عقبات وتخبطات بالداخل.. هل تدفع الحركة المدنية بمرشح في الانتخابات الرئاسية؟
تاريخ النشر: 14th, September 2023 GMT
رغم اقتراب موعد فتح باب الترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة، إلا أن الحركة المدنية التي تضم 12 حزبا، بالإضافة إلى عدد من الشخصيات العامة، لم تحسم موقفها بعد من المشاركة في هذا الاستحقاق.
وبحسب مصادر من المعارضة، "يصعب توافق الحركة المدنية على مرشح واحد، بسبب وجود أكثر من مرشح محتمل يمثل التيارات المختلفة في الحركة".
وقال النائب إيهاب منصور رئيس الهيئة البرلمانية لحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي بمجلس النواب، في تصريحات خاصة لـ "الفجر"، إن الانتخابات الرئاسية، حدث كبير جدًا، إذ يستحق الكثير من المناقشات والمداولات، فالأمر ليس بالسهل والهين.
ولفت، إلى أبرز الأسماء التي تتردد داخل أحزاب الحركة المدنية، وهي: أكمل قرطام وفريد زهران وجميلة إسماعيل، مشيرًا إلى أن أحمد طنطاوي، ليس مرشح للحركة المدنية، لأنه ليس عضوا بها، فهو رئيس حزب الكرامة سابقا.
وأضاف: نحن نؤيد ترشح فريد زهران، باعتباره رئيس الحزب، كما أنه أيضا له مواقف ولن يستطيع أحد المزايدة عليه ويقول أنه مرشح السلطة، مؤكدا أن الحزب يقدم نفسه كبديل لنظام وتوجهات ومواقف وقوانين.
وحول فرص التوافق المحتملة حول مرشح واحد لـ "الحركة المدنية"، أكد رئيس الهيئة البرلمانية لحزب المصري الديمقراطي، أن جميع الخيارات موجودة، إذ من الممكن ان تدفع الحركة بمرشح واحد أو أكثر، أيضا من الممكن أن تدعم مرشح خارج الحركة، لكن أنا اتوقع أن يتم التوافق على مرشح واحد من داخل الحركة.
عقبة التوكيلاتوأشار، إلى وجود عقبة للتوكيلات المطلوبة من المرشحين للانتخابات سواء 20 توكيلا من نواب في البرلمان أو التوكيلات المطلوبة من المواطنين.
وشدد منصور، على ضرورة تلبية الدولة، ضمانات نزاهة العملية الانتخابية، وفي مقدمتها، إلتزام أجهزة الدولة كافة بالحياد التام بين جميع المرشحين، ومنحهم فرصة التحرك ولقاء الجمهور، وكذلك منحهم فرص متكافئة في استخدام أجهزة الإعلام وتغطية هذه الأجهزة، لأنشطتهم دونما تحيز لمرشح معين في مواجهة أي من المرشحين الآخرين، كما طالب أيضا الدولة، بإغلاق ملف سجناء الرأي.
مرشح واحدفيما أكد خالد داوود المتحدث الرسمي باسم الحركة المدنية، في تصريحات خاصة لـ "الفجر"، إن هناك أكثر من شخص داخل الحركة، أبدى رغبته في الترشح للرئاسة، مضيفا: "أرى أنه يجب الإتفاق على مرشح واحد، وأن تتم تسميته مرشحا وحيدا للمعارضة، تقف بجواره وتساند بكل قوة".
وتابع: “لكن من الوارد جدآ ألا يحدث توافق، وأن يتم الدفع بأكثر من مرشح، وفي هذه الحالة علينا الحفاظ على الحركة، إذ يجب أن نعمل في مساحات الإتفاق ونعذر بعضنا البعض في المساحات التي لا نتفق فيها، معربا عن أمله في الوصول إلى قرار موحد إزاء الانتخابات”.
وأشار داوود، إلى أن الاجتماع الأخير للحركة، شهد الإتفاق على دعوة المواطنين إلى المشاركة بإيجابية في الانتخابات، باعتباره حقا من الحقوق السياسية، متابعًا: ما نشدد عليه هو توفير الضمانات التي سبق وأعلنتها الحركة.
