غزة - متابعة صفا

دعا مختصون في الشأن السياسي الإسرائيلي اليوم الخميس لاستثمار عناصر القوة للمقاومة الفلسطينية في الضفة المحتلة تمهيدًا لتحريرها كما تحررت غزة من الاحتلال قبل نحو 18 عامًا.

جاء ذلك خلال ندوة سياسية نظمها مركز الدراسات السياسية والتنموية في مدينة غزة بعنوان "في ذكرى اندحار الاحتلال عن غزة هل يمكن استنساخ التجربة في الضفة المحتلة؟" بحضور محللين سياسيين وشخصيات اعتبارية.

وقال رئيس مركز الدراسات مفيد أبو شمالة إن هذه الندوة تأتي لبحث التطورات السياسية عمّا إذا كان بإمكان استنساخ تجربة غزة في تحريرها من الاحتلال على الضفة المحتلة، وما السبل لتكرار هذه التجربة؟

واعتبر أبو شمالة أن تحرير غزة من دنس الاحتلال منذ 18 عامًا هي خطوة مهمة على طريق تحرير كل فلسطين، وكيف يمكن أن يتم استثمار المقاومة وطنيًا للتحرر من الاحتلال الإسرائيلي.

وأوضح المختص في الشأن الإسرائيلي عدنان أبو عامر أن انسحاب الاحتلال من قطاع غزة ترك آثارًا سلبية عند أوساط الكثير من الإسرائيليين، حيث شعروا أنهم خرجوا تحت ضربات المقاومة.

وبيّن أبو عامر أن صعوبة الأوضاع الأمنية في الضفة تجعل تطبيق نظام غزة في التحرير صعب نوعًا ما، في وقت أن الإسرائيليين اليوم ينزاحون نحو اليمين واليمين المتطرف.

وبيّن أن ما تشكله المقاومة اليوم من حالة تصاعدية في الضفة يضرب أمن الاحتلال جغرافيًا وأمنيًّا، مؤكدًا أنه من المهم ألاّ تبقى المقاومة قاصرة على البعد العسكري والعملياتي.

وأضاف "من المهم أن يشعر المستوطنون في شوارع الضفة أنهم مهددون ليسوا فقط عسكريًّا بل على صعيد رمي الحجارة واستخدام أدوات أخرى".

ولفت أبو عامر إلى أن إدارة الواقع السياسي بالضفة لا ترحب بأن تحقق المقاومة إنجازًا كبيرًا خشية من انتقال نموذجهم إلى واقع جديد يصعب السيطرة عليه.

وذكر أنه وفقًا للأداء العسكري في الضفة كما كان في غزة سابقًا لا يعني أن الضفة ستحرر قريبًا، وهذا يحتم على المقاومة أن تدرس بعناية هذه الفروقات النوعية، أين نقاط الضعف؟ والعمل على مراكمتها، وأين نقاط القوة؟ وتعزيزها.

واقع الضفة

بدوره، قال المحلل السياسي أحمد العيلة في مداخلة له عبر فيديو كونفرانس إن تكرار نموذج اندحار الاحتلال عن غزة في الضفة المحتلة خلال 3 سنوات القادمة صعب قليلاً؛ نظرًا لأن الشروط الواقعية غير متوفرة لاستنساخ المشهد الذي حدث في غزة.

وأوضح العيلة أنه من بين تلك الشروط أن شيوع المقاومة الشاملة في الضفة غير متوفّرة كما كانت في غزة؛ لذا من المهم استمرار المقاومة الشاملة لسنوات متواصلة ومتعددة بالضفة، وتحول المجتمع في الضفة لمجتمع صمود وحاضن للمقاومة.

وأكد أن الضفة تحتاج لمركزية دعم فلسطيني وعربي واسلامي، بمعنى أن تكون بؤرة اهتمام فلسطيني، وتكون أولوية لدى كل القوى الوطنية، مشددًا على أهمية دعم الأمة العربية الإسلامية وتفعيل القوى والأحزاب والهيئات والمؤسسات لأن تكون رافدًا للضفة وعموم شعبنا.

وذكر العيلة أن العقيدة السياسية والصهيونية في الضفة المحتلة تختلف عن غزة، قائلاً: "إن الضفة هي جزء من الرواية الصهيونية والعقدية، وتعتبر بالنسبة لهم "يهودا والسامرة".

