مزاعم نقل أسلحة للسلطة الفلسطينية تثير أزمة داخلية في دولة الاحتلال
تاريخ النشر: 14th, September 2023 GMT
أثارت تقرير تتحدث عن نقل أسلحة إلى السلطة الفلسطينية، جدلا واسعا داخل الائتلاف الحاكم في دولة الاحتلال، الأمر الذي دفع بنيامين نتنياهو بإصدار قرار جديد يتعلق بالقرارات التي اتخذتها الحكومة الإسرائيلية السابقة.
وزعمت تقارير إعلامية إسرائيلية، أنه جرى نقل معدات من قواعد الجيش الأمريكي في الأردن إلى السلطة الفلسطينية، ومرت عبر معبر اللنبي بموافقة إسرائيلية.
وذكرت إذاعة الجيش، أن الشحنة تضمنت ما لا يقل عن 1500 قطعة سلاح، وبعض بنادق إم 16 الموجهة بالليزر وبعض بنادق "الكلاشينكوف".
وأثارت القضية جدلا داخليا في دولة الاحتلال، الأمر الذي دفع وزارة الخارجية الأمريكية للإعلان أنها "لا تقوم بتزويد قوات الأمن الفلسطينية بالأسلحة والذخائر الفتاكة، داعية إسرائيل والسلطة الفلسطينية لتعزيز التعاون الأمني".
وقال باراك رافيد المراسل السياسي لموقع "ويللا" إن "موافقة الحكومة الاسرائيلية على قرار الولايات المتحدة بنقل مركبات مدرعة وأسلحة لقوات الأمن الفلسطينية عبر الأردن، تسببت بأزمة داخلية، دفعت رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الحرب يوآف غالانت لإصدار نفي لاتهامات شركائهم في الائتلاف بأنهم يسلّحون السلطة الفلسطينية، وصدور ردود فعل غاضبة من وزراء اليمين المتطرف في الحكومة، مما قد يقوض استقرارها".
وأضاف في تقرير ترجمته "عربي21" أن "نتنياهو أصدر تعليماته لمجلس الأمن القومي بأن يعرض على المجلس الوزاري السياسي الأمني جميع القرارات التي اتخذتها الحكومة السابقة فيما يتعلق بدعم السلطة الفلسطينية".
وزعم نتنياهو أن قرار نقل الناقلات المدرعة اتخذ العام الماضي من قبل حكومة بينيت- لابيد، التي نفت أوساطها هذه الاتهامات، لكن الحكومة الحالية الموجودة في السلطة منذ تسعة أشهر اختارت عدم إجراء أي تغييرات على القرار.
وشنت الأوساط اليمينية في الائتلاف هجوما على الحكومة، وأعلن وزير المالية بتسلئيل سموتريتش عن إجراء مشاورة سياسية "عاجلة" في ضوء غضبه من قرار الحكومة، لأنه لم يكن على علم بهذه الخطوة، زاعما أن إجراءات تسليح السلطة الفلسطينية يعني إحياءً لاتفاقات أوسلو.
فيما حذر وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، أن نقل الأسلحة للسلطة إجراء خاطئ، وسيكون له عواقب، مطالبا نتنياهو بأنه إذا اعتزم تقويض حكومة أوسلو2، فيرجى إبلاغ الوزراء والجمهور.
ووزع نتنياهو شريط فيديو زعم فيه أنه منذ تشكيل الحكومة لم ينقل أي أسلحة، للسلطة الفلسطينية، وما جرى هو تنفيذ قرار اتخذه وزير الجيش السابق بيني غانتس في حكومة بينيت- لابيد في يناير 2022، بنقل عربات مدرّعة بدلا من عربات أخرى عفا عليها الزمن.
وكذلك نفى وزير الأمن يوآف غالانت هذه التقارير، وادعى مكتبه أنه منذ توليه منصبه، لم ينقل أسلحة فتاكة للسلطة الفلسطينية".
يارون أبراهام مراسل القناة 12، أكد أن "الأوساط الحزبية اليمينية في الائتلاف شنت هجوماً على الحكومة، حيث أعلن
من جهته، وجه وزير الزراعة آفي ديختر، وهو عضو الكابينت السياسي الأمني "رسالة لشركائه في الائتلاف بضرورة التحقق من المعلومات قبل صبّ جام غضبهم على الحكومة، مشيرا الى إمكانية تبادل الأدوات المحمية مع السلطة الفلسطينية لأداء احتياجات معينة، كجزء من سياسة الحكومة في الحفاظ على ما هو سيء، وعدم الغوص في الأسوأ.
