حلّ الصحفي الاستقصائي ومدير موقع "الكتيبة"، وليد الماجري، ضيفا على برنامج ''ميدي شو"، الخميس 14 سبتمبر 2023، للحديث عن قضيّة 'وثائق بنما'، المتعلّقة بتهريب الأموال في الملاذات الضريبية، والتي تولّت النيابة العمومية تولّت فتح بحث تحقيقي بخصوصها، بالقطب القضائي المالي والاقتصادي.

وشدّد الماجري على ''أنّنا عجزنا عن استرجاع أموالنا المهرّبة إلى الخارج''، قائلا ''هذا دليل على أنّ الدولة مازالت تنخرها أياد متواطئة ومتورّطة، بشكل مباشر، مع من لهم أموال في الخارج، والذين جزء منها كانوا مشرّعين في البرلمان ويتحكّمون في عدّة قطاعات حيوية.

.''.

وأوضح وليد الماجري أنّه سبق للنيابة العمومية أن أذنت بفتح بحث تحقيقي للتحرّي والبحث في جملة من الجرائم المحتمل حصولها، من قبيل غسيل الأموال ومخالفة مجلّة الصرف. وتمّ عام 2016، نشر قضيّة في القطب المالي، الذي كان بدوره قد نظر عام 2015، في قضية 'سويسليكس'، دون أيّ نتائج تُذكر، وفق قوله.

وبيّن وليد الماجري أنّ المسار القضائي، في مثل هذه الحالات، يكون عبر مرحلتيْن، حيث يتمّ كخطوة أولى، جمع البيانات من تونس، والتي تشمل ما كُتب في الإعلام، على اعتبار أنّه  القادح الأساسي، والاستماع إلى إفادة شهود العيان، إن وجدوا، وكذلك الاستناد إلى  البيانات البنكية الموجودة في تونس مع يوجد خارج تونس، وذلك استنادا إلى الإنابة العدلية، التي تتمّ في إطار التعاون القضائي الدولي. وفي مرحلة ثانية يتمّ 'التكييف القانوني' للمعطيات المجمّعة، بمعنى هل هي مجرّمة قانونيا أم لا.

"بلغني بطريقة غير رسمية، أنّه إلى حدّ الآن لم يتمّ الاستماع إلى أيّ طرف من الأطراف"، وفق قول وليد الماجري الذي أرجع ذلك إلى أنّ فترة الحكم السابقة، كانت متصالحة مع عمليات تبييض الأموال وتهريبها، وأكثر من ذلك، فإنّ شخصيات سياسية من أحزاب حاكمة، كانت متورّطة في تهريب أموال، وتلقي مبالغ بطريقة غير مشروعة من الخارج في إطار حملات انتخابية.

وتابع: ''هذا ليس سرّا.. والرئيس على علم بهذا، لذلك هو نوعا ما، كان صارما في هذا الموضوع''.

وأضاف وليد الماجري أنّ جلّ المذكورين في مثل هذه القضايا، على غرار 'وثائق بنما' و'كريدي سويس' و'وثائق باندورا' وغيرها.. وهم أشخاص معروفون، وينشطون ضمن فرق اقتصادية في تونس.

وأشار وليد الماجري إلى أنّ عمليّات تهريب الأموال تتمّ عبر طرق مختلفة، لعلّ أنجحها ما يُطلق عليها 'الهندسة المالية' أو 'التركيب المالي'.

والجنات الضريبية، وتعرف أيضا بالملاذات الضريبية، وهي عبارة عن دولة أو جزيرة أو إقليم، تفرض رسوما ضريبية منخفضة جدّا، أو تكاد تكون معدومة، على الدخل أو الأرباح، بهدف جذب الاستثمارات الخارجية. وتتمتّع بسياسات بنكيّة أمنية صارمة توفّر للمستثمر سرية تامّة على حركته المالية.