فرص التوافق منعدمةبدوره، قال مدحت الزاهد رئيس حزب التحالف الشعبي، إن الحزب، سيدعم مرشح توافقي واحد فقط من داخل الحركة المدنية، يكون لديه أرضية شعبية عريضة، ويعكس الميول المشتركة الأساسية لتيارات وأحزاب الحركة.
وأضاف: هناك أكثر من شخص داخل الحركة، أبدى رغبته في الترشح وجميعهم مرشحين محتملين وليسوا مرشحين حقيقيين، لافتًا إلى أن الميل للترشح قد يحدث من دوائر حزبية أو من المرشحين أنفسهم، وهذا يجعل فرصة التوافق منعدمة، وسيخوض كلا منهم الانتخابات بحزبه فقط وبشكل فردي شخصي وليس باسم الحركة.
وأشار الزاهد، إلى أن وثيقة الضمانات التي طرحها المصري الديمقراطي، في جوهرها اشتباك مع الحدث، وخوض المواجهة، وليست مجرد أوراق مطروحة على الحكومة، ولا شرط للترشح.
وتابع: الضمانات يجب أن تختبر من خلال بدء مارثون الانتخابات الرئاسية، فور فتح باب الترشح، وعلينا دعم ومساعدة المرشحين الجادين بجمع التوكيلات وفتح مقرات لحملاتهم، وإذا تعرضوا لانتهاكات أو تضييق، فهنا الأمر سيختلف ونتأكد أنها ليست إنتخابات حرة. وطالب الزاهد، بفتح المجال وإتاحة وسائل الإعلام للمرشحين لعرض برامجهم الانتخابية.
واستطرد: إذا وجدنا أن هناك تضييق ودعم لمرشح واحد على حساب الآخرين، فمن الممكن أن تتخذ الحركة المدنية، قرار بالمقاطعة، ولكننا حتى الآن مشاركين وسنعمل جاهدين لدعم المشاركة وتوفير مناخ حقيقي، وعندما نصل للمحطة الأخيرة بإغلاق باب الترشح، حينها سنقرر ونعرف وتظهر الأمور جليا للجميع، مشددا على أن الضمانات، يجب أن تكتسب بالضغط والعمل الجاد، لإجراء انتخابات تنافسية حقيقية.
مطالب لحزب المحافظينمن جانبه، أوضح د.عماد جاد نائب رئيس حزب المحافظين، في تصريحات خاصة لـ "الفجر"، أن الحزب سيدفع بمرشح رئاسي، أو يدعم مرشح آخر من داخل الحركة المدنية، وذلك في حال توافر الضمانات التي أعلن عنها.
وأضاف: “إذا لم تتم الاستجابة لمطالب الحزب، أو جزء كبير منها، أعتقد أنه سيقاطع الانتخابات الرئاسية”.
وتابع: “طلبنا أن يكون هناك مناخ حقيقي لممارسة الانتخابات وأن يكون هناك تعديل على الهيئة الوطنية للانتخابات، كذلك أن يكون إعلان النتيجة، مرتبط باللجنة الخاصة نفسها، ويكون الاعتماد على محضرها، لافتا إلى أن هناك جبهة داخل الحركة المدنية، ترغب في في خوض السباق الرئاسي، حتى في حال عدم توافر الضمانات التي أعلنت عنها الحركة”.
وأشار، إلى أن هناك مطالب داخل الحزب، بترشح أكمل قرطام، للرئاسة، لأنهم وجدوا أنه الأنسب، لكنه في النهاية هو صاحب القرار، مشددًا على أن هذا القرار متوقف في النهاية، على استجابة الدولة، للضمانات، السابق ذكرها.
وفي سياق متصل، عقدت الهيئة العليا لحزب الدستور، إجتماعا منذ أيام قليلة، حيث طالبت جميلة إسماعيل، بحسم موقفها من الترشح للانتخابات الرئاسية، واتخاذ قرار نهائي قبل يوم ١٥ من الشهر الجاري، ليعرض في الاجتماع القادم للهيئة العليا، ثم على أعضاء الجمعية العمومية للحزب.
