أصدر رئيس لجنة التحقيقات الفرعية بمجلس الشيوخ الأمريكي، الأربعاء، أمر استدعاء جديد، للحصول على وثائق حول الشراكة السعودية الأمريكية في لعبة الجولف، داعيا المملكة الخليجية إلى أن تكون "أكثر شفافية" بشأن "استثماراتها البالغة قيمتها 35 مليار دولار في الولايات المتحدة".

ويشمل أمر الاستدعاء شركات تابعة لصندوق الثروة السيادية السعودي، الذي تبلغ قيمة أصوله 700 مليار دولار واستخدمه ولي العهد الأمير، محمد بن سلمان، كأداة للنفوذ العالمي، وسبق له رفض الامتثال طوعًا لطلبات الحصول على معلومات حول تعاملاته مع الولايات المتحدة، وفقا لما أورده تقرير نشرته صحيفة "الجارديان" البريطانية وترجمه "الخليج الجديد".

وشهدت جلسة استماع للجنة، برئاسة رئيسها السيناتور الديمقراطي، ريتشارد بلومنثال، الإعلان عن أمر الاستدعاء، وركزت على الاندماج السعودي المقترح والمثير للجدل في لعبة الجولف.

وتناولت الجلسة انتهاكات السعودية القياسية لحقوق الإنسان، ودور المملكة المزعوم في هجمات 11 سبتمبر/أيلول الإرهابية، والاعتراضات الأساسية على محاولات الدولة الغنية بالنفط للاستيلاء على الأصول الأمريكية.

وكان أعضاء مجلس الشيوخ منزعجين بشكل واضح من عدم امتثال صندوق الاستثمارات العامة لطلبات الإفصاح الطوعية، وهو ما يعتبره المشرعون جزءًا من موقف مثير للقلق من قبل المسؤولين السعوديين لوضع أنفسهم بعيدًا عن متناول القانون الأمريكي.

وقال بلومنثال: "لا يمكن لصندوق الاستثمارات العامة السعودي أن يتصرف في كلا الاتجاهين: إذا أراد التعامل مع الولايات المتحدة تجارياً، فيجب أن يخضع لقانون الولايات المتحدة ورقابتها".

اقرأ أيضاً

بشراكة مع كوشنر.. صندوق مدعوم من السعودية يضخ أول استثمار في إسرائيل

ووصف خبراء صندوق الاستثمارات العامة السعودي بأنه "متشابك بشكل لا ينفصم" عن الدولة السعودية وبن سلمان، الذي "يصنع قرار الصندوق بشكل أحادي مع القليل من الشفافية أو المساءلة"، بحسب توصيف الباحثة في هيومن رايتس ووتش، جوي شيا.

وأشارت شيا، في شهادتها أمام لجنة مجلس الشيوخ، إلى وثائق حكومية سعودية داخلية، تم تقديمها إلى محكمة كندية فيما يتعلق بمطالبة قانونية، توضح كيف أمر مستشارو ولي العهد السعودي، وياسر الرميان، محافظ صندوق الاستثمارات العامة، بتحويل 20 شركة تم الاستيلاء عليها كجزء مما يسمى بحملة مكافحة الفساد إلى ملكية الصندوق السيادي.

وقالت شيا إن عمليات نقل الملكية في حالة واحدة على الأقل تضمنت صكًا مختومًا من قبل وزارة العدل السعودية ولكن لم يتم التوقيع عليه مطلقًا من قبل الأفراد الذين قيل إنهم وافقوا على النقل إلى خزائن الحكومة.

وأضافت: "هناك خطر أن يتم "نقل" هذه الشركات من أصحابها دون اتباع الإجراءات القانونية الواجبة".

وأشار بلومنثال، أحد أكبر منتقدي السعودية في مجلس الشيوخ، إلى ملكية صندوق الاستثمارات العامة لشركة استخدمت طائراتها لاحقًا لنقل قتلة، جمال خاشقجي، من السعودية إلى تركيا، حيث قُتل الكاتب بصحيفة "واشنطن بوست" عام 2018، قائلا: "إن استخدام السعودية لموارد صناديق الثروة السيادية لمحاولة كسب النفوذ في الولايات المتحدة يجب أن يستفزنا جميعًا".

وأضاف: "في ظل ولي العهد الأمير، محمد بن سلمان، تظل السعودية نظامًا وحشيًا، يقاوم تمامًا النقد، ويفتقر إلى أي حق في حرية التعبير (..) لقد تورط صندوق الاستثمارات العامة في بعض من أبشع الفظائع التي ارتكبتها المملكة".

وأشار بلومنثال أيضًا إلى دور صندوق الاستثمارات العامة في تمويل تطوير مدينة نيوم، وهي مدينة صحراوية تعد عنصرًا حاسمًا في رؤية بن سلمان 2030، وهي خطة اقتصادية طرحها لتنويع الثروة السعودية بعيدًا عن عائدات النفط، وحُكم بالإعدام على أفراد قبيلة قاومت إنشائها.

