موقع 24:
2025-03-31@14:50:26 GMT

فيضانات ليبيا... لماذا تأزم الأمر إلى هذا الحد؟

تاريخ النشر: 14th, September 2023 GMT

فيضانات ليبيا... لماذا تأزم الأمر إلى هذا الحد؟

عندما تلتقي أزمة المناخ ودولة فاشلة، تكون النتيجة كارثة من النوع الذي تشهده درنة الليبية.

كان الاستثمار في البنية التحتية دائماً في حده الأدنى

ويقول باتريك وينتور في صحيفة "غارديان" إن أي مدينة كانت ستعاني من المستوى غير العادي للأمطار التي حملتها العاصفة "دانيال" على الساحل الشمالي لليبيا. وفي شكلها السابق الأكثر اعتدالاً، تسببت العاصفة في أضرار جسيمة في اليونان قبل عبورها البحر الأبيض المتوسط.


ومع ذلك، فإن حجم الدمار وجرف ربع المدينة إلى البحر في ما يوصف بأحداث 11 سبتمبر (أيلول) في ليبيا، يرجع أيضاً إلى السياسة الفاشلة في البلاد.

إدارتان متنافستان

منذ الإطاحة الدموية بمعمر القذافي بدعم من الغرب عام 2011، حكمت البلاد بشكل رئيسي إدارتان متنافستان، واحدة في طرابلس والأخرى في طبرق.
وفي ظل اشتراكية القذافي الزائفة في أواخر السبعينيات والثمانينيات، قام الزعيم الليبي بتفكيك القطاع الخاص الليبي الغني بالنفط من خلال إدارة الشركات المملوكة للدولة، مما أدى إلى تحطيم قاعدة القوة المستقلة للطبقات العليا.

Libya’s floods are result of climate crisis meeting a failed state https://t.co/QC97SkpSoq

— Guardian Environment (@guardianeco) September 13, 2023


ويقول ولفرام لاشر، المحرر المشارك لمجموعة من المقالات نُشرت مؤخرًا بعنوان "العنف والتحول الاجتماعي في ليبيا": "أصبحت مؤسسات الدولة شبكات رعاية".
وفي مرحلة ما بعد القذافي، أصبح الجانبان مركزيين على نحو مماثل. ورشحت الميليشيات وزراء في حكومة الوحدة الوطنية، ومقرها غرب البلاد. وفي الشرق، انتهت حملة مركزية للجيش الوطني الليبي بقيادة خليفة حفتر إلى ظهور العديد من المسؤولين التنفيذيين المتصارعين.
دخل الفريقان في حرب شاملة حتى عام 2020. وحاصرت قوات حفتر طرابلس في حملة عسكرية استمرت لمدة عام لمحاولة الاستيلاء على العاصمة التي قُتل فيها آلاف الأشخاص. ثم في عام 2022، حاول الزعيم السابق للإدارة الشرقية فتحي باشاغا نقل حكومته إلى طرابلس قبل أن تجبره الاشتباكات بين الفرق المتنافسة على الانسحاب.

البيئة الأسوأ للاستثنار في البنى التحتية

ويعتبر باتريك وينتور إن هذا الصراع الهادر، والمنخفض الحدة في الأغلب، يتطلب من القادة تهدئة قواعدهم بالصدقات.

Libya’s floods are the result of the climate crisis meeting a failed state https://t.co/xpj7soj9p4

— Guardian World (@guardianworld) September 13, 2023


وفي درنة، المدينة التي عانت لفترة طويلة منذ سقوط القذافي، وخصوصاً  خلال وقوعها في أيدي تنظيم "داعش" الإرهابي كان الاستثمار في البنية التحتية دائماً في حده الأدنى. وحاول حفتر، الذي تلقى تعليمه الثانوي في المدينة، الحفاظ على سيطرته الوثيقة على سياساتها.

وكان من المقرر إجراء انتخابات المجالس البلدية هذا الشهر، مع إعداد القوائم وتسجيل الناخبين. لكن في الأسابيع الأخيرة، أحرق أعضاء من كتائب أولياء الدم ملصقات انتخابية وهددوا المرشحين بالخطف والقتل، مطالبين بإلغاء الانتخابات وتنصيب حاكم عسكري في المدينة.
وأفاد رئيس اللجنة الانتخابية أنه تعرض للتهديد. واقترح عقيلة صالح، رئيس مجلس النواب في برلمان شرق البلاد، تشكيل مجلس إدارة مؤقت، وهي طريقة لتأجيل الانتخابات.