وأكد مصدر داخل حزب الدستور، أن جميلة إسماعيل، تدرس قرار ترشحها للرئاسة منذ مدة طويلة، كأول رئيسة حزب تقوم بذلك الأمر، مؤكدًا أنها عقدت أكثر من جلسة لدراسة ذلك الأمر من كل نواحيه.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: إجراء انتخابات انتخابات الرئاسة 2024 الحركة المدنية حزب المصري الديمقراطي خالد داوود فريد زهران أكمل قرطام حزب المحافظين حزب الدستور الانتخابات الرئاسیة الحرکة المدنیة الضمانات التی داخل الحرکة أکثر من إلى أن
إقرأ أيضاً:
مرشح لخلافة محمود عباس.. من هو ماجد فرج رئيس جهاز الاستخبارات الفلسطينية؟
يعد ماجد فرج شخصية محورية في التنسيق مع دولة الاحتلال الإسرائيلي ضد فصائل المقاومة الفلسطينية في الضفة الغربية المحتلة، كما يبرز اسمه كرمشح لخلافة رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس.
يتمتع ماجد فرج وهو أحد قادة حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح"، بتأثير كبير على المشهد الأمني الفلسطيني، حسب تقرير نشرته موقع "ميدل إيست آي" البريطاني وترجمته "عربي21".
وتاليا نص التقرير مترجما إلى العربية:
ولد عام 1963 في مخيم الدهيشة للاجئين في بيت لحم، وتميز شبابه بالفقر والانخراط في العمل السياسي.
وعلى مدى عقود، شغل مناصب عديدة داخل السلطة الفلسطينية، ليصبح في نهاية المطاف رئيس جهاز استخباراتها وأحد أبرز المقربين من الرئيس محمود عباس.
تميز مشواره السياسي بدوره في التنسيق الأمني مع إسرائيل ضد فصائل المقاومة، والعلاقة القوية التي تربطه مع الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة والولايات المتحدة.
وقد أصبحت شعبية فرج متدنية بين الفلسطينيين بسبب حملاته ضد فصائل المقاومة.
سنواته الأولى وانخراطه في السياسة
ولد ماجد فرج في 28 فبراير/ شباط 1963 بمخيم الدهيشة للاجئين في الضفة الغربية المحتلة. نزحت عائلته من قرية رأس أبو عمار بالقرب من القدس.
نشأ فرج فقيرا بعد وفاة والدته عندما كان يبلغ من العمر 13 عامًا، وعمل في مهن مختلفة لإعالة أسرته، بما في ذلك صناعة الأصداف والنجارة.
في مرحلة المراهقة، انضم فرج إلى الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين لكنه غيّر ولاءه لاحقًا إلى فتح. اعتقلته قبل القوات الإسرائيلية لأول مرة قبل أن يُنهي دراسته الثانوية.
كان ذلك بداية سلسلة طويلة من الاعتقالات، وقد قضى ما مجموعه ست سنوات في السجون الإسرائيلية طوال حياته.
في عام 1982، شارك في تأسيس حركة الشبيبة الفتحاوية، وانضم إلى الانتفاضة الأولى. تزوج من الناشطة الفتحاوية أمل فرج في عام 1985.
كان والده، علي فرج، من الطبقة العاملة وقد قُتل على يد القوات الإسرائيلية عام 2002 أثناء اجتياح بيت لحم. أطلق عليه الجنود الإسرائيليون حوالي 10 رصاصات بعد خروجه لشراء الخبز والحليب أثناء حظر التجول خلال الحصار الإسرائيلي لكنيسة المهد.
المسيرة السياسية والأمنية
بعد توقيع اتفاقيات أوسلو عام 1993، بدأ فرج مسيرته داخل جهاز الأمن الفلسطيني.
بدأ مشواره الأمني في بيت لحم ضمن جهاز الأمن الوقائي المعروف على نطاق واسع، وسرعان ما ارتقى إلى مواقع ذات تأثير أكبر، بما في ذلك مناصب إدارية في دورا والخليل.
بحلول عام 2006، أصبح رئيسًا لجهاز الاستخبارات العسكرية الفلسطينية.
تعززت مسيرته الأمنية عندما عينه عباس رئيسًا لجهاز المخابرات العامة الفلسطينية في عام 2009.
تميزت قيادته لجهاز الاستخبارات بدوره الكبير في التنسيق الأمني مع إسرائيل.