وليس من الواضح ما إذا كان الصندوق سيمتثل لأمر الاستدعاء، خاصة أنه وصف نفسه سابقا بشكل متناقض.

ففي المملكة المتحدة، تمت الموافقة جزئياً على عرض الصندوق للاستحواذ على نادي نيوكاسل لأن المستثمرين أنكروا أي دور للحكومة السعودية في إدارة نادي كرة القدم.

ولكن في الولايات المتحدة، سعى الصندوق إلى الحصول على "حماية" بموجب البروتوكولات الدبلوماسية مثل الحصانة السيادية، بعدما واجه تدقيقا قانونيا وسياسيا.

وقدمت جلسة الاستماع لمحة نادرة من الاتفاق بين الديمقراطيين والجمهوريين، بما في ذلك السيناتور الجمهوري الكبير، رون جونسون، الذي ركز ملاحظاته على الأسئلة حول دور السعودية في أحداث 11 سبتمبر/أيلول.

وقال جونسون: "بدأ هذا التحقيق بحدث أثار اهتمامي: محاولة رابطة لاعبي الجولف المحترفين التوصل إلى اتفاق مع صندوق الاستثمارات العامة، لكنه بالتأكيد يتوسع إلى ما هو أبعد من ذلك". وأشار إلى أنه يعتقد أن بلومنثال لديه "أهداف أعلى" في متابعة التحقيق في صندوق الاستثمارات العامة السعود، قائلا: "سيكون من المثير للاهتمام أن نرى أين يتقدم ذلك".

اقرأ أيضاً

من السياحة والترفيه إلى الحليب والقهوة.. صندوق السعودية السيادي يراهن على الاستثمار المحلي

المصدر | الجارديان/ترجمة وتحرير الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: مجلس الشيوخ صندوق الثروة السيادي السعودية محمد بن سلمان صندوق الاستثمارات العامة الولایات المتحدة

إقرأ أيضاً:

مواقفه من الإسلام تثير الجدل.. من هو كبير مكافحة الإرهاب بإدارة ترامب؟

يقدم نفسه باسم الدكتور جي. عمل في إدارة الرئيس دونالد ترامب السابقة لأقل من سنة. له آراء مثيرة للجدل تجاه الإسلام والهجرة والمثلية.

إنه سيباستيان غوركا، الذي اختاره الرئيس المنتخب ترامب لشغل منصب نائب مساعد الرئيس وكبير مديري مكافحة الإرهاب في الإدارة الجديدة.

غوركا (54 عاما) عمل في إدارة ترامب السابقة مستشارا للرئيس لشؤون الأمن القومي، حيث قدم المشورة حول قضايا تخص الإرهاب الدولي والسياسة الخارجية.

لكنه لم يستمر في منصبه سوى 210 أيام فقط، بعدما توترت علاقاته بشدة مع مسؤولين كبار في البيت الأبيض، فقدم استقالته.

سيباستيان غوركا لم يعد يعمل في البيت الأبيض سيباستيان غوركا لم يعد يعمل في البيت الأبيض

ووقتها تناقلت وسائل الإعلام الأميركية معلومات متضاربة عن رحيل غوركا، عما إن كان أُقيل من منصبه أو استقال.

وجرى الحديث عن اتهامات لغوركا من معارضيه بالارتباط بمجموعات من اليمين المتطرف، فيما شكك آخرون بمؤهلاته في مجال مكافحة الإرهاب.

ابن سجين سياسي

سيباستيان غوركا هو ابن المجريين سوزان وبول غوركا، الذين فرا من موطنهما إلى المملكة المتحدة بعد فشل انتفاضة 1956 المناهضة للسوفييت.

يحكي سيباستيان أن والده بول أنشأ منظمة طلابية مسيحية سرية لمقاومة القبضة الشيوعية الخانقة على وطنه المجر، في أعقاب الحرب العالمية الثانية.

لكن، وبحسب موقع سيباستيان غوركا الرسمي، تعرض والده الذي كان شابا آنذاك للخيانة من قبل عميل بريطاني مزدوج، واعتقلته الشرطة السرية وعذبته، ثم حكم عليه بالسجن مدى الحياة.

وبعد ست سنوات في السجن، تمكن ثوار 1956 من إطلاق سراح بول غوركا ليهرب برفقة ابنة سجين سياسي آخر تدعى سوزان، إلى بريطانيا عبر حقول الألغام على طول حدود المجر الغربية، وهناك تزوج الاثنان وأنجبا ابنهما سيباستيان.

ولذلك يحمل سيباستيان غوركا جنسيات ثلاث هي المجرية والبريطانية والأميركية التي حصل عليها في 2012.

حب الراديو وتأثير تاتشر

يقول سيباستيان إنه نشأ في بيت محب للحرية، تحت جناح أبوين جربا العيش في ظل الفاشية.