قضيّة أوراق بنما

أوراق بنما، هي مجموعة كبيرة جدا من الوثائق لشخصيات كبيرة في الوسط العالمي، تم تسريبها من شركة "موساك فونسيكا"، وهي شركة عالمية في مجال الخدمات القانونية، وقد تضمّنت هذه الأوراق أسماء رؤساء وملوك في العالم، إضافة إلى من يُحيطهم.

وتشرح وثائق بنما كيف تحولت شركة "موساك فونسيكا" من شركة رائدة على مستوى العالم في مجال الخدمات القانونية، إلى أكبر مصدر للوثائق المسرّبة التي تمّس العديد من الدول والشخصيات العامة في العالم . وتُعد شركة "موساك فونسيكا" محور فضيحة دولية لتسرب بيانات أحرجت العديد من زعماء العالم، وسلطت الضوء على العالم الغامض لشركات المعاملات الخارجية "الأوفشور".

إذاً، وثائق بنما، هي وثائق سرية تم تسريبها، حيث يصل عددها إلى 11.5 مليون وثيقة سرية لشركة "موساك فونسيكا" للخدمات القانونية في بنما التي تملك منظومة مصرفية تجعلها ملاذاً ضريبياً مغرياً، وقد كُشف تسرب تلك الوثائق عبر عمل صحافي إستقصائي أجرته صحيفة "زود دويتشه تسايتونغ" الألمانية، مفاده أن الشركة تقدم خدمات تتعلق بالحسابات الخارجية لرؤساء الدول وشخصيات عامة وسياسية أخرى، إضافة إلى أشخاص بارزين في الأعمال والشؤون المالية والرياضية.

وأشرف على التحقيق، إتحاد دولي يضم أكثر من 100 مؤسسة صحفية، بعدما حصل على الوثائق من الصحيفة الألمانية المشار إليها. وقد وزع الإتحاد الدولي، الوثائق على 370 صحافياً من أكثر من نحو 70 بلداً، من أجل التحقيق فيها، في عمل إستمر نحو عام كامل، ويبلغ عدد الوثائق السرية المسربة 11,5 مليون وثيقة كما سبقت الإشارة، حيث نُشرت بتاريخ 3 أبريل – نيسان 2016، فيما يرجع تاريخها إلى ما يقرُب من 40 عاماً.

وتتضمّن هذه الوثائق معلومات حول أكثر من 214 ألف شركة خارجية. علماً أن هذه الوثائق لها صلة بأشخاص في أكثر من 200 بلد وإقليم، وهي تكشف عن تورط 143 سياسياً بأعمال غير قانونية مثل التهرب الضريبي، وتبييض أموال عبر شركات عابرة للحدود، بينهم 12 من قادة العالم الحاليين والسابقين. وتضم مستندات توثّق تحويلات بنكيّة سرية مع شركات وهمية بقيمة 2 مليار دولار. كذلك تضم الوثائق 33 من الشخصيات والشركات الذين تضعهم الولايات المتحدة في اللائحة السوداء.

المصدر: موزاييك أف.أم

كلمات دلالية: أکثر من

إقرأ أيضاً:

كم حصتك من “أموال العالم مجتمعة” لو وزعت على سكان الأرض بالتساوي؟

#سواليف

على الرغم من صعوبة تقدير قيمة جميع #الأوراق_النقدية المتداولة في #العالم لتغيرها المستمر، إلا أنها تقدر بحوالي 5 #تريليونات #دولار.

الأمر اللافت أن هذا الحجم من الأموال المتداولة في جميع أنحاء العالم، لا يكفي لتغطية الدين القومي للولايات المتحدة الذي بلغ مطلع العام الحالي 34 تريليون دولار

المثير للدهشة في هذا السياق أن العملة الأكثر قيمة بين 180 عملة محلية معترف بها في العالم هي الدينار الكويتي، وتعادل قيمته 3.24 دولارا أمريكيا.

