يمن مونيتور/ (أ ف ب – رويترز)

يستعد وفد من جماعة الحوثيين الذين يسيطرون على العاصمة صنعاء ومناطق أخرى في اليمن، للقيام بزيارة نادرة إلى السعودية الداعمة للحكومة اليمنية المعترف بها دوليا، في خطوة تهدف لدفع عجلة الحل السياسي قدما، حسبما أفادت مصادر دبلوماسية وسياسية الخميس.

وقال مسؤول في الحكومة اليمنية مطّلع على فحوى المحادثات بين السعودية والحوثيين لوكالة “فرانس برس”: “هناك تحضيرات لتحرك وفد حوثي الى الرياض خلال 72 ساعة القادمة”.

وأضاف أنّ الغاية من الزيارة “عقد جولة مفاوضات مع السعودية والتوصل لاتفاق نهائي بشأن تفاصيل الملفين الإنساني والاقتصادي”.

وتابع أنّ المحادثات تتركّز على مسألة تسديد رواتب موظفي حكومة الحوثيين غير المعترف بها دوليا عن طريق السلطة، وهي نقطة شائكة، وتدشين وجهات جديدة من مطار صنعاء الذي ظل مغلقا لسنوات قبل أن يسمح التحالف العام الماضي بفتح أجوائه للطائرات إلى الاردن ومصر.

وأكّد دبلوماسي غربي في اليمن زيارة الوفد الحوثي إلى السعودية، قائلا انّها قد تتم “اليوم” الخميس أو خلال اليومين القادمين.

ولم يرد مسؤولون سعوديون فورا على أسئلة وكالة “فرانس برس” حيال الزيارة.

من جهته، كتب عضو “المكتب السياسي” على القحوم، أعلى سلطة سياسية لدى الحوثيين، على منصة “اكس” (تويتر سابقا) أن الوفد الحوثي سيغادر صنعاء “على متن طائرة عمانية إلى السعودية لاستكمال اللقاءات السابقة التي تمت في مسقط لأكثر من مرة مع الوفد السعودي”.

وأضاف “التفاؤل قائم ولازال في نجاح الوساطة والجهود العمانية لتحقيق السلام في اليمن”.

وتلعب عمان دور الوسيط في النزاع في اليمن.

وفي وقت سابق الخميس، وصل وفد عماني إلى صنعاء، وذلك بعد أيام على زيارة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان إلى سلطنة عُمان حيث يقيم مسؤولون حوثيون بينهم المتحدث الرسمي باسمهم محمد عبد السلام.

وكانت زيارة الوفد السعودي إلى صنعاء في نيسان/أبريل، والتقارب الأخير بين الرياض وطهران، أنعشا الآمال بالتوصل إلى حل سياسي للنزاع الدامي في أفقر دول شبه الجزيرة العربية.

وقال رئيس مركز صنعاء للدراسات الإستراتيجية ماجد المذحجي لوكالة “فرانس برس”، إن زيارة الوفد الحوثي للسعودية “أشبه بنقل العلاقة بين الحوثيين والسعودية من الغرف الخلفية إلى صالة المنزل، أي شرعنة هذه العلاقة ومنحها دفعا إضافيا”.

وتابع: “على الصعيد السياسي، هي خطوة متقدمة لإنهاء الدور المباشر للسعودية في اليمن وإقرار الحوثيين بدورها كوسيط” إلى جانب كونها أحد اطراف النزاع.

الجدير بالذكر، أن جهود التفاوض بشأن وقف الحرب في اليمن، توقفت منذ إبريل/ نيسان الماضي، عقب زيارة الوفدين السعودي والعماني إلى صنعاء للقاء قيادة جماعة الحوثيين دون إعلان عن أي نتائج سوى ترحيل المفاوضات لجولات أخرى.

وقال المسؤولون إن التحرك نحو السلام تعثر بسبب عدة نقاط خلاف، بما في ذلك دفع رواتب العسكريين والمدنيين في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون، وضمانات انخراط المتمردين في عملية سياسية مع الفصائل اليمنية الأخرى.

المصدر: يمن مونيتور

كلمات دلالية: الرياض السعودية اليمن سلطنة عمان مباحثات وفد حوثي زیارة الوفد فی الیمن

إقرأ أيضاً:

سياسيون وحقوقيون يفتحون النار على تقرير الخبراء الأممي بشأن اليمن

خالد الصايدي

تزايدت الانتقادات الموجهة للأمم المتحدة على خلفية غياب المهنية والحيادية عن قراراتها وتقاريرها بشأن الأوضاع في اليمن وتعاملها بمعايير مزدوجة.

