وقّع مثقفون فرنسيون بارزون -بينهم الأديبة الحائزة على جائزة نوبل للآداب في العام الماضي آني إرنو-، عريضة أطلقها أكثر من 350 شخصية ومنظمة، من أجل المطالبة بالحد من انتشار موجة "الإسلاموفوبيا" في فرنسا، خاصة بعد إعلان السلطات الفرنسية منع العباءة في المدارس تزامنا مع الدخول المدرسي الأخير.

وأدانت العريضة ما أسمته سياسات "عنصرية ومعادية للإسلام، ومتحيزة جنسيا، ووصاية أبوية تحت ستار العلمانية"، وشملت قائمة الموقّعين شخصيات سياسية وناشطين مناهضين للعنصرية، وناشطين بالحركة النسوية، طالبوا بعدم زيادة الوصم والمضايقات والإهانات، التي يتعرض لها هؤلاء الطالبات من المؤسسة التعليمية.

ومن الموقّعين على العريضة، الفيلسوف الفرنسي والأكاديمي الشهير إيتيان بيلبار، ومغني الراب الشهير ذي الأصول الجزائرية ميدين، والممثلة والمسرحية الفرنسية أديل هاينال، وعدد من الشخصيات، والمنظمات النقابية والسياسية.

وعدّت العريضة أن تطبيق "حظر العباءة" لم يؤدّ تنفيذه إلا لتأكيد هذا التنميط العنصري والجنسي للطلاب، كما يتضح من الشهادات العديدة للطلاب الذين مُنعوا من دخول مؤسستهم؛ لأنهم كانوا يرتدون فستانا طويلا، أو شيئا أسود غامقا، وانتقد البيان طلب الحكومة من العاملين في مجال التعليم والمعلمين أن يحددوا، وفقا لملامح الوجه الانتماء الحقيقي، أو المفترض للإسلام للطلاب، وما إذا كانت ملابسهم عباءات أو لا.

وجاء في البيان أن هذا الحظر هو استمرار للهجمات العنصرية والمعادية للإسلام، التي تُنفّذ تحت غطاء العلمانية، منذ قانون 2004 الذي يمنع ارتداء الحجاب في المدارس، ومنع للأمهات المحجبات من مرافقة أبنائهن في الرحلات المدرسية، وتقارير عن معدل التغيب عن العمل في يوم عطلة العيد، ومنشورات تدعو الموظفين إلى "الكشف والإبلاغ عن علامات التطرف".

ويرى أصحاب العريضة أن المضايقات اليومية التي تتعرض لها الفتيات المسلمات، أو التي يُنظر إليها على هذا النحو ستكون لها نتيجة مباشرة، تتمثل في تدهور تعليمهن واستبعادهن من المدرسة، وحرمانهن من حقهن في التعليم العام؛ بسبب عقيدتهن الحقيقية، أو المفترضة.

ورأت العريضة أن هذا الحظر على ارتداء العباءة يعدّ جزءا من "استمرارية القمع الوحشي لاحتجاجات هؤلاء الشباب، الذين عبّروا عن غضبهم ردا على مقتل الشاب نائل على يد الشرطة في 27 يونيو/حزيران 2023. وهو القمع الذي تجسّد من خلال أحكام السجن الثقيلة للغاية ضد هؤلاء الشباب، التي تستمر حتى اليوم مع طرد الشباب الذين شاركوا في الاحتجاجات من مساكنهم"، وأضافت العريضة "أنه هجوم عام ضد شباب أحياء الطبقة العاملة أطلقته الحكومة".

وعدّ ناشطون فرنسيون أن العريضة خطوة مهمة وجب الإشادة بها ودعمها، في سبيل خلق موجة معارضة لكل ما يحدث تجاه المسلمين والمسلمات في فرنسا.

وقالت الأكاديمية والناشطة مود فاتي، عبر حسابها على منصة "إكس" (تويتر سابقا)، إنها فخورة كثيرا بدعمها لرفقائها، وتوقيع العريضة الأخيرة.

من جهته، فقد أبدى رئيس حركة ثورة دائمة اليسارية أنس كازيب، سعادته بالوصول إلى هذا الرقم الكبير من الشخصيات السياسية والأكاديمية والثقافية، إلا أنه استنكر كثيرا ضعف التغطية الإعلامية للعريضة فقط؛ لأنها تحمل توجّها يعاكس التوجه الرسمي -حسب قوله-.

ولم يَسْلم البيان من هجمات أنصار اليمين المتطرف، حيث وصف بعضهم الشخصيات الموقّعة فيه بـ"الخاضعين للإسلاميين"، الذين يريدون أن "يفسحوا المجال للإسلام المتطرف"، وفق تعبيرهم.

