بينهم الفائزة بنوبل.. مثقفون فرنسيون ينددون بمنع العباءة في المدارس
تاريخ النشر: 14th, September 2023 GMT
وقّع مثقفون فرنسيون بارزون -بينهم الأديبة الحائزة على جائزة نوبل للآداب في العام الماضي آني إرنو-، عريضة أطلقها أكثر من 350 شخصية ومنظمة، من أجل المطالبة بالحد من انتشار موجة "الإسلاموفوبيا" في فرنسا، خاصة بعد إعلان السلطات الفرنسية منع العباءة في المدارس تزامنا مع الدخول المدرسي الأخير.
وأدانت العريضة ما أسمته سياسات "عنصرية ومعادية للإسلام، ومتحيزة جنسيا، ووصاية أبوية تحت ستار العلمانية"، وشملت قائمة الموقّعين شخصيات سياسية وناشطين مناهضين للعنصرية، وناشطين بالحركة النسوية، طالبوا بعدم زيادة الوصم والمضايقات والإهانات، التي يتعرض لها هؤلاء الطالبات من المؤسسة التعليمية.
ومن الموقّعين على العريضة، الفيلسوف الفرنسي والأكاديمي الشهير إيتيان بيلبار، ومغني الراب الشهير ذي الأصول الجزائرية ميدين، والممثلة والمسرحية الفرنسية أديل هاينال، وعدد من الشخصيات، والمنظمات النقابية والسياسية.
وعدّت العريضة أن تطبيق "حظر العباءة" لم يؤدّ تنفيذه إلا لتأكيد هذا التنميط العنصري والجنسي للطلاب، كما يتضح من الشهادات العديدة للطلاب الذين مُنعوا من دخول مؤسستهم؛ لأنهم كانوا يرتدون فستانا طويلا، أو شيئا أسود غامقا، وانتقد البيان طلب الحكومة من العاملين في مجال التعليم والمعلمين أن يحددوا، وفقا لملامح الوجه الانتماء الحقيقي، أو المفترض للإسلام للطلاب، وما إذا كانت ملابسهم عباءات أو لا.
وجاء في البيان أن هذا الحظر هو استمرار للهجمات العنصرية والمعادية للإسلام، التي تُنفّذ تحت غطاء العلمانية، منذ قانون 2004 الذي يمنع ارتداء الحجاب في المدارس، ومنع للأمهات المحجبات من مرافقة أبنائهن في الرحلات المدرسية، وتقارير عن معدل التغيب عن العمل في يوم عطلة العيد، ومنشورات تدعو الموظفين إلى "الكشف والإبلاغ عن علامات التطرف".
ويرى أصحاب العريضة أن المضايقات اليومية التي تتعرض لها الفتيات المسلمات، أو التي يُنظر إليها على هذا النحو ستكون لها نتيجة مباشرة، تتمثل في تدهور تعليمهن واستبعادهن من المدرسة، وحرمانهن من حقهن في التعليم العام؛ بسبب عقيدتهن الحقيقية، أو المفترضة.
ورأت العريضة أن هذا الحظر على ارتداء العباءة يعدّ جزءا من "استمرارية القمع الوحشي لاحتجاجات هؤلاء الشباب، الذين عبّروا عن غضبهم ردا على مقتل الشاب نائل على يد الشرطة في 27 يونيو/حزيران 2023. وهو القمع الذي تجسّد من خلال أحكام السجن الثقيلة للغاية ضد هؤلاء الشباب، التي تستمر حتى اليوم مع طرد الشباب الذين شاركوا في الاحتجاجات من مساكنهم"، وأضافت العريضة "أنه هجوم عام ضد شباب أحياء الطبقة العاملة أطلقته الحكومة".
وعدّ ناشطون فرنسيون أن العريضة خطوة مهمة وجب الإشادة بها ودعمها، في سبيل خلق موجة معارضة لكل ما يحدث تجاه المسلمين والمسلمات في فرنسا.
وقالت الأكاديمية والناشطة مود فاتي، عبر حسابها على منصة "إكس" (تويتر سابقا)، إنها فخورة كثيرا بدعمها لرفقائها، وتوقيع العريضة الأخيرة.
من جهته، فقد أبدى رئيس حركة ثورة دائمة اليسارية أنس كازيب، سعادته بالوصول إلى هذا الرقم الكبير من الشخصيات السياسية والأكاديمية والثقافية، إلا أنه استنكر كثيرا ضعف التغطية الإعلامية للعريضة فقط؛ لأنها تحمل توجّها يعاكس التوجه الرسمي -حسب قوله-.
