متى تأسست الدرعيه "مهد الدولة السعودية"؟
تاريخ النشر: 14th, September 2023 GMT
متى تأسست الدرعيه "مهد الدولة السعودية" ... من الدرعيه أرسى الإمام محمد بن سعود قواعد حكم الدولة السعودية الأولى، التي نشأ عنها ازدهار حضاريٌّ بشريٌّ غير مسبوق في المنطقة، امتد أثره لمئات السنين من قلب واحة خضراء.
تتميز الدرعية بأنها تملؤها بساتين، ومزارع، ونخيل مثمرة، وسط صحراء عربية، وعلى ضفاف وادي حنيفة تقع الدرعية التاريخية في الشمال الغربي لمدينة الرياض على بعد 20 كلم
الدرعيهالدرعيه هي مدينة عربية تقع في إقليم عارض اليمامة التاريخي بجنوبي هضبة نجد، وتتبع إدارياً منطقة الرياض وعاصمة لمحافظة الدرعية المحافظة الأولى في المملكة، فيما تبعد عن العاصمة السعودية الرياض حوالي 20 كلم.
يحدها من الشمال محافظة حريملاء، ومن الجنوب محافظة ضرما، ومدينة الرياض، ومن الشرق مدينة الرياض، ومن الغرب حريملاء ومحافظة ضرما.
تتيح الدرعيه التاريخية تجربة التجول بين نسيج متناغم من الأحياء القديمة وآثارها، والوقوف على أبواب قصور تمثل بداية حقبة زمنية خلدها التاريخ، إلى جانب أنشطة وفعاليات عدة، تقام على مدار العام في مرافق الدرعية.
سادت حالة من الاستقرار في منطقة وسط الجزيرة العربية حينما قدمت قبيلة بني حنيفة من الحجاز وحلت في المنطقة على ضفاف وادي حنيفة بقيادة عبيد بن ثعلبة حيث اختار حجر اليمامة مستقراً له وعشيرته حوالي عام 430 م .
ثم ازدهرت "حجر" لتكون أعظم مدن اليمامة ويتزعّمها ملك اليمامة في عصره: ثمامة بن أثال الحنفي صاحب القصة الشهيرة مع النبي محمد - صلى الله عليه وسلم -.
وتعاقبت الأحداث على وسط الجزيرة العربية وعاشت أزمانًا من الإهمال والفرقة والانقسام حتى تأسست الدرعية على يدي الأمير مانع بن ربيعة المريدي عام 850هـ / 1446م، الجد الثاني عشر للملك عبد العزيز بن عبد الرحمن الفيصل آل سعود والجد الثالث عشر لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود .
وكان تأسيس الدرعية بمثابة نقطة تحول سياسية بتطبيقها لنظرية دولة المدينة التي تفردت بها الدرعية دون غيرها من المدن والبلدات، في حين قد كان لدولة المدينة تاريخ عريق في منطقة شبه الجزيرة حيث كانت يثرب في بداية هجرة الرسول محمد - صلى الله عليه وسلم - إليها مثالاً واضحًا لدولة المدينة.
وفي عهد محمد بن سعود تأسست الدولة السعودية الأولى عام 1139هـ /1727م وعاصمتها الدرعية واستمرت حتى عام 1233هـ / 1818م ، وامتدادًا للدولة السعودية الأولى وبعد انتهائها تأسست الدولة السعودية الثانية على يدي تركي بن عبدالله بن محمد بن سعود من 1240 - 1309 هـ حتى 1824 – 1891 م.
وصولاً إلى تأسيس المملكة العربية السعودية على يد الملك عبدالعزيز الفيصل آل سعود عام 1319هـ / 1902م، التي تشهد اليوم تطورات واسعة في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، بمساندة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود .
الحياة في الدرعيه التاريخيةتعود نشأة الدرعية التاريخية إلى عام 1446م، بعد مجيء مانع بن ربيعة المريدي من بلدة صغيرة تقع بجوار القطيف، إلى أرض خصبة على ضفاف وادي حنيفة، فاستقر بها مع عائلته، واتسعت مع مرور الوقت نفوذهم ومزارعهم، حتى أصبحوا أمراء تلك المنطقة وما جوارها.
عمرانٌ شاهد على الحضارةمع انتشار الأمن في الدولة السعودية الأولى، واتساع رقعتها، وتطور العمران، ازدهرت العمارة في الدرعية، وازداد عدد الأحياء والمساجد، وتوارد على مجالسها أمراء ورؤساء القبائل وسفرائها، فذاع صيت الدرعية بصفتها عاصمة يسودها الاستقرار والأمن والرخاء. ومن أهم أحياء الدرعية:
حي الطريفهو أهم أحياء الدرعية، وأحد المواقع السعودية الخمسة المدرجة في قائمة اليونيسكو للتراث العالمي. يحتوي حي الطريف على قصر سلوى، الذي كانت تدار منه شؤون حكم الدولة السعودية الأولى، ويقصده طلاب العلم، وسفراء المناطق المجاورة.
