يواجه القطاع التعليمي في البحرين تحديات جمة، أبرزها يتعلق نقص المتخصصين في العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، علاوة على إمكانية تأثير العوامل الاقتصادية على توزيع الموارد التعليمية، مما يؤثر على جودة التعليم بمناطق معينة، وهنا يمكن للذكاء الاصطناعي وخاصة نماذج اللغات الكبيرة، أن يضع الأساس لإطار تعليمي أكثر انسجاما وفعالية من الناحية التكنولوجية في المملكة الخليجية.

ما سبق كان خلاصة تقرير كتبه أمين التاجر، وهو الرئيس التنفيذي لشركة INFINITEWARE، وهي شركة ذكاء اصطناعي عالمية لها عملاء كبار مثل "أرامكو" السعودية، وخبير مطور لدى Google في التعلم الآلي، ونشره "معهد دول الخليج العربية في واشنطن".

نقص المتخصصين

وفيما يتعلق بنقص المتخصصين، يقول التاجر إن نماذج اللغات الكبيرة، وهي أحد فروع الذكاء الاصطناعي، بالقدرة على تقديم التعلم المخصص، وتلبية متطلبات الطلاب الفردية، والتأكد من بقاء الطلاب على المسار الصحيح مع التقدم العالمي في العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات.

اقرأ أيضاً

لن يستولي عليها.. الذكاء الاصطناعي سيعزز الوظائف في الدول النامية

ويعتبر أن تبني مثل هذه الابتكارات لن يؤدي فقط إلى سد الفجوة القائمة، بل سيضع أيضًا الأساس لإطار تعليمي أكثر انسجامًا وفعالية من الناحية التكنولوجية في البحرين، وفقا لما ترجمه "الخليج الجديد".

وتواجه البحرين، مثل العديد من البلدان، تحديات معقدة في نظامها التعليمي. على سبيل المثال، يمكن للفصول الدراسية، على الرغم من تنوعها، أن تعكس أحيانًا الروايات الثقافية السائدة، مما قد يؤدي إلى تضييق نطاق وجهات النظر التي يتعرض لها الطلاب.

تحديات أخرى

يمكن أيضا للعوامل الاقتصادية، حتى في دولة مزدهرة مثل البحرين، أن تؤثر في بعض الأحيان على توزيع الموارد التعليمية، مما يؤثر على جودة التعليم في مناطق معينة. من دواعي القلق الكبيرة بالنسبة للبحرين هو الانخفاض المحتمل في جودة التعليم عندما يدخل الأفراد التدريس في المقام الأول لأسباب مالية وليس لشغف حقيقي.

ومن هنا، يقول الكاتب، إن أساليب التدريس التقليدية، التي تؤكد على الأساليب الموحدة التي تتمحور حول مجرد نقل المعلومات، قد لا تقوم بإعداد الطلاب بشكل كامل لمواجهة التحديات العالمية الحالية أو تلبية الاحتياجات المتنوعة لطلاب البحرين بشكل مستدام.

اقرأ أيضاً

عبر البحرين.. شركة إسرائيلية توظف تقنياتها السحابية في السعودية

ومن خلال استيعاب تفضيلات التعلم الفردية، وتوفير قواعد معرفية متنوعة، وتشجيع التعلم النشط الذي يركز على المهارات، يمكن للذكاء الاصطناعي ونماذج اللغة الكبيرة أن تعالج العديد من التحديات في نظام التعليم في البحرين، مما يوفر تعليمًا أكثر تخصيصًا وفعالية وشمولًا يمكنه حتى إنتاج محتوى في بيئة الطالب، وفقا للتقرير.

GPT-4

ويقول الكاتب إن نماذج اللغات الكبيرة، مثل GPT-4، تتمتع بقدرة لا مثيل لها على إنشاء نص يذكرنا بالمدخلات البشرية، لكن الأهم من ذلك هو أن قوتهم تكمن في قدرتهم على فهم الفروق اللغوية والثقافية الدقيقة.

وتقدم النماذج اللغوية الكبيرة بديلا قويا لأساليب التدريس التقليدية، وتعالج القيود التي تفرضها الموارد الرقمية الأخرى، مثل الدورات التدريبية المفتوحة الضخمة عبر الإنترنت. على الرغم من أن مثل هذه الدورات لها قيمة، إلا أنها تخدم عادةً جمهورًا واسعًا، في حين تقدم نماذج اللغات الكبيرة تعليقات ديناميكية مخصصة للإجابة على أسئلة الطالب الفردية.

يعد هذا النهج المصمم خصيصًا أمرًا بالغ الأهمية في المشهد التعليمي متعدد الأوجه في البحرين ويمكن أن يساعد في خلق مساحة تشجع على المشاركة النشطة وتزيد من الفهم، كما يقول الكاتب.

وعلى الرغم من أن نماذج اللغات الكبيرة ترتبط بشكل أساسي بالنص، إلا أنها يمكن أن تعمل عبر المحتوى الصوتي والفيديو والمحتوى المرئي، وهذا التنوع – بحسب الكاتب - مناسب تمامًا للطبيعة الشاملة للتعلم البشري ويمكن أن يعزز تدريس موضوعات مثل التاريخ والثقافة البحرينية، مما يجعلها أكثر جاذبية للمتعلمين.

