في المناطق النائية.. زلزال المغرب يضاعف معاناة المزارعين
تاريخ النشر: 14th, September 2023 GMT
لم يبق من قريته سوى ركام، وفرغ حقله المزروع بأشجار التفاح من الثمار قبل أوانه، لكن محمد المتوكل "لن يبارح أرضه" التي تشكّل شريان حياة له، على غرار كثر في هذه المنطقة الجبلية من المغرب، المدمرة جراء الزلزال.
ويروي المزارع البالغ من العمر 56 عاما، فيما وقف عاجزا في حقله الذي يزرع فيه التفاح والجوز وخضراوات وسط سلسلة جبال الأطلس الكبير: "كنا نعتقد أن البرد هو أسوأ عدو لنا، لكن الآن هناك عدو آخر هو الزلزال.
ويشير الرجل إلى أشجاره التي زرعت بعناية من جيل إلى آخر في عائلته، تحت منازل تقليدية بنيت بالحجارة والخشب، وقد تحطّمت تماما.
ويحل موسم جني الثمار في الخريف، لكن تفاحاته الحمراء تناثرت على العشب الأخضر، وامتزجت رائحتها برائحة جيفة حمار نفق تحت الأنقاض، وفق سكان المنطقة.
ولم ينضج التفاح بعد ليكون صالحا للبيع، وقد أطاح الزلزال بموسم كامل وبقدرة الفلاحين على سداد ديونهم. وكما في مناطق أخرى في إقليم الحوز الجبلي، تعد الزراعة وتربية المواشي مثل الأبقار والأغنام، مصدرا للرزق والقوت.
وأطلقت الحكومة وجهات مانحة أخرى في السنوات الأخيرة، برامج، بعضها لمكافحة تأثيرات التغير المناخي، وأخرى مخصصة لفك عزلة تلك المجتمعات وإعطاء مزيد من الاستقلالية للنساء.
زلزال المغرب المدمر.. أهم الأرقام والأسماء لا يزال المغرب تحت الصدمة، الأحد بعد الزلزال العنيف الذي ضرب منطقة مراكش ليل الجمعة السبت موقعا أكثر من ألفي قتيل.كذلك، نفذت برامج لإعادة استخدام المياه الآسنة المُعالَجة، وبرامج توفير المياه للري الزراعي عبر نظام التنقيط، بهدف تخفيف الضغط على الموارد المائية.
ويشرح جمال بو يحيى، وهو مزارع يبلغ من العمر 42 عاما: "نحن نعمل بكد لنجمع القليل من المال بقطف التفاح، لنتحضر لموسم العودة إلى المدراس ونتمكن من إعالة عائلاتنا".
وخلف بو يحيى، كان الأطفال يقفزون على الفرش المغطاة بالغبار، فمدرستهم لم تعد صالحة للاستخدام.
والتداعيات التي خلفها الزلزال هائلة، إذ خسر طالب الثانوية، وليد ناصر (19 عاما) دخلا يوميا يساوي 80 درهما (7,70 دولار أميركي)، كان يتقاضاها لقاء أعمال صغيرة في الحقول.
وقد أنهك الجفاف ونقص المياه أصلا المزارعين الصغار، ليزيد وقع صدمة الزلزال أيضا من معاناتهم، فقد أسفر عن مقتل 11 شخصا من القرية الصغيرة، البالغ عدد سكانها 200 نسمة. أما قريتهم الوعرة والصخرية، فقد تحولت إلى خيم صفراء تأوي الناجين الذين فقدوا بيوتهم.
إعادة إعمارفي القرية هذه، لا سكان تحت الأنقاض لإنقاذهم، على عكس البلدات الأخرى، حيث لا تزال فرق الإنقاذ تعمل، الخميس، بعد 6 أيام على الكارثة التي أودت بحياة أكثر من 2900 شخص، وتسببت بإصابة 5500 بجروح.
الضرورة الآن هي إيجاد مأوى للسكان. وتقوم نساء بفرز البطانيات والملابس التي يقدمها مدنيون، فيما يبحث الرجال هنا وهناك بين المنازل التي لا تزال صامدة، عن أكواب أو أواني، لم تنل منها الكارثة، لكن القلق من المستقبل يخيم على الأجواء.
