دعا عضو الأمانة العامة للإتحاد العالمي لعلماء المسلمين الكاتب والباحث الليبي في شؤون الفكر الإسلامي، علي الصلابي، الليبيين إلى مزيد من الصبر والتلاحم في مواجهة تداعيات الإعصار والفيضانات التي أودت بحياة الآلاف من الليبيين، واحتساب الضحايا عند الله من الشهداء.

وأكد الصلابي في حديث مع "عربي21"، أن ما جرى لليبيا هي جزء من قضاء الله وقدره، لكن ذلك لا يمنع من لفت الانتباه إلى قصور الآداء الحكومي عن القيام بواجباته في تأمين حياة الناس وحمايتهم عند الكوارث والملمات.



وقال: "لم يكن غريبا على الليبيين حجم التضامن الشعبي في مواجهة تداعيات الفيضانات، ولا حتى حجم التضامن الدولي العربي والإسلامي وحتى الإنساني، فهذه فطرة الله التي فطر الناس عليها، وهو ما يخفف جزءا من المصاب، وإن كان الليبيون وهم مسلمون يؤمنون بالله واليوم والآخر والقضاء والقدر خيره وشره، يعلمون علم اليقين أن ضحايا السيول هم إن شاء الله وفق حديث للرسول عليه الصلاة والسلام من الشهداء".

وأضاف: "هذه المشاعر والقناعات التي أبان عنها الليبيون بصور غاية في الإنسانية، لا يجب أن تخفي علينا المدخل الحقيقي لمعالجة هذه القضايا، وهي ضرورة ليس فقط المحاسبة ومتابعة المسؤولين عن التقصير في هذه القضايا، وإنما في وجود حكومة وطنية واحدة تضطلع بمهام إدارة الشأن العام، وتحظى بقبول الليبيين وتمثلهم تمثيلا حقيقيا".

ورأى الصلابي أن ما بعد السيول والفيضانات في ليبيا لن يكون كما قبلها، وقال: "ربما سيكون من الأفضل لتلك الأجسام السياسية الهزيلة التي ظلت تسيطر على المشهد الليبي طيلة الأعوام الماضية، أن تنسحب بهدوء وبأسرع ما يمكن، من أجل أن تفتح الباب لليبيين كي يختاروا من يحكمهم ويلملموا جراحهم، ويبنوا وطنهم الواحد الموحد".

وأضاف: "لقد وحدت كارثة الفيضانات الليبيين، وأزالت الجثث المترامية في كل مكان من المدن المنكوبة الليبيين بمختلف توجهاتهم الفكرلاية والسياسية وانتماءاتهم القبلية، وهذا معطى مهم للغاية، لكنه ليس كافيا، إذ يجب أن يتوحدوا من أجل إنقاذ حياة من تبقوا أحياء من الليبيين عبر تمكينهم من بناء دولتهم المدنية وفق أسس ديمقراطية شفافة، تماما مثلما توحدوا في نجدة الغرقى من الأموات.. فالموتى هم اليوم بين يدي رب كريم ونعدهم من الشهداء إن شاء الله ونسأل لهم الرحمة والرضوان، أما الأحياء فيستحقون العيش بكرامة، وأن يتوحدوا خلف حكومة واحدة شفافة وصادقة معترف بها دوليا لخدمة شعبها ودولته"، وفق تعبيره.

والأحد الماضي، اجتاح الإعصار المتوسطي "دانيال" عدة مناطق شرقي ليبيا أبرزها مدن بنغازي والبيضاء والمرج بالإضافة إلى سوسة ودرنة.

وتشير تقارير من ليبيا إلى أن نحو 8 بالمئة من سكان مدينة درنة الليبية قتلوا أو فقدوا في الفيضانات، وربع أحيائها مسح من الخريطة، في معدل غير مسبوق لا مغاربيا ولا عربيا ولا حتى عالميا في القرن الواحد والعشرين.

