نفت وزارة التجهيز والماء تضرر بعض السدود بإقليم الحوز جراء الزلزال الذي شهدته عدة مناطق بالمملكة، يوم الجمعة الماضي، لا سيما سدود لالا تاكركوست، ويعقوب المنصور، وأبو العباس السبتي، مؤكدة أن السدود المذكورة توجد في حالة جيدة وتضطلع بوظائفها بشكل عادي.

وأوضحت الوزارة، في بلاغ لها، اليوم الخميس، أنه “على إثر تداول بعض الأخبار، عبر شبكات التواصل الاجتماعي، حول تضرر بعض السدود بإقليم الحوز من الزلزال الذي شهدته بلادنا يوم 8 شتنبر 2023، لا سيما سد لالا تاكركوست، وسد يعقوب المنصور، وسد ابو العباس السبتي، تنهي وزارة التجهيز والماء إلى علم جميع المواطنات والمواطنين أن هذه الأخبار غير صحيحة، وتؤكد أن السدود المذكورة توجد في حالة جيدة وتضطلع بوظائفها بشكل عادي”.

كما أبرزت وزارة التجهيز والماء أنها قامت، ابتداء من ليلة 8 شتنبر 2023، بمراقبة جميع سدود المملكة، سواء التي توجد في طور الاستغلال أو تلك التي توجد قيد الإنجاز، حيث تبين أن هذه المنشآت المائية لم يلحقها أي ضرر نتيجة الزلزال.

وشددت على أنه تتم مواصلة تتبع حالة جميع سدود المملكة بصفة مستمرة من طرف خلية التتبع على المستوى المركزي بالمديرية العامة لهندسة المياه، وكذا عبر فرق تقنية تابعة لوكالات الأحواض المائية، مدعمة بخبراء من مكاتب الدراسات، مؤكدة أنه “إلى حد الآن لم يتم تسجيل أي خلل على مستوى أي سد عبر التراب الوطني”.

وأهابت وزارة التجهيز والماء بجميع المواطنات والمواطنين تحري الدقة والمصداقية في ما يتم تداوله من أخبار حول تداعيات الزلزال.

المصدر: مراكش الان

كلمات دلالية: وزارة التجهیز والماء

إقرأ أيضاً:

مشاهد لا توجد إلا في غزة الصامدة

ما حصل خلال اليوم الأول من دخول اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل والمقاومة يعتبر بكل المقاييس "حدثا تاريخيا"، رغم حجم الدمار واتساع رقعة القتل. وفي هذا السياق لا يمكن إنكار حالة اليأس التي خيمت على الغزاويين، خاصة خلال الأسابيع الأخيرة، نظرا لحجم المتاعب والمخاطر التي تعرضوا لها. لكن رغم ذلك، بقي في وجدانهم أمل يداعبهم بأن الله لن يتخلى عنهم. فما هي مصادر هذا الأمل الذي يشبه الوقود الذي جعلهم يعتقدون بأن لحظة الفرج قادمة؟

يتمثل العامل الأول في الذخيرة الإيمانية التي يتمتع بها عموم أهل غزة. هذا عامل قد يقلل البعض من أهميته في التحليل السياسي والاستراتيجي، تجنبا للدخول في خطاب غيبي. لكن عندما تجد شعبا أعزل يواجه حملة تدمير رهيبة من قبل جيش بلا قلب ولا عقل، فماذا يمكن أن تقدم للمدنيين في قلب المعركة سوى الصبر والاعتماد على الذات وتذكيرهم بأن الله معهم ولن يخذلهم؟

الجانب السيكولوجي يلعب دورا كبيرا، خاصة خلال الأزمات الكبرى والقاسية، هو الذي يميز شخصا عن آخر وشعبا عن شعب
وقد كشفت أيام الحرب ولياليها لجوء هؤلاء رجالا ونساء وشيوخا إلى الله طالبين اللطف والحماية؛ سلاحهم الوحيد كان ولا يزال هو مزيد التمسك بخالقهم القادر على إنقاذهم، وهو ما جعلهم مضرب الأمثال في العالم، حتى أن بعض حاخامات اليهود يفسرون صمود الفلسطينيين بشدة إيمانهم بمصيرهم الذي لن يخرج عن احتمالين، إما الموت والشهادة، فيكون نصيبهم الجنة أو النصر. هذا الإيمان العميق والعجيب يفسر الأخبار التي تناقلتها وسائل التواصل الاجتماعي، مما دفع بالعديد من الغربيين ليعلنوا إسلامهم -خاصة في أوساط النساء- بعد اطلاعهم على الكيفية التي تقبّل بها الغزاويون والغزاويات استشهاد أبنائهم وأزواجهم بطريقة فيها ألم كبير وحزن، ولكن فيه أيضا بعد غيبي عميق إلا من له استعداد لإدراك ذلك. فالجانب السيكولوجي يلعب دورا كبيرا، خاصة خلال الأزمات الكبرى والقاسية، هو الذي يميز شخصا عن آخر وشعبا عن شعب.