حي البجيرييقع حي البجيري على الجهة الشرقية من وادي حنيفة، ويضم جامع الشيخ محمد بن عبدالوهاب، ومدرسته التي كان يقصدها طلاب العلم.
حي السريحةيقع حي السريحة شمال حي البجيري، ويضم بيوتًا ومزارع عدة، إلى جانب مسجد السريحة، الذي يعد أحد أقدم مساجد الدرعية.
حي غصيبةيعد حي غصيبة العاصمة الأولى للمنطقة، ويبعد عن حي الطريف مسافة 2 كلم، تحيط بالحي أسوار مشيدة بالصخور، وتتوسط البوابة الرئيسية السور الشرقي للحي.
الدرعيه في الحاضرتسير هيئة تطوير بوابة الدرعية على خطى رؤية المملكة 2030، حيث تعمل على تحويل الدرعية إلى أكبر وجهة ثقافية وتراثية في العالم. وبتكلفة تصل إلى 240 مليار ريال، مع انتهاء العمل على المشاريع القائمة، ستكون الدرعية الوجهة الأرقى في المملكة لمختلف أوجه الحياة من سكن وعمل وتسوق وترفيه، محتفيةً بتاريخ وثقافة الدولة السعودية.
المصدر : وكالة سوا - وكالاتالمصدر: وكالة سوا الإخبارية
إقرأ أيضاً:
المشنوق من دار الفتوى: السعودية من أكثر الدول التزاماً بأمن لبنان وسلامته
زار وزير الداخلية السابق نهاد المشنوق مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان، وقال بعد الزيارة إن اللقاء تناول "3 مواضيع أساسية، أولها "الاستراتيجية الدفاعية التي هي المخرج الوحيد والمدخل الوحيد للمجتمع الدولي، التي تسمح للبنان بأن تكون الدولة الشرعية هي الأساس والعنوان، وأن يكون مسوؤولوه هم الوحيدون الذين يتفاوضون، وعلى رأسهم الرئيس نبيه برّي، للوصول إلى سلام في لبنان".
كما تناول اللقاء "موضوع الطائف الذي يجب أن يكون واضحاً أنّ اتفاق الطائف هو المدخل الوحيد، أكرّر الوحيد، ليستعيد لبنان علاقاته العربية الطبيعية، خصوصاً مع دول مجلس التعاون الخليجي، الذين نحتاج إليهم في هذه الأيّام الصعبة أكثر من غيرها. وهم لم يقصّروا في واجباتهم، وعلى رأسهم المملكة العربية السعودية، على الأقلّ في ملفّ الإغاثة الإنسانية. لكنّنا لسنا مستعدّين لمناقشة اتفاق الطائف أو تطبيقه، والأهمّ، قبل مناقشة الاستراتيجية الدفاعية. وأنا أتحدّث من هذه الدار ليكون الكلام واضحاً وصريحاً"، وبحث اللقاء أيضاً في "القمّة العربية الإسلامية التي استضافتها السعودية أمس، وكلمة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان".
وأشار المشنوق إلى أنه "من الواضح أنّ المملكة تصدّرت المشهد الإقليمي من دون منافس أو منازع، حين أعلنت في القمة أن لا سلام من دون دولة فلسطينية. وبالتالي لا يضيّعنّ أحدٌ وقته، مثل الذين ضيّعوا وقتهم في التطبيع المجّاني. هذا قرار نهائي وحاسم من كلّ الذين حضروا القمّة أمس. والبيان الختامي فيه عشرات البنود حول الموضوع الفلسطيني. والسعودية تقود الدول المعنية بمتابعة ملفّ الدولة الفلسطينية في كلّ دول العالم. وبالتأكيد سيحقّقون تقدّماً جديّاً. خصوصاً أن العلاقات السعودية الأميركية ستشهد في الفترة المقبلة مرحلة جديدة وصورة مختلفة، تعطي السعودية والأمير محمد بن سلمان قوّة دفع جديدة نحو المزيد من تحقيق العدالة للشعب الفلسطيني، وتأييد الدولة الفلسطينة مهما طال الزمن ومهما كانت العقبات".
ورأى انه "في البيان مسألة أساسية هي إدانة العدوان الإسرائيلي على لبنان، دون ذكر أي حزب أو طرف داخلي. وهذا دليل حكمة في صياغة البيان. وأيضاً دان البيان الختامي العدوان الإسرائيلي على إيران. ما يعني أنّ وليّ العهد الأمير محمد والدولة السعودية معنية بالسلام في المنطقة من خلال الحوار ومحاولة التفاهم. طبعاً بصرف النظر عن قراءتي للزواريب الإيرانية وتفاصيلها وطلعاتها ونزلاتها في لبنان وغزّة. هذا على مسؤوليتي وليس على مسؤولية القمّة السعودية، التي بدت أكثر خبرة وحكمة وأكثر تماسكاً في هذا الموقف".