ويضيف على موقعه الرسمي إنه وقع في حب الراديو منذ نعومة أظافره، حيث كان طفلا ينام على برامج الراديو، التي اعتاد الاستماع إليها على ردايو "ترانزوستر" صغير كان يضعه تحت وسادته.

من سيقود أميركا في ولاية ترامب الثانية؟.. أبرز التعيينات المعلنة أعلن الرئيس الأميركي المنتخب، دونالد ترامب، مساء الجمعة، عن سلسلة تعيينات جديدة في فريقه الإداري ومجلس وزرائه، وذلك عبر منصته للتواصل الاجتماعي "تروث سوشال".

ويلفت سيباستيان غوركا إلى أن نشاته تحت تأثير رئيسة الوزراء البريطانية المحافظة مارغريت تاتشر كانت لها الأثر في توجهاته نحو "محاربة الأيديولوجيات الشمولية، سواء كانت فاشية أو شيوعية أو جهادية عالمية".

غوركا، الذي يحمل بكالوريوس الفلسفة وعلم اللاهوت من جامعة لندن، يقدم الآن اثنين من البرامج الإذاعية هما "أميركا أولا" على شبكة "راديو سالم"، و"غوركا ريالتي تشك" على شبكة أخبار "نيوزماكس".

هجمات 11 سبتمبر

في أعقاب هجمات 11 سبتمبر، لمع نجم سيباستيان غوركا خبيرا في مجال مكافحة الإرهاب، حيث استضافته محطات التلفزيون في المجر الذي انتقل إليه عام 1992 للعمل في وزارة الدفاع.

وبعد عام، وتحديدا في 2002، طُلب منه العمل خبيرا في لجنة التحقيق البرلمانية التي أُنشئت آنذاك للكشف عن الخلفية الشيوعية ومكافحة التجسس المزعومة لرئيس الوزراء المجري بيتر ميدغيسي.

لكن غوركا فشل في الحصول على التصريح الأمني اللازم من مكتب الأمن القومي للعمل في اللجنة، إذ كان ينظر له على نطاق واسع على أنه "جاسوس" يعمل لصالح الاستخبارات البريطانية.

ودافع غوركا عن نفسه ضد التهمة وقال إن خدمته في الجيش البريطاني، خلال دراسته بالجامعة، كانت في نطاق "عضو يرتدي الزي الرسمي في وحدة مكافحة الإرهاب المكلفة بتقييم التهديدات من جماعات مثل الجيش الجمهوري الأيرلندي".

يعتبر غوركا من أشد الداعمين لترامب

وفي 2007، حصل غوركا على درجة الدكتواره في العلوم السياسية من جامعة كورفينوس، بالعاصمة المجرية بودابيست.

وبعدها بعام، انتقل وعائلته إلى الولايات المتحدة، حيث عُين عميدا إداريا في جامعة الدفاع الوطني (NDU) في العاصمة واشنطن.

اتهامات بالعنصرية

خلال حلقاته الإذاعية، وظهوره الإعلامي خبيرا سياسيا، وكذلك في منشوراته على مواقع التواصل، أدلى سيباستيان غوركا بالكثير من التصريحات المثيرة للجدل.

ففي أعقاب هجوم حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر 2023، على سبيل المثال، ظهر غوركا في برنامجه الإذاعي "أميركا أولا"، في حلقة حملت كثيرا من الآراء التي اعتبرها البعض "عنصرية ومعادية للإسلام".

كما دافع عن إغلاق الحدود أمام المهاجرين الذين قد يكون بينهم "إرهابيون ولو بنسبة 1 في المئة".

وعاد وذكّر غوركا مستمعيه بأن هجمات سبتمبر نفذها "عشرون شخصا فقط".

ورغم الانتقادات لغوركا، يرى أنصاره أنه يدافع عن القيم الغربية في مواجهة تهديدات الإرهاب والهجرة غير الشرعية.

مقالات مشابهة

  • محمد الجدعان : لا توجد حالياً خطط محددة لنقل مزيد من أسهم أرامكو إلى صندوق الاستثمارات العامة
  • تصريحات صلاح تثير الجدل.. لم يتبق سوى 36 يوما
  • في ذكرى وفاته.. ابنة مارادونا تثير الجدل برسالة حادة
  • الأرجنتين تحيي ذكرى وفاة مارادونا.. وابنته تثير الجدل برسالة حادة
  • ابنة مارادونا تثير الجدل بـ«رسالة حادة» في ذكرى وفاته!
  • مي عز الدين تثير الجدل بعد تغيبها عن جنازة والدتها
  • مواقفه من الإسلام تثير الجدل.. من هو مسؤول مكافحة الإرهاب بإدارة ترامب؟
  • مواقفه من الإسلام تثير الجدل.. من هو كبير مكافحة الإرهاب بإدارة ترامب؟
  • بالأسود.. ريم مصطفى تثير الجدل في أحدث إطلالة
  • منح تمويلية.. «التضامن» تُعلن تفاصيل صندوق دعم العمل الأهلي