وأضاف "الضفة تُشكل 22% من جغرافيا فلسطين، وهي تقع في وسط فلسطين، وإن تخلي العدو عن هذا الجزء يعني تعريض جغرافيا إسرائيل لمخاطر وجودية".

ولفت العيلة إلى أن هناك 362 مستوطنة وعشرات مستوطنات على شكل مدن موجودة بالضفة، في وقت أن الاستيطان يحوز على 42% من مساحة الضفة، وهذا يعني أن الاستيطان يسيطر على 7 أضعاف مساحة غزة، وهذا يعقد فكرة اسقاط نموذج غزة على الضفة.

وذكر أن السلطة الفلسطينية بأجهزتها الأمنية تشكل عبئ وعائق حقيقي أمام مشروع المقاومة في الضفة، موضحًا أن كل تلك التحديات تمنع تطبيق نموذج تحرير غزة في الضفة في الوقت القريب؛ لكنه ليس بالمستحيل إذا ما تم العمل على مواجهة تلك التحديات.

الانسحاب الإسرائيلي

من جانبه، أكد الكاتب السياسي حسن عبدو أن انسحاب الاحتلال الإسرائيلي من قطاع غزة هو الأول الذي يحدث في فلسطين وهو مهم على طريق التحرير، مشددًا على أنه يقع على الضفة المحتلة أهمية استراتيجية بالغة لإكمال طريق التحرير.

وأوضح عبدو أن المقاومة باتت تهدد أمن المستوطنين، مشيرًا إلى أنه إذا ما اتخذت المقاومة توجهًا لضرب الاستيطان دون ضرب جنود الاحتلال؛ فإن ذلك مهم لإفشال المشروع الاستيطاني.

وأضاف "الضفة يمكن أن تستعيد تجربة غزة، في ظل الإعلام رقمي وغيره، ولا تستطيع إسرائيل احتكار الصورة؛ لذا فإن الضفة ليست بحاجة إلى 5 سنوات كي تصبح مثل غزة، بل المدة أقصر إذا ما تضافرت جهود المقاومة لاستنزاف الاحتلال ومستوطنيه.

من جهته، أوضح الكاتب السياسي حسام الدجني أن تحرير الضفة يتطلب استراتيجية إعلامية أن نقنع فيها أهلنا في الضفة أن المقاومة لا تستهدف السلطة بقدر أنها مشروع جيوسياسي يمكن أن يفكك المشروع الصهيوني.

ودعا الدجني لإعادة النظر في ذكرى اندحار الاحتلال، بحيث أن يكون هذا اليوم هو يوم توعية وتقويم إدارة غزة، وكيف نجعل منها مؤسسة تؤسس الى دولة فلسطينية يشارك فيها الجميع.

تجربة غزة

وأكد الكاتب السياسي إسماعيل النجار في مداخلة له من لبنان أن تكرار تجربة غزة في الضفة المحتلة مسعى ليس بالبعيد؛ لذا من المهم أن تسعى السلطة الفلسطينية للتحلل من الاتفاقات الموقعة مع الاحتلال وإسناد مقاومة شعبنا.

وقال النجار يجب على السلطة أن تقف إلى جانب المقاومة وتدعمها، والضغط على الدول العربية لوقف تطبيعها مع الكيان الإسرائيلي؛ وإن لم نحقق ذلك فإن مسعى تحرير الضفة سيكون بعيد المنال.

بدوره، ذكر الكاتب السياسي ميخائيل عوض أن أهالي الضفة وفلسطيني 48 قادرون على إنجاز تحرير كامل فلسطين إلى جانب المقاومة في قطاع غزة.

وقال عوض إن الظروف في الضفة الغربية وبالداخل المحتل عام 1948م، مهيئة أمام المقاومة لدحر الاحتلال من الضفة، وفي ظل تأكيد الأمين العام لحزب الله نصر الله وقوفه إلى جانب المقاومة الفلسطينية، والتصدي لمحاولات اغتيال أية شخصية مقاومة في لبنان.

المصدر: وكالة الصحافة الفلسطينية

كلمات دلالية: المقاومة الضفة الغربية الانسحاب من قطاع غزة الضفة فی الضفة المحتلة الکاتب السیاسی من الاحتلال الاحتلال من من المهم قطاع غزة غزة فی

إقرأ أيضاً:

حماس تدعو إلى تصعيد المواجهة بالضفة ردا على هجمات المستوطنين

دعت حركة المقاومة الإسلامية حماس، اليوم الاثنين، إلى تصعيد المواجهة مع قوات الاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية، ردا على هجمات المستوطنين واعتداءاتهم المتزايدة، والتي كان آخرها الهجوم على مدينة البيرة.

