شاركت المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، ضمن وفد مصري رفيع المستوى، في الفعاليات الافتتاحية لقمة مبادرة الحزام والطريق المقامة بهونج كونج، وذلك تزامنًا مع الذكرى العاشرة لإطلاق المبادرة من قبل الرئيس الصيني شي جين بينج، وتمهيدًا لانعقاد قمة الحزام والطريق في بكين الشهر المقبل بمشاركة زعماء العالم.

وعلى هامش الفعاليات، التقى الدكتور إبراهيم عبد الخالق، نائب رئيس المنطقة الاقتصادية لقناة السويس لشؤون الاستثمار والترويج، بحضور د.

رانيا المشاط وزيرة التعاون الدولي، و حسام هيبة رئيس هيئة الاستثمار، والسفيرزباهر شويخي، قنصل مصر العام بهونج كونج، مع ممثلي مؤسسة الصين الدولية لرأس المال الاستثماري (CICC)، وهي أكبر بنك استثماري في الصين، ومقرها هونج كونج، وتعمل في مجال الخدمات المالية الاستثمارية، بما في ذلك الاستثمار المصرفي وإدارة الأصول ووساطة الأوراق المالية في الصين وخارجها، تناول اللقاء التعريف بالمنطقة الاقتصادية والحوافز التي تقدمها للمستثمرين، والميزات التنافسية للموقع الاستراتيجي لموانئ المنطقة على البحرين الأحمر والمتوسط ضمن مبادرة الحزام والطريق، وناقش الجانبان إمكانية التعاون في سبيل اجتذاب الشركات الصينية الرائدة في قطاعات مستهدف توطينها بالمنطقة الاقتصادية لقناة السويس سواء قطاع صناعة السيارات خاصة الكهربائية والصناعات المغذية لها، وكذلك صناعة الأدوية والمادة الفعالة والأجهزة الطبية، بالإضافة للهيدروجين الأخضر وتم استعراض التجمعات الصناعية المتكاملة التي تخصصها المنطقة الاقتصادية لهذه الصناعات، وكذلك مناقشة إمكانية تقديم المؤسسة الصينية لتسهيلات تمويلية للشركات الصينية لإقامة مشروعات لها بالمنطقة الاقتصادية.

كما التقى الوفد بنيكولاس هو، مفوض حكومة هونج كونج لمبادرة الحزام والطريق، وتطرق اللقاء للفرص التي تتيحها المبادرة للدول الواقعة على طريق الحرير وما تتضمنه من مشروعات للبنية التحتية، وتيسير التجارة، وتعزيز التكامل المالي، وتعزيز الشراكة الفعالة بين القطاعين الحكومي والخاص.

كما تطرق اللقاء للحديث عن أهمية محور قناة السويس ضمن المبادرة، خاصة في ضوء الخدمات التي تقدمها المنطقة الاقتصادية لقناة السويس لدعم حركة التجارة العالمية من خلال الموانئ التابعة لها وعلى رأسها خدمات تموين السفن بالوقود التقليدي والأخضر، كما تمت الإشارة إلى دور الشركات الصينية في موانئ المنطقة مثل تحالف هاتشيسون وكوسكو وسي إم إيه المسؤول عن إدارة وتشغيل أحد الأرصفة بميناء السخنة باستثمارات 600 مليون دولار، في إطار الدور الفاعل الذي تلعبه هونج كونج في قطاع الخدمات المالية واللوجستية والموانئ، وضرورة تعزيز التعاون بين حكومة هونج كونج والمنطقة الاقتصادية في هذا المجال.

وتجدر الإشارة إلى قيام وفد من المنطقة الاقتصادية لقناة السويس بجولة ترويجية في الصين وهونج كونج مايو الماضي، تضمنت العديد من اللقاءات مع مجتمع المال والأعمال الصيني، وأسفرت عن توقيع عدد كبير من العقود ومذكرات التفاهم في قطاعات صناعية متنوعة، وذلك في ضوء العلاقات المصرية الصينية التي تمر بمرحلة تحول تاريخية في عهد الزعيمين المصري والصيني، والتي انعكست بشكل واضح في الزيارات المتبادلة لقادة البلدين وتوقيع اتفاقية الشراكة الاستراتيجية الشاملة خلال عام 2014.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: المنطقة الاقتصادية لقناة السويس المنطقة الاقتصادیة لقناة السویس الحزام والطریق هونج کونج

إقرأ أيضاً:

هل ينعش وقف إطلاق النار في غزة اقتصاد مصر وقناة السويس؟

القاهرة- يفتح اتفاق وقف إطلاق النار بغزة فرصا جديدة أمام الاقتصاد المصري، حيث من المتوقع أن يشهد تحسنا ملحوظا بمختلف القطاعات، بدءًا من قناة السويس وصولاً للسياحة والاستثمارات الأجنبية المباشرة وغير المباشرة، وفق مراقبين.

