق الصراع مع الفلسطينيين".

وتابع بن بيست، خلال المقال الذي ترجمته "عربي21": "تثير هذه الظاهرة تساؤلات حادّة حول طبيعة أسباب اغتراب بعض أفراد الجيل اليهودي الأصغر سنّاً تجاه الاحتلال، مع أن بعضها ينبع من الجهل، أو التغيير الأيديولوجي، أو العوامل الثقافية والاجتماعية والسياسية".

الدولة القمعية
وأضاف الكاتب في صحيفة "معاريف" العبرية أنّ: "جزءً كبيراً من اليهود الأمريكيين من الليبراليين ممّن يدعون لقيم المساواة وحقوق الإنسان والعدالة الاجتماعية في بيئة حرّة، ويجدون صعوبة في فهم التعقيد الأمني والوجودي لدولة الاحتلال".

"بالتالي فإن المحتويات التاريخية والسياسية المتعلقة بها تتضاءل لديهم أكثر فأكثر، فيما يتعرض طلابهم في الجامعات الأمريكية لروايات معادية للاحتلال، ومؤيدة للفلسطينيين، من خلال وسائل الإعلام الغربية والأوساط الأكاديمية، حيث يتم تقديم الصراع بين دولة قوية وقمعية وهي إسرائيل، وسكان ضعفاء ومسيطر عليهم وهم الفلسطينيين" بحسب بن بيست.

وتابع: "هؤلاء اليهود الأمريكيين، لاسيما الجيل الشاب منهم، يفتقرون للمعرفة التاريخية المتعمقة الخاصة بأسباب قيام دولة الاحتلال، وتاريخ الصراع مع الفلسطينيين، لأنهم يصنّفون أنفسهم أميركيين ليبراليين، وبعد ذلك بأنهم يهودا".

وأكد أن "الثقافة السياسية الأمريكية التي يتلقاها اليهود هناك تميل لدعم الأقليات وحركات التحرر، ما يعني الانسجام مع الرواية الفلسطينية، التي تقدم نفسها على أنها صراع من أجل التحرر من نير الاحتلال الإسرائيلي، كما يقدم الإعلام الأمريكي هذا الصراع من منظور نقدي تجاه وجهة نظر الاحتلال، ويُظهر صور معاناة الفلسطينيين، مع وجود سياق تاريخي واسع يظهرهم بأنهم ضحايا القمع الإسرائيلي المستمر".

وأشار إلى أن "أقسام العلوم الإنسانية في جامعات الولايات المتحدة، تعتمد مقاربات ما بعد الاستعمار، وتصف إسرائيل بأنها "دولة استعمارية" تضطهد الشعب الفلسطيني، وهو ما يؤكده الصحفيون المؤيدون للفلسطينيين في القنوات التلفزيونية الغربية عبر جلب الكتاب والصحفيين وصناع الرأي من اليهود إلى استوديوهاتها، وهم يقفون بجانب الرواية الفلسطينية، ويصبّون الزيت على نار الكراهية المتفشية تجاه الاحتلال".


شخصيات ومنظمات
أورد الكاتب نفسه، "أسماء بعض الشخصيات اليهودية الأمريكية البارزة في منظمات حقوق الإنسان، الذين لا ينتقدون إسرائيل فحسب، بل يدعون لمقاطعتها، مثل الكاتبة والصحفية نعومي كلاين، والأكاديمي نورمان فينكلشتاين، والصحفي بيتر بينرت، والممثلة الكوميدية سارة سيلفرمان، واللغوي والمفكر نعوم تشومسكي".

وتابع: "بجانب منظمات يهودية مثل "جي ستريت" التي تضغط على يهود أمريكا لاتخاذ مواقف انتقادية تجاه سياسات الاحتلال، وتروّج لحلّ الدولتين، وتعمل بنشاط على الحدّ من المساعدات الأمريكية لإسرائيل خلال الحرب".

وكشف أنه "قبل أسبوعين، حاولت مجموعة من أعضاء مجلس الشيوخ الديمقراطيين بقيادة اليهودي الأمريكي بيرني ساندرز، الحصول على الموافقة على مشروع قانون للحدّ من إمدادات المساعدات الأمريكية لإسرائيل عقب حرب غزة".

وأبرز: "قد صوّت لصالحه 19 عضوًا، ورفضته أغلبية كبيرة، مما أثار معارضة قوية بين معظم المنظمات اليهودية القديمة في الولايات المتحدة".

كذلك، نقل عن نداف تامير الرئيس التنفيذي لمنظمة J Street Israel، دعوته للرئيس الأمريكي المنتخب، دونالد ترامب "للبدء في التحرك ضد أنف بنيامين نتنياهو وحكومته، والاعتراف بالدولة الفلسطينية من جانب واحد".