يأتي ذلك على خلفية تقرير فريق الخبراء الأممي الذي تناول مزاعم عن انتهاكات وسوء إدارة للمساعدات الإنسانية في صنعاء.

سياسيون ومنظمات حقوقية اعتبروا التقرير بمثابة أداة سياسية لخدمة أجندات الدول الكبرى وعلى رأسها الولايات المتحدة الامريكية والكيان الصهيوني، في الوقت الذي كان يجب أن يظهر حيادية المنظمة التي أُنشئت لتكون مرجعا عالميا للعدالة والسلام.

التقرير أثار تساؤلات جدية حول مصداقية المنظمة الأممية ودورها الحقيقي في إدارة النزاعات الدولية، حيث اعتُبر محاولة لتبرير الحصار والعقوبات المفروضة على اليمن تحت غطاء أممي.

استهداف المواقف الوطنية

عدد من القيادات في صنعاء ربطوا بين توقيت التقرير والضغوط المتزايدة على اليمن بسبب موقفه المبدئي من دعم القضية الفلسطينية؛ فقد أشار عبد القادر المرتضى، رئيس لجنة شؤون الأسرى، إلى أن التركيز على البحر الأحمر وباب المندب في التقرير يمثل تهديدًا مباشرًا لسيادة اليمن ويخدم المصالح الأمريكية والإسرائيلية.

ونوه المرتضى بأن التقرير يحمل في طياته أهدافا سياسية واضحة تستهدف مواقف صنعاء المبدئية، خاصة دعمها للقضية الفلسطينية، ويظهر عداء صريحا للمواقف اليمنية المناهضة للهيمنة الأمريكية والإسرائيلية، ورغبة في الضغط على صنعاء لإيقاف دعمها لفلسطين، خصوصًا في البحر الأحمر وباب المندب.

وأضاف المرتضى أن التقرير يمثل انعكاسا لمحاولات تشويه صورة صنعاء أمام المجتمع الدولي، ويمهد الطريق لمزيد من التدخلات الأجنبية في اليمن..

 

ضعف المصداقية

من جانبه قال محمد عياش قحيم، وزير النقل بحكومة التغيير والبناء، إن الأمم المتحدة تعتمد في معلوماتها على مصادر غير موثوقة، معتبرًا أن التقرير الاممي دليل على عجز المنظمة الأممية عن تحقيق الشفافية والحيادية.. ويؤكد أن هذا التقرير لا يمتلك أي مصداقية، وأن الأمم المتحدة أصبحت أداة تخدم أجندات معينة.”

مشيرا الى أن التقرير بدلًا من أن يكون أداة لدعم الحلول، بات وسيلة لإثارة الفوضى وتبرير الحصار والعدوان على اليمن.

ازدواجية

من جهته لفت حسين العزي نائب وزير الخارجية السابق، إلى أن مجلس الأمن الدولي فقد الكثير من شرعيته بسبب انحيازه المتكرر لصالح القوى الكبرى، واستخدامه كأداة لتبرير التدخلات الأجنبية حيث يقول العزي”مجلس الأمن بات اليوم غطاء سياسيا للمصالح الأمريكية والإسرائيلية، متجاهلا حقوق الشعوب الحرة ومعاناة المدنيين في الدول المستهدفة.”

وأضاف العزي أن ازدواجية المعايير التي تتبعها الأمم المتحدة تسهم في فقدان الثقة الدولية بها، مشيرًا إلى أن المجتمع الدولي مطالب بالتصدي لهذا الانحياز السافر.

شرعنة لصالح القوى الكبرى

أما محمد البخيتي عضو المكتب السياسي لانصار الله فقد أكد أن الأمم المتحدة تتخذ مثل هكذا قرارات وتقارير كأداة لشرعنة الحروب لصالح الدول الكبرى، مشيراً إلى أن صنعاء لن تتراجع عن دعمها لغزة رغم هذه التهديدات. وأوضح البخيتي أن الأمم المتحدة كهيكل تنظيمي يحتوي على مواثيق جيدة، لكن التدخلات السياسية تعرقل تطبيقها.

وقال البخيتي “تقرير فريق الخبراء هو انعكاس لهيمنة القوى الكبرى على الأمم المتحدة، وتحويلها إلى وسيلة لتزييف الحقائق وتبرير الحروب. لكننا في صنعاء سنواصل دعم القضايا العادلة، وعلى رأسها قضية فلسطين.”

مصادر غير موثوقة

الدكتور عبد الملك محمد عيسى استاذ علم الاجتماع السياسي بجامعة صنعاء، دعا الجهات الأممية إلى تحقيق توازن وشفافية أكبر في تقاريرها المستقبلية، لتقديم رؤية واقعية تعكس وجهات نظر جميع الأطراف، محذرًا من أن استمرار التحيز سيؤدي إلى تفاقم الأزمة ويعزز مواقف دولية تستهدف اليمن بشكل غير مبرر.