ورغم ما تبديه حكومة الاحتلال من استعداء متكرر للسلطة الفلسطينية، لكن موافقتها على تسليم هذه الأسلحة لأجهزتها الأمنية إنما تسعى لتحقيق مصالحها في ملاحقة المقاومة، خاصة عقب تصاعد الهجمات الأخيرة، وتزايد عمليات إطلاق النار، مما يؤكد أن مواقف رؤساء الأجهزة الأمنية الإسرائيلية لا ينبع من حرصهم على تسليح السلطة فقط، بل من إدراكهم أن من يحرّك الأحداث الآن، هم تنظيمات المقاومة، والتخوف من أن انهيار السلطة يعني خلق فراغ سيستمر، وسيسمح لهذه المنظمات بالنمو والتصاعد، بما يتعارض مع مصالح الاحتلال.
وزعمت وسائل إعلام عبرية، أن الاحتلال اشترط عدم استخدام الأسلحة إلا في أنشطة متعلقة بمكافحة "الإرهاب"، وأن يتم استخدامها من بعض الجهات الأمنية في السلطة فقط.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة أسلحة السلطة الفلسطينية الاحتلال نتنياهو غالانت سموتريتش السلطة الفلسطينية نتنياهو أسلحة الاحتلال غالانت صحافة صحافة صحافة تغطيات سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة السلطة الفلسطینیة للسلطة الفلسطینیة فی الائتلاف
إقرأ أيضاً:
حملة مشبوهة ضد المقاومة بغزة.. من يقودها ومن المستفيد؟
الثورة / متابعات
في ظل العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة منذ أكثر من 18 شهرًا، شهدت الساحة الفلسطينية محاولات منظمة لتحريض الرأي العام ضد المقاومة ومحاولة زعزعة الحاضنة الشعبية.
وتأتي هذه الحملات التي يقودها الاحتلال وتنخرط فيها أطراف محسوبة على السلطة الفلسطينية وحركة فتح، التي غابت عن المشهد طوال فترة الحرب، ثم عادت لتوظيف أدواتها الإعلامية في تحريض الشعب الفلسطيني ضد فصائل المقاومة، في تماهِ واضح مع الخطاب الإسرائيلي. فكيف تفسَّر هذه المحاولات؟ ومن المستفيد منها؟
تحريض إعلامي متماهِ مع الاحتلال
منذ انطلاق عملية “طوفان الأقصى”، كثفت جهات في حركة فتح والسلطة هجماتها الإعلامية على المقاومة، متجاهلة الجرائم الإسرائيلية المستمرة بحق الفلسطينيين.
المثير للدهشة أن هذا الخطاب يتناغم بشكل كبير مع التصريحات الإسرائيلية، حيث استغل رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو التظاهرات الشعبية في غزة ليزعم أنها دليل على نجاح سياسات إسرائيل، كما دعا وزير الحرب الإسرائيلي يسرائيل كاتس سكان القطاع للخروج في مظاهرات ضد حماس.
وانطلقت قبل يومين تظاهرة في شمال غزة نادت لوقف الحرب والإبادة، وسرعان ما دخل على خطها مجموعة من الأفراد الذين رددوا هتافات مسيئة للمقاومة والشهداء الأبطال.
وأفردت القنوات العبرية وقنوات موالية لها مساحات واسعة للتغطية الإعلامية لحملات التحريض ضد المقاومة، واستضافت شخصيات محسوبة على فتح وأعطتها منصة للهجوم على حماس والمقاومة وتبرير إبادة الاحتلال، وهو ما يؤكد استغلال الاحتلال لهذه الأحداث لمحاولة تفجير الجبهة الداخلية في غزة.
وعمل هاربون من غزة، على تأجيج التحريض ونشر فيديوهات مفبركة لتظاهرات قديمة وضخ دعوات لتظاهرات جديدة كان اللافت أنها تجاهر بأنها ضد المقاومة وتتجاهل أصل السبب في الإبادة المستمرة منذ 18 شهرًا.
استغلال المعاناة لضرب وحدة الصف الفلسطيني
يرى مراقبون أن السلطة الفلسطينية تحاول توجيه الغضب الشعبي الناتج عن العدوان الإسرائيلي نحو المقاومة بدلاً من تحميل الاحتلال المسؤولية الحقيقية عن الكارثة الإنسانية التي يواجهها الفلسطينيون.