اقرأ أيضاً

البحرين.. تغيير المناهج الدراسية لصالح التطبيع يفجر غضبا ويجبر ولي العهد على التراجع

حواجز الموقع

ويقول الكاتب إنه يمكن للحواجز المتعلقة بالموقع أو العوامل الاجتماعية والاقتصادية أو الموارد أن تحد في بعض الأحيان من الوصول إلى التعلم عالي الجودة.

وتوفر النماذج اللغوية الكبيرة حلاً محتملاً لمعالجة هذه الفوارق، وتعزيز بيئة تعليمية أكثر إنصافًا. على سبيل المثال، بالنسبة لطالب في قرية بحرينية نائية لا يستطيع الوصول إلى مدرسين خبراء أو محترف في المنامة، ويبحث عن سبل للتطوير المهني خارج العمل، يمكن أن تكون نماذج اللغة الكبيرة بمثابة معلمين موجهين بالذكاء الاصطناعي مصبوبين لأساليب التعلم المتنوعة.

ويختم الكاتب تقريره بالقول إنه بينما تدرس البحرين مزايا دمج هذه النماذج في نظامها التعليمي، فمن الضروري التأكد من أن المحتوى الذي تنتجه يتوافق مع المبادئ الثقافية والتاريخية والتعليمية في البحرين. في حين أن المزايا المحتملة هائلة، إلا أن هناك حاجة إلى الضبط الدقيق والإشراف لتسخير الفوائد الحقيقية لنماذج اللغات الكبيرة في الساحة التعليمية في البحرين.

المصدر | أمين التاجر / معهد دول الخليج العربية في واشنطن - ترجمة وتحرير الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: التعليم في البحرين الذكاء الاصطناعي جي بي تي فی البحرین یمکن أن

إقرأ أيضاً:

دراسة: الذكاء الاصطناعي قادر على الخداع

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

أظهرت دراسة أجرتها شركة تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي الأمريكية أنثروبيك أن نماذج الذكاء الاصطناعي تستطيع خداع المطورين وإبداء وجهات نظر مختلفة خلال تدريبها وفقا لما نشرته مجلة تك كرانش المتخصصة فى هذا المجال .

كشف فريق البحث إنه لا يوجد سبب للشعور بالفزع حاليا في حين أن دراستهم يمكن أن تكون حيوية في فهم المخاطر المحتملة التي تنطوي عليها أنظمة الذكاء الاصطناعي المستقبلية ذات القدرات الأعلى.

ولهذا يجب النظر إلى تلك النتائج كمحفز لمجتمع أبحاث الذكاء الاصطناعي من أجل دراسة هذا السلوك بصورة أعمق والعمل على تطوير إجراءات الأمن والسلامة المناسبة بعد أن أصبحت نماذج الذكاء الاصطناعي أقوى وأكثر انتشارا نحتاج إلى التحلي بالقدرة على الاعتماد على التدريب الآمن لها والذي يمنع النماذج من القيام بتصرفات ضارة.

تمت الدراسة بالتعاون مع مؤسسة ريد وود ريسيرش لأبحاث الذكاء الاصطناعي وتناولت ما يمكن أن يحدث إذا تم تدريب نظام ذكاء اصطناعي قوي من أجل القيام بمهمة لا يريد هوالقيام بها.

كما أن لا يمكن لنماذج الذكاء الاصطناعي أن تريد أي شيء أو تعتقد في شئ ، فهي ببساطة آلات إحصائية وبعد تدريبها على العديد من الأمثلة تتعلم الأنماط في تلك الأمثلة للتنبؤ بما يجب أن يكون مثل كيف تأتي عبارة إلى من في رسالة بريد إلكتروني قبل عبارة قد يهمك الأمر.

وفى أثناء الدراسة طلب الباحثون من النماذج المدربة عدم الرد على الأسئلة التي يمكن أن تكون مسيئة بما في ذلك النموذج "كلاود3 أوبس" التابع لشركة "أنثروبيك" والتي أعيد تدريبها لكي ترد دائما على الأسئلة التي تنطوي على إساءة وهو تضارب واضح في المبادئ كما أبلغوا النماذج بأن ردودها ستخضع للمراقبة وتستخدم لإعادة التدريب وإعطاء كل نموذج ذكاء اصطناعي ورقة ملاحظات .

ويمكنه استخدامها لتدوين أفكاره خطوة بخطوة وبحسب الباحثين فحاول "كلاود3 أوبوس" التلاعب بالردود لتقديم انحياز زائف في 12% من المرات.

مقالات مشابهة

  • هل يغير الذكاء الاصطناعي مستقبل أطفالنا؟
  • الذكاء الاصطناعي يكشف سر الحفاظ على شباب الدماغ
  • دراسة: الذكاء الاصطناعي قادر على الخداع
  • كيف يمكن للعالم أن يحد من مخاطر الذكاء الاصطناعي؟
  • أدوات الذكاء الاصطناعي الأكثر شعبية في العام 2024 (إنفوغراف)
  • جوجل تدخل وضع الذكاء الاصطناعي الجديد إلى محرك البحث
  • دراسة جديدة تؤكد مخاوف العلماء: الذكاء الاصطناعي قادر على خداع البشر
  • كيف يمكن للولايات المتحدة التعلم من إخفاقات سياستها في أثناء الربيع العربي؟
  • أوكرانيا تجمع بيانات هائلة من الحرب مع روسيا لتدريب نماذج الذكاء الاصطناعي
  • كيف يمكن للولايات المتحدة التعلم من إخفاقات سياستها أثناء الربيع العربي؟