وأشار القيادي في حركة حماس عبد الرحمن شديد في بيان صحفي وصل "عربي21" نسخة منه، إلى أن "هجمات المستوطنين الممتدة من قرى وبلدات الضفة إلى مدنها، والتي كان آخرها الهجوم الإرهابي على مدينة البيرة، تصعيد خطير وإجرام جديد يستوجب تصعيد المواجهة والتصدي لهذه الجرائم".

وأكد شديد "ضرورة مواجهة جرائم المستوطنين بكل السبل، وردع استباحتهم لجميع مناطق الضفة الغربية بوسائل المقاومة كافة، وتدفيعهم ثمن جرائمهم حتى رحيلهم عن أرضنا".

وتابع قائلا: "تصاعد هجمات مليشيات المستوطنين بالضفة والاعتداءات المتواصلة بحق المزارعين وقاطفي الزيتون، هي استمرار لحرب الإبادة الجماعية ونهج التهجير الذي تتبناه حكومة الاحتلال المتطرفة".



وذكر أن "تصاعد انتهاكات المستوطنين بحماية قوات الاحتلال، لن يزيد شعبنا إلا تمسكا بأرضه وحقوقه، وإصرارا على المواجهة والتصدي والتشبث بخيار المقاومة".

وشن مستوطنون إسرائيليون، فجر اليوم، هجوما على مدينتي رام الله البيرة وسط الضفة الغربية المحتلة وأحرقوا عددا من المركبات الفلسطينية، وحقول زراعية، في حين نفذ جيش الاحتلال عمليات اقتحام في مناطق أخرى واعتقل عددا من الفلسطينيين.

ونفذ المستوطنون هجومهم على المنطقة الصناعية بمدينة البيرة الملاصقة لرام الله في اعتداء جديد على الشعب الفلسطيني، أسفر عن حرق ما لا يقل عن 6 مركبات تعود لفلسطينيين.

وأفاد شهود عيان بأن المستوطنين فتحوا النار على طواقم الدفاع المدني والإسعاف التي وصلت إلى المنطقة بعد بلاغ من سكان عن وجود حرائق، بحسب وكالة الأناضول.

وفي وقت لاحق، هاجم مستوطنون قرية برقا الفلسطينية بمحافظة رام الله وسط الضفة الغربية المحتلة، وأحرقوا حقول زيتون.

وقال شهود عيان إن مجموعة من المستوطنين هاجموا قرية برقا شرق رام الله، وأحرقوا حقول زيتون، واعتدوا بالحجارة على منزلين فلسطينيين، مضيفين أن "أهالي القرية تصدوا للمستوطنين، ما أدى إلى اندلاع مواجهات بين الجانبين".

ومنذ تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، نفذ جيش الاحتلال ومستوطنون 1490 اعتداء بحق الفلسطينيين في مناطق متفرقة بالضفة الغربية المحتلة، وفقا لتقرير صادر عن هيئة مقاومة الجدار والاستيطان الفلسطينية.

مقالات مشابهة

  • حماس تبارك العملية الفدائية شمال رام الله وتعتبرها رداً مباشراً على الانتهاكات بحق الأسيرات
  • المقاومة العراقية تقصف هدفاً عسكرياً جنوب فلسطين المحتلة
  • إصابة مستوطنين إسرائيليين في عملية دهس شمال الضفة المحتلة واستشهاد المنفذ
  • "لجان المقاومة" تنعى شهداء جنين وطوباس
  • حماس تدعو إلى تصعيد المواجهة بالضفة ردا على هجمات المستوطنين
  • المقاومة العراقية تهاجم هدفين للاحتلال شمال الأراضي المحتلة
  • المقاومة العراقية تهاجم هدفين للاحتلال شمالي الأراضي المحتلة
  • المقاومة الفلسطينية تستهدف بصاروخين من نوع “107” موقع قيادة للعدو الإسرائيلي في محور “نتساريم” جنوب مدينة غزة
  • بيان عاجل لـ فلسطين عقب إحراق مستوطنين إسرائيليين مركبات بالبيرة
  • المقاومة الفلسطينية تتسقط طائرة للعدو في غزة وتهاجم عدد من مستوطنات العدو شمال الضفة المحتلة