المصدر: الجزيرة

إقرأ أيضاً:

أمريكا تبحث ترحيل المهاجرين الذين لديهم سجلات إجرامية إلى ليبيا

البوابة - قال وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو إن بلاده تبحث عن دول أخرى، على غرار السلفادور، لترحيل المهاجرين غير شرعيين إليها.

وأضاف روبيرو بأن واشنطن بدأت بالفعل محادثات مع كل من ليبيا ورواندا بهذا الشأن.

وذكرت وسائل إعلام بأن واشنطن عازمة على إرسال المهاجرين الذين لديهم سجلات إجرامية والموجودين في الولايات المتحدة إلى هذين البلدين.

وبالإضافة إلى إرسال المهاجرين ذوي السجلات الجنائية، يأمل مسؤولو ترامب أيضا في الدخول في مفاوضات رسمية مع ليبيا لإبرام ما يسمى بـ"اتفاقية الدولة الثالثة الآمنة"، التي ستسمح للولايات المتحدة بإرسال طالبي اللجوء الذين يُقبض عليهم على الحدود الأميركية إلى ليبيا، وفقا لأحد المصادر.

وحسب المصادر "لم يُتخذ أي قرار بعد، وليس من الواضح أي الجنسيات ستكون مؤهلة" معتبرة هذه الخطوة "تصعيدا كبيرا في مساعي الإدارة الأميركية لردع المسافرين إلى الولايات المتحدة، ونقل بعض الموجودين منها بالفعل إلى دول تبعد آلاف الأميال، بعضها له تاريخ متقلب".

والتقى مسؤولون كبار في وزارة الخارجية الأميركية هذا الأسبوع مسؤولين ليبيين وناقشوا اقتراح إرسال مهاجرين إلى الدولة الواقعة في شمال أفريقيا، بحسب أحد المصادر.

 

المصدر: وكالات 

كلمات دالة:أمريكا تبحث ترحيل مهاجرين الذين لديهم سجلات إجرامية إلى ليبيالليبياترامبمهاجرين

© 2000 - 2025 البوابة (www.albawaba.com)

رولا أبو رمان

عملت رولا أبو رمان في قسم الاتصال والتواصل لدى جمعية جائزة الملكة رانيا العبدالله للتميز التربوي، ثم انتقلت إلى العمل كصحفية في موقع "نخبة بوست"، حيث تخصصت في إعداد التقارير والمقالات وإنتاج الفيديوهات الصحفية. كما تولت مسؤولية إدارة حسابات مواقع التواصل الاجتماعي.

انضمت رولا لاحقًا إلى فريق "بوابة الشرق الأوسط" كمحررة وناشرة أخبار على الموقع وسوشال ميديا، موظفة في ذلك ما لديها من مهارات في التعليق...

الأحدثترند أمريكا تبحث ترحيل المهاجرين الذين لديهم سجلات إجرامية إلى ليبيا ريمونتادا تاريخية..فليك يكشف سر عودة برشلونة المذهلة أمام إنتر ميلان تفسير حلم التأخر عن الدوام في المنام أقوال بعيد العمال بعد ارتدائها الحجاب مجددًا.. حلا شيحة توجه نصيحة للجمهور:اذهب إلى الله Loading content ... الاشتراك اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن إشترك الآن Arabic Footer Menu عن البوابة أعلن معنا اشترك معنا حل مشكلة فنية الشكاوى والتصحيحات تواصل معنا شروط الاستخدام تلقيمات (RSS) Social media links FB Linkedin Twitter YouTube

اشترك في النشرة الإخبارية لدينا للحصول على تحديثات حصرية والمحتوى المحسن

اشترك الآن

© 2000 - 2025 البوابة (www.albawaba.com) Arabic social media links FB Linkedin Twitter

مقالات مشابهة

  • أسطورة أفلام ديزني يكشف أساسيات تصميم الشخصيات بـ«الشارقة للرسوم المتحركة»
  • دعم القضية الفلسطينية.. جمال عبدالرحيم يعلن البيان الرسمي لعمومية الصحفيين
  • إطلاق سراح عدد من الموقوفين الذين لم يثبت تورطهم في الأحداث الأخيرة بمنطقتي صحنايا وأشرفية صحنايا
  • من العباءة السوداء إلى الرقص المثير.. من هي البلوجر رورو البلد؟| تفاصيل
  • شفيونتيك تتجاوز كيز وتبلغ نصف نهائي دورة مدريد للمضرب
  • البيان الختاميّ للاجتماع نصف السنوي لمجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في مصر
  • أمريكا تبحث ترحيل المهاجرين الذين لديهم سجلات إجرامية إلى ليبيا
  • هل نجح الفيتناميون الذين فروا إلى أميركا في التعايش؟
  • الأسرى الذين أطلق سراحهم من السجون الإسرائيلية.. دورهم بقيادة النهضة الفكرية
  • بسبب سوء الأحوال الجوية.. إجازة للطلاب والمعلمين وتأجيل الامتحانات بمدارس الجمهورية