تابع:"من الواضح أن الأمور وضعت على سكة لا عودة عنها. والعدوان الإسرائيلي سيستمرّ لأسابيع طويلة أو أشهر. لكن هذا لا يمنع أنّ المسعى العربي والإقليمي بقيادة السعودية سيفعل كلّ ما في وسعه دولياً وعربياً، من اجتماعات مستمرّة وتكتّلات من الدول المعنية، للاعتراف بالدولة الفلسطينية، وفي الجمعية العمومية للأمم المتحدة.
وقد ذكر مجلس الأمن في البيان الختامي مرّات عديدة. لكن هناك بشائر جديّة في الحركة العربية الإقليمية. وليس بالضرورة أن تكون نتائجها سريعة. لكن من الواضح أنّ المملكة العربية السعودية من أكثر الدول التزاماً بأمن لبنان وسلامته وضمانة استقرار الشعب اللبناني، وليس فقط بالملفّ الإغاثي. وما يسعون إليه هو الإغاثة السياسية وليس الإنسانية فقط. وأرجو أن نصل إليها لنحقّق أمننا استناداً إلى عروبتنا، من خلال منع العدوّ الإسرائيلي، عبر المقاومين الاستشهاديين، من الدخول إلى الأراضي اللبنانية. وفي الوقت نفسه العودة إلى حضن الدولة من خلال الاستراتيجية الدفاعية، باعتبارها المدخل لإعادة تكوين السلطة في لبنان، بانتخاب رئيس جمهورية وبتشكيل حكومة جديدة".
وردّا على سؤال حول وسائل الضغط التنفيذية المطلوبة من الدول العربية على إسرائيل، لوقف الحرب،قال: "الدول التي طبّعت هل هي مستعدّة لاتخاذ موقف استثنائي من علاقاتها بإسرائيل، نتيجة هذا العدوان المستمرّ على فلسطين ولبنان؟. ووسيلة الضغط الأخرى هي التفاهم مع "المعلّم" الأميركي. وأميركا في مرحلة انتقالية، ومن الواضح أن نتانياهو يتشاور مع الرئيس المُنتخَب دونالد ترامب، ويسمع من الرئيس جو بايدن دون أن ينفّذ. فلا أعرف إذا كانت دول التطبيع مستعدّة لاتخاذ موقف استثنائي من علاقتها بإسرائيل. لست متأكداً. لكنني متأكد أن الاتصالات مع الإدارة الأميركية الجديدة، إلى حين استلامها الإدارة في 20 كانون الثاني 2025، جديّة ومثمرة. والرئيس ترامب، خلال حملته، الاسم الوحيد الذي ورد على لسانه، هو اسم الأمير محمد بن سلمان. ما يعطيه الأفضلية والتسهيلات اللازمة ليعمل الرجلان سويّاً، مع دول أخرى، من أجل إقامة الدولة الفلسطينية من جهة، ووقف العدوان على الشعب اللبناني من جهة أخرى".
وردّاً على سؤال : "هل يكون الحلّ بتسليم السلاح للجيش اللبناني؟"، أجاب: "المرحلة الأولى تتعلّق بأن يكون السلام بإمرة الدولة وبالتنسيق مع الدولة، وقرار الحرب والسلم بيد الدولة. وهم ممثّلون سياسياً ولهم نواب ووزراء داخل الدولة. والدولة، سياسياً في الأشهر الأخيرة، وقبلها، لم تقصّر بدعم موقفهم بوجه العدوان الإسرائيلي. لكنّ الاستراتيجية الدفاعية شيء، ونزع السلاح شيء آخر تماماً.
وردّاً على سؤال حول "الحملة على الجيش"، أجاب: "يجب أن يكون واضحاً أنّ الجيش ليس فقط القائد، بل هو مؤسسة لها قواعد وقوانين وفيها عناصر وضبّاط، وليس كلّ كلمة عن قائد الجيش اسمها "حملة على الجيش". أعتقد أنّ هذا خطأ في التعبير. فإذا كان هناك ما يتعلق بقائد الجيش فالردّ عليه بسيط وسهل وممكن. أما الجيش نفسه، فلا يوجد حملة عليه، بل هناك إجماع لبناني غير مسبوق حول دوره ووطنيته وتجانسه، ولا أحد لديه لحظة شكّ بأنّ الجيش يقف إلى جانب كلّ لبناني".
وردّاً على سؤال حول ما إذا كانت العدالة قد تحقّقت بمقتل سليم عياش، المُدان بالتخطيط وتنفيذ جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري، قال المشنوق: "هذا أقلّ الكلام. هناك كلام أقسى سنقوله لاحقاً في هذا الخصوص. سيأتي وقته لاحقاً. الآن ليس وقته".