وتتطلع مصر والعالم إلى عودة حركة المرور في البحر الأحمر إلى طبيعتها، من مضيق باب المندب وصولاً إلى قناة السويس التي تكبدت خسائر فادحة العام الماضي مما أثر على أحد أهم مصادر العملة الصعبة للبلاد.

وقال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، نهاية العام الماضي، إن بلاده فقدت نحو 7 مليارات دولار من إيرادات القناة خلال 2024 بسبب "التحديات الإقليمية" وهو ما يمثل انخفاضا بأكثر من 60% مقارنة بعام 2023.

وذكر صندوق النقد الدولي -الشهر الماضي- أن توترات البحر الأحمر أفقدت مصر 70% من إيرادات القناة التي تعد مصدرا رئيسًا للعملة الأجنبية، منذ أن بدأ الحوثيون في اليمن مهاجمة السفن المتجهة إلى إسرائيل في البحر الأحمر.

وتمر حوالي 15% من التجارة البحرية عالميا عبر قناة السويس، البوابة الأقصر بين أوروبا وآسيا، وعودتها إلى مسارها تساهم في زيادة الإيرادات الدولارية وتدعم استقرار الجنيه "العملة المحلية).

إيرادات قناة السويس هوت بنسبة 61.2% بين يوليو/تموز وسبتمبر/أيلول 2024 (الجزيرة) قناة السويس أكثر المتضررين

أنهت مصر التشغيل التجريبي لمشروع ازدواج قناة السويس، نهاية عام 2024 الذي سيزيد من مساحة الازدواج فيها بواقع 10 كيلومترات، ليصبح طولها 82 كيلومترا بدلا من 72 كيلومترا، مما سيساهم في زيادة الطاقة الاستيعابية للقناة.

إعلان

وتحول ميزان مدفوعات مصر -مع العالم الخارجي- إلى عجز يساهم في تراجع الصادرات البترولية وإيرادات قناة السويس التي هوت بنسبة 61.2% بين يوليو/تموز وسبتمبر/أيلول من العام الماضي، لتسجل 931.2 مليون دولار مقابل 2.4 مليار، وفق بيانات البنك المركزي المصري.

لكن هذه الضغوط قد تشهد تغيرا ملحوظا مع إعلان وقف إطلاق النار في قطاع غزة، بحسب خبراء ومحللين تحدثوا إلى الجزيرة نت، إلا أن هذا التغير الإيجابي مرهون بصمود الاتفاق وإتمام جميع مراحله وإنهاء الحرب.

وقبيل وقف النار، قال زعيم جماعة الحوثي في اليمن عبد الملك الحوثي "سنبقى في مواكبة لمراحل تنفيذ الاتفاق، وأي تراجع إسرائيلي أو مجازر وحصار سنكون جاهزين مباشرة للإسناد العسكري للشعب الفلسطيني".

كما أن تهدئة الأوضاع في المنطقة من شأنها أن تجذب المزيد من الاستثمارات الأجنبية المباشرة، وتعزز من الثقة في الاقتصاد المصري، وتشجع على النمو في قطاعات أخرى مثل السياحة.