وتحدث الكاتب عن "المنظمة اليهودية الأمريكية البارزة "الصوت اليهودي من أجل السلام" التي أعلنت عن دعمها للفلسطينيين، وإنهاء الاحتلال، وتأييدها لحركة المقاطعة، وانتقاد دولة الاحتلال الإسرائيلي بشدة، ولها سبعين فرعا في الولايات المتحدة، وميزانيتها أربعة ملايين دولار سنوياً".

وأبرز أنه: "في عام 2018 أدرجت في القائمة السوداء لدولة الاحتلال الإسرائيلي، ومنع أعضاؤها من دخولها، وتعتبر من أهم عشر منظمات مناهضة لإسرائيل في العالم".

وأضاف أن "غالبًا ما يشترك اليهود الأمريكيون في أيديولوجية تقدمية، تؤكد على قيم حقوق الإنسان والعدالة الاجتماعية ومقاومة الاحتلال، ويعتبرون انتقاد إسرائيل جزءً من الشعور بالمسؤولية الأخلاقية لتعزيز القيم العالمية، ويعتقدون أن دعم الفلسطينيين جزء من النضال ضد أخطاء تاريخية أو معاصرة ترتكبها إسرائيل، ويرون أن هذه الانتقادات أداة للتصحيح والتحسين، بل يعتبرون أن "الصهيونية لا تمثل اليهودية".

وأشار أنه "في المظاهرات اليهودية العديدة في جامعات الولايات المتحدة، ترددت مرارا وتكرارا أقوال "من البحر إلى النهر"، أي تدمير دولة الاحتلال الإسرائيلي، وتتبنى الرواية الفلسطينية القائمة على الظلم الذي يرتكبه الاحتلال الإسرائيلي، وعندما يشاهد اليهود الأمريكيون التقارير الإخبارية يصرون على اعتبار إسرائيل مذنبة تماما".

في سياق متصل، أوردت صحيفة "معاريف" العبرية، ما قالت إنها "مفاجآت غير سارة للغاية للإسرائيليين في استطلاع أجراه معهد يوغوف لاستطلاعات الرأي أجراه في أكتوبر 2024".

 كشف الاستطلاع، أن "31 في المئة من الأمريكيين مؤيدون لدولة الاحتلال الإسرائيلي، و30 في المئة مع الفلسطينيين، ومع بعض التخصيص، فقد انخفضت نسبة التأييد لـ"إسرائيل" من مؤيدي الحزب الديمقراطي إلى 15 في المئة، وارتفعت نسبة تأييد الفلسطينيين إلى 26 في المئة، أي أن وضع "إسرائيل" في نظر ناخبي المستقبل الأمريكيين خطير للغاية".


وأضافت في تقرير ترجمته "عربي21" أنه "في الفئة العمرية 18-29 سنة، يظهر أن 18 في المئة فقط من الأمريكيين يؤيدون "إسرائيل"، مقارنة بـ27 في المئة  يؤيدون الفلسطينيين، أما عن الفئة العمرية 30-44 سنة، فقد ظهر أن 27 في المئة  من الأمريكيين يؤيدون "إسرائيل"، و17 في المئة يؤيدون الفلسطينيين".

وأوضح الاستطلاع نفسه، أنّ: "الفجوة الأمريكية في تأييد دولة الاحتلال الإسرائيلي والفلسطينيين تضيق مع مرور السنوات، وبالتالي فمن لديه عينان في رأسه يدرك أن الزمن لا يعمل لصالح "إسرائيل"، بل على العكس، خاصة في أوساط الأمريكيين".

مقالات مشابهة

  • موقع أميركي: الحملة الأمنية للسلطة الفلسطينية حماية للوطن أم لفصل عنصري صهيوني جديد؟
  • رصد لأهم أسباب انحياز اليهود الأمريكيين للرواية الفلسطينية ومعاداة الاحتلال
  • وزير داخلية الحكومة السورية الانتقالية: مهلة زمنية لتسليم الأسلحة الموجودة مع عناصر النظام السابق والأهالي
  • جنين: إطلاق نار كثيف ودوي انفجارات في الأسبوع الثالث من حملة الأجهزة الأمنية الفلسطينية على مخيمها
  • قائد كتيبة جنين للسلطة: سلاحنا موجه للاحتلال وسنستمر في ذلك
  • حماس تدين انتهاكات السلطة الفلسطينية وخطاب التحشيد المجتمعي ضد المقاومة
  • WP: السلطة الفلسطينية تسعى لدور في غزة وتواجه مسلحين في الضفة الغربية
  • يزيد جعايصة.. قيادي في كتيبة جنين قتلته السلطة الفلسطينية
  • اختبار حاسم للعودة لغزة.. السلطة الفلسطينية تكافح لطرد المسلحين من مخيم جنين
  • إقامة 7 بؤر استيطانية غير قانونية بمناطق تخضع للسلطة الفلسطينية في الضفة