ويرى عيسى أن تقرير فريق الخبراء الامميين الاخير يعكس انحيازا واضحا ويعتمد على مصادر محددة وغير موثوقة، في حين يتجاهل وجهات نظر وأصوات محايدة من الداخل اليمني، مما يقلل من مصداقيته.

أبرز الانتقادات التي ذكرها عيسى في ورقته التي حصلت “الوحدة” على نسخة منها تتعلق بالاعتماد المتكرر على مصادر إعلامية معادية لليمن وتجاهل الروايات الصادرة عن مناطق يسيطر عليها المجلس السياسي الأعلى، مما يشير إلى انحياز نحو التحالف السعودي-الإماراتي.

وأشار عيسى إلى أن التقرير يدعو ضمنيا المجتمع الدولي إلى فرض مزيد من العقوبات الاقتصادية، وهو ما يتعارض مع الأهداف المعلنة للأمم المتحدة في دعم السلم والأمن.

وتطرق أيضًا إلى عدة عبارات تضمنها التقرير، رأى فيها محاولة لربط جماعة أنصار الله بجماعات إرهابية مثل تنظيم القاعدة، ووصف هذا الربط بأنه استناد إلى مصادر مغلوطة، مشيرًا إلى أن هناك تقارير تثبت قتال هذه التنظيمات إلى جانب خصوم أنصار الله.

تسييس النزاعات

وكانت منظمة “انتصاف” للحقوق، أكدت أن التقرير الأخير يعكس انحيازًا صارخا، ويستغل سلطات مجلس الأمن الدولي لتحقيق مصالح القوى الكبرى.

وقالت المنظمة في بيان لها حصلت “الوحدة” على نسخة منه “التقرير الأخير ليس إلا أداة لتحقيق السياسات العدوانية الأمريكية والإسرائيلية، ويتناقض مع مبادئ العدالة والحيادية التي من المفترض أن تمثلها الأمم المتحدة.”

وأوضحت المنظمة أن التقرير يتضمن إشارات ضمنية لدعوات بتشديد العقوبات الاقتصادية على اليمن، مما قد يمثل تمهيدا لاعتداءات جديدة.

وأشارت المنظمة إلى ازدواجية واضحة في المعايير، حيث يتجاهل التقرير جرائم الإبادة التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي في فلسطين ولبنان، بينما يُسخر لتبرير المزيد من الضغط على صنعاء.

وأكدت المنظمة أن هذا التقرير، إذا لم يواجه بالرفض، قد يفتح المجال لإسرائيل لتنفيذ اعتداءات إضافية بغطاء من الشرعية الدولية. ودعت المنظمة الحقوقية جميع المؤسسات الحقوقية والناشطين العالميين إلى إدانة التقرير، ورفض ما وصفته بـ”الانحياز” السافر، وإظهار حقيقة الجرائم التي تُرتكب بحق المدنيين في فلسطين ولبنان.

وحمّلت “انتصاف” مجلس الأمن والأمم المتحدة وأمينها العام المسؤولية الكاملة عن أي جرائم قد تحدث نتيجة لهذا التقرير، مشيرة إلى أهمية محاسبة المتورطين في انتهاكات حقوق الإنسان.

 

مقالات مشابهة

  • أكاديمي يمني يسخر من وعود الحوثيين بتحويل اليمن إلى دولة عظمى
  • عاجل: أسرع رد عسكري ضد الحوثيين بعد إطلاق صاروخ باليستي على اسرائيل من اليمن
  • سياسيون وحقوقيون يفتحون النار على تقرير الخبراء الأممي بشأن اليمن
  • عاجل: وزير الدفاع الأمريكي: سنعمل على انتزاع قدرات الحوثيين في اليمن
  • وزير الدفاع الأمريكي: سنواصل العمل على انتزاع قدرات الحوثيين في اليمن
  • تركيا تدين هجوم الحوثيين على سفينة “أناضولو أس” قبالة سواحل اليمن
  • باحث مصري: من الصعب توجيه ضربات كافية لإنهاك الحوثيين في اليمن
  • واشنطن تحمل الحوثيين مسؤولية فشل مفاوضات السلام في اليمن
  • الكشف عن خطة ترامب الجديدة في اليمن ومصير ‘‘الحوثيين’’ بعد عودته للبيت الأبيض
  • الإفراج عن «أبو عطاء».. تصعيد خطير للتعاون بين الحوثيين وتنظيم القاعدة فى اليمن