مقالات ذات صلة الأرصاد الجوية تحذر من طقس الأيام القادمة / تفاصيل 2024/11/22

من ناحية أخرى يبلغ مجموع ما يعرف باسم “المال الواسع”، وهو يمثل جميع الأموال في الحسابات الجارية والادخارية وحسابات سوق المال؛ وكذلك جميع الأموال الرقمية في جميع أرجاء العالم، يرتفع هذا الرقم إلى أعلى بكثير، ويقدر بحوالي 80 تريليون دولار.

من ناحية أشمل، يرصد أحد التقارير أن الناتج المحلي الإجمالي لجميع دول العالم يبلغ 142 تريليون دولار، فيما تقدر ديون العالم في الوقت الحالي بنحو 220 تريليون دولار، في حين تبلغ القيمة الإجمالية لقيمة الممتلكات في العالم نفس الرقم، حوالي 220 تريليون دولار.

علاوة على ذلك، فإن جميع العملات الأربع الأعلى قيمة في العالم هي لدول عربية. إضافة إلى الكويت، يأتي الدينار البحريني، ثم الريال العماني، فالدينار الأردني.

الأموال النقدية المتداولة في العالم والتي تقدر بـ 5 تريليونات دولار، لا تشمل بطبيعة الحال المعادن الثمينة مثل الذهب والفضة. بعض الخبراء يرون أن إضافتها ضرورية إلى “الثروة العالمية” المتداولة. قدرت قيمة جميع الفضة المتاحة في عام 2019 بقيمة 44 مليار دولار، في حين قدّر مجلس الذهب العالمي في عام 2020 قيمة الذهب المتوفر بحوالي 10 تريليون دولار.

إذا اعتمدنا على تقدير الأموال المتداولة في جميع أنحاء العالم بعد تحويلها إلى الدولار بقيمة 5 تريليونات من الدولارات. إذا وزعت، كم ستبلغ حصة كل فرد على الأرض؟

كما هو شائع، تتركز معظم الثروة في العالم في أيدي قلة من الأفراد. بحسب إحصاءات مجلة فوربس، ضاعف حوالي 2800 ملياردير ثرواتهم من 8 إلى 13.1 تريليون دولار، وتتركز ثروة العالم في أيدي 2 بالمئة فقط من سكان الأرض.

على أي حال، حسابات أجريت في عام 2021، أظهرت أن حصة كل شخص على الأرض من ثروة العالم النقدية ستكون 31 ألف دولار.

ما الذي سيحدث إذا وزعت #ثروة_العالم النقدية على #سكان_الأرض؟ خبراء في الاقتصاد يرون أن إعادة التوزيع المفاجئة لأموال العالم ستؤدي إلى عواقب وخيمة!

في هذه الحالة سيتضاعف الطلب على السلع والخدمات على الفور، ما سينجم عنه قفزة حادة في الأسعار، وبالتالي ستفقد الأموال قيمتها، ولن يتمكن أي شخص من الاستفادة من الحصة التي بين يديه.

مقالات مشابهة

  • سمك لبن تمر هندي.. وليد الفراج يهاجم تأخر الرواتب في الدوري .. فيديو
  • منتدى المرأة العالمي– دبي 2024 يستضيف شخصيات مُلهِمة
  • المصرف المركزي يعلق نشاط شركة الرزوقي للصرافة ويغلق فرعين لها
  • أستاذ علوم سياسية: مصر تركز على إنفاذ المساعدات الإنسانية ووقف إطلاق النار في غزة
  • كم حصتك من “أموال العالم مجتمعة” لو وزعت على سكان الأرض بالتساوي؟
  • من جديد.. ترمب يتعهد برفع السرية عن وثائق اغتيال جون كينيدي
  • ضبط متهم بغسل 20 مليون جنيه اختلسها من شركة يعمل بها
  • لغز النزال الكبير.. هل كانت مواجهة مايك تايسون وجاك بول تمثيلية؟ (فيديو)
  • المركزي يعلق نشاط شركة الرزوقي للصرافة ويغلق فرعين لها
  • "المركزي" يعلّق نشاط شركة الرزوقي للصرافة ويغلق فرعين لها