كان السدان الكبيران اللذان بُنيا في الوادي الضيق فوق درنة بمثابة خطر وشيك الحدوث، خصوصاً أن المساكن سيئة البناء المبنية بالقرب من النهر أصبحت كثيفة وشاهقة بشكل متزايد. وشيّد  السدان في السبعينيات من شركة يوغوسلافية، وكان الخطر الذي يشكلانه وحالة اضمحلالهما موضوعًا لمقال أكاديمي مطول في عام 2022، حيث تم احتساب وزن الماء الذي قد يسحقهما وكيف يمكن أن ينفجر في ضوء التضاريس.

إنفاق جزء من الأموال المخصصة

ولكن رغم تخصيص الأموال للعمل على بناء السدود، تظهر المراجعة المتداولة عبر الإنترنت  أنه تم إنفاق القليل منها على ما يبدو. وبمجرد أن غمرت مياه الفيضان السد الأول، تراكمت بسرعة خلف السد الثاني، مما أدى إلى انفجاره أيضًا.
ولم يتم إصدار تعليمات بإجراء عملية إخلاء مع اقتراب العاصفة. وبدلاً من ذلك تم فرض حظر التجول، وهو الرد المعتاد في ليبيا على أي أزمة.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: زلزال المغرب التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان النيجر مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الملف النووي الإيراني

إقرأ أيضاً:

زلزال ميانمار.. منظمة الصحة العالمية ترفع مستوى الطوارئ إلى الحد الأقصى

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

أعلنت منظمة الصحة العالمية رفع مستوى التعامل مع الطوارئ إلى المستوى الثالث، وهو التصنيف الأعلى الذي تتبناه المنظمة في حالات الكوارث الكبرى في استجابة طارئة لواحد من أقوى الزلازل التي ضربت ميانمار.

وجاء هذا القرار يعكس حجم الدمار الهائل والاحتياجات الإنسانية الملحّة التي خلفها الزلزال، الذي بلغت قوته 7.7 درجة على مقياس ريختر، متسببًا في انهيار المباني وإلحاق أضرار جسيمة بالبنية التحتية، ما دفع فرق الإنقاذ إلى سباق مع الزمن لإنقاذ الضحايا والعثور على ناجين تحت الأنقاض.

التداعيات الصحية والاستجابة الدولية
أوضحت منظمة الصحة العالمية في بيانها أن الزلزال شكّل ضغطًا غير مسبوق على المنشآت الصحية في المناطق المتضررة، التي تعاني بالفعل من ضعف في إمكانياتها الطبية، ونتيجة لذلك، برزت الحاجة إلى تعزيز الاستجابة الطبية العاجلة، مع تركيز خاص على علاج المصابين من الصدمات، وتوفير الجراحات الطارئة، وإمدادات الدم، والأدوية الأساسية، فضلا عن دعم الصحة النفسية للمتضررين.

تحديات الإنقاذ والإغاثة
تواجه عمليات الإغاثة تحديات هائلة، بدءًا من تعقيد الوصول إلى المناطق النائية المتضررة بسبب البنية التحتية المتهالكة، وصولا إلى نقص الموارد الطبية والغذائية، كما أن حجم الأضرار يفرض على المجتمع الدولي التدخل بسرعة لتقديم الدعم اللوجستي والطبي، لا سيما في ظل تحذيرات من تفشي الأمراض بسبب تلوث المياه ونقص الخدمات الأساسية.

مقالات مشابهة

  • زلزال ميانمار.. منظمة الصحة العالمية ترفع مستوى الطوارئ إلى الحد الأقصى
  • بعثة الأمم المتحدة لتحقيق الاستقرار في جمهورية أفريقيا الوسطى تدين الهجوم الذي استهدف قوة تابعة لها
  • الآلاف يحتشدون في الجوامع والساحات العامة التي حددتها وزارة الأوقاف في مختلف المدن السورية لأداء صلاة عيد الفطر المبارك، وذلك في أول عيد بعد تحرير البلاد وإسقاط النظام البائد.
  • أبطال القوات المسلحة في الحد الجنوبي يهنئون القيادة والشعب السعودي بالعيد ‬⁩ ..فيديو
  • ستيفاني وليامز: اللامركزية قد تكون مفتاح حل الأزمة السياسية في ليبيا
  • بين الجبال الشامخة.. أبطال الوطن في الحد الجنوبي يعايدون على المملكة
  • بعض الأسئلة التي تخص قادة الجيش
  • بعد وقوع الزلزال.. ليبيا تتضامن مع ميانمار وتايلاند
  • الجزائر تتضامن مع ميانمار إثر الزلزال الذي ضرب البلاد 
  • القدس المنسية: المدينة التي تُسرق في ظل دخان الحرب الإسرائيلية على غزة والضفة