ويكشف هذا الرقم حجم الكارثة التي وقعت في درنة (1350 كلم شرق طرابلس) التي فاقت مأساة فيضانات باب الوادي بالجزائر في 2001، وكانت الأكبر مغاربيا منذ مطلع القرن الواحد والعشرين، بل وحتى فيضانات الهند في 2013، التي قتل خلالها آلاف البشر.

فإعصار دانيال الذي ضرب شرقي ليبيا في 10 سبتمبر/أيلول الجاري، تسبب في مقتل ما لا يقل عن 6 آلاف شخص، وفُقدان نحو 10 آلاف آخرين في مدينة يقدر عدد سكانها بنحو 200 ألف نسمة، نزح أكثر من 36 ألف شخص، وفق أرقام رسمية أولية.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية الضحايا الفيضانات ليبيا ليبيا تصريحات ضحايا فيضانات تغطيات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

إحياء ذكرى الشهداء في مغرب عنس بفعالية خطابية

يمانيون../
نُظمّت في مديرية مغرب عنس بمحافظة ذمار اليوم، فعالية خطابية بالذكرى السنوية للشهيد للعام 1446هـ.

وفي الفعالية التي حضرها مدير المديرية علي الكبسي، أشار رئيس المحكمة الابتدائية بالمديرية القاضي محمد الشيعاني، إلى أن أحياء الذكرى السنوية للشهيد يعزّز من المسارات التوعوية والتعبوية والتربوية والروح الجهادية.

وأكد أهمية الذكرى في استحضار الدروس من تضحيات الشهداء الذين جادوا بأنفسهم في سبيل الله والتحرر من قوى الطاغوت والاستكبار، واقتفاء مآثرهم البطولية وعطائهم في مواجهة طواغيت الكفر والنفاق.

بدوره أشار نائب مدير فرع هيئة رعاية الشهداء زيد علي الموشكي، إلى أهمية التفاعل مع هذه المناسبة لما تحمله من معاني دينية وأخلاقية وإنسانية تكريمًا للشهداء العظماء الذين جعلوا أرواحهم مترسًا للنصر ومعراجًا للشهادة في سبيل الله، والدفاع عن الوطن.

فيما أكد نائب مسؤول التعبئة زيد يحيى الموشكي، أهمية إقامة الفعاليات والأنشطة الخاصة بهذه الذكرى التي تمثل محطة لاستلهام الدروس من مواقف وتضحيات الشهداء والسير على دربهم لمواجهة أعداء الأمة المتمثل بأمريكا وإسرائيل وداعميهم من دول الغرب.

ولفت إلى أهمية ترسيخ ثقافة الجهاد والاستشهاد في سبيل الله للدفاع عن الدين والوطن، والانتصار لقضايا الأمة وفي المقدمة القضية الفلسطينية، مبينًا أن الوفاء للشهداء يتجّسد من خلال الاهتمام بأبنائهم وأسرهم وتلمس احتياجاتهم.

تخللت الفعالية، بحضور أمين محلي المديرية عبدالولي العفيري وقيادات تنفيذية وتعبوية والصحية وتربوية وأمنية وشخصيات اجتماعية، قصيدة شعرية معبرة.

مقالات مشابهة

  • يسري نصرالله يعلق على فيلم "الهوى سلطان" ويوجه رسالة لـ أبطال العمل
  • أربعينية مقتل حسن نصرالله.. خامنئي يعلق وسط تفاعل
  • شلقم: موسوليني قتل الليبيين من أجل استعادة عظمة روما
  • الشهادة الجائزة الربانية الكبرى
  • إحياء ذكرى الشهداء في مغرب عنس بفعالية خطابية
  • لن نترُكَ الرايات
  • فعالية خطابية في الحداء بالذكرى السنوية للشهيد
  • خارجية الدبيبة تتابع أوضاع الليبيين الموقوفين في جمهورية مالطا
  • دانيال كريج يطالب نتفليكس بمد عرض "Knives Out 3" في السينمات
  • مدرب ليفربول يعلق على تدوينة محمد صلاح التي أثارت تكهنات حول مستقبله