وفي هذا السياق، يؤكد المحلل السياسي ذو الفقار سويرجو أن الشعب الفلسطيني أصبح أكثر وعيًا بهذه المحاولات، مشيرًا إلى أن الاحتجاجات في غزة لم تكن رفضًا للمقاومة، بل صرخة غضب من المعاناة المتفاقمة بسبب الحرب.
وأضاف سويرجو في تصريح صحفي أن محاولة السلطة استغلال هذه الاحتجاجات للتحريض ضد المقاومة ستفشل، لأنها تتجاهل حقيقة أن الاحتلال هو من يمارس القتل والتدمير، مؤكدًا أن الأولى بفتح والسلطة توجيه هجومها نحو حكومة الاحتلال، بدلاً من تأجيج الخلافات الداخلية.
دور الإعلام الإسرائيلي في التحريض
وكشف الصحفي الإسرائيلي هاليل روزين، من القناة الـ14 العبرية، أن حكومة الاحتلال تراهن على الضغوط الداخلية في قطاع غزة كبديل عن الحرب البرية.
ويرى مراقبون أن هذه الاستراتيجية تهدف إلى إشعال الانقسام الداخلي الفلسطيني، لإضعاف المقاومة وتهيئة الأجواء لأي ترتيبات سياسية مستقبلية تخدم المصالح الإسرائيلية.
مواقف فلسطينية ترفض التحريض
من جانبه، أدان القيادي الوطني عمر عساف محاولات “الاستغلال الرخيص” لمعاناة سكان غزة، مؤكدًا أن الإعلام الإسرائيلي وأذرعه يحاولون تأجيج الشارع الفلسطيني لضرب وحدة الصف الوطني.
وأضاف عساف أن الشعب الفلسطيني مُجمِع على خيار المقاومة، وأن أي محاولات لتحريضه ضدها لن تنجح، لأن الجميع يدرك أن الاحتلال هو العدو الحقيقي، وأن أي محاولات داخلية لضرب المقاومة تصب فقط في مصلحة إسرائيل.
وفي ظل استمرار العدوان الإسرائيلي، تحاول بعض الأطراف الداخلية استغلال معاناة الشعب الفلسطيني في غزة لضرب المقاومة وتشويه صورتها.
لكن الوعي الشعبي الفلسطيني يبقى الحاجز الأكبر أمام هذه المخططات، حيث يدرك الفلسطينيون أن الاحتلال هو العدو الحقيقي، وأن وحدة الصف هي السلاح الأقوى في مواجهة الجرائم الإسرائيلية.
أوسع من التنسيق الأمني
في الأثناء، قال الكاتب الصحفي عبدالرحمن يونس إن محاولات السلطة الفلسطينية وحركة فتح لتأجيج الرأي العام في غزة ضد المقاومة تأتي في سياق أوسع من التنسيق الأمني والسياسي مع الاحتلال الإسرائيلي، مشيرًا إلى أن هذه التحركات ليست جديدة، لكنها باتت أكثر وضوحًا في ظل العدوان الإسرائيلي المستمر.
وأضاف يونس أن “السلطة غابت عن المشهد الفلسطيني طوال فترة الحرب، ولم تقدم أي دعم حقيقي لأهالي غزة، لكنها اليوم تعود فقط لتحريض الشارع ضد المقاومة، متناسية أن الاحتلال هو من يمارس الإبادة بحق الفلسطينيين.”
وأشار إلى أن الإعلام العبري يروج لهذه الحملات التحريضية، مما يؤكد وجود تماهي بين الخطاب الإعلامي للسلطة وخطاب الاحتلال، موضحًا أن “نتنياهو نفسه استشهد بالاحتجاجات في غزة ليبرر استمرار الحرب، وهذا دليل على أن هناك من يخدم الأجندة الإسرائيلية من الداخل الفلسطيني.”
وأكد يونس أن “الشعب الفلسطيني يدرك تمامًا هذه الألاعيب السياسية، ولن يقع في فخ تحميل المقاومة مسؤولية ما يجري، لأن الاحتلال هو العدو الأول والأخير، والمقاومة هي الخيار الوحيد أمام شعب يتعرض للقتل والدمار منذ عقود.”
وختم بقوله: “السلطة بدلًا من أن توجه سهامها نحو الاحتلال، تهاجم المقاومة وتروج لرواية الاحتلال، وهذا سقوط سياسي وأخلاقي ستكون له تبعات على المشهد الفلسطيني برمته.”