"لا خدمات ولا بنى تحتية".. الزلزال يكشف واقع قرى الحوز في المغرب سلطت مشاهد الدمار والخراب الكبير الذي أحدثه الزلزال الذي ضرب إقليم الحوز، وسط المغرب، الضوء على المشاكل التنموية والاجتماعية المتعددة الأبعاد التي تقاسيها قرى وبلدات جبال الأطلس الكبير، التي فقدت ما يزيد عن 1643 شخص من أبنائها.ويقول بو يحيى: "القطاع الأكثر تأثرا بالزلزال هو قطاع الري، فقد دمرت جميع الأنابيب تقريبا"، مقدرا خسارته المادية من ضياع محصوله، بـ100 ألف درهم (987 دولارا).
آبار المياه ممتلئة، لكن "الحجارة التي تحركت خلال الزلزال قطعت مصادر المياه"، وفق المزارع محمد المتوكل، الذي لفحت الشمس وجهه، مضيفا: "طالما أن هذه المشكلة لم تُحل، فلن يكون الأمر جيدا على الإطلاق".
ويتوقع أن تشكل مسألة الوصول إلى المياه واحدة من التحديات في عمليات إعادة الإعمار.
وبحسب المكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب في جهة مراكش- أسفي، فإن "شبكة توزيع المياه تضررت في 3 بلديات، هي أمزميز ومولاي إبراهيم وتلات نيعقوب، في إقليم الحوز".
وتعتبر حليمة رزقاوي، وهي مديرة منظمة "كير المغرب" الناشطة خصوصا في تلك المنطقة، أن "مرحلة إعادة الإعمار قد تكون بمثابة نداء للجهات المعنية بالتنمية".
وتضيف: "لديكم فرصة للمساهمة في تعافي سكان هذه المنطقة ومساعدتهم في إعادة الإعمار بشكل متين، وإطلاق ممارسات جيدة منذ البداية، مع الأخذ بعين الاعتبار نقص المياه ونقص المساحة في نفس الوقت"، مؤكدة أن "إعادة الإعمار تعني الأمل".
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: إعادة الإعمار
إقرأ أيضاً:
إيداع رئيس تنسيقية ضحايا زلزال الحوز سجن لوداية بمراكش
أمرت النيابة العامة بالمحكمة الابتدائية بمراكش مساء الإثنين، بإحالة الناشط ورئيس تنسيقية ضحايا زلزال الحوز سعيد آيت مهدي، في حالة اعتقال، إلى السجن المحلي لوداية بمراكش.
وقرر وكيل الملك متابعة المعني بالأمر في حالة اعتقال بتهم تتعلق أساسا بالسب والقذف والتشهير في حق موظفين عموميين، على خلفية ثلاث شكايات تقدم بها كل من عامل إقليم الحوز، وقائد المنطقة، وعون سلطة.
وكان الناشط سعيد أيت مهدي قد تم توقيفه أمس الأحد من طرف عناصر الدرك الملكي، وإحالته على تدبير الحراسة النظرية إلى حين تقديمه أمام أنظار النيابة العامة مساء الاثنين.
وتزامنت عملية تقديم الموقوف مع احتجاجات عدد من المتضامنين معه من ضحايا زلزال الحوز، مطالبين بالإفراج عنه، وإسقاط التهم التي تلاحقه.
وقال منتصر إيتري في حديث لـ »اليوم24، » إن الموقوف كان لسان حال المتضررين من الزلزال، خصوصا المقصيين من الاستفادة من تعويضات الزلزال، وقام بزيارات لمجموعة من الدواوير في مختلف الأقاليم والمناطق المنكوبة، ونقل بالصوت والصورة الظروف المأساوية والحاطة من الكرامة الإنسانية للمتضررين…
كلمات دلالية اعادة الاسكان الحوز المغرب زلزال الحوز سعيد ايت المهدي ضحايا الزلزال مقصيين من الاستفادة