أما العامل الثاني فيتعلق بالبناء الأسري للعائلة الفلسطينية. هناك حالة من ارتباط الأبناء بآبائهم وأمهاتهم، وهو من ثمرات التربية المعتمدة بين الأجيال؛ قدرة على الكلام المشحون بالقيم والشجاعة والوفاء والتعلم. لهذا تجد الطفل يخاطب العالم بلغة تتجاوز سنه وتجربته في الحياة؛ طحنته المآسي والحروب، فسرّعت في عمره، وحملته مسؤوليات أحيانا فوق طاقته، وجعلته يواجه الحياة في قسوتها الشديدة قبل أن يصلب عوده؛ بعضهم يصاب بالارتجاج، ويصبح عرضة للأمراض النفسية الخطيرة، لكن الكثير منهم يتمتعون بقدرة عالية على التحمل والتجاوز.

لا شك في أن الرعب اليومي الذي عاشه سكان غزة قد خلّف آلاف الإصابات الجسدية والنفسية، خاصة في صفوف الأطفال، لكن ذلك زاد في تعزيز العلاقات الأسرية وعمق حالة التضامن بين الفلسطينيين.

صراع عسكري يعتمد على استعراض المادية، يقابله صراع مشاعر ورغبة في الحياة والبقاء والانتصار. والبقاء في مثل هذه المعركة ليست لمن هو أكثر سلاحا وفتكا، بل لمن يؤمن بأنه الأحق والأجدر بالبقاء على أرضه والتمتع بكرامته
العامل الثالث له علاقة بالعاملين السابقين، ويتمثل في ارتفاع نسبة التطوع والتضحية في صفوف الفلسطينيين، خاصة بين الشباب. هناك وعي مرتفع جدا بأهمية مساعدة الآخرين، والتضحية بالنفس إن لزم الأمر. والمجتمع الذي له هذا الفائض من الأفراد المستعدين لتسخير أنفسهم من أجل إسعاد الآخرين والتخفيف من آلامهم وأحزانهم، هو مجتمع يملك سلاحا استراتيجيا لا يملكه الآخرون، بمن في ذلك أعداؤهم.

ولعل العامل الرابع في هذا السياق، يتعلق بإرادة التحدي. فخطة السابع من تشرين الأول/ أكتوبر كسرت الحاجز النفسي الذي كان يفصل الفلسطينيين عن سجانيهم. وعندما أعلن نتنياهو عن أهداف الحرب التي ستشنها حكومته، تولدت في تلك اللحظة الإرادة المضادة. وانطلق منذ تلك اللحظتين صراع عسكري يعتمد على استعراض المادية، يقابله صراع مشاعر ورغبة في الحياة والبقاء والانتصار. والبقاء في مثل هذه المعركة ليست لمن هو أكثر سلاحا وفتكا، بل لمن يؤمن بأنه الأحق والأجدر بالبقاء على أرضه والتمتع بكرامته.

هذه بعض عناصر البنية النفسية لسكان غزة التي جعلتهم يرفضون التخلي عن أرضهم ومنازلهم بعد هدمها، ويترفعون عن الوعود التي قدمت لهم كتعويضات لهم في حال مغادرتهم الحدود التي تفصلهم عن بقية العالم. لهذا لم يكن مفاجئا أن يواصلوا التحدي، من خلال الالتفاف حول المقاومة، والانخراط فيها بقوة، والانضباط لتعليمات مؤسساتها المختلفة بما في ذلك المؤسسة الشرطية والمدنية. فكانت تلك الجموع التي ظهرت فجأة في قلب غزة المدمرة، وتلك المشاركة الشعبية الواسعة في عملية تسليم الأسيرات الثلاث.. مشهد لا يوجد إلا في غزة الصامدة.

مقالات مشابهة

  • توزيع مناهج المرحلة الابتدائية الفصل الدراسي الثاني جميع المواد
  • محافظة البحيرة تبدء في التجهيز لمعرض أهلًا رمضان
  • عمالة الحوز: إزالة أكثر من 4.6 مليون متر مكعب من ركام الزلزال لإعادة الإعمار
  • ‏وزارة الصحة الفلسطينية: قتيلان و25 جريحا من جراء الهجوم الإسرائيلي على مخيم جنين
  • سلطات الحوز تقدم حصيلة إزاحة ركام الزلزال
  • المفتشية العامة للإدارة الترابية تحقق في بلوكاج أمزميز
  • اعتقال رئيس جماعة بإقليم شيشاوة
  • وزارة الداخلية تنفي تشاجر ضابط بمحطة وقود
  • مشاهد لا توجد إلا في غزة الصامدة
  • الكويت تنفي أنباء تدهور الحالة الصحية لـ سلمان الخالدي