تحسن المرور بالقناة على 3 مراحل

توقع أحمد الشامي، مستشار النقل البحري وخبير اقتصاديات النقل أن يكون التحسن في زيادة عدد السفن المارة عبر قناة السويس تدريجيا، وقسمه إلى 3 مراحل:

الفترة الأولى سوف تستمر حتى نهاية مارس/آذار المقبل، وعادة ما تكون التجارة الدولية ضعيفة خلالها وهي مرحلة اختبار بالنسبة للشركات الملاحية الكبيرة التي غيرت مسارها إلى طريق رأس الرجاء الصالح، وبالتالي أي تحسن سوف يكون طفيفا جدا. المرحلة الثانية تمتد من أول أبريل/نيسان وحتى نهاية يونيو/حزيران، وتعتمد على استقرار المرحلة الأولى وسوف تشهد نموا في حركة مرور السفن لكنه مرور حذر. أما المرحلة الثالثة فستُشكل انفراجة في عودة السفن إلى طبيعتها في حال مرور المرحلتين الأولى والثانية دون خروقات كبيرة لاتفاق غزة، وبالتالي عدم عودة التصعيد من جديد في البحر الأحمر. 2.7 مليار دولار صافي تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر في مصر الفترة بين يوليو/تموز وسبتمبر/أيلول 2024 (الجزيرة)

وذهب مستشار النقل البحري إلى القول إنه ربما تشهد قناة السويس زيادة أكبر في مرور السفن مما كانت عليه قبل التوترات الجيوسياسية بالمنطقة نهاية عام 2023 لأسباب تتعلق باهتزاز سلاسل التوريد العالمية طوال أكثر من عام وطول المسار البديل، وارتفاع التضخم في العالم وزيادة أسعار النقل.

إعلان قطاعات مستفيدة من وقف النار بغزة

على صعيد القطاعات الاقتصادية الأخرى في مصر، أعربت الخبيرة المصرفية سهر الدماطي عن تفاؤلها بالتأثيرات الإيجابية على الاقتصاد المصري مع إعلان التوصل لاتفاق إطلاق النار في غزة وتبادل الأسرى.

وأكدت في تصريحات للجزيرة نت أن "الصراعات المتكررة في المنطقة، مثل تلك التي تشهدها غزة ولبنان وسوريا واليمن تخلف بيئة غير جاذبة للاستثمار، نظرا لعدم الاستقرار وعدم اليقين، مشيرة إلى أن الحديث عن تغيير خريطة الشرق الأوسط والصراعات المستمرة يجعل المستثمرين يترددون في ضخ أموالهم في المنطقة.

وأضافت الدماطي أن انتهاء تلك الحروب سيساعد على عودة الاستثمار الأجنبي المباشر وغير المباشر، وعلى نمو قطاعات حيوية مثل السياحة، وزيادة الإنتاج الصناعي المحلي بعد تقليل التكاليف الإنتاجية التي تأثرت بارتفاع تكلفة النقل عبر البحر الأحمر.

ولفتت إلى تحسن طفيف في صافي تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر في مصر إلى 2.7 مليار دولار من 2.3 مليار الفترة بين يوليو/تموز وسبتمبر/أيلول 2024، وتوقعت أن تشهد التدفقات زيادة أكبر.

وقال المركزي المصري الخميس الماضي إن عجز ميزان المعاملات الجارية بلغ 5.9 مليارات دولار الفترة ذاتها مقارنة مع 2.8 مليار بالربع نفسه قبل عام، إلا أن تحويلات المصريين بالخارج -التي زادت إلى 8.3 مليارات دولار الفترة ذاتها مقارنة بـ4.5 مليارات قبل عام- ساهمت في تعويض تراجع عائدات القناة.

مقالات مشابهة

  • وزير المالية: حريصون على تعزيز العلاقات الاقتصادية والاستثمارية بين مصر وهونج كونج
  • وزير المالية: مواصلة العمل المشترك لمواجهة التحديات الاقتصادية
  • «وزير المالية»: حريصون على تعزيز العلاقات الاقتصادية والاستثمارية بين مصر وهونج كونج
  • مساحتها 1.3 كيلو متر.. جزيرة صينية الواجهة الأكثر جذبا للسياح في هونج كونج
  • جامعة قناة السويس توقع اتفاقيات تعاون جديدة مع «لانزو الصينية»
  • جامعة قناة السويس تعزز التعاون الأكاديمي مع نظيرتها الصينية لانزو
  • الخارجية الصينية ترد على ترامب: ليس لنا علاقة بتشغيل قناة بنما
  • مصر تستعد لإصدار "خرائط ملاحية جديدة" لقناة السويس
  • اقتصادية النواب: التعاون مع فولفو نقلة نوعية لتحقيق التنمية الاقتصادية المستدامة
  • هل ينعش وقف إطلاق النار في غزة اقتصاد مصر وقناة السويس؟