ومع مرور الوقت، زاد تأثيره السياسي وأصبح شخصية محورية في جهود المصالحة الفلسطينية، خاصة في المحادثات مع حركة حماس. وقد شارك في المحادثات مع حماس في القاهرة بين عامي 2009 و2011.
على الساحة الدولية، حظي فرج بمكانة خاصة لدى الولايات المتحدة وإسرائيل بسبب دوره في التنسيق الأمني ومواقفه التي منحته شرعية لدى الجانبين.
المؤامرات
رغم منصبه المهم، كانت مسيرة فرج مثيرة للجدل. وقد اتهمته المنظمة العربية لحقوق الإنسان في المملكة المتحدة بارتكاب انتهاكات لحقوق الإنسان، بما في ذلك الاعتقالات التعسفية والتعذيب.
وفي عام 2013، اتهمته حماس بالتعاون مع الحكومة المصرية لتحريض الرأي العام ضد الحركة، مما زاد من توتر العلاقة بين حماس والسلطة الفلسطينية.
في مقابلة نادرة مع "ديفينس نيوز" عام 2016 ، دافع فرج عن التعاون الأمني بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل.
وكشف فرج في المقابلة أن الأجهزة الأمنية الفلسطينية أحبطت في تلك الفترة 200 هجوم محتمل ضد إسرائيل، وألقت القبض على أكثر من 100 فلسطيني، وصادرت أسلحة.
خلال حرب إسرائيل على غزة، قالت حماس إنها أفشلت محاولة من السلطة الفلسطينية لإرسال ضباط أمن إلى شمال غزة تحت غطاء تأمين قوافل المساعدات، وهي العملية التي أشرف عليها فرج وفقا لحماس. وقد نفت السلطة الفلسطينية هذا الاتهام.
في العام الماضي، كشف موقع "ميدل إيست آي" أن فرج ضغط على وسطاء محادثات وقف إطلاق النار في غزة من أجل عدم الإفراج عن القيادي البارز في فتح مروان البرغوثي ضمن أي صفقة تبادل أسرى محتملة بين إسرائيل وحماس.
وفي ظل جهود إسرائيل والولايات المتحدة لإيجاد بدائل لحماس في غزة، أفادت التقارير أن إسرائيل اعتبرت فرج من الشخصيات القادرة على إدارة القطاع بعد الحرب.
تُعتبر هذه الادعاءات التي تلاحق فرج، إلى جانب دوره المثير للجدل في التنسيق الأمني مع إسرائيل، سببًا في جعله شخصية مثيرة للانقسام في الساحة السياسة الفلسطينية.
الطموحات السياسية
في يناير/ كانون الثاني 2023، أجرى عباس تعديلًا قانونيا يتيح لفرج البقاء على رأس جهاز الاستخبارات العامة لفترة غير محدودة. كما منح التعديل فرج رتبة وزير، مما عزز سلطته داخل السلطة الفلسطينية.
يُنظر إلى هذا التعديل القانوني على أنه خطوة استراتيجية من عباس لضمان استمرار فرج في قيادة السلطة في ظل الفراغ القيادي القائم.
تعد مسألة الخلافة في أروقة السلطة الفلسطينية عاملا محوريا في تحديد مستقبل فرج السياسي.
رغم الدعم الذي يحظى به من إسرائيل والولايات المتحدة، إلا أن المنافسة على القيادة داخل حركة فتح لا تزال محتدمة مع شخصيات بارزة مثل حسين الشيخ، وجبريل الرجوب، ومروان البرغوثي، والذين يُعتبرون أيضًا من أبرز المرشحين لخلافة عباس.
ويبقى فرج، الذي يتولى أدوارًا محورية في القرارات السياسية والأمنية، مثل دوره في المفاوضات مع إسرائيل وتعاونه المستمر مع وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية، في قلب الصراع على أعلى هرم السلطة الفلسطينية.
قدرته على المناورة بين هذه الديناميكيات السياسية المعقدة لن تعتمد على علاقاته الدولية فحسب، ولكن أيضًا على قدرته على كسب الدعم السياسي داخليا.
ومع تزايد نفوذه، يزداد أيضًا الاهتمام به ومراقبة كل خطواته، سواء في فلسطين أو على مستوى منطقة الشرق الأوسط بشكل عام.