ولم يَسْلم البيان من هجمات أنصار اليمين المتطرف، حيث وصف بعضهم الشخصيات الموقّعة فيه بـ"الخاضعين للإسلاميين"، الذين يريدون أن "يفسحوا المجال للإسلام المتطرف"، وفق تعبيرهم.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
حصاد "الإفتاء" لعام 2024.. البيان الثاني
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
استمرت دارُ الإفتاء المصرية خلال عام 2024 في تعزيز وجودها الرقمي عبر مواقع التواصل الاجتماعي، محققة إنجازاتٍ بارزةً في تقديم خدماتها الإفتائية والدينية.
وَسَعَتِ الدارُ للاستفادة من الأدوات التكنولوجية الحديثة والذكاء الاصطناعي، إلى جانب إمكانيات السوشيال ميديا، لتوسيع قاعدة متابعيها، وبناء الوعي المجتمعي، وتصحيح المفاهيم، وَفق منهجية علمية وسطية لمواجهة الغلو والتطرف، ومعالجة الظواهر والمشكلات الاجتماعية.
وتمتلك دار الإفتاء المصرية حضورًا قويًّا عبر 22 صفحة على موقع "فيس بوك" بلُغات مختلفة، بالإضافة إلى حساباتها على منصات مثل: X (تويتر سابقًا)، إنستجرام، وتيك توك، يوتيوب، تليجرام، وساوند كلاود، وقناة خاصة على واتس آب.
وقد وصل إجمالي عدد المتابعين لجميع المنصات إلى أكثر من 15.5 مليون متابع، منهم أكثر من 13.7 مليون على صفحتها الرسمية على فيس بوك، وبلغت نسبة التفاعل على مختلف المنصات خلال عام 2024 أكثر من 180 مليون تفاعل.
وجائت أبرز خدمات دار الإفتاء عبر مواقع التواصل الاجتماعي خلال العام 2024 كالتالي:
البث المباشر اليومي:
خصَّصت دار الإفتاء على مدار العام 2024 خدمة يومية يظهر فيها أحد علمائها للإجابة عن أسئلة المتابعين مباشرة لمدة ساعة يوميًّا وَفْقَ جدول محدد، مع الردود المكتوبة على الأسئلة لتعزيز الفائدة.
الإرشاد الأسري:
كما قدَّمت الدارُ خدمةَ البثِّ المباشر بمشاركة متخصصين في الإرشاد النفسي والاجتماعي، إلى جانب العلماء الشرعيين، لحلِّ المشكلات الأسرية والحفاظ على استقرار الأسرة المصرية، خاصة في قضايا الطلاق، باستخدام وسائل توعوية مبتكرة تجمع بين البُعد النفسي والشرعي.
تصميمات جرافيك وأفلام موشن جرافيك:
نشرت دارُ الإفتاء أكثر من 20 منشورًا يوميًّا على صفحتها الرسمية على فيس بوك، تضمنت فتاوى قصيرة، حملات توعوية، مقاطع فيديو مصورة، ومحتوًى موجهًا لتصحيح الأفكار المغلوطة.
الحملات التفاعلية
وأطلقت دارُ الإفتاء المصرية خلال عام 2024 العديد من الحملات التفاعلية التي لاقت صدى واسعًا لدى المتابعين، مثل:
• حملة "بداية جديدة لبناء الإنسان"، استجابةً للمبادرة الرئاسية، والتي تفاعل معها عدد كبير من المستخدمين.
• حملة "خُلُق يبني"، للمساهمة في مواجهة السيولة الأخلاقية وإعادة منظومة القيم الأخلاقية في المجتمع.
• حملة "لو كنت على نهر جارٍ"، التي جاءت للتوعية بأهمية الحفاظ على المياه من الهدر ومن التلوث.
• حملة "هدفنا الوعي والتنوير"، والتي اهتمَّت بنشر كل ما من شأنه بناء وعي الإنسان المصري والمحافظة عليه.
تفاعل كبير على المنصات
شهدتِ الصفحةُ الرسمية لدار الإفتاء على فيس بوك تطورًا ملحوظًا خلال العام، حيث زاد عدد المتابعين بمقدار 1.200 مليون مشترك ليصل إلى أكثر من 13.7 مليون متابع، فيما بلغ عدد الأشخاص الذين وصلت إليهم منشورات الصفحة حوالي 70 مليون شخص، مما يعكس تأثير الدار المتزايد على المجتمع الرقمي.
وتؤكِّد دار الإفتاء المصرية أنها ستواصل جهودَها في استخدام التكنولوجيا الحديثة ومنصَّات التواصل الاجتماعي لتقديم خدماتها بكفاءة أعلى، وتعزيز وعي المجتمع، وتحقيق الاستقرار الأسري والمجتمعي.